منذ العام 2006 تتوجّه الحملات الإعلانية للاتحاد الوطني للتضامن مع النساء في فرنسا إلى الرجال حتّى يَعوا خطورة أفعالهم بدل الاستمرار في التوجّه إلى النساء ليكسرن صمتهن ويتكلّمنَ عن العنف الذي يتعرّضن له.

فالحملات باتت تركّز على مسؤولية الرجل وتتضمّن العديد من الملاحظات المنبِّهة له: «رجل يقترف عنفاً أسرياً هو مذنب وجانٍ ويُعاقَب بالسجن ...»، وتتناول هذه الحملات موضوع الأبوّة وتأثير الأب المعنّف على أولاده وتؤكّد: «لقد وَلّى الزمن الذي يُنعت فيه الرجل المعنِّف بعبارات تمدحه أو تُخفف من بشاعة أفعاله كقول: «هو أب جيد»... وتنفي الحملات الإعلانية أيّ دور إيجابي للأب العنيف في إطار تربية أبنائه: «لا، الزوج الذي يضرب زوجته ليس أباً جيداً فهو يجعل ابنه شاهداً على تصرّفاته ويعلّم أولاده العنف ويجعل مشاهدة هذا العنف عادةً في حياتهم، ما يحوّل الطفل إلى ضحية وإلى شاهد على نموذج ضار».

لماذا تتزوّج رجلاً يعنّفها؟

تؤكد المعالجة النفسية جيزيل نادر لـ»الجمهورية» أنّ «الرجل المعنِّف يعاني من مشكلة نفسية»، وتنبّه من أنه «يختار زوجةً تناسب شخصيته، فتكون خاضعة ومهذّبه وصغيرة أو منبثقة من أسرة فيها مشكلات، فتدفعها شخصيّتها الخاضعة هذه أو وضعها العائلي إلى السكوت عن تماديه في تعنيفها الذي يزيد بشكل تصاعدي».

ويجب أن تحرص الفتاة على اختيار الزوج المناسب لشخصيّتها وحياتها إذ تشير نادر إلى أنّ «الخطأ يبدأ من الاختيار». وتتحدّث عن «نساء يعانين من ظروف تدفعهنّ للزواج غصباً عن إرادتهن»، كما تلفت إلى أنّ «نساءً كثيرات يتزوّجن هرباً من أهلنّ أو من مشكلات في بيوتهنّ تتمثّل بأبٍ معنِّف يضرب الأم أو الأولاد». وتؤكد المعالجة النفسية أنّ «هؤلاء النساء أكثر عرضة للارتباط برجال يعنِّفون زوجاتهم».

العنف على قدم وساق

نادرأ ما يبدأ العنف الأُسري من دون سابق إنذار، ولكنه أيضاً لا يحدث إجمالاً منذ بداية العلاقة. فلو كان الرجل المعنِّف يُفصح عن نواياه الوحشية تجاه الضحيّة منذ البداية لكان من السهل عليها اكتشافه ووضع حدّ للعلاقة.

ولكن يؤكد علماء النفس أنّ هؤلاء الرجال غالباً ما يكونون لطفاء يحيطون الشريكة برعايتهم ويتميّزون بالرومانسية الأخّاذة ما يجعلها تتصوّر أنّ هذا الرجل هو رفيق الدرب المثالي. ولكن بعد فترة تحطّ أجواء العنف رحالها في حياتهما. فبعد انتهاء شهر العسل تظهر بوادر تصرّفاته المقلقة تدريجاً، وتأخذ حلقة العنف منحاً تصاعدياً.

وقد أظهرت دراسات عدّة أنّ 40 في المئة من حالات العنف الزوجي، يبدأ فيها العنف خلال فترة الحمل الأوّل للزوجة. كما كشفت الدراسات أنّ 40 في المئة من النساء اللواتي كنّ يتعرّضن للعنف من قبل الزوج تضاعف عنفه عليهنّ خلال فترة الحمل.

وتشير دراسات فرنسية إلى أنّ 23 في المئة من النساء اللواتي أجهضن جنيناً فعلن ذلك لأسباب تتعلّق بتعرّضهنّ للعنف خلال الحمل أكان على شكل ضرب أو اغتصاب.

ويؤكّد الطبيب النسائي الفرنسي ريشار ماتيس وهو ناشط في مجال مكافحة العنف ضدّ المرأة أنّ «الحمل عامل خطير في إطار تطوير عنف الزوج ضدّ زوجته». ويكشف ماتيس عن أسباب عدّة تقف وراء ازدياد عنف الرجل خلال فترة حمل المرأة ومنها «أنها تصبح أكثر ضعفاً في هذه الفترة، وأنها تتحوّل إلى محطّ الأنظار والانتباه، وأنّ قدوم شخص ثالث قد يزعزع استقرارَ العلاقة بالنسبة للرجل».

إحذري هذا الرجل

ليس هناك من امرأة محصّنة من العنف الأسري، لذا من المهم أن تحذر المرأة من علامات العنف التي قد تصدر عن شريكها في المراحل الأولى من العلاقة وأن تتنبّه منذ البداية. فصحيح أنه ربّما لن يعتدي عليها بالضرب منذ الأشهر الأولى التي تلي تعارفهما، إلّا أنّ هناك سماتٍ في شخصية الرجل المعنِّف قد تساهم في فضحه باكراً. ويعرض موقع PsychoBienEtre الفرنسي تصرّفات يقوم بها معظم الرجال المتلاعبين والعنيفين ما يساعد المرأة على كشفهم قبل فوات الأوان.

• يتمتّع بشخصية مسيطرة للغاية
• عنيد ويريد دائماً أن تكون الكلمة الأخيرة له في أيّ جدل أو موقف
• يريد اتخاذ جميع القرارات
• يغضب عندما لا تتمّ الأمور حسب رغباته
• غيور جداً
• يعتبرك شيئاً من مقتنياته
• يحاول عزلك وإبعادك عن عائلتك وأصدقائك ومحيطك
• لا يعترف بأخطائه
• يرمي مسؤولية أخطائه عليك
• يميل إلى تشويه سمعتكِ وإذلالكِ
• يوجّه لك اللوم غير المبرّر
• يكون عنيفاً على الصعيد الجسدي إنّما أيضاً على الصعيد اللفظي
• يهدّدكِ أو حتّى يلجأ إلى ابتزازكِ