كيف نتخطّى وجع الموت؟
كيف نتخطّى وجع الموت؟
اخبار مباشرة
ساسيليا دومط
مَن منّا لم يسرق منه الموت غالياً، أباً أو أمّاً، شقيقاً، زوجاً أو حبيباً؟ مَن منّا لم يعتصر قلبه ألم الفراق، حيث لا حول ولا قوّة؟ فراق لا عودة عنه، كأس تذوّقه الجميع وتصبّر بالتسليم للإرادة الإلهية والقدر والنصيب. هل يجب أن نعيش أسرى الحزن وفاءً لمَن رحل؟ ما الذي يدفعنا لمتابعة حياتنا اليوميّة بالرغم من حبّنا واشتياقنا لمَن فقدنا؟
كم من الأمهات تَوعّدنَ، لدى فقدان أحد أبنائهنّ، بأنهنّ لن يَعشن بعده؟ وعشن. وكم من الأزواج والزوجات تعهّدوا بأنّهم لن يعرفوا حبيباً بعد الفُقد؟ ثمّ أحبّوا من جديد.
الفراق مفروض
ما من إنسان سيعيش إلى الأبد. كلّنا سيغادر، لكن كيف نعيش هذا الفقد؟ وما الذي يجعلنا نحتمل، ومن ثمّ نكمل مشوار الحياة؟
يُشعرنا موت حبيبٍ أنّنا في المجهول، وكأنّنا نفقد جزءاً من كلّنا. إلّا أنّ هذا النوع من الفراق مفروض على البشر. تتوالى الفراقات على الإنسان منذ ولادته، فالصدمة الأولى هي صدمة الولادة عندما يُقطع الحبل السرّي مع الأم، يليها الفطام، فالذهاب إلى المدرسة، والزواج والسفر وتجارب لا تنتهي من الفقد. ويشكّل موت حبيب لنا صدمة نفسيّة عاطفيّة، لعدم تمكّننا من فِعل أي شيء يمنع حدوث الوفاة. وتختلف حدّة الصدمة بين شخص وآخر، بحسب:
• مراحل حياة المصدوم السابقة منذ ولادته، وما تعرّض له من فقد.
• مدى تعلّقه بالشخص المتوفي.
• شخصيّة الفاقد وبنيته الذاتية والعائلية والإجتماعية.
تحضير الطفل للتعايش مع الرحيل؟
بإمكان الأهل إعداد الطفل منذ صغره على تقبّل الأحداث المفاجئة. فهم مَثَله الأعلى ويمكنهم تعليمه مرونة التعاطي مع الأمور، والإنفتاح الاجتماعي. وتحصّن عوامل عديدة الطفل من الصدمة عند حلول أي طارىء، ومنها: تنمية ثقته بنفسه واعتماده على نفسه، تأمين جوّ من الأمان والاستقرار له، حَضّه على فهم مراحل الحياة (ولادة، مرض، سفر، زواج، موت).
ويؤدي الإنتماء الى تجمّعات اجتماعيّة دوراً إيجابيّاً في تخطّي صعوبات الفراق، فيساعد الطفل على عدم تركيز كامل اهتمامه وتعلّقه بشخص واحد، كما أنّ القيام بنشاطات رياضيّة وترفيهيّة يسهّل تقبّل الفقد لدى حدوثه.
مراحل الحزن والتخطّي
بعد وقوع صدمة الموت، لا بدّ من مراحل يمرّ بها مَن خَسر شخصاً غالياً:
1 - يشعر المصدوم بالانبهار، ولا يفهم ما يجري.
2 - يرفض الاعتراف بأنّ هذا الشخص قد توفّي فعلاً.
3 - يغضب ويثور ويقوم بردّات فعل عنيفة، كما يشعر بعدم العدل لحدوث ذلك. ومنهم من يكفرون بالله لشدّة غضبهم.
4 - يمرّ الفاقد بمرحلة من الحزن والكآبة.
5 - يتقبّل الأمر الواقع، ويعترف بأنّ هذه إرادة الله.
6 - يعاود تكوين حياته، ويتابع القيام بواجباته اليوميّة مع الشعور بالحزن.
ولا بدّ من عبور هذه المراحل، وعدم التوقّف عند واحدة منها. فالتوقّف عند مرحلة الرفض مثلاً، يدعو إلى إخضاع الشخص المصدوم لعلاج نفسي، قد يحتاج معه إلى الإستشفاء. من الطبيعي أن يشعر مَن فقد عزيزاً بالحزن العميق، ويمرّ بمراحل تذكّر المفقود، البكاء، الشّرود، الإنخفاض في الطاقة، وعدم الرغبة في تناول الطعام.
ولكنّ عدم قدرة المصدوم على القيام بمتطلّبات الحياة اليوميّة، كالاستحمام وشراء حاجاته، وتعرّضه لاضطرابات في النوم والأكل لفترة تصِل إلى أكثر من الشهرين، على رغم مواساته ودعمه من المحيطين به، بالإضافة إلى تَغلّب العاطفة على المنطق، وعدم القبول بالواقع، والعزلة الكلّية، والرغبة بالإنتحار، كلها عوامل تدلّ الى حالة من الاكتئاب وتستدعي متابعة نفسيّة وطبية ضروريّة.
فتطوّر حالة المصدوم بشكل سلبي يشكّل خطراً على نفسه وعلى الآخرين من حوله... وقد يصل الأمر إلى الهلوسة والهذيان، كأن يتكلّم مع المفقود ويتأكّد بأنّه يراه.
كيف نتخطّى الصدمة؟
الموت سنّة الحياة، لذلك نحتاج إلى دعم ومساعدة بعضنا بعضاً، ويتمّ ذلك من خلال الاستماع الى شكوى المصدوم والسماح له بالتعبير عن وجعه، والبكاء إذا رغب بذلك. ويُنصح بعدم تقديم النصائح له، كقول: «يجب أن تنسى»، فما حدثَ له ليس بسيطاً، ويجب مرافقته وعدم تركه وحيداً، ومساعدته في تذكّر من خَسر، والإيمان والصبر.
إنّ متابعة الحياة اليومية بعد خسارة حبيب غال، لا تعني نسيانه أو التوقّف عن حبّنا له، إلّا أنّه لا بد من التعايش مع الخسارة. فنتذكّر مَن غاب، نشتاق إليه، نشعر بالحزن، لكننا على رغم ذلك نحتاج لِما يجدّد فينا الرغبة بالحياة بفِعل إرادة البقاء.
الفراق مفروض
ما من إنسان سيعيش إلى الأبد. كلّنا سيغادر، لكن كيف نعيش هذا الفقد؟ وما الذي يجعلنا نحتمل، ومن ثمّ نكمل مشوار الحياة؟
يُشعرنا موت حبيبٍ أنّنا في المجهول، وكأنّنا نفقد جزءاً من كلّنا. إلّا أنّ هذا النوع من الفراق مفروض على البشر. تتوالى الفراقات على الإنسان منذ ولادته، فالصدمة الأولى هي صدمة الولادة عندما يُقطع الحبل السرّي مع الأم، يليها الفطام، فالذهاب إلى المدرسة، والزواج والسفر وتجارب لا تنتهي من الفقد. ويشكّل موت حبيب لنا صدمة نفسيّة عاطفيّة، لعدم تمكّننا من فِعل أي شيء يمنع حدوث الوفاة. وتختلف حدّة الصدمة بين شخص وآخر، بحسب:
• مراحل حياة المصدوم السابقة منذ ولادته، وما تعرّض له من فقد.
• مدى تعلّقه بالشخص المتوفي.
• شخصيّة الفاقد وبنيته الذاتية والعائلية والإجتماعية.
تحضير الطفل للتعايش مع الرحيل؟
بإمكان الأهل إعداد الطفل منذ صغره على تقبّل الأحداث المفاجئة. فهم مَثَله الأعلى ويمكنهم تعليمه مرونة التعاطي مع الأمور، والإنفتاح الاجتماعي. وتحصّن عوامل عديدة الطفل من الصدمة عند حلول أي طارىء، ومنها: تنمية ثقته بنفسه واعتماده على نفسه، تأمين جوّ من الأمان والاستقرار له، حَضّه على فهم مراحل الحياة (ولادة، مرض، سفر، زواج، موت).
ويؤدي الإنتماء الى تجمّعات اجتماعيّة دوراً إيجابيّاً في تخطّي صعوبات الفراق، فيساعد الطفل على عدم تركيز كامل اهتمامه وتعلّقه بشخص واحد، كما أنّ القيام بنشاطات رياضيّة وترفيهيّة يسهّل تقبّل الفقد لدى حدوثه.
مراحل الحزن والتخطّي
بعد وقوع صدمة الموت، لا بدّ من مراحل يمرّ بها مَن خَسر شخصاً غالياً:
1 - يشعر المصدوم بالانبهار، ولا يفهم ما يجري.
2 - يرفض الاعتراف بأنّ هذا الشخص قد توفّي فعلاً.
3 - يغضب ويثور ويقوم بردّات فعل عنيفة، كما يشعر بعدم العدل لحدوث ذلك. ومنهم من يكفرون بالله لشدّة غضبهم.
4 - يمرّ الفاقد بمرحلة من الحزن والكآبة.
5 - يتقبّل الأمر الواقع، ويعترف بأنّ هذه إرادة الله.
6 - يعاود تكوين حياته، ويتابع القيام بواجباته اليوميّة مع الشعور بالحزن.
ولا بدّ من عبور هذه المراحل، وعدم التوقّف عند واحدة منها. فالتوقّف عند مرحلة الرفض مثلاً، يدعو إلى إخضاع الشخص المصدوم لعلاج نفسي، قد يحتاج معه إلى الإستشفاء. من الطبيعي أن يشعر مَن فقد عزيزاً بالحزن العميق، ويمرّ بمراحل تذكّر المفقود، البكاء، الشّرود، الإنخفاض في الطاقة، وعدم الرغبة في تناول الطعام.
ولكنّ عدم قدرة المصدوم على القيام بمتطلّبات الحياة اليوميّة، كالاستحمام وشراء حاجاته، وتعرّضه لاضطرابات في النوم والأكل لفترة تصِل إلى أكثر من الشهرين، على رغم مواساته ودعمه من المحيطين به، بالإضافة إلى تَغلّب العاطفة على المنطق، وعدم القبول بالواقع، والعزلة الكلّية، والرغبة بالإنتحار، كلها عوامل تدلّ الى حالة من الاكتئاب وتستدعي متابعة نفسيّة وطبية ضروريّة.
فتطوّر حالة المصدوم بشكل سلبي يشكّل خطراً على نفسه وعلى الآخرين من حوله... وقد يصل الأمر إلى الهلوسة والهذيان، كأن يتكلّم مع المفقود ويتأكّد بأنّه يراه.
كيف نتخطّى الصدمة؟
الموت سنّة الحياة، لذلك نحتاج إلى دعم ومساعدة بعضنا بعضاً، ويتمّ ذلك من خلال الاستماع الى شكوى المصدوم والسماح له بالتعبير عن وجعه، والبكاء إذا رغب بذلك. ويُنصح بعدم تقديم النصائح له، كقول: «يجب أن تنسى»، فما حدثَ له ليس بسيطاً، ويجب مرافقته وعدم تركه وحيداً، ومساعدته في تذكّر من خَسر، والإيمان والصبر.
إنّ متابعة الحياة اليومية بعد خسارة حبيب غال، لا تعني نسيانه أو التوقّف عن حبّنا له، إلّا أنّه لا بد من التعايش مع الخسارة. فنتذكّر مَن غاب، نشتاق إليه، نشعر بالحزن، لكننا على رغم ذلك نحتاج لِما يجدّد فينا الرغبة بالحياة بفِعل إرادة البقاء.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Dec 19
بري يُصيب عصفورَين بحجر... وهكذا بلع الواوي المنجل!
1
Dec 19
من حجز الودائع إلى تملّكها: المصارف تُكمل سرقة العصر
2
Dec 19
الثنائيات الطائفية
3
Dec 19
المادة 95 من الدستور اللبناني: النصّ والجدوى والفاعلية في التطبيق
4
Dec 19
تحذيرٌ من مخطط إسرائيلي في الأشهر القليلة المقبلة من ولاية "اليونيفيل"
5
Dec 19
العالم أمام ولادة نظام جديد قائم على القانون
6
Dec 19
إسرائيل توسع مطلبها من الليطاني إلى الأوّلي... هذا ما كشفه مصدر بارز في "الحزب"
7
Dec 19
طقسُ لبنان ما قبل الميلاد.. هذا ما ينتظرنا!
8