فما هو الاكتئاب اذاً؟ ما هي عوارضه وأسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟

إنه "اضطراب في المزاج يتميّز بشعور عميق بالحزن والألم المعنوي، ويُنمّي أفكاراً سوداوية قد تصل أحيانا الى الرغبة في الانتحار".

وعن عوارضه الملحوظة، والتي تدوم عدّة أشهر، أوضحت الاختصاصية في علم النفس العيادي والمرضي إستر بو أنطون، في حديث لـ "الجمهورية"، أن الاكتئاب "يترافق مع اضطرابات جسدية واضطرابات في النوم والشهية والتركيز، ويتسبب أيضاً بانخفاض ملحوظ في إظهار الاهتمام في الأمور اليوميّة وفي إظهار الفرح.

كما يسبب القلق والشعور الدائم بالتعب وبالذنب والدونيّة". وأكّدت أن الاكتئاب قد يصل الى مرحلة أكثر خطورة، فينمّي في الشخص رغبة في الموت والانتحار.

وعلى رغم الاعتقاد السائد بأن المرأة أكثر تعبيراً عن حالتها الوجدانية من الرجل، وأكثر قبولاً للمساعدة الطبية والنفسية، وبالتالي يكون لديها معدل اكتئاب منخفض نسبياً، الّا أن الأبحاث أثبتت أنّ "معدل الاكتئاب عند المرأة يبلغ ضعف معدله عند الرجل". ما هي أسباب ارتفاع معدل الاكتئاب لدى المرأة؟

لخّصت بو أنطون أسباب الاكتئاب لدى المرأة بثلاثة: بيولوجية ونفسية واجتماعية.

1 - أسباب بيولوجية: كالاضطراب في الهورمونات، الحمل، الاكتئاب ما بعد الولادة، انقطاع الدورة الشهرية.

2 - أسباب نفسية وشخصية: كالتعرّض لصدمة كبيرة أو حادث مفجع، التعرّض لأزمة حياتية صعبة، نظرة المرأة السلبية عن صورتها وعن جسدها وشعورها بالدونية.

3 - أسباب اجتماعية وثقافية: المسؤوليات والضغوطات الكبيرة، والتعرض للعنف الجسدي، أو عَيش علاقات عاطفية صعبة.

بالاضافة الى هذه الأسباب، يدخل التكوين العاطفي للمرأة عاملاً أساسياً، يجعلها أكثر عرضة للاكتئاب من الرجل، لأن المرأة كائن يتميز بمشاعر خاصة، فهي تتعلق كثيراً بكل ما حولها (أهلها، أولادها، زوجها، أبناؤها...)، وتندمج بهذه العلاقات أكثر من الرجل، فتصبح جزءاً مهماً في حياتها.

وبالتالي، حين تفقد أيّاً من هذه العلاقات فإنها تصاب بالحزن والأسى، وقد تصِل الى درجة الاكتئاب. كذلك، فإن العمل المستمر من دون راحة، كالوظائف المنزلية وتلبية متطلبات الأسرة واعداد الطعام... كلها أمور تفرض تحديات على المرأة، وتوَلّد في داخلها شعوراً بالاكتئاب.

كذلك، فإنّ الاكتئاب يلقي بثقله على المرأة، فيتسبب بفقدان وظيفتها بسبب تغيّبها المستمر عن العمل وعدم اكتراثها له، فتعاني صعوبات مادية. ومن تأثيرات الاكتئاب نذكر أيضاً الاضطراب في الحياة العاطفية والعائلية والاجتماعية، كما يعرّض حياة المرأة للخطر اذا حاولت الانتحار.

كيفية علاجه أمّا طرق العلاج، فيمكن اختصارها بالآتي:

1 - العلاج الطبي: وذلك بواسطة تناول الادوية المناسبة، ومضادات الاكتئاب التي يصفها الطبيب المختص.

2 - العلاج نفسي: لمعرفة أسباب الاكتئاب ومساعدة المريض كي يتخطى هذه الحالة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي المناسب.

3 - العلاج الكهربائي: بواسطة تنظيم إيقاع الرأس، وذلك للحالات الشديدة.