ما هي شخصيّتكم الغذائية؟
ما هي شخصيّتكم الغذائية؟
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Monday, 19-Dec-2016 00:07
يشكّل الطعام جزءاً كبيراً من حياتنا، إذ إننا لا نحتاج إليه فقط من أجل تغذية الجسم وتزويده بالطاقة، إنما أيضاً يُعتبر عاملاً رئيساً خلال المناسبات والإحتفالات. لكن كيف يمكن وضع حدّ للمبالغة في الأكل، خصوصاً أنّ الإفراط في أيّ شيء يضرّ أكثر ممّا ينفع؟
لتصحيح العلاقة التي تربطكم بالأكل، لا بدّ أولاً من تحديد شخصيّتكم الغذائية. هل تلجأون إلى الطعام في كلّ مرّة تشعرون فيها بالكآبة؟ أو تأكلون في الوقت ذاته يومياً بغضّ النظر عما إذا كنتم تشعرون بالجوع أم لا؟ أو ربما تتخلّون عن حميتكم عندما يُقدّم إليكم زميلكم الدوناتس؟

في ما يلي أهمّ أنواع الشخصيات الغذائية التي تحدّد علاقتكم بالطعام، جنباً إلى نصائح للوقاية من المبالغة في الأكل:

الأكل العاطفي

ينطبق ذلك على الأشخاص الذين يستهلكون أطعمة بكمية تفوق جوعهم بسبب الشعور بالوحدة، والإحباط، والإنتصارات، وغيرها من المشاعر. بالنسبة إلى الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه المجموعة، يرتبط الطعام كثيراً بطريقة شعورهم.

يتمّ غالباً الإحتفال بالسعادة من خلال الأكل. وعندما تسير الأمور في الطريق الخاطئ، يُعتبر الطعام بمثابة وسيلة للمواساة. يجب معرفة أنّ الأكل العاطفي لن يحلّ مشكلاتكم أبداً، إنما سيعرّضكم لدفعة جديدة منها تتعلّق بالأكل.

للتغلّب على هذا الوضع، يُنصح بتخصيص دفتر تُدوَّن عليه المأكولات المستهلكة وكيف تشعرون قبل أكلها وبعده. يساهم هذا الأمر في تحديد المشاعر التي تدفعكم إلى الأكل، وما إذا كنتم تلبّون فعلاً جوعكم أم حالتكم النفسية.

الأكل الإعتيادي

في مثل هذه الحال تعلمون أصول الأكل الصحيح وممارسة الرياضة بإنتظام، لكن على رغم كلّ التخطيط والنوايا الحسنة فإنكم تخرجون غالباً عن مساركم بسبب ضيق الوقت والمسؤوليات. كذلك يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يأكلوا عندما لا يشعرون بجوع فعليّ لأنهم إعتادوا القيام بذلك. يمكن لهذا النمط الغذائي أن يمنعكم من تنظيم شهيّتكم بشكل طبيعي.

يجب وضع نهج منظّم للأكل الصحّي قد ينطوي على تحضير مُسبق لحجم الحصص، ولأوقات الوجبات، وحتّى للـ”Menu”. كذلك يجب تعلّم المرونة وإبقاء سناكات صحّية بمتناول أيديكم.

الأكل الخارجي

يميل الأشخاص في هذه الشخصيّة الغذائية إلى المبالغة في الأكل عند تعرّضهم لمحفّزات خارجية، كقطع الكايك المعروضة في نوافذ المحلّات، والإعلانات الغذائية، وعروض المطاعم... كلّ هذه العوامل تُضاف إلى الضغط أو الرغبة في المبالغة في الأكل.

يجب إيجاد وسيلة إلهاء من شأنها قمع «الإغراء» الذي تتعرّضون له والقضاء على الشهيّة سريعاً. يمكن على سبيل المثال التنزّه قليلاً، أو التحدّث إلى صديق، أو شرب كوب كبير من المياه. أمّا في حال فشل هذه الخطّة، فيمكن الحصول على سناك صحّي صغير. كذلك يوصي الخبراء بالحرص على عدم تواجد الأطعمة المسلّية في المنزل، وبذلك فإنكم لن تستطيعوا الحصول على ما هو غير متوافر.

الأكل الإنتقادي

يرمز إلى الهوَس في الحميات الغذائية. يبرع هؤلاء الأشخاص في الإلتزام بحميتهم، لكن عندما يفقدون السيطرة يتصرّفون بشكل سيّئ جداً. يجب التخفيف قليلاً من صلابة القواعد الغذائية، والتفكير أقلّ في الأطعمة السيّئة التي يجب تفاديها، والتركيز أكثر على إستهلاك مزيد من الفاكهة، والخضار، والبروتينات القليلة الدهون، والكربوهيدرات الصحّية. كذلك يجب أن يمنح الإنسان إستراحة لنفسه، وإذا تعثّرت جهوده قليلاً فليسترجع زمام الأمور سريعاً بدلاً من التفكير في الإنهزام.

الأكل الحسّي

يُشير إلى تقدير كلّ لقمة والإستمتاع بها. هنا المأكولات تُصيب اللسان، والأنف، والأذنين بكلّ ما للكلمة من معنى، أي صوت تقشير الكركند، ورائحة الخبز الطازج، والشعور بذوَبان الجبنة في الفم. الأشخاص في مثل هذه الحال يحبّون الطعام ويقدّرونه لدرجة أنهم سيتذوّقون كلّ شيء. يمكن لذلك أن يؤدي إلى زيادة مفرطة في الوزن إذا كانت المتعة التي تجدونها في الأكل تتجاوز قراراتكم الآمنة والمسؤولة.

ليس المطلوب الحرمان من صنف معيّن من الطعام، إنما فقط التحكّم في الحصص. كذلك من المهمّ الأكل ببطء بما أنّ الدماغ بحاجة إلى 20 دقيقة على الأقلّ لتسجيل إمتلاء المعدة.

الأكل الحيوي

يميل الأشخاص هنا إلى الإستماع جيداً إلى جوعهم، بعكس الغالبية العظمى. لكن إذا كنتم تلجأون خصوصاً إلى مصادر الكربوهيدرات، كالخبز، والكراكرز، وألواح الغرانولا، قد تستهلكون سعرات حرارية عالية جداً تتخطّى الكمية التي تحتاجون إليها، وفي الوقت ذاته ترفعون إنتاج الإنسولين، ما يدفعكم في المقابل إلى الشعور بمزيد من الجوع.

عندما تبلغ الشهيّة ذروتها، لا تتردّدوا في تناول حصّة صغيرة من دون الشعور بالذنب. ينصحكم الخبراء بتقسيم أكلكم إلى 3 وجبات رئيسة، تتخلّلها سناكات مؤلّفة من الخضار أو الفاكهة لإسكات الجوع.
theme::common.loader_icon