التوائم المتطابقة... الشَبه لن يستمرّ مدّة طويلة!
التوائم المتطابقة... الشَبه لن يستمرّ مدّة طويلة!
اخبار مباشرة
جنى جبّور
يَكثر التشابه في الأفكار والصفات والانفعالات بين التوائم الذين ينشأون في الرحم الواحد، لدرجة أنه يصعب في كثير من الأحيان التفريق بين التوأم والآخر.
يستغرب كثيرون حالة الترابط الروحي والفكري بين التوائم، فنرى انهم يشعرون بآلام بعضهم البعض ويحسّون بمشاعر بعضهم وكأنّ هذا التشابه يتعدّى الشكل ليصل إلى الجوهر، والميول والمشاعر والأحاسيس، إلّا أنّ مسار حياة التوأم المتطابق يختلف في المستقبل، فما السبب في ذلك؟
تنقسم التوائم إلى نوعين، الأوّل هو المتطابقة، حيث يتشابه كلّ منهما في كلّ المظاهر الشكلية، ويَحدث ذلك نتيجة انقسام البويضة إلى جزءَين بعد تلقيحها، أمّا النوع الثاني فهو المعروف بغير المتطابقة، ويأتي نتيجة تخصيب بويضتين في آنٍ معاً، لتنفرد كلّ واحدة بجنين. تعيش التوائم في الظروف نفسها، فتكبر وتتربّى في البيئة نفسها والعناية نفسها، ولكنّ هذا الوضع لن يستمرّ مدى الحياة وسيتغيّر تلقائياً مع التقدّم في العمر.
وقبل أن تظهر هذه الفروقات نراهم يتمتعون بالكثير من الأمور المتشابهة من ناحية اختيار الملابس والطول والوزن وطريقة النوم. ورغم حملِهم الحمضَ النووي (DNA) نفسَه قد يصاب احدُهما بمرض الربو أو الحساسية دون الآخر، كما سيتغيّر مظهر احدِهم دون الآخر، وسينجذب احدهم الى بعض الامور التي لن تهمّ الآخر. فهل يشير ذلك الى انّ الحمض النووي يتغيّر؟
تغيُّر وضعية الـ«الحمض النووي»
يَعتبر الاختصاصي في عِلم المناعة، والباحث في مركز الابحاث التابع للمركز العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية الدكتور حسان سعيّد في حديث لـ«الجمهورية»، أنّ «الحمض النووي يَخضع للتغيّرات التي تُسبّبها البيئة والأكل والشُرب والظروف النفسية والتوتّر. وبالطبع لا يتغيّر الحمض النووي ببُنيته وتركيبته».
ويُفصّل: «تتوقف بعض الجينات عن العمل نتيجة دخول بعض المواد الكيمائية عليها، فيتحوّل البعض منها الى جينات غير فعّالة، والبعض الآخر الى فعّالة، والعكس صحيح. وهذا ما نسمّيه ما فوق الوراثة».
مع التقدّم في العمر وتعرّضِ أحد التوائم الى ظروف مختلفة «بيئة العيش»، تبدأ التغيّرات بالظهور، ويقول سعيّد: «في عمر الـ10 سنوات نبدأ بلمسِ التغيّرات، أمّا الاختلاف الأوضح فيظهر بعد زواج احدِهما.
وهذه المعادلة تطبّق عند جميع التوائم المتطابقة رغم انّهم يحاولون دائماً إخفاءَ ذلك، والإظهار للآخرين انّهما متشابهان دائماً، ولكن في داخل كل منهما يعلمان تمامَ العِلم أنّ هذه الفروقات موجودة. وحتّى إذا وضِعا تحت الظرف نفسه، سيعالجه كلّ منهما بطريقة مختلفة عن الآخر».
إختلاف الإصابة بالأمراض
في حال بَقيا تحت الظروف نفسِها، من الممكن ان يستمرّ التشابه. ويَشرح: «في الطفولة تتراوَح الصفات المشتركة بينهما بين الـ60 والـ100 في المئة، ولكن مع التقدّم في العمر وإقدام احدِهما على التدخين أو احتساء الكحول او تعاطي المخدّرات مثلاً، ستخلق هذه العادات فروقات بينه وبين شقّه الآخر، نسبةً للظروف التي يعيشها.
وأكبر دليل على ذلك انّ الاثنين لا يموتان بالسبب نفسه. فإذا اصيبَ احدُهما بالسرطان لن يصاب الآخر به رغم التركيبة نفسِها، وهذا يؤكد انّ احدهما فعّلَ جينات السرطان دون الآخر، والأمرُ نفسه يكون حتى مثلاً في حال اصيبَ احد التوائم بمرض التوحّد، والذي يكون نتيجة التعرّض الى مواد فيها الالمينيوم.
وبالتالي فإنّ هذه التغيّرات تُحدث تغيّراً في أنماط الجين المسؤول عن المرض، وخصوصاً في عملية إدخال الميثيل في الحامض النووي للتوائم المتطابقة التي تختلف درجات قابليتها للإصابة بالأمراض، وفي كلّ حالة مرض يكون هناك نشاط لجينات أحد التوائم وخمولها في شقيقه، ما يفسّر سهولةَ إصابة أحدهما بمرضٍ ما ومقاومة الآخر له».
تسود فكرة لدى الجميع أنّ التوائم يشعرون ببعضهم وكأنّهم يتمتعون بإلهام وتواصُل وتوارُد أفكار يفوق الطبيعة، وفي هذا الإطار يقول سعيّد:
«يتعاطون في الفترة الاولى مع الامور بطريقة متشابهة، فيمكنهم تفسير تعابير وجهِ أمّهم بالطريقة نفسها. كما أنّه في حال مرض احدهما فسيَشعر الثاني بالوجع في جسمه، وهذا المشهد يُعرَف بالحالة النفسية للتوائم والتي تدعوه الى مشاركة المرض دون ان يكون هناك ايّ سبب عضوي او طبّي، وتَجدر الاشارة إلى انّ هذا الإحساس يزول مع الوقت».
تطوير مهارات التشابه
يسعى أهل التوائم غالباً إلى إظهارهم بالشكل نفسه، فيُلبسونهم الثيابَ نفسَها مثلاً، ويزيّنون شعرَهم بالأسلوب نفسه، ولكن هل تستمر هذه الرغبة بالتشابه في أبسطِ التفاصيل عندما يَكبرون؟
يجيب سعيّد قائلاً: «قد يتعاطى البعض عند الكبَر بإيجابية تجاه هذه التفاصيل ويطوّرون مهاراتهم ويحاولون فهمَ بعضِهم البعض، فيَظهر ذلك للعلن وكأنّهم يتواردون الأفكار ذاتها، وحتى إنّ البعض قد يَرغب بالحفاظ دائماً على الشَبه الشكلي، فنرى مثلاً أختاً تتّجه نحو عمليات التجميل للمحافظة على الشَبه الذي تَغيّر نتيجة الظروف التي ذكرناها آنفاً، والبعض الآخر قد لا يهمّه الموضوع، فلا يبدي ايّ رغبة بالمحافظة على الشَبه».
ميزة التوائم في نقل الأعضاء
رغم كلّ الاختلافات التي تُغيّر وضعية الحمض النووي، يمكن للتوائم المتطابقة أن تساعد بعضها في حلّ عددٍ من الأمراض، ويَلفت سعيّد إلى أنّهم «يساعدون بعضهم في الأمراض العضوية وخصوصاً فيما يتعلق بموضوع وهبِ الأعضاء وزراعتها. فهُم يتمتّعون بعلامات خلايا متشابهة، ما يسهّل نقلَ الأعضاء، وعدمَ تعامُلِ جهاز المناعة معها وكأنّها جسم غريب».
تنقسم التوائم إلى نوعين، الأوّل هو المتطابقة، حيث يتشابه كلّ منهما في كلّ المظاهر الشكلية، ويَحدث ذلك نتيجة انقسام البويضة إلى جزءَين بعد تلقيحها، أمّا النوع الثاني فهو المعروف بغير المتطابقة، ويأتي نتيجة تخصيب بويضتين في آنٍ معاً، لتنفرد كلّ واحدة بجنين. تعيش التوائم في الظروف نفسها، فتكبر وتتربّى في البيئة نفسها والعناية نفسها، ولكنّ هذا الوضع لن يستمرّ مدى الحياة وسيتغيّر تلقائياً مع التقدّم في العمر.
وقبل أن تظهر هذه الفروقات نراهم يتمتعون بالكثير من الأمور المتشابهة من ناحية اختيار الملابس والطول والوزن وطريقة النوم. ورغم حملِهم الحمضَ النووي (DNA) نفسَه قد يصاب احدُهما بمرض الربو أو الحساسية دون الآخر، كما سيتغيّر مظهر احدِهم دون الآخر، وسينجذب احدهم الى بعض الامور التي لن تهمّ الآخر. فهل يشير ذلك الى انّ الحمض النووي يتغيّر؟
تغيُّر وضعية الـ«الحمض النووي»
يَعتبر الاختصاصي في عِلم المناعة، والباحث في مركز الابحاث التابع للمركز العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية الدكتور حسان سعيّد في حديث لـ«الجمهورية»، أنّ «الحمض النووي يَخضع للتغيّرات التي تُسبّبها البيئة والأكل والشُرب والظروف النفسية والتوتّر. وبالطبع لا يتغيّر الحمض النووي ببُنيته وتركيبته».
ويُفصّل: «تتوقف بعض الجينات عن العمل نتيجة دخول بعض المواد الكيمائية عليها، فيتحوّل البعض منها الى جينات غير فعّالة، والبعض الآخر الى فعّالة، والعكس صحيح. وهذا ما نسمّيه ما فوق الوراثة».
مع التقدّم في العمر وتعرّضِ أحد التوائم الى ظروف مختلفة «بيئة العيش»، تبدأ التغيّرات بالظهور، ويقول سعيّد: «في عمر الـ10 سنوات نبدأ بلمسِ التغيّرات، أمّا الاختلاف الأوضح فيظهر بعد زواج احدِهما.
وهذه المعادلة تطبّق عند جميع التوائم المتطابقة رغم انّهم يحاولون دائماً إخفاءَ ذلك، والإظهار للآخرين انّهما متشابهان دائماً، ولكن في داخل كل منهما يعلمان تمامَ العِلم أنّ هذه الفروقات موجودة. وحتّى إذا وضِعا تحت الظرف نفسه، سيعالجه كلّ منهما بطريقة مختلفة عن الآخر».
إختلاف الإصابة بالأمراض
في حال بَقيا تحت الظروف نفسِها، من الممكن ان يستمرّ التشابه. ويَشرح: «في الطفولة تتراوَح الصفات المشتركة بينهما بين الـ60 والـ100 في المئة، ولكن مع التقدّم في العمر وإقدام احدِهما على التدخين أو احتساء الكحول او تعاطي المخدّرات مثلاً، ستخلق هذه العادات فروقات بينه وبين شقّه الآخر، نسبةً للظروف التي يعيشها.
وأكبر دليل على ذلك انّ الاثنين لا يموتان بالسبب نفسه. فإذا اصيبَ احدُهما بالسرطان لن يصاب الآخر به رغم التركيبة نفسِها، وهذا يؤكد انّ احدهما فعّلَ جينات السرطان دون الآخر، والأمرُ نفسه يكون حتى مثلاً في حال اصيبَ احد التوائم بمرض التوحّد، والذي يكون نتيجة التعرّض الى مواد فيها الالمينيوم.
وبالتالي فإنّ هذه التغيّرات تُحدث تغيّراً في أنماط الجين المسؤول عن المرض، وخصوصاً في عملية إدخال الميثيل في الحامض النووي للتوائم المتطابقة التي تختلف درجات قابليتها للإصابة بالأمراض، وفي كلّ حالة مرض يكون هناك نشاط لجينات أحد التوائم وخمولها في شقيقه، ما يفسّر سهولةَ إصابة أحدهما بمرضٍ ما ومقاومة الآخر له».
تسود فكرة لدى الجميع أنّ التوائم يشعرون ببعضهم وكأنّهم يتمتعون بإلهام وتواصُل وتوارُد أفكار يفوق الطبيعة، وفي هذا الإطار يقول سعيّد:
«يتعاطون في الفترة الاولى مع الامور بطريقة متشابهة، فيمكنهم تفسير تعابير وجهِ أمّهم بالطريقة نفسها. كما أنّه في حال مرض احدهما فسيَشعر الثاني بالوجع في جسمه، وهذا المشهد يُعرَف بالحالة النفسية للتوائم والتي تدعوه الى مشاركة المرض دون ان يكون هناك ايّ سبب عضوي او طبّي، وتَجدر الاشارة إلى انّ هذا الإحساس يزول مع الوقت».
تطوير مهارات التشابه
يسعى أهل التوائم غالباً إلى إظهارهم بالشكل نفسه، فيُلبسونهم الثيابَ نفسَها مثلاً، ويزيّنون شعرَهم بالأسلوب نفسه، ولكن هل تستمر هذه الرغبة بالتشابه في أبسطِ التفاصيل عندما يَكبرون؟
يجيب سعيّد قائلاً: «قد يتعاطى البعض عند الكبَر بإيجابية تجاه هذه التفاصيل ويطوّرون مهاراتهم ويحاولون فهمَ بعضِهم البعض، فيَظهر ذلك للعلن وكأنّهم يتواردون الأفكار ذاتها، وحتى إنّ البعض قد يَرغب بالحفاظ دائماً على الشَبه الشكلي، فنرى مثلاً أختاً تتّجه نحو عمليات التجميل للمحافظة على الشَبه الذي تَغيّر نتيجة الظروف التي ذكرناها آنفاً، والبعض الآخر قد لا يهمّه الموضوع، فلا يبدي ايّ رغبة بالمحافظة على الشَبه».
ميزة التوائم في نقل الأعضاء
رغم كلّ الاختلافات التي تُغيّر وضعية الحمض النووي، يمكن للتوائم المتطابقة أن تساعد بعضها في حلّ عددٍ من الأمراض، ويَلفت سعيّد إلى أنّهم «يساعدون بعضهم في الأمراض العضوية وخصوصاً فيما يتعلق بموضوع وهبِ الأعضاء وزراعتها. فهُم يتمتّعون بعلامات خلايا متشابهة، ما يسهّل نقلَ الأعضاء، وعدمَ تعامُلِ جهاز المناعة معها وكأنّها جسم غريب».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Dec 19
بري يُصيب عصفورَين بحجر... وهكذا بلع الواوي المنجل!
1
Dec 19
من حجز الودائع إلى تملّكها: المصارف تُكمل سرقة العصر
2
Dec 19
الثنائيات الطائفية
3
Dec 19
المادة 95 من الدستور اللبناني: النصّ والجدوى والفاعلية في التطبيق
4
Dec 19
العالم أمام ولادة نظام جديد قائم على القانون
5
Dec 19
تحذيرٌ من مخطط إسرائيلي في الأشهر القليلة المقبلة من ولاية "اليونيفيل"
6
Dec 19
إسرائيل توسع مطلبها من الليطاني إلى الأوّلي... هذا ما كشفه مصدر بارز في "الحزب"
7
Dec 19
طقسُ لبنان ما قبل الميلاد.. هذا ما ينتظرنا!
8