كثيرةٌ هي العوامل التي تُعرّض الإنسان الى الحروق المتفاوتة في شدّتها والتي تراوح بين الدرجة الأولى، الثانية أو الثالثة. وتكون كفيلة بترك آثار واضحة أو ندوبات، تشكل العلامات الفارقة على الجلد، خصوصاً اذا لم يتم معالجتها فوراً.

لذلك، كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع رئيس قسم الجلد في مستشفى جبل لبنان الدكتور روي مطران الذي فصّل درجات الحروق قائلاً:

درجات الحروق

«لدينا 3 درجات من الحروق، الأولى تكون سطحية وتصيب الطبقة الخارجية من الجلد. الدرجة الثانية ترتكز على إصابة طبقتين من طبقات الجلد، أمّا الثالثة فهي الأكثر خطورة، ويصل الضرر إلى ما بعد الطبقات مصيباً الأنسجة الموجودة فيها».

طريقة التصرّف بعد الإصابة

تختلف طرق علاج الحروق بحسب درجاتها، وكذلك العوارض التي تراوح بين ما هو طفيف وجاد. وفي هذا الإطار، يوصي مطران بطرق مختلفة لعلاج كل حالة: «إذا اقتضى الحرق على الدرجة الأولى الذي يؤدي الى ظهور بقع حمراء على الجلد تزول بعد أيام عدّة، من المهم في هذه الحالة تطبيق الكريمات المرطبة وأخرى لتخفيف الألم وتنظيم الجلدة.

أمّا الدرجة الثانية، التي قد يُصاب بها الشخص نتيجة لمس الحديد الساخن مثلاً، وتظهر إثرها فقاعات من المياه، التي يجب تركها لتفتح من تلقاء نفسها أو يمكن فتحها طبّياً، فتستدعي المواظبة على تنظيف مكانها وإستعمال الكريمات المناسبة التي تعمل على ختمها.

وفي ما يخص الحرق من الدرجة الثالثة نتيجة الصعق بواسطة الكهرباء مثلاً، والذي يؤثر على أعصاب الجلدة، يجب وضع الكريمات التي تختم الجرح».

البنّ و «معجون» الأسنان

تُستعمل طريقة العلاج نفسها على جلدة الجسم أو البشرة، وهنا من المهم أن يبتعد الجميع من العادات غير الطبّية التي يسرعون الى تنفيذها فوراً لدى إصابتهم بالحروق. وبحسب مطران «لا ينفع وضع البن ودواء تنظيف الأسنان على الحرق، ولهذه العادات الخاطئة عوارض جانبية، خصوصاً أنّ البنّ غير نظيف ويسبب البكتيريا، كما أنّ وضع الثلج غير مستحب لأنّ الجلدة لا يجب أن تبرد.

وتكمن الطريقة الأفضل، في فتح مياه «الحنفية» على الجهة الباردة وتركها لمدّة 10 دقائق على مكان الحرق. وعندما يخمد نبدأ باستعمال الكريمات حسب الدرجة والتي تحتوي عادةً على الكورتيزون لتخفيف الوجع أو على المضادات الحيوية. وإذا سبّب الحرق الكثير من الندوبات يمكن استعمال كريم مخصص للندوبات إضافةً الى الكريم الذي يختم الجرح».

الآثار والندوبات

لا يترك الحرق من الدرجة الأولى الآثار، ويمكن التخلّص منه بنسبة 100 في المئة، عكس الدرجة الثانية والثالثة التي تستدعي التوجّه لزيارة الطبيب. ويوضح مطران أنّه «يمكن التخلص من آثار الحرق من الدرجة الثانية، عكس الدرجة الثالثة التي تترك آثاراً دائمة، جرّاء تلف الشرايين والأنسجة العصبية، الأمر الذي يؤثر على إحساس الشخص في المنطقة المصابة، إضافةً الى ختم الجلدة بطريقة غير طبيعية. وعادةّ يظهر التحسّن بعد أسبوع أو إثنين من العلاج وتجدّد الجلدة».

تجميل الندوبات

لا يحبّذ تناول الأدوية من خلال الفم بعد التعرض للحروقات بكل درجاتها، خصوصاً المضادات الحيوية، بل يمكن فقط أخذ مسكّنات للألم. وقد يتساءل البعض، وخصوصاً الذين قد يترك الحرق لديهم ندوباً مزعجة، عن الطرق التجميلية للتتخلص منها. ويشرح مطران عن طريقتين: «الجراحة والليزر، تُستخدمان عندما تكون هناك ندوب دائمة. ولكن لا يمكن اللجوء اليهما إلّا بعد 6 أشهر من الإصابة.

الجراحة ليست سهلة اطلاقاً، وهي تستدعي التخلص من الجلدة المحروقة وإستبدالها بجلدة أخرى تُنزع من جسم الانسان نفسه. أمّا تقنيّة الليزر فتقضي بتقشير الجلدة المصابة لتحسين حالتها»، مشدِّداً «على الجميع معرفة أنّ هذه الطرق ليست سحريّة، وأنّ ليس هناك بعد أيّ طريقة تسمح بالتخلص النهائي من آثار الحروق والندوبات».

الشمس والإسمرار

ومع إقتراب فصل الصيف، من المهم الإنتباه والوقاية من حروق الشمس التي تصيب الشخص بحرق من الدرجة الأولى، وينصح مطران في هذا السياق «وضع واقي الشمس، وعدم التعرض للأشعة ما بين الساعة الـ12 ظهراً والـ3. كما يجب الإنتباه للأطفال وإلباسهم قمصاناً لحمايتهم من الشمس خصوصاً هؤلاء الذين يكون لون بشرتهم فاتحاً وعدم تطبيق الزيوت على جلدتهم.

كما يجب شرب الكثير من المياه، وعدم البقاء في الشمس طول الوقت من أجل الاسمرار «bronzage» بل التوجّه الى الماء في كل فترة. وفي حال أُصيب الشخص بالحروق الناتجة عن الشمس من المهم الاستحمام بالماء الباردة، والإلتزام بالكريمات التي أوصينا بها آنفاً للتخفيف من حدّة الحروق والوجع كالتي تحتوي على الكورتيزون».