«لوريان لو جور» تفتح صفحاتها للشباب والفن وتخلق «جيل الأوريان»
«لوريان لو جور» تفتح صفحاتها للشباب والفن وتخلق «جيل الأوريان»
جريدة الجمهورية
Thursday, 19-May-2016 00:03
أجيالٌ جديدة تولد في لبنان لم تعرف الحرب ولا تريد أن ترثها، أجيال لا تريد تفجير وطنها بل تطمح إلى تفجير طاقاتها الفنية الثقافية. إلّا أنه في غياب أي دعم حكومي لهذه الطاقات وفي ظلّ مدّ الأيدي التي تريد أن تسرق الشباب وتغرقهم في العنف والتطرف أو تعاطي المخدرات... يتّجه الشباب نحو الخارج أو يفقد الأمل مستسلماً، والبعض منهم يتمسّك بأي فرصة سانحة كي يظهر إبداعه. لذلك تمدّ صحيفة «لوريان لو جور» يدها إلى الفنانين الشباب وتسخّر صفحاتها في الصحيفة وفي وسائل التواصل الاجتماعي للإضاءة عليهم.
في حفل ضمّ حشداً من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية مساء الثلثاء الفائت في «station»-جسر الواطي، أعلنت صحيفة «لوريان لو جور» عن خلق «جيل الأوريان»، عبر تسليط الضوء على فنان شاب كلّ شهر من خلال الصفحة الثقافية في الصحيفة وعبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

تصويت وجوائز

أعلن رئيس تحرير «لوريان لو جور» زياد مخّول أنّ «لوريان لوجور ستقوم شهرياً بالتعاون مع بنك سوسيته جنرال في لبنان بتسليط كافة الأضواء، إن عبر الوسائل المطبوعة أو الإلكترونية، على فنان معيّن لا يتخطّى عمره 35 سنة كحدّ أقصى، وينتمي إلى مجال من المجالات الفنيّة الغنيّة والمتنوعة (السينما، الموسيقى، الرسم، النحت، التصوير الفوتوغرافي، الرسوم التصويرية، فن الشارع، الرقص، الموضة، التصميم، الهندسة المعمارية، فنّ الطبخ...) بهدف إطلاق حملة خاصة به على شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، وإنستغرام، ويوتيوب، وتويتر، وسنابتشات) وذلك طوال 30 يوماً، إلى أن يحين موعد الفنان التالي، وهكذا دواليك».

وتابع: «في شهر تشرين الثاني من كلّ عام، سيتنافس اثنا عشر فناناً، وهذا العام ستقتصر المنافسة على ستّة فنانين فقط بما أنّنا سنُطلق المبادرة في شهر أيار، للفوز بجائزة لوريان لوجور - بنك سوسيته جنرال في لبنان (5000 دولار أميركي للفائز بالجائزة الأولى، و2000 دولار أميركي للفائز بالجائزة الثانية، و1000 دولار أميركي للفائز بالجائزة الثالثة).

وسيشكّل تصويت قرّاء لوريان لوجور 50 في المئة من النتيجة، وسيمثّل تصويت لجنة التحكيم (المؤلفة من ممثلين من لوريان لوجور وبنك سوسيته جنرال في لبنان بالإضافة إلى شخصيات مرموقة وخبراء في عالم الفن) الخمسين بالمئة المتبقية.
                                 
الشباب والفن

وأوضح: «ولدت هذه الفكرة في الأصل من ملاحظتنا البسيطة لما يلي: على أيّ جريدة في كافة أنحاء العالم أن تقدّم المعلومات لقرائها وأن تدفعهم إلى التفكير، ولكن عليها أيضاً أن تُطلق بادرة سياسية قويّة (ولا نعني ذلك بالمعنى السياسي، إنما من منطلق مواطنيّ بحت). فعلى الجريدة أن تكون ملتزمة كلّ المعاني النبيلة التي ما زالت هذه الكلمة تحملها اليوم.

نحن للأسف نعيش حالياً في ما يشبه الدولة الفاشلة أو ما يُعرف باللغة الإنكليزية بـFailed State، دولة تدفع النخبة (المستقبلية) إلى الهجرة، وتؤدي إلى إصابة من يعجزون عن المغادرة بخيبة الأمل والاستسلام».

وأشار «منذ 92 عاماً، إنّما اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولوريان لوجور تعتبر أنّ المقاومة الثقافية هي السبيل الوحيد لمكافحة هذا الموت البطيء والمؤكد في منطقة الشرق الأوسط المشوّهة والمحتضرة، والغارقة في ظلام لا ينتهي.

في هذا العام، تُطلق لوريان لوجور مشروعاً ضخماً للمقاومة الثقافية يرتكز فقط على اثنتين من المسلمات الأساسية وغير القابلة للجدل: الشباب والفن. وذلك لأنّ هذين الحافزين يمكنهما ضمان نهضة لبنان وأمانه أكثر من أيّ حافز آخر، ولأنّ الظلمة لن تقضي دائماً على كلّ شيء، بل على العكس تماماً. وهذا هو بالفعل سبب ولادة جيل الأوريان».

معايير إختيار «جيل الاوريان»

شرحت الزميلة مايا غندور هرت تفاصيل هذه المبادرة الثقافية، وأعلنت: «قررّنا أن نخوض هذه المسيرة وأن نعطي الفنّانين الناشئين فرصة أكبر للنجاح والعطاء. فهؤلاء الفنّانون جزء كبير من مستقبل لبنان.

مقاومتهم ليست باستعمال السلاح التقليدي وإنما سلاحهم الرسم والرقص والسينما والموسيقى والمسرح والغناء والتمثيل والصور والموضة والشعر والكتابة والطبخ. ومقاومتهم تتواصل عبر السنين والعصور، وهي التي تخرق جدار الصمت وتُوعّي المجتمع للمطالبة بحقوقه وكرامته وحرّيته.

من هنا نؤسس جيل الاوريان ليس جيل حرب، إنما هو جيل يحارب الجهل ويحارب البؤس واليأس. ويضحكنا ويبكينا، ويجعلنا ننفعل ويحثّنا على التفكير، ويعطينا فسحة أمل». وقالت: «... لقد تمّ اختيار 40 فنّاناً وفنّانة، ثم 18، ثم 6».

وأشارت إلى انّ المعايير التي تمّ على أساسها اختيار الفنانين، هي: عدم تجاوز العمر الـ35 سنة، فعاليّة الموضوع وقوّته، وثاقة الصلة، الاستعمال الصحيح والخلّاق للأدوات الفنيّة، أن يبني عمل الفنّان جسوراً بين الشرق والغرب والشمال والجنوب ويربط فئات المجتمع المختلفة».

وأعلنت أنّ «جنود جيل الاوريان 2016 هم 6، ونقدّم لكم الأول ونحتفظ بأسماء الخمسة للحفاظ على التشويق».

دعم بنك سوسيته جنرال

وألقى السيّد فيليب دوبوا، مدير عام منتدب لبنك سوسيته جنرال في لبنان، كلمة قال فيها: «إنّ دعمنا الثابت للمواهب اللبنانيّة الشابّة، هو كي يتمّ اكتشافهم من قبل الجمهور العريض، لمرافقتهم في ارتقائهم إلى الشهرة ولمساعدتهم في التعبير عن فنّهم وشغفهم. لأنه يجب التأكيد باستمرار على أنّ الثقافة والإبداع ضروريّان في مجتمعنا الذي غالباً ما يفتقر إلى المعايير والهوية».

وأضاف: «نفتخر بشراكتنا مع صحيفة تدافع منذ تأسيسها عن القيم الديمقراطيّة نفسها كما عن التعدّدية والانفتاح على الآخر وحوار الثقافات. وإنّه لمن دواعي سرورنا أن نعمل مع فريق شاب وناشط يعمل يوميّاً على نشر الثقافة لشريحة كبيرة من المجتمع. كما نفتخر بأن نكون إلى جانب عنصر الشباب وبتعزيز الثقافة. كم من اللبنانيين اليوم يتألّقون في العالم، حاملين اسم لبنان عالياً، وهم مدعاة فخر وطني كبير».

وتابع: «عندما عرضت علينا L’Orient-Le Jour الشراكة في هذا المشروع، لم نتردد بالتزام هذه المبادرة لتعزيز وإطلاق مسيرات فنانيّن لبنانيّين واعدين. إنّ الوقوف وراء نجاح هؤلاء الفنانين الشباب هو بالنسبة لنا عمل مواطنيّ، أبعد من دورنا كمصرفيين. حظاً سعيداً لجميع الفنانين، ولقاؤنا في تشرين الثاني لتوزيع الجوائز!»

أول فنان في «جيل الأوريان»

وفي الختام أعلن رئيس تحرير «لوريان لو جور» زياد مخّول أنّ أول فنان في «جيل الاوريان» هو المخرج ميرجان بو شعيا الذي فاز عن فيلمه «فيلم كتير كبير» بالنجمة الذهبية في الدورة الـ15 لمهرجان الفيلم الدولي في مراكش-المغرب.

من جهته، شكر بو شعيا «لوريان لو جور» على اختياره وعلى هذه المبادرة، وقال: «في غياب دعم الحكومة نحن بحاجة لأشخاص ومؤسسات مثل لوريان لو جور».
theme::common.loader_icon