خلع صابونة الركبة... قد يتسبَّب بإعاقة دائمة
خلع صابونة الركبة... قد يتسبَّب بإعاقة دائمة
تيري رومانوس
جريدة الجمهورية
Saturday, 20-Aug-2016 00:02
قد يشكو المرء بعد حادث سير أو السقوط أرضاً بعنف أو بعد التعرّض لالتواء في الساق، من آلام شديدة ويعاني صعوبة في الوقوف أو المشي وثني الركبة من جديد. وقد يلاحظ الشخص المعني أنّ «الصابونة» قد خرجت من مكانها. تقع صابونة الركبة في الجزء الأمامي منها. وهي كناية عن عظمة صغيرة، تنقل الحركة من العضلة الرباعية بالفخذ إلى عظمة القصبة أو الساق، وهي معرَّضة للإصابات والخشونة المبكرة جراء بعض الإصابات القوية.
يعتمد ثبات صابونة الركبة في مكانها الصحيح أثناء الحركة، على قوة الأربطة والعضلات التي تتحكَّم في حركتها لذا في بعض الحالات يكون هناك ضعف في أحد الأربطة أو العضلات، ما يؤدّي إلى عدم استقرارها ويسبب آلاماً وربما خلعاً.

وعلاج هذه الحالات عادة يحتاج إلى تقوية العضلات الضعيفة أما لو كان العيب في الأربطة فيجب علاجها جراحياً لمنع حدوث خشونة بالمفصل ويتمّ تشخيص ذلك بالفحص الطبي والشعاعي او بالرنين المغناطيسي. التفاصيل مع جرَّاح العظم دكتور أنطونيو شلهوب.

• ما الذي يؤدّي الى خلع صابونة الركبة Luxation de la rotule من مكانها؟

يوجد على السطح الأمامي لعظمة الفخذ مجرى مخصَّص للصابونة للحفاظ على وضعها الطبيعي أثناء حركتها للأعلى والأسفل عند ثني الركبة.
وغالباً ما يحدث خلع للصابونة نتيجة تغيير مفاجئ أثناء الجري أو بسبب إصابة مباشرة في مستوى الصابونة ذاتها.

• كيف يتأكَّد المصاب من حدوث خلع في «الصابونة»؟

تتورَّم ركبته بعد الإصابة مباشرة ويمكن ملاحظة أنّ الصابونة لم تعد فى مكانها الطبيعي بل تبرز في الجهة الأمامية، ويعجز المصاب عن الوقوف لجهة الركبة التي تأذّت.

وإذا كانت الصابونة قد خُلعَت تماماً من موضعها فإنّ الخطوة الأولى في العلاج تكمن في ردّها الى مكانها الطبيعي.

ولكن قد يسبِّب خلعها أذىً لغضاريف أسفل الصابونة وبالتالي خشونة وألماً في محيط الركبة. ولذا فقد يحتاج المريض لفحص الغضاريف أسفل الصابونة بالمنظار وعلاجها.

• هل من الممكن أن يتحوّل الخلع الى حال مزمنة؟

في الواقع، في الحالات المزمنة قد يكون الورم بسيطاً ويشكو المصلب من ضمور في العضلات المحيطة بالركبة فيما يكون الخلع وعدم الثبات واضحاً بحيث يستطيع الطبيب أن يخلع الصابونة بيده ويعيدها الى مكانها مرة أخرى. وبعد ذلك يُستعان بالأشعة السينية التي توضِح حدوث انحراف أو خلعاً كاملاً في صابونة الركبة وقد يتبيِّن وجود كسور ترافق الخلع. وننصح أيضاً بإجراء أشعة رنين مغناطيسي للركبة للتأكد من سلامة الأربطة الأخرى داخلها.

• ما هي الخطة العلاجية الواجب اعتمادها؟

تعتمد الخطة العلاجية على المرحلة التي يتمّ فيها تشخيص الإصابة. وفي معظم الحالات الحرجة التي يتمّ تشخيصها خلال بضعة أيام، فإنّ العلاج يتوقف على نوعية التمزّق ودرجته. فإذا لم يكن التمزُّق كاملاً ولم تكن الأعراض شديدة وفي حال أظهرت أشعة الرنين أنّ التمزُّق بسيط والانخلاع في صابونة الركبة غير مؤذٍ وغير مؤلم، فإنه يمكن استخدام الطريقة التحفظية غير الجراحية وذلك عن طريق وضع كامل الطرف السفلي في جهاز تثبيت خارجي Attelle يبدأ من أعلى الفخذ إلى أسفل الساق وتكون الركبة فيها مفرودة.

والهدف من هذه الطريقة، تجنّب أيّ حركة في منطقة صابونة الركبة لمدة ستة أسابيع، لكي تلتئم الأربطة المتمزِّقة حولها. وخلال الأسابيع الستة قد يحتاج المصاب إلى تعديل جهاز التثبيت مرة أو مرتين في حال غدا واسعاً.

• لماذا يصبح جهاز التثبيت واسعاً؟

مع تثبيت الطرف السفلي وانعدام الحركة قد تُصاب العضلات المحيطة بالفخذ والساق بالضمور ما يؤدّي الى اتساع جهاز التثبيت ولا يعود يقوم بمهمته بشكل صحيح، ولذلك فإنه يجب تعديله مرة أو مرتين. وبعد مرور الأسابيع الستة، تكون الأربطة الجانبية لصابونة الركبة قد إلتئمت فيُستعاض عن جهاز التثبيت الخارجي برباط طبي ضاغط ساند لصابونة الركبة.

• هل هناك ضرورة لجلسات العلاج الفيزيائي وما هو دور المريض في إنجاح العلاج؟

يمكن اللجوء إلى جلسات العلاج الفيزيائي، أما مدى نجاح هذه الخطة فيعتمد على تعاون المريض أو المريضة ويكون الدليل على نجاح هذه الخطة العلاجية هو أنّ الصابونة تبقى في مكانها بعد إزالة جهاز التثبيت الخارجي Attelle وخصوصاً عندما يقوم المريض ويمشي أو يقف أو يُثني ركبته ويفردها. وفي هذه الحال يتمّ اللجوء إلى العلاج الطبيعي أو الفيزيائي لتقوية عضلات الفخذ المسؤولة عن ثبات صابونة الركبة ولكي يتمكَّن المريض أو المريضة من العودة لممارسة الرياضة والنشاطات اليومية بشكل طبيعي.

• متى تكون هناك ضرورة للتدخُّل الجراحي؟

عندما يفشل العلاج التحفّظي غير الجراحي الذي ذكرناه سابقاً أو عندما تكون الإصابة شديدة والتمزُّق كاملاً وهناك عدم ثبات في صابونة الركبة، فإنّ التدخُّل الجراحي يكون ضرورياً ومهماً لعلاج مثل هذه الحالات.

وعادةً ما يكون التدخّل الجراحي من خلال عملية تتمّ خلالها خياطة الأربطة الجانبية لصابونة الركبة وإعادتها لوضعها الطبيعي والتأكد من أنّ الأربطة أصبحت متقاربة وتمّت خياطتها بطريقة جيدة وقوية وتجميلية. وهذه العملية غالباً ما تُجرى تحت تخدير نصفي وأحياناً تحت تخدير كامل، وتستغرق نحو الساعة أو الساعة ونصف.

وبعد العملية تُثبَّت ساق المصاب في جهاز طبي لمدة ستة أسابيع، يُعدّل بعد أسبوعين أو ثلاثة لضمان تماسكه وثبات الصابونة. وخلال الأسابيع الستة، تكون الأنسجة التي تمّت خياطتها قد استعادت صحتها وارتبطت بعضها ببعض بشكل دائم. وبعد مرور فترة ستة أسابيع، يُزال الجهاز وتبدأ جلسات العلاج الفيزيائي، لإعادة الحركة والمرونة لمفصل الركبة وتقوية عضلاتها.

• هل تُعتبر الجراحة معقَّدة؟

تُعتبر الجراحة هذه، عملية غير معَّقدة وتصل نسبة نجاحها الى أكثر من 90 في المئة هي بمثابة الحلّ النهائي والأمثل والدائم لعلاج هذه الحالات.

• ما هي النصائح والتوصيات التي تزوّد الرياضيين بها؟

في الواقع إنّ هذه الحالة شائعة خصوصاً لدى فئة الشباب والرياضيين ويجب التنبّه لها وتشخيصها وعلاجها بسرعة وبدقة لأنّ إهمال العلاج يؤدّي إلى خلخلة وعدم ثبات مزمن حول صابونة الركبة وخلع متكرِّر لها، ما يؤثر على الغضاريف وحدوث خشونة مُبكرة في المفصل نتيجته إعاقة شبه مستديمة لدى الشخص المصاب. ولذلك يجب عدم إهمال هذه الحالات والإسراع الى تشخيصها مبكراً وعلاجها لكي يعود الشخص المصاب لممارسة حياته وأنشطته بشكل طبيعي.
theme::common.loader_icon