أنجو ريحان طَعمِتنا الضَرب
أنجو ريحان طَعمِتنا الضَرب
اخبار مباشرة
جوزف طوق
نحنَ رحنا بَس أنجو ما إجِت وطعمتنا ضرب مبكّل... ما حصل على مسرح «تياترو فردان» في تلك الليلة لم يكن متوقعاً أبداً، فنحن ذهبنا لمشاهدة الممثلة أنجو ريحان في مسرحية «أنا جوليا»، لكنها لم تأتِ إلى العرض وجاءت مكانها فتاة إسمها جوليا، لتروي لنا قصّة حياة أنجو ومعها قصص كثيرات من فتيات لبنان.
كيف إنخدعنا، وكيف انقلبت الأدوار، وكيف سرقت الشخصية دور الممثلة، وكيف انقلب سحر المسرح على سَحَرتِه، فشربنا تعويذة الكاتب المبدع يحيى جابر وبدل أن نتسمّم، سكرنا بأداء أنجو ريحان التي قدّمت لنا هدية لم تكن أبداً في الحسبان، هدية ممثلة اعتقدنا أنها ستضحكنا فأبكتنا وخفنا أن تبكينا فأضحكتنا، وصدمتنا، ونقلتنا وتناقلتنا وانتقلت بنا إلى أداءٍ تمثيلي تغتاله اللعبة التلفزيونية وتشحذه السينما اللبنانية وتحنّ إليه خشبة المسرح.
بكرسيّ خشبيّ واحد، وبشالٍ زهريّ واحد فقط لا غير، خلقت أنجو ريحان ديكور عالم واقعي لسندريلا لبنانية إسمها جوليا، سرقت اسكربينتها الزجاجية الموروثات المجتمعية والمناطقية والطائفية والدينية، وأميرها الساحر مشغول بإطعام حصانه الأبيض من معلف الكبت الذكوري في اسطبل رجولة مصابة برهاب الخصيتين.
جوليا فتاة شيعية من جنوب لبنان، وهي على رغم إنتمائها الطائفي والمناطقي الواضح، تروي قصة تنطبق على البنات المارونيات والكاثوليكيات والدرزيات والسنّيات والملحدات... والحجاب الزهري الذي ترتديه على رأسها في القسم الأكبر من المسرحية، لا يمتّ إلى الخصوصية الشيعية بصلة، بل يمثّل الحجاب الاجتماعي الذي يفرضه الرجل على المرأة من أجل أن يستر خشونته المفرطة في التعاطي مع مَن يصنّفها جنساً لطيفاً، والتستّر على عورته المخصية من الشهامة.
أداءُ أنجو في دور جوليا رشوة لا يمكن لأيّ مشاهد رفضها، رشوة لمتابعة دور مخيّط على قياس نصّ يحيى جابر المكتوب بدويّ صرخة ممتدّة على مساحة مجتمعات تحتلّ الوطن.
تنقّلت أنجو بين أدوارها كحركة الأصابع على مفاتيح البيانو، فقدّمت لنا دور الأب والأم والخالات والعمّات والأخوات والخيّات والزوج والعاشق والأصدقاء والجيران، وحوّلت الكرسي الوحيد على المسرح إلى صالون وشرفة وحديقة وساحة قرية وسيارة وشاطئ بحر، وأكسسوارها الوحيد في العمل، ذاك الشال الزهري اليتيم، مارست معه مزيج علاقات من الرقص والركض والإنطواء فأنجبت منه امتداداً لديكور خيالي يُدخلنا إلى سايكولوجيا الانتماء بلا ارتباط.
يُقال إنّ مسرحية «أنا جوليا» تروي قصة صراع فتاة مع مرض السرطان، لكن ما لم يتمّ قوله هو إنّ هذه المسرحية تروي قصة نضال كل فتاة مع سرطان إسمه عالم الذكور، سرطان يتحرّش بالفتاة على مرجوحة الطفولة ويغتصبها في مراهقتها ويجهض أنوثتها عندما تبلغ ويشظّي شخصيتها بالواجبات والمحظورات، ويمرّ كل ذلك بلا تعاطف من أحد وبلا علاج... وعندما يصيبها مرض السرطان في صدرها لا تحصل إلّا على شفقة مجتمع أمضت حياتها تخضع لجلسات علاجه الجندرية.
إنتهت المسرحية وخرجت جوليا على أنغام تصفيق الجمهور الذي تذوّق طعم السرطان المتشبّث على الستارة المفتوحة للعرض المتواصل لمسرحية المجتمع...
دخلت جوليا إلى الكواليس، خلعت شخصيتها وعلّقتها مع الفساتين، وخرجت أنجو ريحان إلى موقف السيارات مبتسمةً بعد يومٍ شاق وممتع في العمل... هكذا هم الممثلون الموهوبون، ينسون أنفسهم في الكواليس ويراقصون الجمهور بجلد شخصياتهم العاري الذي دبغه المخرج.
كيف إنخدعنا، وكيف انقلبت الأدوار، وكيف سرقت الشخصية دور الممثلة، وكيف انقلب سحر المسرح على سَحَرتِه، فشربنا تعويذة الكاتب المبدع يحيى جابر وبدل أن نتسمّم، سكرنا بأداء أنجو ريحان التي قدّمت لنا هدية لم تكن أبداً في الحسبان، هدية ممثلة اعتقدنا أنها ستضحكنا فأبكتنا وخفنا أن تبكينا فأضحكتنا، وصدمتنا، ونقلتنا وتناقلتنا وانتقلت بنا إلى أداءٍ تمثيلي تغتاله اللعبة التلفزيونية وتشحذه السينما اللبنانية وتحنّ إليه خشبة المسرح.
بكرسيّ خشبيّ واحد، وبشالٍ زهريّ واحد فقط لا غير، خلقت أنجو ريحان ديكور عالم واقعي لسندريلا لبنانية إسمها جوليا، سرقت اسكربينتها الزجاجية الموروثات المجتمعية والمناطقية والطائفية والدينية، وأميرها الساحر مشغول بإطعام حصانه الأبيض من معلف الكبت الذكوري في اسطبل رجولة مصابة برهاب الخصيتين.
جوليا فتاة شيعية من جنوب لبنان، وهي على رغم إنتمائها الطائفي والمناطقي الواضح، تروي قصة تنطبق على البنات المارونيات والكاثوليكيات والدرزيات والسنّيات والملحدات... والحجاب الزهري الذي ترتديه على رأسها في القسم الأكبر من المسرحية، لا يمتّ إلى الخصوصية الشيعية بصلة، بل يمثّل الحجاب الاجتماعي الذي يفرضه الرجل على المرأة من أجل أن يستر خشونته المفرطة في التعاطي مع مَن يصنّفها جنساً لطيفاً، والتستّر على عورته المخصية من الشهامة.
أداءُ أنجو في دور جوليا رشوة لا يمكن لأيّ مشاهد رفضها، رشوة لمتابعة دور مخيّط على قياس نصّ يحيى جابر المكتوب بدويّ صرخة ممتدّة على مساحة مجتمعات تحتلّ الوطن.
تنقّلت أنجو بين أدوارها كحركة الأصابع على مفاتيح البيانو، فقدّمت لنا دور الأب والأم والخالات والعمّات والأخوات والخيّات والزوج والعاشق والأصدقاء والجيران، وحوّلت الكرسي الوحيد على المسرح إلى صالون وشرفة وحديقة وساحة قرية وسيارة وشاطئ بحر، وأكسسوارها الوحيد في العمل، ذاك الشال الزهري اليتيم، مارست معه مزيج علاقات من الرقص والركض والإنطواء فأنجبت منه امتداداً لديكور خيالي يُدخلنا إلى سايكولوجيا الانتماء بلا ارتباط.
يُقال إنّ مسرحية «أنا جوليا» تروي قصة صراع فتاة مع مرض السرطان، لكن ما لم يتمّ قوله هو إنّ هذه المسرحية تروي قصة نضال كل فتاة مع سرطان إسمه عالم الذكور، سرطان يتحرّش بالفتاة على مرجوحة الطفولة ويغتصبها في مراهقتها ويجهض أنوثتها عندما تبلغ ويشظّي شخصيتها بالواجبات والمحظورات، ويمرّ كل ذلك بلا تعاطف من أحد وبلا علاج... وعندما يصيبها مرض السرطان في صدرها لا تحصل إلّا على شفقة مجتمع أمضت حياتها تخضع لجلسات علاجه الجندرية.
إنتهت المسرحية وخرجت جوليا على أنغام تصفيق الجمهور الذي تذوّق طعم السرطان المتشبّث على الستارة المفتوحة للعرض المتواصل لمسرحية المجتمع...
دخلت جوليا إلى الكواليس، خلعت شخصيتها وعلّقتها مع الفساتين، وخرجت أنجو ريحان إلى موقف السيارات مبتسمةً بعد يومٍ شاق وممتع في العمل... هكذا هم الممثلون الموهوبون، ينسون أنفسهم في الكواليس ويراقصون الجمهور بجلد شخصياتهم العاري الذي دبغه المخرج.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:20
المرحلة الثانية: وفق أي قرار؟
1
07:07
مشروع قانون الإنتظام المالي واسترداد الودائع: ملاحظات أولية
2
07:14
من أوكرانيا... فنزويلا... إلى الشرق الأوسط: لبنان يأكل العصي ويعدّها!
3
07:03
تداعيات الرفع الرسمي لعقوبات «قيصر» عن سوريا
4
08:14
الحكومة أمام امتحان الفجوة والانتظام الماليّ...
5
11:10
بالفيديو - عملية استهداف عنصر في "حزب الله"
6
14:01
غارة على صيدا.. والجيش الإسرائيلي يعلق!
7
06:41
مانشيت "الجمهورية": السلاح من جنوب النهر إلى ما بين النهرين... والحكومة أمام امتحان الفجوة والانتظام المالي
8