بالصور.. درس في "التبولة" بين لاجئ سوري ورئيس ألمانيا!
بالصور.. درس في "التبولة" بين لاجئ سوري ورئيس ألمانيا!
العربية
Tuesday, 25-Oct-2016 19:15
(wir schaffen das)، هذه الجملة تعني بالألمانية، "نحن قادرون على الإنجاز"، أخذها مضر الشيخ أحمد شعاراً له وعمل بها منذ خروجه من سوريا عام 2013 حتى وصوله ألمانيا بالخطأ بعد أن وضع في قرارة نفسه اللجوء إلى السويد. لكن ظروف الهجرة وقوانين الدول التي مرّ بها دفعته لتحويل وجهته إلى ألمانيا التي لم يعلم أنها ستكون البوصلة التي ستغير من حياته من شاب فلسطيني حلبي إلى "طباخ" وصلت شهرته قصر الرئاسة الألماني.
 
مضر أوضح أن فكرة المشروع التي بدأت من مشروع تخرج لأربعة طلاب ألمان تقوم على تقريب اللاجئين السوريين من الشعب الألماني من خلال الطبخ وتشارك المعرفة: "بدأنا بتطوير فكرة المشروع لأن الطبخ رابط عالمي فالجميع يحب الأكل"
 
ولأن المشروع ليس تجارياً، عمل مضر على ابتكار فكرة لتأليف "3" كتب لفن الطبخ وتتضمن وصفات طبخ للاجئين في ألمانيا تحوي كل صفحة على قصة لاجئ ووصفته الخاصة، فأصدروا 3 كتب وطرحوها للبيع ضماناً لاستمرار المشروع: "تضمن أحد الكتب 36 وصفة من لاجئين يقيمون في مخيمات، قمنا بسرد قصصهم والمشاكل التي واجهتهم مع وصفاتهم".
 
وأوضح مضر أن الكتاب الثالث جمع وصفات أعدها لاجئون ذوو خبرة في الطبخ برفقة طباخين مشاهير من دول كألمانيا وفرنسا وأميركا والبرازيل، أجروا تعديلات عليها قبل أن يقدموها.
 
الأكل السوري اللذيذ، داع صيته في ألمانيا، ما دفع مضر ومجموعته إلى إعطاء دروس بالطبخ للألمان: "كبرت المجموعة وأصبحنا ندعو الألمان من الجامعات والمجتمع واللاجئ اعتبرها نوافذ للمجتمع الألماني".
 
قصة اللقاء مع رئيس ألمانيا
الأكلات الشرقية وصلت رائحتها إلى قصر الرئاسة في ألمانيا، الأمر الذي دفع الرئيس الألماني يواخيم غاوك إلى دعوة المجموعة مرتين، الأولى كضيوف شجعهم على أعمالهم، والثانية كطهاة تعلم من مضر فيها "صناعة التبولة"، وفي ذلك قصص طريفة ذكرها مضر.
 
في تفاصيل اللقاء، يذكر مضر أن الرئيس الألماني يواخيم غاوك تواصل معنا منذ بداية العمل ودعمنا وساعدنا على توسعة المشروع إلى مدن ألمانية أخرى، وصلت إلى 23 مدينة: "لدينا اليوم 23 فرعا في 23 مدينة وربحنا جائزة أفضل طباخ في برلين لعام 2015".
 
وقال مضر: "للتبولة قصة، حيث دعانا غاوك في سبتمبر الماضي إلى احتفال المواطن، الذي ينظمه الرئيس سنوياً في حديقة قصره بيلفو، فأخذنا معنا مطبخنا المتحرك. وعبر غاوك عن رغبته حينها بحضور درس طبخ مع زوجته التي تمتلك فكرة مسبقة عن التبولة، فاقترحت عليه تعليمهما طريقة إعداد التبولة السورية، وهذا ما حدث".
 
في الأثناء، أراد الرئيس الألماني أن يظهر للعلن عبر شاشات "التلفاز" الألمانية نوع النشاطات التي تقدمها المجموعة، حيث إن دروس الطبخ هي أحد النشاطات التي نقدمها للدعم المادي للمجموعة، إلى جانب فرق رياضية، وأخرى للرقص والغناء، وأنشطة متنوعة، منها ما هو مخصص للفتيان، إلى جانب يوم خاص بالنساء، يجتمع فيه سيدات لاجئات مع سيدات ألمانيات.
 
وحول ما دار بينه وبين الرئيس الألماني، أوضح مضر أنه تحدث عن شعوره كلاجئ: "أخبرته أنني لا أشعر بنفسي كلاجئ فالألمان يعاملوني على أنني منهم، وأشعر كما لو أنني في سوريا. هم لم يتوانوا لحظة عن تقديم المساعدة لي". الرئيس الألماني الذي ذاق طعم التبولة في زيارة سابقة إلى الأردن، كشف لـ "مضر" عن أن مذاق التبولة السورية ألذ من الأردنية، في موقف طريف علم فيه مضر طريقة سورية يتم فيها أكل التبولة الرئيس الألماني فطلب منه لف ورق الخس بالتبولة وتناولها دون معالق أو أدوات مطبخ، وعندما جربها قال الرئيس الألماني: أشعر أنها طازجة أكثر. 
 
وروى مضر، كيف مازح الرئيس الألماني: "عندما سألني الرئيس لماذا أستعمل الملعقة في عصر الليمون، رددت مازحاً بأننا في سوريا لا نملك عصارات ليمون".
 
وتحدث "مضر" أيضاً، عن حفل يقيمه عمدة برلين مرة واحدة كل عام: "ونحن من قام بتقديم الطعام في هذا الحدث".
 
المشروع لم يرد له "مضر" التوقف في ألمانيا فقط، بل التوسع في دول أوروبية أخرى عبر مطبخ "جوّال: "نجحنا في جمع عدد كبير من أبناء خمسة بلدان أوروبية، هي: فرنسا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا والسويد، مع اللاجئين المقيمين فيها، للطبخ معاً لمدة شهر. الرحلة عبارة عن ستة شهور حول أوروبا. ونجحنا في جمع ما يقارب الـ 20 إلى الـ 40 شخصاً في المطبخ يومياً".
 
"مضر" الذي قال إنه لا وجود لكلمة مستحيل لديه، اعترف بأنه لم يفكر بالوصول إلى هذا المستوى: "لكني فخور بالمرحلة التي وصلنا لها. الآن يوجد 9 موظفين ثابتين ونحو الـ 40 متطوعا". وفي سؤال هل ستعود إلى سوريا مستقبلا؟ أجاب "مضر": لن نكون عالة على المجتمعات التي توجهنا إليها، كل سوري هو شخص فعال ومتعلم ولديه طموح وسنثبت للعالم ذلك. بالطبع إذا لم يعد الشباب السوري لإعمار سوريا من سيقوم بذلك؟
theme::common.loader_icon