كارولين ميلان: كارلوس وإيمّيه الثنائي المثالي لـ«زفاف... يان»
كارولين ميلان: كارلوس وإيمّيه الثنائي المثالي لـ«زفاف... يان»
رنا اسطيح
جريدة الجمهورية
Friday, 21-Apr-2017 00:12
بعد الأصداء الإيجابية الواسعة التي حققها فيلم «زفاف..يان» منذ انطلاقته الأسبوع الماضي في الصالات اللبنانية، تؤكّد مخرجة العمل كارولين ميلان والمشارِكة في إنتاجه، في حديث خاص لـ «الجمهورية» سعادتها بردّة فعل الجمهور، كاشفةً عن جوانب شيّقة من كواليس الفيلم الذي يجمع نخبة من الممثلين اللبنانيين، ضمن قصّة من نوع الكوميديا الرومانسية الخفيفة، صاغها ببراعة معهودة الكاتب اللامع شكري أنيس فاخوري.
منذ أكثر من 13 عاماً بدأت فكرة «زفاف...يان» بين الكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرجة كارولين ميلان اللذين كانا ينويان تقديمها في مسلسل درامي، إلّا أنّ الظروف حالت دون تنفيذ العمل في حينها، لتخرج الفكرة اليوم ضمن عمل سينمائي متكامل يقدّم الكوميديا الرومانسية بشكل شيّق مع مجموعة من الممثلين الأبطال الذين أتقنوا أداء أدوارهم وقدّموا شخصيّات تماهى معها الجمهور في الضحك والحب وحتى في المواقف الجدّية.

كوميديا من دون تهريج

وفي حديث خاص لـ «الجمهورية» تؤكّد مخرجة العمل كارولين ميلان أنّ «الكوميديا الرومانسية الخفيفة تشكّل أحد الأنواع السينمائية الأكثر صعوبةً، حيث يجب التوفيق بين سلاسة العمل وبعده الكوميدي من جهة وبين عمق الطرح مع تفادي التسطيح أو التهريج في سبيل إضحاك الناس من جهة ثانية».

وهذا بالتحديد ما نجح فيلم «زفاف...يان» في تحقيقه ببراعة لافتة، فاستطاع أن يقدّم الضحكة العفوية والتشويق في حبكة أحداثٍ متسارعة، مقدّماً في الوقت عينه نظرةً ثاقبة إلى واقع الأرمن في المجمتع وقصصهم المستمدّة من حياتهم اليومية ببساطتها وجمالها وتفاصيلها الصغيرة والحميمة.
قوّته بأبطاله

الفيلم هو من بطولة إيميه صيّاح، كارلوس عازار، بيار شماسيان، ميراي بانوسيان، كارلا بطرس، سينتيا خليفة، جناح فاخوري، جهاد الأندري ومارينال ساركيس.

وتؤكّد ميلان أنّ «أجمل ما في هذا العمل هو أنه اشتركت في إنتاجه مجموعة من الأصدقاء» بينهم كارولين ميلان نفسها والكاتب شكري أنيس فاخوري وكارلا بطرس التي تشارك فيه كممثلة ومشاركة في الإنتاج ومديرة لعملية اختيار الممثلين بالإضافة إلى شركة Marble Entertainment التي أنتجت الفيلم وشركة Eagle Films التي تتولّى توزيعه.

وتؤكّد ميلان أنّ من عناصر قوّة فيلم «زفاف...يان» طاقم ممثليه، كاشفةً أنه تمّ إخضاع ممثلات كثيرات لعملية كاستينغ لدور البطلة «Sevanna» الذي تؤدّيه إيمّيه صيّاح، «فقد كنا نبحث عن ممثلة تبرع في التمثيل من جهة وتتمتع بمقوّمات الشكل الجميل ومعايير النجومية لبطولة سينمائية من جهة ثانية وهذا ما اجتمع في إيمّيه».

حب من نوع خاص

كارولين ميلان التي يجمعها تاريخ من الأعمال المشتركة مع الكاتب شكري أنيس فاخوري ترى أنّ العمل معه «هو بالدرجة الاولى مبني على الثقة فهو كاتب كبير له بصمة في أهم الاعمال الدرامية.

وفي مسلسل «كلّها مالحة» خضتُ مع فاخوري تجربتنا الأولى في مجال الأعمال الكوميدية واكتشفت أنّ لديّ حباً خاصاً لها وأُتقن مجاراة إيقاعها، وتوالت بعدها الأعمال الكوميدية التي قدّمتها وكان لها صدى طيّب لدى الناس في «مدام بامبينو» و»ليلة عيد» و»حماتي وعقلاتي» وغيرها.

وعن النجومية التي يتمتع بها كل من كارلوس عازار وإيمّيه صيّاح على شبّاك التذاكر، أكّدت: «لا شكّ أنّ لكل منهما جمهوراً كبيراً وقد اكتشفنا من خلالهما ثنائياً رائعاً بكل المعايير، فقد شكّلا النثائي الأمثل للفيلم وأعتبر أنّ اختيارهما كان ضربةً موفّقة جداً. في المقابل حتى في الأعمال الهوليوودية شبّاك التذاكر يتحقق من خلال النجوم فقط في المراحل الأولى، ومعايير الفيلم نفسه هي التي تلعب الدور الأهم في نجاحه فلا يمكن الاتكال فقط على نجومية الممثلين المشاركين وهذا ما ينطبق على فيلم «زفاف...يان»»، كاشفةً أنّ الفيلم سيُعرض قريباً خارج لبنان على أن يتم الإعلان لاحقاً عن أماكن عرضه وتواريخها.

وتكشف أنّ فيلم «زفاف...يان» استغرق أكثر من سنة وشهرين بين التحضير والتصوير والمونتاج بالإضافة إلى البحوث الكثيرة التي أجريتُها بنفسي والتي كان قد أجراها الكاتب شكري أنيس فاخوري لمراعاة خصوصية الأرمن وتقديمهم بصورة حقيقية من دون مبالغة فلا تستند الضحكة بشكل مبتذل على الكليشهات بل على العكس تماماً تكون مبنيّة على تفاصيل حقيقية مستمدّة من الحياة اليومية وعلى كوميديا الموقف بالدرجة الأولى وهذا ما جعل كثر يعتبرونه بمثابة تحيّة إلى الأرمن في لبنان».

سنفتح هذا المطعم

هكذا تؤكّد «حاربتُ من أجل تصوير مشاهد واقعية وفيلم حقيقي يشبه الناس، ورغم أنّ ذلك يرفع الكلفة الإنتاجية إلّا أننا اخترنا التصوير في شوارع برج حمود الحقيقية وفي وقت الذروة مع الاشخاص العاديين في الشارع وهذا ما يضاعف المصداقية. والمطعم الذي يظهر في مشاهد الفيلم لكثرة ما سُئِلنا عنه، اخترت أن نفتتحه فعلياً أنا وبيار شمسيان فهو غير موجود في الحقيقة وخلقناه خصيصاً للفيلم».

وترى أنّ «السينما يجب أن تنطلق من الحالات العامة وليس الخاصة كما تفعل الدراما التي تُبقي أجواءها في معظم الأحيان محصورةً بين الجدران الأربعة وفي قصور»، سائلةً «وكم من اللبنانيين يملكون قصوراً؟، نحن بحاجة لإظهار هويّتنا وحقيقتنا في الأعمال السينمائية التي يطّلع عليها العالم ليعرف خصوصيّتنا كشعب».

الفيلم حبّة مهدّئ

وتختم واعدةً بأن تشكل أعمالُها دوماً خطوةً إلى الأمام على ما اعتادت خلال مشوارها المهني الذي يتخطّى عامه الخامس عشر، مشددة «سأبقى إنتقائية في اختيار الأعمال الأفضل. ولكل مَن لم يشاهد فيلم «زفاف...يان» بعد أعدكم أنه بمثابة حبّة المهدّئ القادرة أن تُنسي اللبناني همومه ليضحك من قلبه لساعة ونصف الساعة من الوقت وينتقل معنا إلى عالم من الكوميديا والرومانسية ضمن قصة حب رائعة وأنيقة في فيلم يتوجّه إلى كل الأعمار».
theme::common.loader_icon