كيف مشى أوباما على خطى بوش في سياسته الخارجية؟
كيف مشى أوباما على خطى بوش في سياسته الخارجية؟
اخبار مباشرة
جورج ساسين


في السادس من تشرين الثاني سيكون الجميع على موعد مع الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة، حيث سيُكتب فصل جديد من تاريخ هذه البلاد والعالم. وعشية ذلك اليوم، ثمّة تساؤلات عديدة تُطرح للنقاش حول ما أنجزه باراك أوباما وما فشل فيه، ولا سيّما أنّه جدّد في أسلوب «الحرب الناعمة» مع إبقائه على السير في الكثير من الأحيان على خطى سلفه جورج بوش.
كثيرون سيتسمّرون أمام التلفاز لمتابعة الجولة الثانية من المنازلة بين الرئيس ـ المرشّح باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني غداً الثلثاء في جامعة "هوفسترا" في هامبستيد في ولاية نيويورك.
والجميع سيراقب حركة الرجلين وأقوالهما، وسيعدّد النقاط على قاعدة من يفحم الآخر أوّلاً. ومع أنّ الجمهوري تفوّق بقليل على الديموقراطي في منازلتهما الأولى، إلّا أنّ أوباما لن يجد أمامه من مفرّ سوى استعادة حنكته وألقه وثقته بنفسه في هذه الجولة ليتأهّل للجولة الثالثة في 22 تشرين الأوّل، ويضع سياسته الخارجية على الطاولة حاضراً ومستقبلاً.
وإذا كان نائبه جو بايدن نجح في إنعاش معنويات الديموقراطيين أثناء نقاشه مع المرشّح لمنصب نائب الرئيس الجمهوري بول رايان، إلّا أنّ الموعد الحاسم أمام الناخبين والرأي العام سيكون في السادس من تشرين الثاني في صناديق الاقتراع. وفي انتظار ذلك لا بدّ من مراجعة سريعة لما حقّقه أوباما في ولايته الأولى التي توشك على النهاية، وما بقي أمامه من عقد كأداء للحلّ في سياسته الخارجية، على الأقلّ. وتبقى المفارقة في أنه نجح حيث لم يتوقّع أحد، وفشل حيث راهن عليه الجميع.
لكن بداية يجب الإقرار بأنّ أوباما أعطى نفَساً جديداً للديبلوماسية الأميركية بعد ثماني سنوات من حكم اليمين التقليدي والمحافظين الجدد مع الرئيس جورج بوش الإبن، وأضفى صورة مختلفة نوعاً ما عن بلاده خصوصاً حيال العالمَين العربي والإسلامي، لكنّه لم يتمكن من تحقيق أحلام عديدين في تغيير قواعد اللعبة الدولية، وذلك لأسباب كثيرة منها التركة الثقيلة لسلفه ومراكز القوى الداخلية. وتبيّن أن ليس لديه "عقيدة ثابتة" في هذا الميدان، فهو تارة براغماتي ومهادن وطوراً مثالي وهجومي، وفي كلا الحالين لجأ إلى أسلوب "الحرب الناعمة".
وبما أنّ هدفه البعيد هو الحفاظ على تفوّق بلاده الاستراتيجي في المديَين القريب والمتوسط، أجرى أوباما نقلة في محور اهتمامه، إذ أصبح لشرق آسيا الأولوية على الشرقين الأوسط والأدنى، ذلك أنّ رؤيته واقتناعه يتلخّصان بأنّ مصير العالم المقبل سيتقرّر في آسيا.
وعليه لا بدّ من الانسحاب من الحروب التي تَسبّب بها بوش في العراق وأفغانستان للانصراف لمواجهة المارد الصيني في عقر داره من خلال اللعب على تخوّف دول الطوق كاليابان وأوستراليا والهند وغيرهم في الإقليم، والتوقيع في الوقت نفسه اتّفاقاً جديداً مع الروس لخفض ترسانتهما النووية، لمحاولة عزل بكين.
والمفارقة تكمن في أنّ الرئيس الحالي مشى على خطى سلفه بعدما أعطى الأولوية لقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، فأظهر تشدّداً فاق ما كان يلوح به بوش ليل نهار.
كما أعطى موافقته على تنفيذ 240 هجوماً ضد أنصار "القاعدة" عبر الطائرات من دون طيّار سواء في أفغانستان أو باكستان أو اليمن وغيرها في خلال ثلاث سنوات، بينما لم يوقّع بوش إلّا 44 عملية من هذا النوع في غضون سبع سنوات، إضافة إلى أنّه أبقى على سجن غوانتانامو على رغم وعوده القاطعة بإغلاقه لأنّه "وصمة عار"، على حدّ قوله.
كما أنّه مشى على خطى سلفه في إدارة ملفّات العراق وأفغانستان وإيران، بعدما كان أبدى ميلاً إلى مدّ اليد باتّجاه طهران وعدد من عواصم "محور الشر". وفي المحصّلة، تبيّن أنّ أوباما تفوّق على ما كان ينوي القيام به بوش لجهة تشديد العقوبات ضدّ هذه الأخيرة وعزلها أكثر فأكثر على الصعيدَين الدولي والإقليمي.
وإذا كان قد غلَّب الرئيس الحالي مفهوم الاستقرار على الديموقراطية في العالم العربي، بعكس الرئيس السابق، إلّا أنّه وظّف موجة "الربيع العربي" من أجل فتح قناة حوار جدّي مع "الإسلام السياسي" في مصر وتونس وغيرهما، فيما فاجأته صدمة اغتيال سفيره في ليبيا على رغم أنّه ساهم في قيادة الحرب ضدّ معمر القذافي "من خلف الستارة".
وجاء هذا "الربيع" ليُبقي الموضوع الفلسطيني في "الثلاجة". ولعلّ معالجة هذا الملف وغيره من ملفّات المنطقة كالأزمَتَين السورية والإيرانية ستحظى "بأفكار خلّاقة" تعوّض عن فشل أوباما وتردّده في ولايته الأولى، إذا قيّد له النجاح في مبارزتيه المقبلتين مع رومني. حينها تكون ولايته الثانية مجالاً لاستعادة "رؤيته الواعدة" التي تقطع ربّما مع الدرب الذي مشى عليه على خطى جورج بوش الإبن.
والجميع سيراقب حركة الرجلين وأقوالهما، وسيعدّد النقاط على قاعدة من يفحم الآخر أوّلاً. ومع أنّ الجمهوري تفوّق بقليل على الديموقراطي في منازلتهما الأولى، إلّا أنّ أوباما لن يجد أمامه من مفرّ سوى استعادة حنكته وألقه وثقته بنفسه في هذه الجولة ليتأهّل للجولة الثالثة في 22 تشرين الأوّل، ويضع سياسته الخارجية على الطاولة حاضراً ومستقبلاً.
وإذا كان نائبه جو بايدن نجح في إنعاش معنويات الديموقراطيين أثناء نقاشه مع المرشّح لمنصب نائب الرئيس الجمهوري بول رايان، إلّا أنّ الموعد الحاسم أمام الناخبين والرأي العام سيكون في السادس من تشرين الثاني في صناديق الاقتراع. وفي انتظار ذلك لا بدّ من مراجعة سريعة لما حقّقه أوباما في ولايته الأولى التي توشك على النهاية، وما بقي أمامه من عقد كأداء للحلّ في سياسته الخارجية، على الأقلّ. وتبقى المفارقة في أنه نجح حيث لم يتوقّع أحد، وفشل حيث راهن عليه الجميع.
لكن بداية يجب الإقرار بأنّ أوباما أعطى نفَساً جديداً للديبلوماسية الأميركية بعد ثماني سنوات من حكم اليمين التقليدي والمحافظين الجدد مع الرئيس جورج بوش الإبن، وأضفى صورة مختلفة نوعاً ما عن بلاده خصوصاً حيال العالمَين العربي والإسلامي، لكنّه لم يتمكن من تحقيق أحلام عديدين في تغيير قواعد اللعبة الدولية، وذلك لأسباب كثيرة منها التركة الثقيلة لسلفه ومراكز القوى الداخلية. وتبيّن أن ليس لديه "عقيدة ثابتة" في هذا الميدان، فهو تارة براغماتي ومهادن وطوراً مثالي وهجومي، وفي كلا الحالين لجأ إلى أسلوب "الحرب الناعمة".
وبما أنّ هدفه البعيد هو الحفاظ على تفوّق بلاده الاستراتيجي في المديَين القريب والمتوسط، أجرى أوباما نقلة في محور اهتمامه، إذ أصبح لشرق آسيا الأولوية على الشرقين الأوسط والأدنى، ذلك أنّ رؤيته واقتناعه يتلخّصان بأنّ مصير العالم المقبل سيتقرّر في آسيا.
وعليه لا بدّ من الانسحاب من الحروب التي تَسبّب بها بوش في العراق وأفغانستان للانصراف لمواجهة المارد الصيني في عقر داره من خلال اللعب على تخوّف دول الطوق كاليابان وأوستراليا والهند وغيرهم في الإقليم، والتوقيع في الوقت نفسه اتّفاقاً جديداً مع الروس لخفض ترسانتهما النووية، لمحاولة عزل بكين.
والمفارقة تكمن في أنّ الرئيس الحالي مشى على خطى سلفه بعدما أعطى الأولوية لقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، فأظهر تشدّداً فاق ما كان يلوح به بوش ليل نهار.
كما أعطى موافقته على تنفيذ 240 هجوماً ضد أنصار "القاعدة" عبر الطائرات من دون طيّار سواء في أفغانستان أو باكستان أو اليمن وغيرها في خلال ثلاث سنوات، بينما لم يوقّع بوش إلّا 44 عملية من هذا النوع في غضون سبع سنوات، إضافة إلى أنّه أبقى على سجن غوانتانامو على رغم وعوده القاطعة بإغلاقه لأنّه "وصمة عار"، على حدّ قوله.
كما أنّه مشى على خطى سلفه في إدارة ملفّات العراق وأفغانستان وإيران، بعدما كان أبدى ميلاً إلى مدّ اليد باتّجاه طهران وعدد من عواصم "محور الشر". وفي المحصّلة، تبيّن أنّ أوباما تفوّق على ما كان ينوي القيام به بوش لجهة تشديد العقوبات ضدّ هذه الأخيرة وعزلها أكثر فأكثر على الصعيدَين الدولي والإقليمي.
وإذا كان قد غلَّب الرئيس الحالي مفهوم الاستقرار على الديموقراطية في العالم العربي، بعكس الرئيس السابق، إلّا أنّه وظّف موجة "الربيع العربي" من أجل فتح قناة حوار جدّي مع "الإسلام السياسي" في مصر وتونس وغيرهما، فيما فاجأته صدمة اغتيال سفيره في ليبيا على رغم أنّه ساهم في قيادة الحرب ضدّ معمر القذافي "من خلف الستارة".
وجاء هذا "الربيع" ليُبقي الموضوع الفلسطيني في "الثلاجة". ولعلّ معالجة هذا الملف وغيره من ملفّات المنطقة كالأزمَتَين السورية والإيرانية ستحظى "بأفكار خلّاقة" تعوّض عن فشل أوباما وتردّده في ولايته الأولى، إذا قيّد له النجاح في مبارزتيه المقبلتين مع رومني. حينها تكون ولايته الثانية مجالاً لاستعادة "رؤيته الواعدة" التي تقطع ربّما مع الدرب الذي مشى عليه على خطى جورج بوش الإبن.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
May 22
سوريا إلى الحرب الأهلية؟ وماذا عن لبنان؟

1
May 19
مانشيت "الجمهورية": الكتائب تخسر في زحلة والمناصفة تفوز في بيروت... ترقبٌ لبنانيّ لترجمة نتائج اجتماعات الرياض

2
May 22
للاستثمار في زيارة ترامب: أورتاغوس تحيي شياطين التفاصيل!

3
06:20
انتخابات الجنوب تحت المجهر: قياس نبض «الثنائي» وجمهوره

4
14:38
لقاء بين بري وعباس لعرض التطورات في لبنان والمنطقة

5
14:33
سلام التقى عباس: تمسك بسيادة الدولة اللبنانية ورفض التوطين

6
May 22
بالفيديو- صرخ "فلسطين حرّة"... لحظة اعتقال منفّذ إطلاق النار قرب المتحف اليهوديّ!

7
May 22
إيران أعلنت موافقتها على مقترح عمان لعقد جولة مفاوضات خامسة مع واشنطن في روما

8
