ما أهمّية تمارين التأمّل صباحاً؟
ما أهمّية تمارين التأمّل صباحاً؟
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Tuesday, 07-Jun-2016 00:05
سواء أكنتم تريدون التخلّص من التوتر وإيجاد التوازن في حياتكم، أو ببساطة تبحثون عن الوضوح والتوجيه، فإنّ التأمّل أو التركيز وتدريب الدماغ قد تساعدكم على بلوغ أهدافكم. ماذا يقدّم لكم هذا التمرين الجسدي والعقلي، وكيف تستفيدون منه؟
يُمهّد الصباح لنوع اليوم الذي ستمضونه، فإذا كان مشحوناً بالضغوط يزداد إحتمال شعوركم بالتوتر خلال ساعات النهار، والعكس صحيح. إحرصوا على بدء يومكم بشكل جيّد وحسّنوا صحّتكم العامة من خلال الإستعانة بتمارين التأمّل:

التحلّي بنظرة إيجابية

يُعتبر التأمّل صباح كلّ يوم طريقة بسيطة لرسم نظرة إيجابية لبقية ساعات اليوم. يُنصح بوضع جدول صباح كلّ يوم كي تتذكّروا أنّ هذه اللحظة الحالية هي الفرصة الوحيدة التي تحصلون عليها لإحداث فرق. تمسّكوا بهذا التفكير مع بدء نهاركم.

إدارة الحالات الصحّية

وجد الأطباء وعلماء النفس أنّ التأمّل يشكّل أداة مهمّة للتحكّم في أعراض المشكلات الصحّية كالربو، والسرطان، وأمراض القلب، والإضطرابات النفسيّة والنوم. إذا كنتم تعتقدون أنّ هذا التمرين قد يساعد حالتكم، ناقشوا مع طبيبكم مزاياه وعيوبه لتحديد أفضل نوع يلائم نمط حياتكم.

تهدئة القلق

أظهرت الأبحاث العلمية أنّ التأمّل قد يساعد الأشخاص الذين يعانون القلق على تحديد أنماط فكر إيجابية وسلبية، ما يساهم في إعادة تدريب العقل على التفكير بشكل مختلف. إذا كنتم تشكون عادةً من القلق، حاولوا الإستعانة بالتأمّل إلى جانب إستراتيجيات أخرى مُهدّئة. تحدّثوا إلى طبيب نفسي إذا كان القلق قد بدأ يؤثّر في حياتكم اليومية بشكل كبير.

اليقظة وتنبيه الذهن

من بين المبادئ الأساسية للتأمّل، دفع الدماغ إلى الإنتباه للحاضر من دون النظر إلى الماضي أو المستقبل. إنها طريقة فعّالة لإنشاء الوعي إزاء وضعكم الجسدي والعقلي الحالي. في حال العجز عن التركيز عند إغماض العين والتأمّل، يُنصح بالتركيز على شيء معيّن كالنفَس أو النظر إلى الشمعة.

نوم أفضل

لا تدعوا الأرق يمنعكم من الحصول على ساعات كافية وجيّدة من الراحة في الليل. إستناداً إلى دراسة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس شملت مجموعة أشخاص يبلغون 55 عاماً وما فوق، نُشرت في «JAMA Internal Medicine»، يمكن للتأمّل أن يحسّن كمية النوم ويخفّض إضطراباته. حاولوا التمسّك بالتأمّل اليومي إلى جانب خطوات أخرى مثل الحصول على وجبات غذائية متوازنة، وممارسة الرياضة لتهييء نوم سليم نهاية اليوم.

دليلٌ سريع

إذاً لا شكّ في أنّ التأمّل يساهم في تصفيَة الذهن، والسيطرة على التركيز، وتحرير الأفكار، وإسترخاء الجسم. إستعينوا بهذا الدليل السريع لمعرفة أصول ممارسة التأمّل في الصباح:

- إطفاء كلّ الإلكترونيات قبل بدء التمرين: إسكات الهاتف يؤدي حتماً إلى تهدئة دماغكم. تأمين مكان هادئ وخالٍ من أيّ وسيلة إلهاء هو واحد من أهمّ الخطوات لبلوغ تمرين تأمّل ناجح.

- الشعور بالراحة: الإنزعاج يُصعّب تمارين التأمّل. المطلوب الجلوس بشكل مستقيم على الكرسي أو الأرض للبدء بغضّ النظر عن الوضعية المُعتمد عليها. لا مانع من فتح العينين أو إغلاقهما، لكنّ معظم الناس يميلون إلى إغلاقهما لمزيد من الإسترخاء وتجنّباً لصرف الإنتباه.

- تبنّي أسلوب تنفّس: التنفّس مفتاح أساسي في التأمّل لأنه يساعد على الإسترخاء، والتركيز، وتأمين السلام. بعد أخذ وضعيّة جيّدة ومُريحة، إبدأوا بالتنفّس بعمق وبوتيرة بطيئة.

- ضمان التركيز: في حين أنّ الممارسة التقليدية للتأمّل تستدعي تفريغ الذهن من كلّ الأفكار، إنه من شبه المستحيل للمبتدئين بلوغ مثل هذا التركيز الكُلّي. يُنصح بالتركيز فقط على تفكير أو غرض واحد بدلاً من لائحة الأمور التي يجب القيام بها. إذا بدأت الأفكار بالتشتّت، لا بدّ من أخذ نفس عميق من جديد وإعادة التركيز.

- تحديد مهلة زمنيّة: تخصيص 3 إلى 5 دقائق من التأمّل في البداية يكون كافياً للمساعدة على تطوير هذه العادة والإستفادة من آثارها المُهدّئة. لكن مع الإستمرار في هذه الممارسة قد يتطلّب الأمر الحصول على 10 إلى 30 دقيقة كجزء من الروتين الصباحي. يُنصح بتشغيل المنبّه ووضع التوقيت الصحيح تفادياً للعجلة، وإلّا خسر التأمّل قدرته على التخلّص من التوتر.
theme::common.loader_icon