الصبر مفتاح الفرج
الصبر مفتاح الفرج
طوني نجم
جريدة الجمهورية
Monday, 17-Sep-2012 01:07
مثل شعبي آخر، ينجح تطبيقه في البلدان كلها، باستثناء لبنان. هذا ما قاله لي صديقي جاد يوسف، ما دفعني الى كتابة هذه الاسطر. لقد صبرنا وصبرنا حتى تلِفْنا ولم يأتِ الفرج ولم تنفرج علينا ولا لحظة، على الأقل منذ 50 سنة.

يُقال ان الذي لا يصبر يكفُر، اذاً نحن من الكافرين، مع اننا كنا ننتمي الى فئة الصابرين، وبدأ الكفر منذ ان بدأت الجولات المكّوكية للوسطاء العرب والأجانب من اجل إيقاف النزاع أثناء الحرب اللبنانية. واستمرّ الكفر عندما لم تُفلح جهود الوسطاء ونال غير الصابرين منالهم، ولم ينل الصابرون إلّا الملامة ولولا الملامة...

أتكلّم عن الكفر والوقت وقت صلاة، خصوصا ان الاسطر التي اكتبها تتزامن مع زيارة قداسة الحبر الأعظم الذي أتمنّى عليه ان يصلّي ويبارك، وخصوصا ان يعطينا نعمة الصبر على ما نعانيه يوميا من كفر بالقيم والمبادىء والاخلاقيات، والى ما هنالك من نعم تناسَتها الطوائف أجمعين، واصبحت تعيش كل يوم بيومه مع اننا بحاجة الى التخطيط المستقبلي، والصبر المستقبلي، لأن الصلاة تخطيط وتأمل، والكفر ردة فعل سريعة وعابرة تأتي نتيجة انفعال، ولست ادري اذا كان يحقّ لنا الانفعال بعد كل ما عانيناه.

اطلب منكم يا قداسة الحبر الاعظم، وخلال زيارتكم للبنان، ولكي يبقى كما أسميتموه بلد الرسالة، بأن تنظروا بعين مصليّة وحنونة وصبورة الى جميع الطوائف اللبنانية لأنها فقدت نعمة الصبر، وهي في أمَسّ الحاجة اليها في هذه الظروف المفصلية (وللتذكيرـ كل الظروف التي مرّت على وطن الأرز والرسالة كانت مفصلية، ولم نستطع يوما ان نفصل بها). وفي الختام نطلب منكم، بالإضافة الى السلام، ان تعطونا نعمة الصبر المفقود.
theme::common.loader_icon