من هو البابا بنديكتوس السادس عشر؟ انه الاكاديمي الجالس على كرسي بطرس، يبحث ويسأل ويقدم... ارشادا رسوليا لكنائس الشرق الاوسط انطلاقا من لبنان "وطن الرسالة"، مرددا قول السيد المسيح: "سلامي اعطيكم".

اعتلى السدة البابوية في 19 نيسان 2005 خلفا لصديقه البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني، ليصبح البابا الرقم 265.

ولد جوزف راتسينغر في المانيا في 16 نيسان 1927 وهو البابا الالماني الاول منذ اكثر من الف عام، اي منذ البابا فيكتور الثاني العام 1057.

يعتبر بنديكتوس السادس عشر من ابرز اللاهوتيين في الكنيسة وقد شغل رئاسة مجمع العقيدة في بابوية يوحنا بولس الثاني، كما علم اللاهوت في جامعات المانية وقد عين اسقفا ثم رئيسا لاساقفة ميونخ وفريسينغ ثم كاردينالا في خلال سنة واحدة 1977.

تحققت مع البابا بنديكتوس انجازات شتى سواء داخل الكورية الرومانية ام خارجها، فهو من قام، بداية في تنظيم الكرسي الرسولي من حيث انتخاب البابوات وتشكيل مجمع الكرادلة واعادة هيكلة الدوائر الفاتيكانية. كما اهتم، من الناحية الكنسية في تعزيز الرعوية في الكنيسة وقام بتقديس عدد من القديسين ووقع على قرارات تطويب عدد كبير من المكرمين، وصار التطويب يتم في بلد المطوب الجديد كما جرى في لبنان مع الطوباويين الاخيرين ابونا يعقوب والاخ اسطفان.

وحافظ البابا على تقليد اللقاءات البابوية وما فيها من رسائل وارشادات يلقيها امام الحجاج، كما حافظ على الاتصال بالناس بخاصة من خلال الرحلات التي قام بها الى الخارج. ولان البابا هو معلم، بحكم اسقفيته ورئاسته للكنيسة، اعطى بنديكتوس السادس عشر الكثير من وقته للتعليم والرسائل والمحاضرات ومنها حول رؤيته المتجددة لاعمال المجمع الفاتيكاني الثاني - وقد شارك فيه ريتسانغر كاهنا شابا مستشارا وصاحب افكار رئيسية في شؤون العقيدة والليتورجية التي يعتبرها مسألة حياة او موت بالنسبة الى الكنيسة والمؤمنين، واهتم الحبر الاعظم بالعمل المسكوني سواء مع الارثوذكس او مع الانكليكان، وفي الحوار بين الاديان مع اليهود والمسلمين والبوذيين والارمن، وتابع باهتمام لقاءات اسيزي التي اطلقها سلفه يوحنا بولس الثاني.

اما من حيث المواقف، فقد بدأ بنديكتوس السادس عشر حازما في مواقف كثيرة، لاسيما تجاه الاساقفة والكهنة المتهمين بالانحراف، وتجاه ما تتخذه حكومات اليوم من تدابير تسيء الى كرامة الشخص البشري وطبيعة العلاقات الزوجية وانتهاك حقوق الانسان.

انه البابا الصامد، في فكره ونهجه وحركته، وفي ما يقول وما يفعل، انه رسول الحقيقة يسعى اليها بكل تفاصيلها ولا يرتاح الا عند الوصول اليها وايصالها الى الناس.

كان الحجاج يأتون الى الفاتيكان ويتمنون مشاهدة البابا، اما اليوم مع بنديكتوس السادس عشر فانهم يأتون الى المدينة ويتمنون سماع البابا، ونحن محظيون لاننا سنستمع الى البابا ونشاهده ايضا.