طفلي يعُضّ الآخرين... فماذا أفعل؟
طفلي يعُضّ الآخرين... فماذا أفعل؟
اخبار مباشرة
سابين الحاج


ها هي ياسمينا البالغة من العمر 8 سنوات تلاعب ابن عمها الصغير وهو في سنته الثانية. فجأة سمع أهلهما صراخها المدوي. يبدو أنّ الطفل هجم عليها وعضها في فخذها، وقد عَلّمت آثار أنيابه في لحمها، شاهدةً على آلامها وأذيتها، علماً أنها كانت ترتدي بنطلوناً صيفياً.
في حال كان طفلكِ يعضّ الأولاد الآخرين، لا تستغربي بل اطمئني، تصرفه لا يشكّل ظاهرة غريبة لاسيما أنّ الطفل معرّض لعضّ غيره في أيّ لحظة. فكلّ الأطفال يعضون غيرهم يوماً ما. إنها مرحلة عادية من مراحل النمو، وفي كلّ عمر سبب للعض.
بين 6 و9 أشهر
في هذا العمر يضع الطفل الأشياء في فمه، ويعضها بعض الأحيان في سبيل التعرف اليها، وقد يعضّ غرضاً أو إنساناً حتّى.
بين 2 و4 سنوات
يدخل طفلك في فترة «أزمة المعارضة»: يعارض ويرفض العالم من حوله، وتلاحظينه عدوانياً. لكنّ المفارقة أنّ حياته الاجتماعية وعلاقته بالآخرين يتبلورون في هذا السن، فيسعى إلى اللعب والاتصال برفاقه، ويبدأ أيضاً بالكلام. الصراعات بين الأطفال ليست نادرة، هم يتقاتلون على الألعاب... ولأنهم لا يجيدون التعبير بالكلمات، قد يلجأون إلى العض.
الشعور بالذنب
على رغم رؤيتكِ لألم الطفل الذي قام ولدك بعضه، لا تنسي أنّ الطفل الذي عضّ يعاني الألم أيضاً. هو حتماً يشعر بالذهول في مواجهة الوضع الذي خلقه، أضف إلى أنه غالباً ما يواجه غضب الكبار: من اختصاصيين في دار الحضانة أو معلمة المدرسة أو الأهل. ويشعر هؤلاء الكبار بالمسؤولية لعدم تمكنهم من التدخل لردع الطفل عن إيذاء غيره، فينقلون شعورهم بالذنب له ويحمّلونه مسؤولية فعلته، كما يربطون فعل العضّ بتربية سيّئة لقّنوها للطفل.
كيف تتصرّفين؟
صحيح أنّ الولد الذي يعضّ يحثّ أهله بشكل غير مباشر على التدخل والحدّ من تصرفاته المؤذية والفصل بينه وبين الأطفال الآخرين. لذا لا يدع الأهل هذا الحادث يمرّ مرور الكرام، لكن لا يقومون بدورهم بضرب الطفل أو عضه لثنيه عن العض وإفهامه مدى الأذيّة التي سببها للولد الآخر.
من غير المنطقي أن يمارس الأهل مع الطفل تصرفاً يمنعونه عنه. ولا داعي لكلّ هذا العنف لإفهامه أنه سبّب الأذى لصديقه فهو عندما رأى الطفل الآخر يبكي فهم جيداً تداعيات فعلته.
يمكن للأهل التوجّه أولاً للولد المعضوض فيشرحون له ماذا حصل، إذ ناهيك عن الألم يعاني عدم فهم الموقف.
أما بالنسبة للطفل العاضض فينصح علماء النفس بالتعاطي معه على الشكل التالي:
*عدم نعته بالسيّئ: فالجميع يتعاطف مع الطفل الذي تمّ عضه وينظر إلى العاضض بشكل سيّئ، علماً أنّ هذا الأخير بحاجة إلى الاهتمام أيضاً وإلى مَن يشتكي له. هو يشعر بأنه قام بفعل سيّئ ولكنه لا يفهم تداعياته. نعته بالسيّئ سيزيد انغلاقه على نفسه.
*لا تعاقبيه فالعقاب لن يردعه عن عض صديقه الصغير مرة أخرى. في المقابل يمكنك الاستفادة من الظرف لتوضحي لطفلكِ أسسَ حياة الجماعة إذ إنه في هذا العمر يؤسّس لحياته الاجتماعية المستقبلية. قولي له مثلاً: «يمكنكَ اللعب مع الآخرين شرط أن لا تعضّهم»، أو «عندما نكبر لا نعضّ الآخرين أبداً، وإن كنتَ مستاءً ولديك ما تطلبه أو تحتاج إليه يمكنك التعبير عن ذلك من خلال الكلمات بدل اللجوء إلى العض».
*ذكّريه بأهمية عدم إيذاء الآخرين، وشجعيه على المبادرة بمحبة من خلال تقبيل الطفل الذي عضّه في مكان الألم أو مداعبته.
*يمكن حثّ الطفل على التفاعل بشكل إيجابي مع أقرانه من خلال وعده بالأمور التالية: «إذا قمت بإعارة سيارتك الصغيرة لصديقك قد يعيرك بدوره لعبته». من المهم أن يفهم الولد أنّ وصوله إلى أهدافه لا يكون على حساب الآخرين ومن خلال تجاهل رغباتهم.
*في كلّ مرة أكدي لطفلك أنه لا يحق له عض الآخرين. ولكن عليك أيضاً أن تبتكري أفكاراً ومواقف ونشاطات تسمح له بالتعبير عن غضبه وإفراغه، والكلام واحدة منها.
العض في الكبر
في الختام لا بدّ من الإشارة إلى أن ليس الغض سوى مرحلة يمرّ بها الطفل قبل تمكنه من اللغة والكلام للتعبير. ولكن في حال طال هذا التصرّف وبات يستخدمه كوسيلة كلام وتواصل بالدرجة الأولى، يفضل أن يلجأ الأهل إلى أخصائي بشؤون الأطفال، قد يكون معالجاً نفسياً أو طبيباً يرشدهم ويساعدهم على حلّ هذه المشكلة. علماً أنّ عدم إكتراث الأهل لمعالجة عض ولدهم للآخرين بعد تخطيه سنوات عمره الأولى قد يجعله يحمل هذه العادة السيّئة في شبابه.
ويعرف العالم لاعب كرة القدم الأورغوياني لويس سواريز الذي تمّ إيقافه عن 39 مباراة منذ العام 2010، والسبب في ذلك عضاته الثلاث في حقّ كلّ من اللاعب الإيطالي جيورجيو كيليني في كأس العالم 2014 وقبله المغربي عثمان بقال، والصربي برانسلاف إيفانوفيتش.
بين 6 و9 أشهر
في هذا العمر يضع الطفل الأشياء في فمه، ويعضها بعض الأحيان في سبيل التعرف اليها، وقد يعضّ غرضاً أو إنساناً حتّى.
بين 2 و4 سنوات
يدخل طفلك في فترة «أزمة المعارضة»: يعارض ويرفض العالم من حوله، وتلاحظينه عدوانياً. لكنّ المفارقة أنّ حياته الاجتماعية وعلاقته بالآخرين يتبلورون في هذا السن، فيسعى إلى اللعب والاتصال برفاقه، ويبدأ أيضاً بالكلام. الصراعات بين الأطفال ليست نادرة، هم يتقاتلون على الألعاب... ولأنهم لا يجيدون التعبير بالكلمات، قد يلجأون إلى العض.
الشعور بالذنب
على رغم رؤيتكِ لألم الطفل الذي قام ولدك بعضه، لا تنسي أنّ الطفل الذي عضّ يعاني الألم أيضاً. هو حتماً يشعر بالذهول في مواجهة الوضع الذي خلقه، أضف إلى أنه غالباً ما يواجه غضب الكبار: من اختصاصيين في دار الحضانة أو معلمة المدرسة أو الأهل. ويشعر هؤلاء الكبار بالمسؤولية لعدم تمكنهم من التدخل لردع الطفل عن إيذاء غيره، فينقلون شعورهم بالذنب له ويحمّلونه مسؤولية فعلته، كما يربطون فعل العضّ بتربية سيّئة لقّنوها للطفل.
كيف تتصرّفين؟
صحيح أنّ الولد الذي يعضّ يحثّ أهله بشكل غير مباشر على التدخل والحدّ من تصرفاته المؤذية والفصل بينه وبين الأطفال الآخرين. لذا لا يدع الأهل هذا الحادث يمرّ مرور الكرام، لكن لا يقومون بدورهم بضرب الطفل أو عضه لثنيه عن العض وإفهامه مدى الأذيّة التي سببها للولد الآخر.
من غير المنطقي أن يمارس الأهل مع الطفل تصرفاً يمنعونه عنه. ولا داعي لكلّ هذا العنف لإفهامه أنه سبّب الأذى لصديقه فهو عندما رأى الطفل الآخر يبكي فهم جيداً تداعيات فعلته.
يمكن للأهل التوجّه أولاً للولد المعضوض فيشرحون له ماذا حصل، إذ ناهيك عن الألم يعاني عدم فهم الموقف.
أما بالنسبة للطفل العاضض فينصح علماء النفس بالتعاطي معه على الشكل التالي:
*عدم نعته بالسيّئ: فالجميع يتعاطف مع الطفل الذي تمّ عضه وينظر إلى العاضض بشكل سيّئ، علماً أنّ هذا الأخير بحاجة إلى الاهتمام أيضاً وإلى مَن يشتكي له. هو يشعر بأنه قام بفعل سيّئ ولكنه لا يفهم تداعياته. نعته بالسيّئ سيزيد انغلاقه على نفسه.
*لا تعاقبيه فالعقاب لن يردعه عن عض صديقه الصغير مرة أخرى. في المقابل يمكنك الاستفادة من الظرف لتوضحي لطفلكِ أسسَ حياة الجماعة إذ إنه في هذا العمر يؤسّس لحياته الاجتماعية المستقبلية. قولي له مثلاً: «يمكنكَ اللعب مع الآخرين شرط أن لا تعضّهم»، أو «عندما نكبر لا نعضّ الآخرين أبداً، وإن كنتَ مستاءً ولديك ما تطلبه أو تحتاج إليه يمكنك التعبير عن ذلك من خلال الكلمات بدل اللجوء إلى العض».
*ذكّريه بأهمية عدم إيذاء الآخرين، وشجعيه على المبادرة بمحبة من خلال تقبيل الطفل الذي عضّه في مكان الألم أو مداعبته.
*يمكن حثّ الطفل على التفاعل بشكل إيجابي مع أقرانه من خلال وعده بالأمور التالية: «إذا قمت بإعارة سيارتك الصغيرة لصديقك قد يعيرك بدوره لعبته». من المهم أن يفهم الولد أنّ وصوله إلى أهدافه لا يكون على حساب الآخرين ومن خلال تجاهل رغباتهم.
*في كلّ مرة أكدي لطفلك أنه لا يحق له عض الآخرين. ولكن عليك أيضاً أن تبتكري أفكاراً ومواقف ونشاطات تسمح له بالتعبير عن غضبه وإفراغه، والكلام واحدة منها.
العض في الكبر
في الختام لا بدّ من الإشارة إلى أن ليس الغض سوى مرحلة يمرّ بها الطفل قبل تمكنه من اللغة والكلام للتعبير. ولكن في حال طال هذا التصرّف وبات يستخدمه كوسيلة كلام وتواصل بالدرجة الأولى، يفضل أن يلجأ الأهل إلى أخصائي بشؤون الأطفال، قد يكون معالجاً نفسياً أو طبيباً يرشدهم ويساعدهم على حلّ هذه المشكلة. علماً أنّ عدم إكتراث الأهل لمعالجة عض ولدهم للآخرين بعد تخطيه سنوات عمره الأولى قد يجعله يحمل هذه العادة السيّئة في شبابه.
ويعرف العالم لاعب كرة القدم الأورغوياني لويس سواريز الذي تمّ إيقافه عن 39 مباراة منذ العام 2010، والسبب في ذلك عضاته الثلاث في حقّ كلّ من اللاعب الإيطالي جيورجيو كيليني في كأس العالم 2014 وقبله المغربي عثمان بقال، والصربي برانسلاف إيفانوفيتش.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:31
عون لـ"الحزب": هذا ما أبلغته إلى وفد أميركي

1
05:58
مانشيت "الجمهورية": توقّع عاصفة بين سلام والحزب... و"الثنائي" الرابح الأكبر في البلديات

2
07:18
اختبار البلديات: امتحانٌ للأرضية الحزبية تمهيداً للنيابية

3
May 27
الأوراق انكشفت مسيحياً وقانون البلديات «مش ماشي»

4
08:37
قراءة نتائج الانتخابات... وهذا ما أكده مصدر سياسيّ رفيع لـ"الجمهورية"

5
06:25
إدعاءات متضاربة حول محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"

6
May 27
ما بعد رفع العقوبات عن سوريا وتداعياته على لبنان

7
06:21
زيلينسكي إلى برلين... وميرتس يتقدّم كمُناصر لأوكرانيا

8
