الحقيبة المدرسية... وأهميّتها النفسيّة
الحقيبة المدرسية... وأهميّتها النفسيّة
اخبار مباشرة
د. أنطوان الشرتوني
بدأت الإستعدادات لسنة دراسية جديدة، وبدأت هموم الأقساط المدرسية، ودفع القرطاسية، وتسجيل الأطفال في مدارسهم وإلى ما هنالك من إستعدادات ومنها: شراء الحقيبة المدرسية. شكل ولون الحقيبة مهمّان جداً في الحياة الدراسية للتلميذ، فكثير من الأطفال الذكور يختارون الحقائب المرسوم عليها بطلهم في الرسوم المتحركة، مثل رجل العنكبوت (سبيدر مان) أو سوبرمان أو حتى دينصورات أو صور سيارات جميلة. أما الفتيات فيخترن الحقائب الملوّنة بالزهر، والمزركشة والمزيّنة بصور الزهور والورود... أو حتّى بـ»باربي». ما أهمية الحقيبة المدرسية على الصعيد النفسي؟ كيف يمكن مساعدة أطفالنا على إختيار الحقيبة التي يحلمون بها؟ وكيف يتحاشى الأهل الحقائب الممتلئة التي قد توازي حمولتها وزن الطفل؟
بدأت المدارس بدواماتها وها نحن نشاهد التلامذة يتوجهون كلّ صباح إلى مدارسهم، حاملين على ظهورهم حقائبهم متعدّدة الألوان والأشكال. يدرك الجميع أنّ الحقيبة مهمة جداً لحياة الطفل المدرسية. هي ترافقه كلّ أيام السنة الدراسية، وتجمع في داخلها كتبه وقصصه وأقلامه. وتشكل الحقيبة رمزاً من رموز العلم وجزءاً لا يتجزّأ من شخصية الطفل.
الحقيبة ومعناها النفسي
من الطبيعي أن يشعر الطفل بالقلق في أول أيام بدء العام الدراسي، وعادة ما يبكي الأطفال الصغار ويعانون في هذا اليوم قلق الإنفصال الذين عايشوه عندما وُلدوا وانفصلوا عن أمهم، ويكون هذا الإنفصال صعباً كلما كان الطفل متعلّقاً بوالدته.
من أهمّ ميزات قلق الإنفصال: البكاء بدون توقف، الرفض الشديد للذهاب إلى المدرسة خصوصاً في الأيام الأولى، نوبات من الغضب والتكسير، كما يُعبّر بعض الأطفال من خلال تصرفات عدائية تجاه الآخر أو الذات حيث يلقي الطفل بنفسه على الأرض ويبدأ بالصراخ بدون توقف.
ذلك فضلاً عن ظهور آلام نفسية- جسدية لدى عدد من الصغار، ومنها: آلام البطن أو الرأس، السعال، الإستفراغ وصولاً إلى الحرارة... وتختفي كلّ هذه النوبات عند رجوع الولد إلى البيت.
الدور النفسي للحقيبة المدرسية
أولاً بما أنّ الطفل إختار حقيبته المدرسية مع والديه، تشكّل هذه الحقيبة دعماً عاطفياً له خلال غيابهما أثناء الصفوف، لأنه عندما إشتراها كان معهما. وتعوّض الحقيبة المدرسية الإنفصال الذي يعيشه الطفل بسبب ذهابه إلى المدرسة وابتعاده عن والدته.
ثانياً، شكل الحقيبة يساعد الطفل على تذكر والدته ومحبتها له لذا يرجع إختيار الحقيبة المدرسية إلى علاقة الطفل بوالدته وتصوّره لها.
ثالثاً، محتوى الحقيبة وخصوصاً كلّ ما تحضّره الأم لطفلها من طعام، يشكّل دعماً نفسياً كبيراً له ويساعده على تخطي مشكلاته وخوفه.
رابعاً، تؤدي الحقيبة دورَ «ملء» الفراغ الذي يمكن أن يشعر به طفل خلال أيامه الأولى في المدرسة.
كيف يختار التلميذ حقيبته؟
من أجمل المراحل التي لا ينساها الطفل خلال دراسته هي أوّل أيام المدرسة من كلّ سنة دراسية والإستعداد لها من خلال شراء الحاجيات كالأقلام والدفاتر والقرطاسية... يجب على الأهل تشجيع الطفل ليختار بنفسه الحقيبة التي سترافقه طوال أيام المدرسة، دون أن يتدخلوا فيؤثروا في اختياره.
غالباً ما يعود إختيار التلميذ لحقيبته إلى الرسوم المتحركة أو أبطال رياضة معيّنة أو حتّى صور محركات يحبها وقد تأثّر بها، فيتباهى بها أمام أقرانه الذين يتباهون بدورهم بحقائبهم الجديدة. ويلعب كلّ من التكوين النفسي والتأثيرات الخارجية وحتى التجارب الشخصية عند الطفل دوراً في اختياره الصحيح والدقيق للحقيبة.
دور الأهل في اختيار الحقيبة
للأهل دور بارز في مساعدة الطفل على انتقاء الحقيبة التي يريد، ولكن لا يفرضون آراءهم وإختياراتهم، بل يجب أن يحترموا ذوق الطفل. فبعض الأحيان، تنجذب الأم لحقيبة جميلة، وتعتبرها أنيقة لطفلتها التي إختارت حقيبة مدرسية مختلفة كلّ الإختلاف عن ذوق الأم. في هذه الحال، على الأم أن تحترم ما إختارته الإبنة. ويقتصر دور الأهل في إختيار الحقيبة المدرسية لطفلهم على النقاط التالية:
أولاً، تشجيع الطفل على إختيار الحقائب ذات الألوان الفاتحة خصوصاً في السنوات الأولى من المدرسة. فالألوان الفاتحة كالأصفر والبرتقالي جميلة وتعكس من خلالها الضوء والإيجابية، فتصبح ملفتة للنظر عند حمل الحقيبة.
ثانياً، يجب إختيار حقيبة ذات دعامة قطنية سميكة من الخلف لتوفير الدعم للعمود الفقري.
ثالثاً، إذا إختار الطفل حقيبة «جر»، على الأهل مراعاة أن يكون مقبضها طويلاً لكي لا يضطر الطفل إلى الإنحناء.
رابعاً، على الأهل في البيت والمعلمين في المدرسة، تعليم الطفل كيفية ترتيب حقيبته المدرسية لتقليل الضغط على العمود الفقري وتسهيل حركة الطالب أثناء حملها.
خامساً، التفسير للطفل أهمية عدم حمل الأشياء غير الضرورية لتخفيف وزن الحقيبة.
سادساً، الميل إلى شراء الحقائب المدرسية خفيفة الوزن.
الأضرار الصحّية للحقيبة الثقيلة
على الصعيد الصحّي، هناك خطورة كبيرة لميل وإعوجاج العمود الفقري أو تقوّسه إلى الأمام، ما يؤثّر بشكل كبير على الرئة في التنفس، ويلاحظ العلماء ظهور مشكلات في عضلات العنق وأسفل الظهر والساقين والقدمين عند الأولاد جراء حملهم للحقائب الثقيلة. كما أكدت دراسات جمة العلاقة ما بين الحقيبة الثقيلة والصداع.
ولتجنّب هذه المشكلات، يمكن تطبيق الأمور التالية:
• شراء الحقيبة المدرسية الخفيفة والمتناسقة مع حجم جسم الطفل وعدم إختيارها فقط بناءً على لونها أو شكلها.
• لا يتجاوز عرض الحقيبة عرض أكتاف الطفل، كما لا يجب أن تغطي كلّ ظهره.
• تكون الحقيبة «مخصّصة للأطفال»، ويعني ذلك، أن يكون لها حزام يُربط حول الخصر لتقريبها من الجسم والعمود الفقري وحمايته من الإلتواء.
• لا يجب أن يكون وزن الحقيبة أكثر من 15 في المئة من وزن الطفل.
• التنبّه لعدم حمل الحقيبه بأسلوب خاطئ، أي وضعها على الرأس مثلاً أو حملها على كتف واحدة.
الحقيبة ومعناها النفسي
من الطبيعي أن يشعر الطفل بالقلق في أول أيام بدء العام الدراسي، وعادة ما يبكي الأطفال الصغار ويعانون في هذا اليوم قلق الإنفصال الذين عايشوه عندما وُلدوا وانفصلوا عن أمهم، ويكون هذا الإنفصال صعباً كلما كان الطفل متعلّقاً بوالدته.
من أهمّ ميزات قلق الإنفصال: البكاء بدون توقف، الرفض الشديد للذهاب إلى المدرسة خصوصاً في الأيام الأولى، نوبات من الغضب والتكسير، كما يُعبّر بعض الأطفال من خلال تصرفات عدائية تجاه الآخر أو الذات حيث يلقي الطفل بنفسه على الأرض ويبدأ بالصراخ بدون توقف.
ذلك فضلاً عن ظهور آلام نفسية- جسدية لدى عدد من الصغار، ومنها: آلام البطن أو الرأس، السعال، الإستفراغ وصولاً إلى الحرارة... وتختفي كلّ هذه النوبات عند رجوع الولد إلى البيت.
الدور النفسي للحقيبة المدرسية
أولاً بما أنّ الطفل إختار حقيبته المدرسية مع والديه، تشكّل هذه الحقيبة دعماً عاطفياً له خلال غيابهما أثناء الصفوف، لأنه عندما إشتراها كان معهما. وتعوّض الحقيبة المدرسية الإنفصال الذي يعيشه الطفل بسبب ذهابه إلى المدرسة وابتعاده عن والدته.
ثانياً، شكل الحقيبة يساعد الطفل على تذكر والدته ومحبتها له لذا يرجع إختيار الحقيبة المدرسية إلى علاقة الطفل بوالدته وتصوّره لها.
ثالثاً، محتوى الحقيبة وخصوصاً كلّ ما تحضّره الأم لطفلها من طعام، يشكّل دعماً نفسياً كبيراً له ويساعده على تخطي مشكلاته وخوفه.
رابعاً، تؤدي الحقيبة دورَ «ملء» الفراغ الذي يمكن أن يشعر به طفل خلال أيامه الأولى في المدرسة.
كيف يختار التلميذ حقيبته؟
من أجمل المراحل التي لا ينساها الطفل خلال دراسته هي أوّل أيام المدرسة من كلّ سنة دراسية والإستعداد لها من خلال شراء الحاجيات كالأقلام والدفاتر والقرطاسية... يجب على الأهل تشجيع الطفل ليختار بنفسه الحقيبة التي سترافقه طوال أيام المدرسة، دون أن يتدخلوا فيؤثروا في اختياره.
غالباً ما يعود إختيار التلميذ لحقيبته إلى الرسوم المتحركة أو أبطال رياضة معيّنة أو حتّى صور محركات يحبها وقد تأثّر بها، فيتباهى بها أمام أقرانه الذين يتباهون بدورهم بحقائبهم الجديدة. ويلعب كلّ من التكوين النفسي والتأثيرات الخارجية وحتى التجارب الشخصية عند الطفل دوراً في اختياره الصحيح والدقيق للحقيبة.
دور الأهل في اختيار الحقيبة
للأهل دور بارز في مساعدة الطفل على انتقاء الحقيبة التي يريد، ولكن لا يفرضون آراءهم وإختياراتهم، بل يجب أن يحترموا ذوق الطفل. فبعض الأحيان، تنجذب الأم لحقيبة جميلة، وتعتبرها أنيقة لطفلتها التي إختارت حقيبة مدرسية مختلفة كلّ الإختلاف عن ذوق الأم. في هذه الحال، على الأم أن تحترم ما إختارته الإبنة. ويقتصر دور الأهل في إختيار الحقيبة المدرسية لطفلهم على النقاط التالية:
أولاً، تشجيع الطفل على إختيار الحقائب ذات الألوان الفاتحة خصوصاً في السنوات الأولى من المدرسة. فالألوان الفاتحة كالأصفر والبرتقالي جميلة وتعكس من خلالها الضوء والإيجابية، فتصبح ملفتة للنظر عند حمل الحقيبة.
ثانياً، يجب إختيار حقيبة ذات دعامة قطنية سميكة من الخلف لتوفير الدعم للعمود الفقري.
ثالثاً، إذا إختار الطفل حقيبة «جر»، على الأهل مراعاة أن يكون مقبضها طويلاً لكي لا يضطر الطفل إلى الإنحناء.
رابعاً، على الأهل في البيت والمعلمين في المدرسة، تعليم الطفل كيفية ترتيب حقيبته المدرسية لتقليل الضغط على العمود الفقري وتسهيل حركة الطالب أثناء حملها.
خامساً، التفسير للطفل أهمية عدم حمل الأشياء غير الضرورية لتخفيف وزن الحقيبة.
سادساً، الميل إلى شراء الحقائب المدرسية خفيفة الوزن.
الأضرار الصحّية للحقيبة الثقيلة
على الصعيد الصحّي، هناك خطورة كبيرة لميل وإعوجاج العمود الفقري أو تقوّسه إلى الأمام، ما يؤثّر بشكل كبير على الرئة في التنفس، ويلاحظ العلماء ظهور مشكلات في عضلات العنق وأسفل الظهر والساقين والقدمين عند الأولاد جراء حملهم للحقائب الثقيلة. كما أكدت دراسات جمة العلاقة ما بين الحقيبة الثقيلة والصداع.
ولتجنّب هذه المشكلات، يمكن تطبيق الأمور التالية:
• شراء الحقيبة المدرسية الخفيفة والمتناسقة مع حجم جسم الطفل وعدم إختيارها فقط بناءً على لونها أو شكلها.
• لا يتجاوز عرض الحقيبة عرض أكتاف الطفل، كما لا يجب أن تغطي كلّ ظهره.
• تكون الحقيبة «مخصّصة للأطفال»، ويعني ذلك، أن يكون لها حزام يُربط حول الخصر لتقريبها من الجسم والعمود الفقري وحمايته من الإلتواء.
• لا يجب أن يكون وزن الحقيبة أكثر من 15 في المئة من وزن الطفل.
• التنبّه لعدم حمل الحقيبه بأسلوب خاطئ، أي وضعها على الرأس مثلاً أو حملها على كتف واحدة.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:42
عدائية نتنياهو وخطورة إيران
1
07:13
أجواء دولية مشجّعة… ولا حرب
2
06:38
«الميكانيزم» أمام «استحالتين»: إحياء «هدنة 49».. وتشكيل «المجلس الملّي»
3
06:58
"كيد فاضح" ومحاولة لافتعال معركة سياسية
4
06:17
مانشيت: الكيد السياسي يفتعل معركة لتعطيل المجلس وعون: سأسلك أي طريق يقودني إلى مصلحة لبنان
5
14:33
مجلس النواب استكمل الجلسة التشريعية السابقة وأقر 7 مشاريع قوانين
6
10:48
بري تعليقا على الغارات: رسالة لمؤتمر باريس المخصص لدعم الجيش
7
13:12
الرئيس عون: من حق أبناء الشمال الطيبين ان يستفيدوا من الانماء المتوازن والمنطقة مقبلة على دور بارز
8