هويدا الهاشم: عدتُ لأبقى وهذا هو رَجُلي الآن
هويدا الهاشم: عدتُ لأبقى وهذا هو رَجُلي الآن
اخبار مباشرة
رنا اسطيح
لا نبالغ إن قلنا إنّ هويدا الهاشم هي واحدة من أهم الراقصات اللواتي عرفهنّ تاريخ الرقص الشرقي في حقبة ذهبية من مجده كان فيها الرقص ضيفاً دائماً على السهرات التلفزيونية والبرامج الفنية وافتتاح أهم المهرجانات العربية. «الراقصة الفنّانة» كما كان يعرَّف عنها، هي من القليلات اللواتي استطعن أن يُخرِجن الرقص من «مرابعه» الضيّقة إلى فضاءات أوسع من الجمال والرقي والدهشة. وفي مقابلة خاصة لـ «الجمهورية» مع أسطورة الرقص الشرقي هويدا الهاشم من مقرّ إقامتها في قبرص، نلقي الضوء على جوانب من مشوارها الفني وأسباب الغياب ودوافع العودة.
لم تكن هويدا الهاشم راقصةً عاديةً مرّت على تاريخ التلفزيون وعصر الرقص الشرقي الحديث الذي تقاطع مع حقبة الحرب الأهلية في لبنان. يعيد اسمها إلى الأذهان أصداء قرع الطبول وصوت المزمار وإيقاعات الشرق تزرعها أيادي العازفين المجتهدة على الطبلة فتنطق من خصرها ومع كلّ حركةٍ من ذاك الجسد الميّاس المتمايل، راسمةً لوحات من شعرٍ وجمال.
رقص تحت القصف
كانت عيونٌ صغيرة تشاهد الشاشة بانشداد، في وقت كانت فيه معظم المدارس تقفِل بفعل الحرب والتقاتل المتقطّع. تطلُّ هويدا الهاشم فتخفق قلوب صغيرة وكبيرة على وقع الطبلة، وترفع تلفزيونات الحي صوتها، ليعلو فوق أصوات المدافع فيما الراقصة تولج في جولة تحدٍّ خاطفة للأنفاس بين خصرها وإيقاعات متسارعة متهادية حدّ الهذيان لتذوب معها مخاوف صغار الحيّ وكباره ويشدّهم الذهول إلى عالم من السحر ولو للحظات.
ولكنّ الراقصة-الحدث التي عرفت شهرة واسعة منذ أواسط الثمانينات، اختفت عن الأضواء في نهاية التسعينات، بقرار شخصي وظروف خاصّة إلى أن اتخذت أخيراً قرارها بالعودة إلى الجمهور والمسارح وأعقبتها بإطلالة تلفزيونية مميّزة مع عادل كرم ضمن برنامج «هيدا حكي» على شاشة الـ MTV.
لم أخطط للغياب
وعن فترة الغياب وأسبابه تقول هويدا الهاشم في حديث خاص لـ «الجمهورية»: «إنّ ابتعادي لهذه الفتره الطويلة لم يكن مخططاً له مسبقاً. فأنا في الأساس كنت أنوي أخذ استراحة فنية لفترة قصيرة والتحضير لإنطلاقة جديدة. لكنّ زواجي وانجابي كان لهما الأثر الأكبر في إطالة أمد الغيبة».
وتعترف أنّ الابتعاد من كلّ تلك الأضواء لم يكن سهلاً، مفصحةً: «طبعا كان هنالك دوماً شوق وحنين للمسرح و الجمهور. لكنّ اهتمامي بابني وعائلتي شغلاني بعد الشيء، ولكنني كنت أرقص في كلّ مناسبة اجتماعية أو عائلية وأسمع دائماً كلاماً يدعوني الى العودة للرقص».
وتقرّ: «قرار العودة كان دائماً حاضراً في ذهني، لكنّ توقيت التنفيذ كان المهم. بصراحة إنّ ابني قد لعب دوراً مهماً لهذه الناحية، حيث صار أخيراً يطلب مني المشاركة في البرامج على التلفزيون وتقديم استعراض كما أنّ إنشائي لصفحتي الخاصة على «فايس بوك» قد جعلني أشعر كم انني لازلت في قلوب محبّيَّ، و هذا أعطاني دفعاً كبيراً للعودة».
لا نجمات رقص جديدات
وعن قراءتها للمشهد العام للرقص الشرقي اليوم، تقول: «أنا منذ البداية لا اتابع كثيراً ما يدور حولي، فاهتمامي دائماً ينصب على فني و قد تعوّدت على هذا. لكن من الواضح أنه لم تبرز اسماء جديدة على هذه الساحة، أسماء تُحدث فرقاً أو تغييراً في المعادلة. طبعاً هنالك دائماً أناس جيدون في ما يقدمون ولكنّ النجومية مفقودة».
هويدا الهاشم التي رقصت على أهم المسارح وافتتحت المهرجانات وحلّت ضيفةً أساسية في برامج الحوارات الفنية، تقول ردّاً على سؤال: «كلّ الفترة التي كنت متواجدة فيها على الساحة الفنية هي فترة ذهبية بالنسبة اليّ. فالحمد لله كان النجاح دائماً حليفي، وحتى في عودتي الآن أرى فترة ذهبية لأننى أشعر بمدى محبة الناس لي وكأنني لم أغب أبدا». وتضيف ضاحكةً «أكاد أعتبرها فترة «ماسيَة» وليس ذهبية فقط».
وعن الراقصة التي كانت تعتبرها أقوى منافسة لها بين بنات جيلها من أمثال داني بسترتس وناريمان عبود وأماني وسمارة، تقول: «رحم الله داني بسترس... وسأقول لك الصراحة، طوال حياتي لم أعتبر نفسي في تنافس مع أحد لذلك لم أشعر بهذا التنافس الذي تسألينني عنه، هكذا أنا».
سيمون أسمر مدرسة
وعمّا إذا كانت تعتبر أنّ المخرج سيمون أسمر هو صانع نجوميّتها، تقول: «أستاذ سيمون أسمر مخرج كبير. هو مدرسة في عالم التلفزيون وخصوصاً برامج المنوّعات، و طبعاً كان لبرامجه الناجحة والجماهيرية مردود إيجابي كبير لي ولكثيرين من الفنانين. حيث أوصلتنا هذه البرامج الى أكبر شريحة من الناس وبأفضل صورة».
وعن رأيها براقصات الجيل الجديد واختلاف معايير النجاح بين الأمس واليوم تقول: «النجاح هو النجاح. لا يمكن شراء محبة الناس. ما اختلف هو القدرة على الوصول الى عدد أكبر من المشاهدين عبر التكنولوجيا المتطوّرة في مجال الإتصالات وخصوصاً مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها. لكن من دون موهبة حقيقية لا فنان حقيقيّ».
الرجل والعصا السحرية
فهل تستطيع هويدا الهاشم أن تستعيد نجوميّتها اليوم في وقت يُحكى فيه عن اندثار الرقص الشرقي؟ بالنسبة لها «نعم، أظن ومن خلال تجاوب الناس وردة فعل الجمهور بعد اطلالتي في برنامج «هيدا حكي» مع الفنان عادل كرم أنّ نجوميتي لا زالت بخير. فالفنان الذي يقدم عطاءه الفني من القلب ويدخل قلوب الناس لا يصعب عليه العودة الى جمهوره من جديد».
والعصا في يد هويدا الهاشم قصة عشق وتحدٍّ فماذا تفعل لو انقلبت عصاها عصاً سحرية؟ الجواب ياتيك بسرعة «أقلب ساحات الحروب الى واحات حبّ وسلام في كلّ انحاء العالم، يا ريت كان باستطاعتي...يا ريت».
وعن دور الرجل في حياتها وعمّا إذا كان له تأثير سلبي في مهنتها، تقول هويدا التي كشفت لعادل كرم أنها ارتبطت برجل أعمال عربي ثمّ برجل انكليزي قبل الانفصال: «لا أجد ما هو سلبي كي اتحدث عنه. الزواج قسمة ونصيب والحياة رجل وامرأة. كلّ ما نعيشه يزيدنا خبرةً وتعمّقاً في أمور حياتنا. ابني هو رجلي الآن و كلّ حياتي».
عودة قوية
وتعلن: «أقوم حالياً بالتحضير لأستعراض جديد ولم تكتمل الصورة النهائية بعد، لكن ما هو جديد أنني سأرقص على أنواع موسيقى لم أرقص عليها من قبل، ستكون مفاجأة للجمهور»، متعهّدةً «انشاء الله لن أغيب مجدّداً، فأنا عدت وسأبقى وفاءً لجمهوري الذي كان وفياً معي ولم ينسني».
وتختم بالقول: «وأخيراً تبقى أقصى الأمنيات في عودة السلام والطمأنينة الى بلدي بشكل تام ونهائي، ولكلّ الدول العربية و العالم أجمع، فمن دون السلام لا يمكن أن نحقق أحلامنا وأحلام أبنائنا».
رقص تحت القصف
كانت عيونٌ صغيرة تشاهد الشاشة بانشداد، في وقت كانت فيه معظم المدارس تقفِل بفعل الحرب والتقاتل المتقطّع. تطلُّ هويدا الهاشم فتخفق قلوب صغيرة وكبيرة على وقع الطبلة، وترفع تلفزيونات الحي صوتها، ليعلو فوق أصوات المدافع فيما الراقصة تولج في جولة تحدٍّ خاطفة للأنفاس بين خصرها وإيقاعات متسارعة متهادية حدّ الهذيان لتذوب معها مخاوف صغار الحيّ وكباره ويشدّهم الذهول إلى عالم من السحر ولو للحظات.
ولكنّ الراقصة-الحدث التي عرفت شهرة واسعة منذ أواسط الثمانينات، اختفت عن الأضواء في نهاية التسعينات، بقرار شخصي وظروف خاصّة إلى أن اتخذت أخيراً قرارها بالعودة إلى الجمهور والمسارح وأعقبتها بإطلالة تلفزيونية مميّزة مع عادل كرم ضمن برنامج «هيدا حكي» على شاشة الـ MTV.
لم أخطط للغياب
وعن فترة الغياب وأسبابه تقول هويدا الهاشم في حديث خاص لـ «الجمهورية»: «إنّ ابتعادي لهذه الفتره الطويلة لم يكن مخططاً له مسبقاً. فأنا في الأساس كنت أنوي أخذ استراحة فنية لفترة قصيرة والتحضير لإنطلاقة جديدة. لكنّ زواجي وانجابي كان لهما الأثر الأكبر في إطالة أمد الغيبة».
وتعترف أنّ الابتعاد من كلّ تلك الأضواء لم يكن سهلاً، مفصحةً: «طبعا كان هنالك دوماً شوق وحنين للمسرح و الجمهور. لكنّ اهتمامي بابني وعائلتي شغلاني بعد الشيء، ولكنني كنت أرقص في كلّ مناسبة اجتماعية أو عائلية وأسمع دائماً كلاماً يدعوني الى العودة للرقص».
وتقرّ: «قرار العودة كان دائماً حاضراً في ذهني، لكنّ توقيت التنفيذ كان المهم. بصراحة إنّ ابني قد لعب دوراً مهماً لهذه الناحية، حيث صار أخيراً يطلب مني المشاركة في البرامج على التلفزيون وتقديم استعراض كما أنّ إنشائي لصفحتي الخاصة على «فايس بوك» قد جعلني أشعر كم انني لازلت في قلوب محبّيَّ، و هذا أعطاني دفعاً كبيراً للعودة».
لا نجمات رقص جديدات
وعن قراءتها للمشهد العام للرقص الشرقي اليوم، تقول: «أنا منذ البداية لا اتابع كثيراً ما يدور حولي، فاهتمامي دائماً ينصب على فني و قد تعوّدت على هذا. لكن من الواضح أنه لم تبرز اسماء جديدة على هذه الساحة، أسماء تُحدث فرقاً أو تغييراً في المعادلة. طبعاً هنالك دائماً أناس جيدون في ما يقدمون ولكنّ النجومية مفقودة».
هويدا الهاشم التي رقصت على أهم المسارح وافتتحت المهرجانات وحلّت ضيفةً أساسية في برامج الحوارات الفنية، تقول ردّاً على سؤال: «كلّ الفترة التي كنت متواجدة فيها على الساحة الفنية هي فترة ذهبية بالنسبة اليّ. فالحمد لله كان النجاح دائماً حليفي، وحتى في عودتي الآن أرى فترة ذهبية لأننى أشعر بمدى محبة الناس لي وكأنني لم أغب أبدا». وتضيف ضاحكةً «أكاد أعتبرها فترة «ماسيَة» وليس ذهبية فقط».
وعن الراقصة التي كانت تعتبرها أقوى منافسة لها بين بنات جيلها من أمثال داني بسترتس وناريمان عبود وأماني وسمارة، تقول: «رحم الله داني بسترس... وسأقول لك الصراحة، طوال حياتي لم أعتبر نفسي في تنافس مع أحد لذلك لم أشعر بهذا التنافس الذي تسألينني عنه، هكذا أنا».
سيمون أسمر مدرسة
وعمّا إذا كانت تعتبر أنّ المخرج سيمون أسمر هو صانع نجوميّتها، تقول: «أستاذ سيمون أسمر مخرج كبير. هو مدرسة في عالم التلفزيون وخصوصاً برامج المنوّعات، و طبعاً كان لبرامجه الناجحة والجماهيرية مردود إيجابي كبير لي ولكثيرين من الفنانين. حيث أوصلتنا هذه البرامج الى أكبر شريحة من الناس وبأفضل صورة».
وعن رأيها براقصات الجيل الجديد واختلاف معايير النجاح بين الأمس واليوم تقول: «النجاح هو النجاح. لا يمكن شراء محبة الناس. ما اختلف هو القدرة على الوصول الى عدد أكبر من المشاهدين عبر التكنولوجيا المتطوّرة في مجال الإتصالات وخصوصاً مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها. لكن من دون موهبة حقيقية لا فنان حقيقيّ».
الرجل والعصا السحرية
فهل تستطيع هويدا الهاشم أن تستعيد نجوميّتها اليوم في وقت يُحكى فيه عن اندثار الرقص الشرقي؟ بالنسبة لها «نعم، أظن ومن خلال تجاوب الناس وردة فعل الجمهور بعد اطلالتي في برنامج «هيدا حكي» مع الفنان عادل كرم أنّ نجوميتي لا زالت بخير. فالفنان الذي يقدم عطاءه الفني من القلب ويدخل قلوب الناس لا يصعب عليه العودة الى جمهوره من جديد».
والعصا في يد هويدا الهاشم قصة عشق وتحدٍّ فماذا تفعل لو انقلبت عصاها عصاً سحرية؟ الجواب ياتيك بسرعة «أقلب ساحات الحروب الى واحات حبّ وسلام في كلّ انحاء العالم، يا ريت كان باستطاعتي...يا ريت».
وعن دور الرجل في حياتها وعمّا إذا كان له تأثير سلبي في مهنتها، تقول هويدا التي كشفت لعادل كرم أنها ارتبطت برجل أعمال عربي ثمّ برجل انكليزي قبل الانفصال: «لا أجد ما هو سلبي كي اتحدث عنه. الزواج قسمة ونصيب والحياة رجل وامرأة. كلّ ما نعيشه يزيدنا خبرةً وتعمّقاً في أمور حياتنا. ابني هو رجلي الآن و كلّ حياتي».
عودة قوية
وتعلن: «أقوم حالياً بالتحضير لأستعراض جديد ولم تكتمل الصورة النهائية بعد، لكن ما هو جديد أنني سأرقص على أنواع موسيقى لم أرقص عليها من قبل، ستكون مفاجأة للجمهور»، متعهّدةً «انشاء الله لن أغيب مجدّداً، فأنا عدت وسأبقى وفاءً لجمهوري الذي كان وفياً معي ولم ينسني».
وتختم بالقول: «وأخيراً تبقى أقصى الأمنيات في عودة السلام والطمأنينة الى بلدي بشكل تام ونهائي، ولكلّ الدول العربية و العالم أجمع، فمن دون السلام لا يمكن أن نحقق أحلامنا وأحلام أبنائنا».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:42
عدائية نتنياهو وخطورة إيران
1
07:13
أجواء دولية مشجّعة… ولا حرب
2
Dec 17
هيكل: أنا أعطيت هذه الأوامر
3
06:58
"كيد فاضح" ومحاولة لافتعال معركة سياسية
4
Dec 17
عون: التفاوض لا يعني استسلاماً
5
06:38
«الميكانيزم» أمام «استحالتين»: إحياء «هدنة 49».. وتشكيل «المجلس الملّي»
6
19:45
سلام أطلع وفداً من جمعية المصارف على التقدم في مشروع قانون الفجوة المالية
7
Dec 17
الداخلية السورية: إحباط محاولة تهريب شحنة أسلحة باتجاه لبنان
8