إنّ التضحية أمر ضروري في الحياة الزوجية لتحقيق الشراكة الحقيقية بين الزوجين بعيداً عن الأنانية، لكن أحياناً تحمل بعض التضحيات آثاراً سلبية إذا اضطرت الزوجة التخلي عن حقوقها، فما هي التضحية في الزواج وما هي حدودها؟
 
- التنازل والتضحية

إنّ التنازل يُعدّ نوعاً من أنواع التضحية فعندما تتنازلين عن عنادك والتشبث بآرائك وتتنازلين عن عصبيتك فتتحكمين بردة فعلك وعندما تخطئين بحق زوجك تقدمين اعتذارك له. كل تلك الأمور تتطلب منك التضحية لتحقيق هذا التنازل لكن بشرط ألا تلغي شخصيتك فلا تجعلي زوجك يفرض أفكاره وقراراته عليكِ، وهنا يصبح التنازل نوعاً من الحرمان لإرضاء الطرف الآخر وبالتالي تكون التضحية قد تخطت حدودها المنطقية.
 
- التضحية في العطاء

إنّ العطاء جزء لا يتجزأ من الحياة الزوجية لنجاح العلاقة بين الشريكين، وهذا العطاء يتطلب التضحية ويكمن ذلك في معرفة كل ما يحب الشريك للقيام به مع تجنب الأمور التي تزعجه ويتمثل العطاء هنا في العطف والحنان من خلال دعم ومساندة الشريك، لكن التضحية في العطاء يجب ألا تؤدي إلى قمع النفس من أجل إرضاء الطرف الآخر بل يجب أن يبقى الاحترام سائداً بين الطرفين.
 
- التضحية المتبادلة

يجب أن تكون التضحية متبادلة بين الزوجين لتبقى العلاقة بينهما قائمة على مفاهيم سليمة إذ لا يمكن أن تبقى الزوجة وحدها التي تضحّي دون أن يبادلها الشريك بذلك والعكس صحيح فإنّ الزواج قائم على الشراكة في كافة الأمور وضمنها التضحية والعطاء، وهذا من شأنه تحقيق السعادة والرضى في الحياة الزوجية.
 
- التضحية الجدّية

لا يمكن أن تتحقق التضحية ما لم تُترجم عبر تصرفات جدية من خلال سلوك الشريك، لذلك يجب عليكِ إظهار تضحيتك له لا فقط بالكلام والعبارات الرومانسية بل بتنفيذها أيضاً على أرض الواقع. لكن لا يمكنكِ أن تنفذي تضحيات خارقة بل يجب أن تبقى ضمن حدود المنطق.
 
- التضحية دون المساس بالكرامة

يجب أن تقومي بالعطاء نحو زوجك دون المساس بكرامتك لأنّ الكرامة تعلو كل شيء مهما كنتِ تحبينه.
 
- التضحية دون التخلي عن هذه الأمور

قد يطلب الرجل من زوجته أن تضحّي من أجله عبر التخلي عن بعض الأمور، لكن هناك أشياء لا يمكنك الاستغناء عنها مثل سعادتك، طموحك، أهلك وأصدقائك، هواياتك.

فأنتِ إنسانة لديها حقوق وواجبات على حد سواء ولا يمكن للشريك أن يفرض عليكِ التخلي عن تلك الأمور لأنها جزء من حقوقك.