The Voice Kids: جيل جديد يعشق الطرب
The Voice Kids: جيل جديد يعشق الطرب
رنا اسطيح
جريدة الجمهورية
Friday, 08-Jan-2016 00:00
بات الجمهور العربي على موعد ثابت مساء كلّ سبت مع برنامج جديد للمواهب الغنائية، ولكنّ نجومه هذه المرّة ليسوا مشتركين بالغين، بل إنهم أطفالٌ بين 7 و14 عاماً، يجابهون بشجاعة تحدّيَين مهمَّين، أوّلهما يتمثّل بمواجهة الجمهور العريض المتسمرّ خلف الشاشات، أما ثانيهما فهو انتزاع استدارة من لجنة التحكيم المؤلّفة من ثلاثة من أبرز نجوم الوطن العربي، نانسي عجرم وكاظم الساهر وتامر حسني.
شكّل إنطلاق الحلقة الأولى من برنامج The Voice Kids أخيراً مفاجأة سارّة لمحبّي الشاشة الصغيرة الذين لم يتوقّعوا أن يصبحوا بهذه السرعة أسرى لمجموعة من الأصوات اليافعة التي أذهلت الكثيرين بدليل عدد المشاهدات القياسية التي تحققها روابط الفيديوهات المنشورة لهؤلاء الأطفال وهم يؤدّون أصعب الأغنيات الطربية.

من لبنان وسوريا وتونس ومصر وفلسطين تعرّف الجمهور العربي إلى سبعة أصوات لسبع مواهب كبيرة أكّدت أنها بمعظمها تعشق الطرب الأصيل على رغم سنوات العمر اليافعة. غنّوا لميادة الحناوي وسيّد درويش وأم كلثوم وسيّد مكاوي، بأداء متقن، خطفوا معه آهات الجمهور الجالس في الاستوديو وذلك الذي كان يتابع بانذهال مجريات الحلقة الأولى التي وصفها كثير من روّاد مواقع التواصل بالمفاجأة السارة.

في السنوات الأخيرة، غلب على برامج المواهب الغنائية الخاصّة بالأطفال طابع من البساطة مقترن بكلفة زهيدة لم تسهم في تظهير تلك البرامج بالصورة المطلوبة لكن ما تقدّمه النسخة العربية الأولى من The Voice Kids، عبر MBC، يكتنز إلى مستوى الإنتاج الضخم عنصر الإبهار الذي يتمثّل بحجم المواهب والأصوات التي تلألأت على الشاشة.

ارتفعت أصوات هؤلاء الأطفال فوق أصوات السياسة والمدافع في بلدانهم، وفوق أصوات الفقر والجوع والتهجير والنزوح. ارتفعت لتقول إنّ في العالم العربي طاقات شابّة تستحق الإضاءة عليها وإنّ في عيون الأطفال أحلاماً لم تتمكّن الكبوات العربية المستمرّة من وأدِها.

وبين خشبة المسرح حيث تستقبل إيميه الصيّاح المشتركين الصغار مع أهاليهم، وفي الكواليس حيث يحاورهم مؤمن نور سريعاً قبل ظهورهم على المسرح، تتنافس مجموعة من المواهب الواعدة والمتميّزة.

أمير عاموري من سوريا الذي نشأ في عائلة فنّية، مع والد يغنّي الطرب ووالدة تعمل في مجال الرسم قدّم أداءً رائعاً اقشعرّت له الأبدان في «أنا بعشقك» لميادة الحناوي وانتزع إعجاب اللجنة والجمهور.

غنى حمدان من سوريا كادت تتحوّل حالة هيستيرية لشدة تناقل الفيديو الخاص بها على مئات المواقع وهي تغنّي بتأثّر «اعطونا الطفولة» وتبكي لتبكي معها العالم كلّه، حزناً على طفولة ما زالت منذ أجيال تكبر على أصوات الحرب وعلى أوهام السلام الهارب من خلف الخنادق.

سهيلة بهجت من مصر اختارت بدورها واحدة من أصعب الأغنيات الطربية التي تعصى على كثير من مغنيّات هذا الجيل، فقدّمت «عن العشاق» لأم كلثوم. أما محمد عزيز الحديجي من تونس الذي يمتلك استوديو تسجيل في منزله ويتقن العزف على آلات موسيقية عدّة فاختار أغنية «سيبوني يا ناس» لسيد درويش.

بدورها غنّت ميرال عياض من فلسطين، لسيّد درويش «أهو ده اللي صار». أما يوسف حسن فقدّم «حلوين من يومنا» لسيد مكاوي. ومن لبنان وقف غدي بشارة على المسرح ليغنّي «I See fire»، بأداء متقن لأغنية صعبة...

إنه إذاً جيل يهوى الطرب يرتدي شجاعته ليقف على المسرح في مواجهة ملايين العيون والآذان العربية التي ستصغي، إذ يبدو أنّ لهذا الجيل كلمة يقولها وصوتاً يوصله. وما هي إلّا المرحلة الأولى من مغامرة غنائية جديدة يبدو أنها ستكون حافلة بالمفاجآت.

هكذا، تستمرّ جولة المنافسات، في الأسابيع المقبلة، بهدف اختيار المدرّبين لأفضل المواهب الواعدة بحثاً عن الصفوة من بينها، وذلك للانتقال بها إلى الجولة التالية، وصولاً إلى التحدّي الأخير، وتتويج أحدهم بلقب برنامج «The Voice Kids».
theme::common.loader_icon