كيف تحوِّلين صوتكِ أداةً للإثارة؟
كيف تحوِّلين صوتكِ أداةً للإثارة؟
سابين الحاج
جريدة الجمهورية
Saturday, 16-Apr-2016 01:49
«أفضّل الرجل الطويل»، «أحبّ حسّ الفكاهة عند الشاب ويجذبني مَن يجعلني أضحك»،... مواصفات كثيرة تحدّدها البنات والسيدات لفارس الأحلام. ولكن هل فكّرتِ كم يلعب الصوت دوراً أساساً في عملية الجذب ويؤثر في الإثارة والسحر؟ ومَن هم أصحاب الأصوات الجذابة؟ وكيف يمكن تغيير الصوت؟
يصادف في 16 نيسان اليوم العالمي للصوت، ويهدف إلى توعية الرجال والنساء على أهمية الصوت واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين أصواتهم والحفاظ عليها.

في هذا اليوم الأرقام تكشف الكثير، إذ تشير دراسة إلى أنّ نبرة الصوت تشكّل 38 في المئة من الرسالة التي نسعى إلى إيصالها للآخرين، أمّا الكلام فيمثّل فقط 7 في المئة علماً أنّه أكثر مكوّنات الرسالة التي نتحكم بها، تسبقهما لغة الجسد وتعبيراته بحيّز 55 في المئة من الرسالة.

الصوت والصدمة

تخيّلي، أنك تعرفتِ يوماً على شاب من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد الدردشة المكتوبة دعاك إلى لقاء. وكانت المفاجأة... هذا الرجل التي تبدو ملامحه لا بأس بها ويتمتّع بسمار حاد وبنية جسدية قوية وعضلات مفتولة، لم يخاطبكِ لدى مقابلتكِ بهذا الصوت الجهوري... الذي توقعته، بل يتمتّع «بصوت بطّة».

هذه حال سينتيا، فتاة في الثامنة والعشرين من العمر، تعمل في مجال العلاقات العامة. تروي لـ«الجمهورية» كيف ذهبت لمقابلة شادي في أحد المطاعم بعد أن أرسل لها «طلب صداقة» عبر فايسبوك. وتوضح: «تكلّمنا لفترة من خلال الرسائل المكتوبة، وقبلت دعوته لشرب القهوة دون أن أتنبّه إلى أنه لم يتصل أبداً، ولم يسمعني صوته.

قبل لقائنا بدقائق اتصلت به لأخبره بأنني وصلت، ولكنني صدمت عندما أجاب بأول «ألو» إلى درجة أنني لم أتمكن من الرد عليه. وعاد يردّد «ألو» بهذا الصوت الذي يشبه صوت البطة، إلى أن أقفلت الخط لا إرادياً من شدّة ارتباكي ومفاجأتي». وتؤكد: «كان هذا لقاؤنا الأول والأخير، فعلى رغم إتقانه التصرّف، وإظهاره صفات الرجل النبيل الشهم، إلّا أنّ عدم تقبلي لصوته الغريب جعلني أبتعد عنه».

الرجولة

تمتّع الرجل بالجمال والمال قد لا يكفي وحده لجعله جذاباً خصوصاً أنّ «المرأة تحبّ ما تسمع». يشدّ المرأة إجمالاً الرجل المتمتّع بصوت ضخم. ويؤكد باحثون بريطانيون أنّ صوت الرجل يدلّ على رجولته وقوّته الجسدية بالنسبة للمرأة، ما يشعرها بالجاذبية تجاهه.

وتذهب دراسة أجريت عام 2013 إلى التأكيد بأنّ الصوت الضخم يوحي لها بالعضلات، بينما يكشف الدكتور جيليان أوكونور من جامعة ماك ماستر الكندية، في دراسة، أنّ «الباحثة عن مغامرة عاطفية أكثر تأثراً بصوت الرجل من غيرها، فهي تقع بسهولة فريسة صاحب الصوت العميق».

وتلفت دراسة أخرى إلى أنّ الرجال والنساء أصحاب الأصوات الجذابة يتمتعون بحياة جنسية أكثر نشاطاً مقارنة بغيرهم. هذه المؤشرات تدلّ على أنّ المرء يبحث في لا وعيه عن الشريك المثالي للمتعة وحتّى للتناسل والإنجاب، وأنّ الصوت يلعب دوراً أساساً في الإثارة والجذب.

أنتِ وصوتكِ

لا يعير الكثير من الناس صوتهم أهمية كبرى. ولكن تشير دراسة أجريت في جامعة ستيرلنغ في المملكة المتحدة، أنّ الرجل يتنبّه إلى تغيير صوته وجعله منخفضاً وأكثر ضخامة قدر المستطاع عندما يُعجب بامرأة، بينما لا تنتبه المرأة إلى تعديل صوتها وإضفاء العذوبة والرقّة عليه عندما تكون برفقة رجل يغويها إلّا إذا كانت محاطة بنساء أخريات «منافسات».

وتمضي المرأة أحياناً ساعات أمام المرآة قبل الخروج للقاء الحبيب، أو لإجراء مقابلة عمل، أو للمشاركة في حدث اجتماعي، ولكنها غالباً ما لا تراهن على صوتها وتهمل هذا التفصيل الأساسي، علماً أن صوتها أيضاً يفعل فعله على مسامع الرجل.

السحر بالصوت

يشدّد عالم النفس الفرنسي مارك سباند أنّ الصوت قد لا يتغيّر ولكن يمكن إعادة تأهيل نبرته وتعديلها وصولاً إلى تضخيمها، تحت إشراف أخصائيين، ما يحسّن العلاقة مع الآخرين.

إلى ذلك ليس شرطاً أن يتمتّع الإنسان بصوت جميل ليتمكّن من إغواء الجنس الآخر، فالصوت الجميل نعمة من الله، إلّا أنّ الأداء الجيد يُكتسب بالممارسة والتنبّه إلى التفاصيل. وتجدر الإشارة إلى أنّ الآداء يطغى على الصوت.

ويقدّم المدرّب الصوتي الفرنسي جان سومي بعض النصائح للنساء والرجال ما يجعل صوتهم أكثر إثارة، ومنها:

• خفض الصوت وجعله يوحي بالمداعبة والهدوء
• لفظ إسم الشخص الآخر بنعومة وإثارة ورومانسية، إذ إنّ لمسات الحنان والحبّ تصل إلى الآخر بدءاً من لفظ إسمه.
• الاستماع: تميل المرأة إلى الكلام أكثر من الرجل، وإصغاؤه لها بشكل متقن يطمئنها. وبدورها يجب أن تعي أهمية فسح المجال لشريكها حتّى يتكلّم لأنّ ذلك نوع من إعطاء الأهمية للآخر.
• عدم التحدّث عن كلّ التفاصيل والموضوعات، ففي المحافطة على بعض الأسرار شيء من الجاذبية وخلق الفضول.
• التوقف أثناء الحديث، وأخذ الوقت للتنفس
• المحافظة على الاتصال بالنظر، فالنظر بقوّة مؤشر الى الحضور
• الابتسام، لأنّ البسمة تُشعر الآخر بالطمأنينة والارتياح وتفتح الأبواب المغلقة بين البشر.

تجنّبوا التالي:

• الشدّ، والإيحاء بالعنف والعدوانية
• التحدّث بصوتٍ عالٍ، في حين ليس من ضرورة لذلك
• التكلّم بسرعة وعجلة، ما يوحي بعدم الثقة بالنفس
• النظر إلى أسفل، إذ يشكّل محاولة للهروب من الواقع ويترافق بدوره مع قلّة الثقة بالنفس
• التكلم برتابة وعدم التنويع بنبرة الصوت
• عدم اللفظ جيداً
• ملء السكوت بأيّ كلام، فـ»تعبئة الهواء» تكسر الرومانسية، ويمكن استبدال الكلام في لحظات السكون هذه بالنظرات والابتسام.
theme::common.loader_icon