آثارنا ونحن.. (8) الرابط الاساسي لتعزيز الاقتصاد
آثارنا ونحن.. (8) الرابط الاساسي لتعزيز الاقتصاد
اخبار مباشرة
د. ايلي الياس
في الحلقتين السابقتين من هذه الشروحات تكلمنا باسهاب عن دور مغتربينا في تعزيز الحركة الثقافية والنمو الاقتصادي للبنان في المستقبل الآتي.
قلنا ان المادة الاساسية لنشوء علاقة متنامية حية بين لبنان كوطن أم ومغتربيه هي الثقافة الكنعانية التي يزيد عمرها عن ستة آلاف سنة في عمق التاريخ ستة آلاف عام من الطموحات والاحلام الكبيرة التي دفعت شعبنا للهجرة يقابلها حنين ووجدان ومحبة كانت المحرّض له في الرجوع الى الجذور. فالانسان الكنعاني- الفينيقي لو مهما ارتفعت وتشعبت اغصان ابداعاته وعطاءاته في بلاد الغربة تبقى جذوره النفسية منغرسة في تراب بلاده.
كما ان هذا العمق الثقافي- التاريخي الفريد المعبّر عن نفسيته كانت وما زالت المكون الاساسي لثقته بنفسه وبماضيه الجليل وبقدرته على التكيف والابداع في اي من امم الارض حيثما حملته امواج المتوسط العظيم ورياح ارض كنعان.
الثقافة برأينا هي الرباط الاقوى والاصدق بين مكنونات اي شعب من شعوب الارض فكلما توحدت ثقافته وترقت كلما ازدهر اقتصاديا ونما روحيا واجتماعيا وازدادت ثقته بنفسه وبمستقبله وقوة دوره بين الامم.
هذا الرباط الثقافي المنبثق من الصراع الفكري الممتد بعيدا في جسد التاريخ يجب ان يكون المرتكز الواقعي لتكوين دروب جديدة في دروب التفاعل الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بين اللبنانيين المقيمين انفسهم اولا ومن ثم مع اهلهم المنتشرين وراء البحار.
فان الاساس لوحدة اي شعب في العالم تبدأ بوحدته الثقافية - الاجتماعية - الاقتصادية وان اي شعب مفكك ثقافيا هو بالضرورة مفكك نفسيا واخلاقيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، لان الثقافة هي الاساس في وحدة العقل والروح .
وهنا لا بد من المصارحة وقول الحقيقة لشعبنا. لو مهما كره الفاسدون المفسدون الذين ما زالوا يمعنون في تفتيت هذا الشعب بحزبياتهم الدينية. ان بليّة لبنان الاولى هي هذه "الحزبية الدينية" المريضة التي اقحمت المعتقدات الطائفية - المذهبية في كل تفاصيل حياة اللبنانيين. اصبحت هذه الحزبيّة الرجعيّة هي المرجعية في كل شيء بالنسبة لغالبية شعبنا المضلل في علم الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم السياسة وعلم القانون والاحوال الشخصية وحتى في علوم الطب والهندسة والذرة والجنيات!!
ان هذا الفكر السياسي – الاقتصادي المنافق بمظهره الاجتماعي – الحقوقي ومضمونه الطائفي المذهبي هو الذي شلّع لبنان وحوله الى قبائل بدائية مختطفة عقليا وروحيا.
الذي يحصل اليوم في شمال لبنان وجنوبه وبقاعه هو خير دليل وبرهان على ما نقول. فأي عقيدة واي فكر هو هذا الذي يدفع الى قتل الانسان ودمار البيوت وحرق الارض لكي تثبت كل قبيلة من هذه القبائل المتنازعة انها وحدها تمتلك مفاتيح السماء وكل الدروب المؤدية اليها وان كل آخر هو كافر وضال وزنديق.
كم صدق احد مفكري هذه البلاد يوم قال: "ان اقتتالنا على السماء أفقدنا الارض".
صار لزوم جدا جدا على النخب الفكرية المثقفة العمل بكل ما ملكت عقولهم واخلاقهم العمل بكل قوة وصدق على انقاذ شعبنا المصلوب من ايدي الجهلة الاشرار.
لكل لبناني الحق الاكيد والمطلق في تبنّي اي معتقد ما ورائي او دنيوي يختاره لنفسه بملء ارادته وقناعاته الشخصية.
يقول استاذ العلوم السياسية البروفسور ايلي سالم ان ما يحتاجه لبنان اليوم من اجل توحيد نفسيته واهدافه العامة ونظرته الى الحياة والوجود، هو "خلق رموز وطنية جديدة" يجمع عليها اللبنانيون، رموز جديدة خارجة عن التقليد السياسي - الثقافي القائم حاليا.
رموز جديدة تكون البداية لأدب وثقافة سياسية - اقتصادية - اجتماعية جديدة تحمل فكرا واقعيا صادقا وحلولا نهائية للمشكلات المتراكمة على رؤوس اللبنانيين وقلوبهم منذ ما قبل العثمانيين. ادب جديد يقول بلبنان واحد.. بشعب واحد في كل بواطن الحياة ومظاهرها الجديدة الجميلة.. يجب التخلص نهائيا من العبارات السياسية البالية الكاذبة التي تحمل بين حروفها روحية الانقسام والتشرذم الطائفي - المذهبي- المناطقي مثل "الميثاق الوطني" و"العيش المشترك" و"السلم الاهلي" و"الشراكة الوطنية".
الوطن ليس شركة مساهمة محدودة المسؤولية ابدا! الوطن ليس مجرد عيش مشترك ذليل. الوطن هو حق وحياة وكرامة جامعة وحرية شاملة. فالعيش هو للبهائم والحياة هي للانسان.
يجب ان نبدأ البحث عن "رموز وطنية جديدة" نابعة من تاريخنا الجليل يوم كنا شعبا مبدعا خلاقا. يوم كنا هداية وعطاء اخلاقيا لأمم الارض.
نبدأ بالعَلم اللبناني الذي يعتبر أحد اهم رموزنا.
ماذا لو كان لنا عَلم جديد يحمل صورة لوحة الابجدية الاولى او صورة لقلعة بيبلوس او بعلبك او صور. شجرة الارز جميلة وعزيزة وشامخة ولكنها ليست نتاجا ثقافيا او ثمرة لفكر انساني. بينما معابدنا القديمة وقلاعنا التاريخية هي ثمرة وعي شعب.. ورقي شعب.. واخلاق شعب.. واحلام شعب.. ومخيلة شعب.. وايمان شعب بنفسه وبحقه في الحياة والعز.
(يتبع في حلقات لاحقة)
كما ان هذا العمق الثقافي- التاريخي الفريد المعبّر عن نفسيته كانت وما زالت المكون الاساسي لثقته بنفسه وبماضيه الجليل وبقدرته على التكيف والابداع في اي من امم الارض حيثما حملته امواج المتوسط العظيم ورياح ارض كنعان.
الثقافة برأينا هي الرباط الاقوى والاصدق بين مكنونات اي شعب من شعوب الارض فكلما توحدت ثقافته وترقت كلما ازدهر اقتصاديا ونما روحيا واجتماعيا وازدادت ثقته بنفسه وبمستقبله وقوة دوره بين الامم.
هذا الرباط الثقافي المنبثق من الصراع الفكري الممتد بعيدا في جسد التاريخ يجب ان يكون المرتكز الواقعي لتكوين دروب جديدة في دروب التفاعل الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بين اللبنانيين المقيمين انفسهم اولا ومن ثم مع اهلهم المنتشرين وراء البحار.
فان الاساس لوحدة اي شعب في العالم تبدأ بوحدته الثقافية - الاجتماعية - الاقتصادية وان اي شعب مفكك ثقافيا هو بالضرورة مفكك نفسيا واخلاقيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، لان الثقافة هي الاساس في وحدة العقل والروح .
وهنا لا بد من المصارحة وقول الحقيقة لشعبنا. لو مهما كره الفاسدون المفسدون الذين ما زالوا يمعنون في تفتيت هذا الشعب بحزبياتهم الدينية. ان بليّة لبنان الاولى هي هذه "الحزبية الدينية" المريضة التي اقحمت المعتقدات الطائفية - المذهبية في كل تفاصيل حياة اللبنانيين. اصبحت هذه الحزبيّة الرجعيّة هي المرجعية في كل شيء بالنسبة لغالبية شعبنا المضلل في علم الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم السياسة وعلم القانون والاحوال الشخصية وحتى في علوم الطب والهندسة والذرة والجنيات!!
ان هذا الفكر السياسي – الاقتصادي المنافق بمظهره الاجتماعي – الحقوقي ومضمونه الطائفي المذهبي هو الذي شلّع لبنان وحوله الى قبائل بدائية مختطفة عقليا وروحيا.
الذي يحصل اليوم في شمال لبنان وجنوبه وبقاعه هو خير دليل وبرهان على ما نقول. فأي عقيدة واي فكر هو هذا الذي يدفع الى قتل الانسان ودمار البيوت وحرق الارض لكي تثبت كل قبيلة من هذه القبائل المتنازعة انها وحدها تمتلك مفاتيح السماء وكل الدروب المؤدية اليها وان كل آخر هو كافر وضال وزنديق.
كم صدق احد مفكري هذه البلاد يوم قال: "ان اقتتالنا على السماء أفقدنا الارض".
صار لزوم جدا جدا على النخب الفكرية المثقفة العمل بكل ما ملكت عقولهم واخلاقهم العمل بكل قوة وصدق على انقاذ شعبنا المصلوب من ايدي الجهلة الاشرار.
لكل لبناني الحق الاكيد والمطلق في تبنّي اي معتقد ما ورائي او دنيوي يختاره لنفسه بملء ارادته وقناعاته الشخصية.
يقول استاذ العلوم السياسية البروفسور ايلي سالم ان ما يحتاجه لبنان اليوم من اجل توحيد نفسيته واهدافه العامة ونظرته الى الحياة والوجود، هو "خلق رموز وطنية جديدة" يجمع عليها اللبنانيون، رموز جديدة خارجة عن التقليد السياسي - الثقافي القائم حاليا.
رموز جديدة تكون البداية لأدب وثقافة سياسية - اقتصادية - اجتماعية جديدة تحمل فكرا واقعيا صادقا وحلولا نهائية للمشكلات المتراكمة على رؤوس اللبنانيين وقلوبهم منذ ما قبل العثمانيين. ادب جديد يقول بلبنان واحد.. بشعب واحد في كل بواطن الحياة ومظاهرها الجديدة الجميلة.. يجب التخلص نهائيا من العبارات السياسية البالية الكاذبة التي تحمل بين حروفها روحية الانقسام والتشرذم الطائفي - المذهبي- المناطقي مثل "الميثاق الوطني" و"العيش المشترك" و"السلم الاهلي" و"الشراكة الوطنية".
الوطن ليس شركة مساهمة محدودة المسؤولية ابدا! الوطن ليس مجرد عيش مشترك ذليل. الوطن هو حق وحياة وكرامة جامعة وحرية شاملة. فالعيش هو للبهائم والحياة هي للانسان.
يجب ان نبدأ البحث عن "رموز وطنية جديدة" نابعة من تاريخنا الجليل يوم كنا شعبا مبدعا خلاقا. يوم كنا هداية وعطاء اخلاقيا لأمم الارض.
نبدأ بالعَلم اللبناني الذي يعتبر أحد اهم رموزنا.
ماذا لو كان لنا عَلم جديد يحمل صورة لوحة الابجدية الاولى او صورة لقلعة بيبلوس او بعلبك او صور. شجرة الارز جميلة وعزيزة وشامخة ولكنها ليست نتاجا ثقافيا او ثمرة لفكر انساني. بينما معابدنا القديمة وقلاعنا التاريخية هي ثمرة وعي شعب.. ورقي شعب.. واخلاق شعب.. واحلام شعب.. ومخيلة شعب.. وايمان شعب بنفسه وبحقه في الحياة والعز.
(يتبع في حلقات لاحقة)
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Dec 20
بري يقود الشيعة إلى «أفضل الممكن»
1
21:49
خُلاصة "الجمهورية": سلام استقبل السفير كرم: لتوفير الدعم اللازم للجيش لتمكينه من الاضطلاع بمسؤولياته
2
Dec 20
الجيش: دهم مخزن أسلحة داخل شقة في بعلبك
3
12:01
إحباطُ عملية "بيع عقار" بمستندات مزوّرة... إليكم التفاصيل!
4
Dec 20
بسبب أعمال تزفيت... تدابير سير في محلّة جسر الفيات
5
08:48
اختفاءُ 16 ملفاً من ملفات إبستين من موقع وزارة العدل الأميركية!
6
Dec 20
البطريرك الراعي من دار الفتوى في طرابلس: سعيد جداً بوجودي في مدينة لأهلها عاطفة كبيرة لوطنهم
7
Dec 20
وفاة الممثل اللبناني وليد العلايلي عن 65 عاماً
8