تُنظّم مارلين جابر معرض «affiche avec plaisir» للفنان المصري آدم عبد الغفار في «minus 1»، في منطقة التباريس-الأشرفية، ابتداءً من الساعة السابعة من مساء اليوم ولغاية السادس من الشهر الجاري.

إعادة رسم أفيشات الأفلام

«أفيش بليزير»، هو «poster art» حيث يعيد الفنان رسم «أفيشات» الأفلام بطريقة فنّية جديدة مختلفة عن «الأفيش» الأساس.

وفي مقابلة مع «الجمهورية»، قال الفنان آدم عبد الغفار إنّ «فنّ الأفيش هو أحد فنون الديجيتال التي ظهرت في السنوات العشر الأخيرة»، مشيراً إلى أنّ «الرسم إلكترونيّاً أو من خلال جهاز الكومبيوتر يُسهّل عمل الفنان كي يستطيع نسخ عمله مرّات عدّة دون بذل مجهود كبير كما حين يرسم بالريشة على الورقة».

وأكّد أنّ «الرسم عبر الكمبيوتر هو بنفس نوعية رسم الزيت، فتبقى الفكرة هي الأساس إنما تختلف الوسيلة». أما الأفيش الجديد الذي يرسمه ويصمّمه آدم فـ»لا يشبه بوستير الفيلم الأساسي بل تكون فكرته مختلفة كليّاً».

وعن دخول عبد الغفار إلى هذا الجزء من عالم الفنّ، قال إنّ «الفكرة ظهرت عندما رأى التقليل الحاصل من قيمة البوستر القديم فقرّر تصميم بوسترات جديدة بنوعية وأشكال البوسترات الغربية نفسها»، كما أنّه «يحبّ أفلام المخرج المصري مروان حامد فلخّص واختصر قصصها في بوسترات واحتفظ بها وعندما رآها حامد أعجبه العمل كثيراً وطلب الحصول علىيها كي يعرضها في منزله وحينها توضحت الفكرة جليّاً وبدأ التحضير لمعرض أفيشات».

لوحات تُعرض في المنزل

أُقيم المعرض في القاهرة، في شهر شباط 2015، وتضمّن «أفيشات» لـ12 فيلماً مصريّاً وكُتبت الأسماء والكلمات الموجودة في الأفيش باللغة الانكليزية وفق رؤية غربية دون وضع صوَر الممثلين على البوستر.

وذلك لأنّ «المشاهد يتذكّر القصّة وليس الممثّلين». والبوسترات عبارة عن لوحات بقياس 70-50 سنتيمتراً، كي تناسب غالبية الناس التي تودّ عرضها في منزلها.

لا يصمّم آدم البوسترات أو يرسمها وفق الطلب بل يختار بنفسه الأفلام. والمعرض المُقام في لبنان والذي سيُفتتح اليوم يتضمّن 10 أفلام مصرية، منها: «خلي بالك من زوزو»، «المصير»، «زوجة رجل مهم»... و10 أفلام لبنانية ومن ضمنها «هلأ لوين»، «تحت القصف»، «زوزو»، «غدي» وغيرها.

يُشاهد آدم الأفلام، ويختار التي تُعجبه منها أو تؤثر فيه، كي يستطيع إيصال فكرة معينة عبر البوستر أو نقطة تحوّل او لحظة جميلة من الفيلم يتذكرها كلّ من شاهده.

نسخ محدودة

ولكلّ بوستر 10 نسخ على الأكثر كي لا يتحوّل العمل الفنّي إلى مُنتج عادي، فتكون هذه النسخ فريدة مميّزة بعدد محدود في العالم مذيّلة بتوقيع عبد الغفار.

وهناك أسس ثابتة لكلّ بوستير وهي ذكر ووضع أسماء كاتب السيناريو والمخرج وشركة الانتاج وتاريخ الانتاج كي يعرّف الجيل الجديد إليهم. ومن خلال بوستير فيلم غدي يركّز على قصة موزار التي أخبرها أستاذ الموسيقى لوالد غدي والتي ظهرت في آخر الفيلم.

أما أفيش فيلم زوجة رجل مهم فيظهر نقطة التحوّل الأساسية في الفيلم من الحالة الرومنسية إلى الحالة الواقعية القاسية عبر موت عبد الحليم رمز الرومنسية والأحلام.

يريد عبد الغفار نقل هذا الفنّ إلى الدول العربية كافة، فبعد معرض القاهرة أقام معرضاً في تونس، ولاقى قبولاً كبيراً. واعتبر أنه «يخوض تجربة جديدة الناس غير معتادين عليها، فالمعارض تكون عادة لمنحوتات أو رسومات».

وقال عبد الغفار إنّ «الثقافة في مصر سينمائية أكثر منها مسرحية لذلك عمله مقتصر لغاية الآن على الأفلام السينمائية». وأعلن أنّه كان من المفترض أن يضمّ المعرض أفيشات جديدة لفيلمَي السيدة فيروز سفر برلك وبياع الخواتم إلّا أن مخرجّي الفيلمين مصريان بينما هدف المعرض تسليط الضوء على أفلام المخرجين اللبنانيين.

حضور نادين لبكي

وأشار إلى « أنه صمّم بوستر لفيلم مصري جديد بعد طلب المنتج الذي أُعجب بعمله وسيعرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي». وأمل أن «يعجب عمله اللبنانيين وأن يستوحي منه المصمّمون اللبنانيون ويلفت انتباه المنتجين إلى جمالية الأفيش الفنّي».

وقالت جابر من جهتها إنّها «متابعة لآدم ومعجبة بأعماله وأرادت الإضاءة على أعمال الفنانين العرب الموهوبين واستقدامهم إلى لبنان لتعريف الناس إلى فنّهم»، مشيرةً إلى أنّ «هنالك نقصاً معيّناً في هكذا أنواع من الفن ونحتاج لتغيير بأنواع الفنون المنتشرة».

وأعلنت عن «تقدير المخرجين اللبنانيين وتشوّقهم لمشاهدة هذا العمل الفنّي الذي سيعبّر عن أعمالهم برؤية جديدة ومنهم المخرجة نادين لبكي والمخرج غسان سلهب اللذان سيحضران افتتاح المعرض».