كيف تتعاملون مع الطفل العنيد؟
كيف تتعاملون مع الطفل العنيد؟
اخبار مباشرة
ساسيليا دومط
جريدة الجمهورية
Saturday, 08-Apr-2017 07:47
تُصاب الأمّ بالحرَج الشديد عندما يَرفض طفلها الخضوع للأوامر والأنظمة، خصوصاً في الأماكن العامة، فتتّهمه بقلّة التهذيب، وتعاقبه بشتّى الطرق، تعانده بالمقابل، تَحرمه من الأشياء التي يحبّها، وتمنعه من اللعب، ولا ترضى عنه إلّا بتدخّلِ الأب أو الجَدّة، بعد تعهّدِ الطفل بأنه لن يعيد الكرّة، التي لا تلبث أن تَظهر بعد دقائق أو ساعات.
يَرفض الطفل العنيد التعليمات والإرشادات الموجّهة له، ويتمسّك برأيه من دون إبداء وجهة نظر مقنِعة، بل يجادل باكياً، يرمي بنفسه أرضاً مكرِّراً كلماته، متشبّثاً بالرفض. يَظهر عناد الطفل في مواقف متعدّدة، كارتداء الملابس، تناوُل الطعام، الذهاب إلى المدرسة، وغير ذلك...

ما هو «العناد»؟

«العناد» مشكلة سلوكية، تربوية، تبدأ في حوالي العام الثاني، وتبلغ ذروتَها في سنّ الرابعة. فعند بلوغ الطفل العامين، يبدأ بالشعور بالاستقلالية من خلال القدرة على السير وحيداً، الكلام، بالإضافة إلى نموّ خيالِه وتصوّراته الذهنية، بعد تبَعيتِه لأمّه في أموره الحياتية، منذ الولادة.

كيف يظهر عناد الطفل؟

• رفضُ تلقّي الأوامر.
• رفضُ تنفيذ الإرشادات والتوجيهات أو تأجيلها، والإصرار على مخالفة طلبات الأهل: القيام بالأمور المرفوضة وغير اللائقة.
• شدّة الغضَب بشكل سريع وواضح.
• الظنّ بأنّه دائماً على حقّ.
• التمسّك برأيه وبما يريد القيام به.


أنواع العناد لدى الأطفال

يُقسَم عناد الأطفال إلى ثلاثة أنواع:

أوّلاً، العرضي: وهو لا بدّ من أن يصيب جميع الأطفال في مراحل معيّنة، لأسباب خارجية كالحَرّ والبرد، أو لأسباب صحّية كارتفاع حرارة الجسم في حالة المرض، أو لأسباب نفسية كالغيرة، غياب الأم، أو أسباب حياتية أساسية كالجوع مثلاً.

ثانياً، العناد المتكرّر: كحالة الأطفال الذين يعاندون بشكل دائم ومستمر، يرفضون التعليمات ويتجاهلونها على الدوام.

ثالثاً، العناد المرضي: وهو نوع نادر يترافق مع الأمراض النفسية، ويحتاج إلى العلاج بشكل طارئ وسريع.

أسباب العناد

يعبّر الطفل من خلال العناد عن انزعاج أو معاناة، وأسباب ذلك كثيرة، منها:

• ضيق المكان وحصرُ الطفل بالأشياء القيّمة التي تمنَعه من التحرّك بحرّية.
• نقص في تلبية الحاجات الأساسية، كالجوع والنعاس، التعب، الحرّ والبَرد الشديد.
• الضغط على الطفل بفرضِ الأوامر وطلب أمور تعجيزية بالنسبة له.
• أن يكون مَثله الأعلى مثلاً في العناد والرفض.
• الغيرة، المنافسة، الملل.
• التدليل الزائد أو القسوة الزائدة.
• مقارنته بأطفال آخرين.
• إعطاؤه وصمة الطفل «العنيد».


هكذا نتعامل مع الطفل العنيد

من الطبيعي أن يمرّ جميع الأولاد بمراحل يُعبّرون فيها عن الرفض والتمسّك بالرأي وفرضِ الذات، فيعاندون أهلَهم ومدرّسيهم، إلّا أنّ تكرار الأمر، وتسبّبَه بمشكلة علائقية مع الآخرين يدعونا للقيام بالخطوات التالية بهدف العلاج، واللجوء إلى المعالج النفسي في حال أخفَقنا.

1 - تأمين بيئة بنّاءة ومتوازنة للطفل، من خلال عيشِه في أسرةٍ تحيطه بالحب واللطف والإيجابية، بالإضافة إلى التواصل باحترام وودّ، والاعتماد على الحوار، وشرح سبب التوجيهات وسبب رفضِ ما يريده الطفل.
2 - تجنّب اعتماد مبدأ الرفض غير المبرّر، والسلبية، وبالتالي أن لا نكون مثلاً في العناد يتبعه الطفل. والتوقّف عن تكرار كلمة «لا»، واستبدالها بـ«نعم» ولكن.
3 - تجاهُل عناد الطفل وعدم نعتِه بـ«العنيد»، وعدم قيامنا بمعاندته.
4 - إعتماد المكافأة والتشجيع في حال التعاون، قد تكون المكافأة هديةً أو رحلة أو حتى دعوة للخروج في نزهة.
5 - عدم مقارنتِه بالأطفال الآخرين من إخوةٍ ورفاق.
6 - عدم محاورته بلغةِ الأمر.
7 - الاعتدال في التعامل، بعيداً عن القسوة أو التدليل الزائد.


يحمل أبناؤنا خصوصياتنا وأسرارَنا، ينطقون للعلن بنواقصِنا وعيوبنا. وطريق إصلاحِهم تمرّ غالباً بإصلاحنا لأنفسنا، لعاداتنا وطرقِ عيشِنا.
theme::common.loader_icon