النشاطات المدرسية وأهميتها النفسية
النشاطات المدرسية وأهميتها النفسية
اخبار مباشرة
د. أنطوان الشرتوني
ليست المدرسة فقط مكاناً يتعلّم فيه التلميذ المواد المختلفة من علوم وحساب ولغات، لأنّه ينمّي فيها أيضاً هواياته ونشاطاته. تخصّص المدرسة أنشطة لجميع تلامذتها على مرّ مراحلهم العمريَّة والدراسيَّة، منها الرياضية مثل كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطاولة وغيرها، ومنها النشاطات التعلّمية كتعلّم لغة جديدة... والنشاطات الفنّية مثل الرسم والمسرح وكتابة الشعر، والنشاطات الاجتماعيَّة ومنها الكشافة... هدف هذه النشاطات ليس فقط تربوياً بل أيضاً توجيهياً وحتّى نفسياً. فما هو النشاط المدرسي؟ وما أهميّته في بناء شخصية التلميذ؟ وما هي منافع النشاطات الرياضية والموسيقية؟
بعد أسبوع طويل من الدرس وتحضير الفروض، ينتظر التلميذ فسحة من الراحة والتسلية التي يجدها في نشاطات تؤمّنها مدرسته في نهاية الأسبوع الدراسي. هذه الأنشطة تمنح التلميذ مهاراتٍ جديدة وتوقظ حسّه الفني والرياضي على حدّ سواء.
تخلق الأنشطة الطلابية مجتمعاً متكاملاً وتحوّل المدرسة إلى خلية متفاعلة نشطة، حيوية، خصوصاً إذا طُبقت تطبيقاً عملياً وعلمياً، وبأساليب وأهداف سليمة، ما يزيد روح المتعة والتسلية والفائدة التي ينتظرها التلميذ بفارغ الصبر.
ما هو النشاط المدرسي؟
النشاطات المدرسية بالغة الأهمية على الصعيدين النفسي والجسدي لأنها تتيح للتلميذ فرصاً متعدّدة للراحة ما بين الحصص التعليمية. فهو يحتاج للاستفادة من الأوقات الحرّة، وقد أثبت علماء النفس السلوكيون أنّ أخذ فترات راحة ما بين الدروس يحفّز على سرعة الفهم والاستيعاب.
وتعتبر الدكتورة حمدة فرحات وهي معالجة نفسية ومعالجة بالموسيقى وأستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية، أنّ «النشاط المدرسي مهمّ جداً لأنه يساعد على التعلّم النظري والتطبيقي ويساهم في تفريغ الطاقة خصوصاً في مرحلة الطفولة وسن المراهقة، ما يدعم تنظيم التلاميذ داخل الصفوف».
وتوضح د. فرحات أنّه «تبيّن للاختصاصيين النفسيين من خلال التجارب، أنّ المدارس التي تعتمد النشاطات اللاصفّية في مناهجها، تقدّم نتائج أفضل في الامتحانات. كما تتمتّع بانضباطية عالية وبجوٍّ مريح للتلميذ والمعلم والأهل، وهو نوع من الانسجام والتوافق على الصعيد التربوي والأسري والاجتماعي، ما يبثّ جواً من الحماسة والتجدّد المستمر في طاقة المدرسة والتلميذ على السواء».
الأهمية النفسية للنشاطات المدرسية
للأنشطة المدرسية فوائد كثيرة وهي تترك أثراً فعالاً في عملية التربية:
• تساعد النشاطات المدرسية على تكوين شخصية التلميذ المتوازنة والمتكاملة، بتوظيف قدراته في برامج النشاط ما يقوّي شخصيته ويصقلها.
• تساهم الأنشطة المدرسية في كشف مواهب التلميذ الفنّية كالعزف على آلة موسيقية أو الغناء أو التمثيل وتقليد الأدوار.
• على الصعيد التعلّمي والمعرفي، تساعد النشاطات المدرسية المنهج الدراسي بطريقة غير مباشرة وتحثّ التلميذ على الاهتمام بمواده الأدبية والعلمية على حدّ سواء. كما تهيِّئ الأنشطة المدرسية للتلاميذ مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة.
• تساهم النشاطات المدرسية في توعية التلميذ فنّياً ورياضياً. ففي المناهج التعليمية، يهتمّ المربّون فقط بتفسير وتدريب و»حشو» رأس التلميذ بمعلومات جمّة، من دون الإهتمام بالمنحى الفنّي والرياضي عنده.
• تحوّل النشاطات المدرسية طاقات التلميذ المهدورة أو السلبية إلى طاقات فاعلة وإيجابية وينتج عن ذلك، تشجيع التلميذ على التفكير بطريقة إيجابية والإبتعاد من كلّ مظاهر العنف المدرسي الذي تشهده الكثير من المدارس.
• تدفع النشاطات المدرسية التلميذ إلى تنظيم وقته: وقت للدراسة ووقت للنشاط وهذه وسيلة ممتازة للقضاء على أوقات الفراغ التي يعاني منها معظم الأطفال.
• تساهم النشاطات الرياضية والفنّية في «تهذيب» الطفل وإحترامه الآخر من خلال إحترام قواعد النشاط الذي يمارسه. كما تساعد على تنمية الخلق الحسن والسلوك المستقيم. فمن خلال النشاطات المدرسية يتعدّل السلوك غير السوي بتطبيق المفاهيم السليمة وإحترام الذات والآخر.
• على الصعيد النفسي الإجتماعي، تقوّي الأنشطة المدرسية الصلة بين الطالب وعائلته وبينه وبين أصدقائه في المدرسة وخارجها.
النشاط الموسيقي في المدرسة
تتنوّع النشاطات اللاصفّية أو المدرسية بحسب المدرسة وإمكانياتها وثقافتها ومرجعيتها. الموسيقى والرسم والرياضة والفنون المسرحية والفنون التشكيلية والشطرنج وغيرها، جميعها مهمة كونها تساعد على التعبير والإبداع، والتخفيف من ضغط الدرس، وحسن إدارة المدرسة، وتسهّل التعامل مع التلاميذ وتشجّع تعاون الأهل، حتّى إنها تمتدّ إلى خارج المدرسة فنجد تعاون البلديات والمجتمع المدني مثل تنظيم حملات النظافة والتوعية الصحّية والتشجير والمباريات الفنّية والرياضية والثقافية مع جهات خارج المدرسة، إذاً هي عمل إجتماعي متكامل.
أما عن التربية الموسيقية، فتفسّر الدكتوره حمده فرحات وهي المتخصّصة بالعلاج النفسي بالموسيقى، أنّ «الموسيقى تجذب الجميع وتبث جوّاً حماسياً في المدرسة وتُعتمد أيضاً كخلفية للنشاطات الأخرى ولها تأثير مباشر على التلاميذ والمعلّمين.
كما تخفّف الموسيقى الضغط النفسي وتمنح النشاط الجسدي والذهني بشكل فوري وهي ضرورية لفترات ما قبل الامتحانات كونها تحفّز الخلايا الدماغية وتنشّط الذهن وتضعه بحال جهوزية للعمل المطلوب، وقد أُثبت ذلك من خلال تجربة علمية سُمّيت بـ«Effet Mozart».
وتلفت د. فرحات إلى أنّ «الحفلة المدرسية الترفيهية والتي تضمّ معظم النشاطات وعلى رأسها الموسيقى، محطة هامة في حياة المدرسة والتلميذ والمعلم ولها وظائف عدة: تنظيمية، تعبيرية، ثقافية، إبداعية وتشكّل فرصة لتطوير شخصيات التلامذة. وتضيف: «للموسيقى وظيفة أخرى وهي اجتماعية لانصهار المدرسة بالمجتمع وفعالياته».
يمكن استثمار الموسيقى في المواد الكلاسيكية، فهي تسرّع عملية الحفظ وتثبّته على المدى الطويل وتجذب التلامذة وتسهّل الشرح وتضبط الصف وتضفي جواً رائعاً كما أنها تقصر الوقت من خلال امتصاصها للضغط الزمني والنفسي عند التلميذ والمعلم ولكن على مَن يريد اعتمادها، الخضوع لدورات تدريبية متخصّصة يتعلّم فيها طرق تطبيقها في الصف.
وتوصي د. فرحات بـ «اعتماد الموسيقى في كلّ المدارس نظراً لأهميّتها على جميع الأصعدة خصوصاً الفكرية والنفسية ولناحية الانضباط، فهي تتيح الحصول على أفضل النتائج».
تخلق الأنشطة الطلابية مجتمعاً متكاملاً وتحوّل المدرسة إلى خلية متفاعلة نشطة، حيوية، خصوصاً إذا طُبقت تطبيقاً عملياً وعلمياً، وبأساليب وأهداف سليمة، ما يزيد روح المتعة والتسلية والفائدة التي ينتظرها التلميذ بفارغ الصبر.
ما هو النشاط المدرسي؟
النشاطات المدرسية بالغة الأهمية على الصعيدين النفسي والجسدي لأنها تتيح للتلميذ فرصاً متعدّدة للراحة ما بين الحصص التعليمية. فهو يحتاج للاستفادة من الأوقات الحرّة، وقد أثبت علماء النفس السلوكيون أنّ أخذ فترات راحة ما بين الدروس يحفّز على سرعة الفهم والاستيعاب.
وتعتبر الدكتورة حمدة فرحات وهي معالجة نفسية ومعالجة بالموسيقى وأستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية، أنّ «النشاط المدرسي مهمّ جداً لأنه يساعد على التعلّم النظري والتطبيقي ويساهم في تفريغ الطاقة خصوصاً في مرحلة الطفولة وسن المراهقة، ما يدعم تنظيم التلاميذ داخل الصفوف».
وتوضح د. فرحات أنّه «تبيّن للاختصاصيين النفسيين من خلال التجارب، أنّ المدارس التي تعتمد النشاطات اللاصفّية في مناهجها، تقدّم نتائج أفضل في الامتحانات. كما تتمتّع بانضباطية عالية وبجوٍّ مريح للتلميذ والمعلم والأهل، وهو نوع من الانسجام والتوافق على الصعيد التربوي والأسري والاجتماعي، ما يبثّ جواً من الحماسة والتجدّد المستمر في طاقة المدرسة والتلميذ على السواء».
الأهمية النفسية للنشاطات المدرسية
للأنشطة المدرسية فوائد كثيرة وهي تترك أثراً فعالاً في عملية التربية:
• تساعد النشاطات المدرسية على تكوين شخصية التلميذ المتوازنة والمتكاملة، بتوظيف قدراته في برامج النشاط ما يقوّي شخصيته ويصقلها.
• تساهم الأنشطة المدرسية في كشف مواهب التلميذ الفنّية كالعزف على آلة موسيقية أو الغناء أو التمثيل وتقليد الأدوار.
• على الصعيد التعلّمي والمعرفي، تساعد النشاطات المدرسية المنهج الدراسي بطريقة غير مباشرة وتحثّ التلميذ على الاهتمام بمواده الأدبية والعلمية على حدّ سواء. كما تهيِّئ الأنشطة المدرسية للتلاميذ مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة.
• تساهم النشاطات المدرسية في توعية التلميذ فنّياً ورياضياً. ففي المناهج التعليمية، يهتمّ المربّون فقط بتفسير وتدريب و»حشو» رأس التلميذ بمعلومات جمّة، من دون الإهتمام بالمنحى الفنّي والرياضي عنده.
• تحوّل النشاطات المدرسية طاقات التلميذ المهدورة أو السلبية إلى طاقات فاعلة وإيجابية وينتج عن ذلك، تشجيع التلميذ على التفكير بطريقة إيجابية والإبتعاد من كلّ مظاهر العنف المدرسي الذي تشهده الكثير من المدارس.
• تدفع النشاطات المدرسية التلميذ إلى تنظيم وقته: وقت للدراسة ووقت للنشاط وهذه وسيلة ممتازة للقضاء على أوقات الفراغ التي يعاني منها معظم الأطفال.
• تساهم النشاطات الرياضية والفنّية في «تهذيب» الطفل وإحترامه الآخر من خلال إحترام قواعد النشاط الذي يمارسه. كما تساعد على تنمية الخلق الحسن والسلوك المستقيم. فمن خلال النشاطات المدرسية يتعدّل السلوك غير السوي بتطبيق المفاهيم السليمة وإحترام الذات والآخر.
• على الصعيد النفسي الإجتماعي، تقوّي الأنشطة المدرسية الصلة بين الطالب وعائلته وبينه وبين أصدقائه في المدرسة وخارجها.
النشاط الموسيقي في المدرسة
تتنوّع النشاطات اللاصفّية أو المدرسية بحسب المدرسة وإمكانياتها وثقافتها ومرجعيتها. الموسيقى والرسم والرياضة والفنون المسرحية والفنون التشكيلية والشطرنج وغيرها، جميعها مهمة كونها تساعد على التعبير والإبداع، والتخفيف من ضغط الدرس، وحسن إدارة المدرسة، وتسهّل التعامل مع التلاميذ وتشجّع تعاون الأهل، حتّى إنها تمتدّ إلى خارج المدرسة فنجد تعاون البلديات والمجتمع المدني مثل تنظيم حملات النظافة والتوعية الصحّية والتشجير والمباريات الفنّية والرياضية والثقافية مع جهات خارج المدرسة، إذاً هي عمل إجتماعي متكامل.
أما عن التربية الموسيقية، فتفسّر الدكتوره حمده فرحات وهي المتخصّصة بالعلاج النفسي بالموسيقى، أنّ «الموسيقى تجذب الجميع وتبث جوّاً حماسياً في المدرسة وتُعتمد أيضاً كخلفية للنشاطات الأخرى ولها تأثير مباشر على التلاميذ والمعلّمين.
كما تخفّف الموسيقى الضغط النفسي وتمنح النشاط الجسدي والذهني بشكل فوري وهي ضرورية لفترات ما قبل الامتحانات كونها تحفّز الخلايا الدماغية وتنشّط الذهن وتضعه بحال جهوزية للعمل المطلوب، وقد أُثبت ذلك من خلال تجربة علمية سُمّيت بـ«Effet Mozart».
وتلفت د. فرحات إلى أنّ «الحفلة المدرسية الترفيهية والتي تضمّ معظم النشاطات وعلى رأسها الموسيقى، محطة هامة في حياة المدرسة والتلميذ والمعلم ولها وظائف عدة: تنظيمية، تعبيرية، ثقافية، إبداعية وتشكّل فرصة لتطوير شخصيات التلامذة. وتضيف: «للموسيقى وظيفة أخرى وهي اجتماعية لانصهار المدرسة بالمجتمع وفعالياته».
يمكن استثمار الموسيقى في المواد الكلاسيكية، فهي تسرّع عملية الحفظ وتثبّته على المدى الطويل وتجذب التلامذة وتسهّل الشرح وتضبط الصف وتضفي جواً رائعاً كما أنها تقصر الوقت من خلال امتصاصها للضغط الزمني والنفسي عند التلميذ والمعلم ولكن على مَن يريد اعتمادها، الخضوع لدورات تدريبية متخصّصة يتعلّم فيها طرق تطبيقها في الصف.
وتوصي د. فرحات بـ «اعتماد الموسيقى في كلّ المدارس نظراً لأهميّتها على جميع الأصعدة خصوصاً الفكرية والنفسية ولناحية الانضباط، فهي تتيح الحصول على أفضل النتائج».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:42
عدائية نتنياهو وخطورة إيران
1
07:13
أجواء دولية مشجّعة… ولا حرب
2
06:38
«الميكانيزم» أمام «استحالتين»: إحياء «هدنة 49».. وتشكيل «المجلس الملّي»
3
06:58
"كيد فاضح" ومحاولة لافتعال معركة سياسية
4
06:17
مانشيت: الكيد السياسي يفتعل معركة لتعطيل المجلس وعون: سأسلك أي طريق يقودني إلى مصلحة لبنان
5
14:33
مجلس النواب استكمل الجلسة التشريعية السابقة وأقر 7 مشاريع قوانين
6
10:48
بري تعليقا على الغارات: رسالة لمؤتمر باريس المخصص لدعم الجيش
7
13:12
الرئيس عون: من حق أبناء الشمال الطيبين ان يستفيدوا من الانماء المتوازن والمنطقة مقبلة على دور بارز
8