لا تخافي من صديق خيالي لطفلك
لا تخافي من صديق خيالي لطفلك
اخبار مباشرة
د. أنطوان الشرتوني


مَنْ مِنّا لم يكن لديه صديق خيالي خلال طفولته. صديق يلعب ويتسلّى معه على رغم عدم وجوده فعلياً. يقِرّ علماء النفس المتخصّصون في النموّ النفسي للأطفال بأنّ للصديق الوهمي أو الخيالي أهمّية كبيرة في تطوير خيال الطفل ودعمِه فى الأوقات الحرجة أو الصعبة أو عندما يشعر بالملل، لأنّه يمكن للطفل أن «يستحضر»هذا الصديق ويتسلّى معه متى شاء. ولكن ما هي الدوافع النفسية لوجود «صديق وهمي»؟ ولماذا يبتكر الطفل هذا الصديق الذي يمكن أن يكون شخصاً أو حيواناً أو شخصية خيالية أو كرتونية أو لعبة محبَّبة؟
بين الثالثة والرابعة من العمر، يظهر الصديق الخيالي للطفل الذي يكون عادةً البكر، أو طفلاً وحيداً، أو الأصغر بعد إخوة وأخوات أكبر منه سنّاً بفارق كبير، ولكن طبعاً هذه ليست قاعدة عامّة، وغالباً ما يحاول الصغير أن يشركَ أبوَيه معه في تلك الصداقة.
يَقلق الأهل كثيراً عندما يدركون أنّ طفلهم يتكلّم مع صديق خيالي ويلعب معه. وهم لا يتقبّلون عادةً هذه الواقعة التي تكون طبيعية وموجودة عند كلّ الأطفال، وبالتالي مهمّة جدّاً لنمو الطفل النفسي ولاكتشافه العالمَ من حوله واستكشاف جوانب مختلفة من شخصيته أيضاً.
ومن المعلوم أنّ هذا الصديق الوهمي يختفي بعد دخول الطفل إلى المدرسة أو بعد تقدّمه في العمر حتّى بلوغه السادسة. ويبرّر الطفل حينها اختفاءَ صديقه من حياته قائلاً إنّه قد سافر بعيداً أو ذهبَ في رحلة مع أبويه، وهذا دليل على نضوج الطفل.
من هو الصديق الخيالي؟
الصديق الخيالي هو نوع من اللعب عند الأطفال، تصقله مخيّلتهم الخصبة، بحيث يصبح شخصٌ أو حيوان وهمي جزءاً فاعلاً في حياة الطفل. وعندما يُسأل الطفل عن هذا الصديق، يتّخذ موقفاً دفاعياً ويَدّعي أنّ هذا الصديق لا أحد يستطيع أن يراه، فهو صديق خفيّ.
ويكون عادةً هذا «الصديق» ملموساً في البداية (دمية – لعبة – دبّ من قماش)، ويتحوّل بعدها إلى شخصية غير مرئية تلازم الطفل في كلّ أوقاته، أي خلال اللعب وأدائه لواجباته المدرسية، وتناوُلِه لطعامه وحتّى في نومه.
ما أهمّية الصديق الوهمي؟
أوّلاً: من خلال القصص التي يَسردها الطفل لأمّه أو لأبيه، عن صديقه الوهمي، يمكن التعرّف إلى مخاوفه أو تطلّعاته وعلى ما يساوره من قلق. فلهذه القصَص، معانٍ ودروس مهمّة جدّاً للأهل، ويجب عليهما الاستماع إليها، ولكن ليس تشجيعها. ويُذكر أنّ كلّ طفل يحتاج إلى صديق يتقاسم معه مشاعرَه ويُفرغ أمامه انفعالاته ويعبّر له عمّا يزعجه. لذا تولد تلك الظاهرة عند طفل من خمسة أطفال وتقِلّ كلّما صادقَ الأبوان طفلَهما.
ثانياً: يلجَأ الطفل إلى صديقه الخيالي لتجنّبِ فعلِ أمرٍ لا يريد هو فعلَه أو للتمييز بين الصواب والخطأ. ويساعد الصديق الخيالي الطفلَ على تخطّي المواقف الصعبة، مثلاً: اليوم الأوّل في المدرسة، زيارة الطبيب، مشاجرة بين أهله، أو قلق من موقف ما.
وأكّدت بعض الدراسات أنّ الصديق الخيالي يساعد في نموّ الطفل العاطفي وفي حلّ المشاكل بطريقة منطقية، مثلاً: إذا كان الطفل يخاف من زيارة الطبيب، قد يشجّعه صديقه الخيالي ويَدفعه إلى التغلّب على خوفه.
وفي هذه الحالات يَخلق الصديق الخيالي بيئة آمنة تُعلّم الطفلَ مهارات حلّ المشاكل من خلال الحديث بينه وبين صديقه الخيالي الذي يحاول مساعدته. ويصف الطفل صديقَه الوهمي بصفات يَفتقدها هو نفسُه ويتمنّى أن يحظى بها. وقد تتطوّر العلاقة بين الطفل والشخصية الخيالية إلى حدّ أنّ هناك أطفالاً يطلبون من أمّهاتهم طبَق طعام لها. ويُعتبر طبيعياً أن يهتمّ الطفل بصديقه الخيالي.
ثالثاً: يساعد الصديق الوهمي الطفلَ في عملية التواصل مع الآخرين من خلال تطوير المخزون اللغوي لديه. ولا يشكّل وجود الصديق الخيالي خطراً على الطفل وعلى صحّته النفسية إذا كان للطفل أصدقاء آخرون حقيقيون يلعب ويتسلّى معهم. أمّا إذا كان الطفل يعتمد كلّياً على صديقه الخيالي ولا يلعب ويلهو مع سواه، فيجب على الأهل التدخّل بطريقة بسيطة ولكن فعّالة.
تعامُل الأهل مع طفلهم وصديقه الخيالي
عندما يكتشف الأهل هذه الصداقة الغريبة بين طفلهم وصديقه الخيالي، لا يجب أبداً أن يبالغوا في ردّة الفعل، لأنّها ليست مسألة خطيرة، خصوصاً إذا كان الصديق الخيالي لا يمنع الطفل من تكوين صداقات أو اللعب مع الآخرين أو التناغم مع زملائه في الحضانة أو المدرسة. كما لا يجب تكذيب الصغير أو تعنيفه، بل يجب مسايرة الطفل وسَماع قصصِه وقصص الصديق الخيالي.
ولكن في المقابل، لا يجب على الأهل أن يشجّعوا الطفلَ من خلال انخراطهم معه في عالمه الخيالي والبدء بالتحدّث مع هذا الصديق حتّى لا يعتبر الصغير أنّ هذه المسألة حقيقية، بل يجب أن يدفعوه إلى التفريق ما بين الخيال والعالم الحقيقي.
وعادةً، يلوم الطفل دائماً صديقَه الخيالي ويتّهمه بالقيام بالهفوات والأخطاء. وعلى الأهل أن يفسّروا للطفل بأنّ الجميع يقترف الأخطاء وأنّه يجب أن نتعلّم من أخطائنا التي تساعدنا في حلّ أيّ مشكلة.
وأخيراً على الأهل أن يعطوا لطفلهم فرصة اختبار التجارب الحقيقية والتي يتعلّم منها الاعتمادَ على الذات وليس على صديقه الخيالي.
• نصائح لمساعدة الطفل في تخَطّي صديقه الخيالي:
• إصطحاب الطفل للتعرّف إلى أطفال آخرين: أطفال الأصدقاء أو أطفال العائلة أو أطفال الجيران.
• تشجيع الطفل على اللعب مع أطفال من عمره في المدرسة أو في دار الحضانة.
• التخفيف من لوم الطفل إذا قام بشيء سيّئ، مثل كسرِ مزهرية أو الرسم على الحائط، وهكذا لا يلجأ الطفل إلى صديقه الخفيّ ليُبعد عنه اللوم أوربّما قصاصاً ما.
• عدم تحقير أو تكذيب الصديق الخيالي، وعدم الاستخفاف به، لأنّ هذا الصديق هو الطفل ولكن بشكل خيالي، وعدم المبالغة في التعامل معه في المقابل.
القلق من الصديق الخيالي
نشير إلى أنّه في حال استمرار وجود الصديق الخيالي في حياة الطفل بعد عمر سبعِ سنوات، لا يجب أنّ يشعر الأهل بالهَلع، إنّما يجب أن يستشيروا اختصاصياً في علم النفس، لأنّ ذلك مهمّ وأساسي في حياة الطفل.
فقد يكون الطفل يخاف من مواجهة الحياة الحقيقية، أو لديه صعوبات في تكوين الصداقات الحقيقية، أو يعاني من الانعزال الكبير ومحادثة النفس، ما يَدفعه إلى المحافظة على الصديق الخفيّ لتخفيض الضغط النفسي.
يَقلق الأهل كثيراً عندما يدركون أنّ طفلهم يتكلّم مع صديق خيالي ويلعب معه. وهم لا يتقبّلون عادةً هذه الواقعة التي تكون طبيعية وموجودة عند كلّ الأطفال، وبالتالي مهمّة جدّاً لنمو الطفل النفسي ولاكتشافه العالمَ من حوله واستكشاف جوانب مختلفة من شخصيته أيضاً.
ومن المعلوم أنّ هذا الصديق الوهمي يختفي بعد دخول الطفل إلى المدرسة أو بعد تقدّمه في العمر حتّى بلوغه السادسة. ويبرّر الطفل حينها اختفاءَ صديقه من حياته قائلاً إنّه قد سافر بعيداً أو ذهبَ في رحلة مع أبويه، وهذا دليل على نضوج الطفل.
من هو الصديق الخيالي؟
الصديق الخيالي هو نوع من اللعب عند الأطفال، تصقله مخيّلتهم الخصبة، بحيث يصبح شخصٌ أو حيوان وهمي جزءاً فاعلاً في حياة الطفل. وعندما يُسأل الطفل عن هذا الصديق، يتّخذ موقفاً دفاعياً ويَدّعي أنّ هذا الصديق لا أحد يستطيع أن يراه، فهو صديق خفيّ.
ويكون عادةً هذا «الصديق» ملموساً في البداية (دمية – لعبة – دبّ من قماش)، ويتحوّل بعدها إلى شخصية غير مرئية تلازم الطفل في كلّ أوقاته، أي خلال اللعب وأدائه لواجباته المدرسية، وتناوُلِه لطعامه وحتّى في نومه.
ما أهمّية الصديق الوهمي؟
أوّلاً: من خلال القصص التي يَسردها الطفل لأمّه أو لأبيه، عن صديقه الوهمي، يمكن التعرّف إلى مخاوفه أو تطلّعاته وعلى ما يساوره من قلق. فلهذه القصَص، معانٍ ودروس مهمّة جدّاً للأهل، ويجب عليهما الاستماع إليها، ولكن ليس تشجيعها. ويُذكر أنّ كلّ طفل يحتاج إلى صديق يتقاسم معه مشاعرَه ويُفرغ أمامه انفعالاته ويعبّر له عمّا يزعجه. لذا تولد تلك الظاهرة عند طفل من خمسة أطفال وتقِلّ كلّما صادقَ الأبوان طفلَهما.
ثانياً: يلجَأ الطفل إلى صديقه الخيالي لتجنّبِ فعلِ أمرٍ لا يريد هو فعلَه أو للتمييز بين الصواب والخطأ. ويساعد الصديق الخيالي الطفلَ على تخطّي المواقف الصعبة، مثلاً: اليوم الأوّل في المدرسة، زيارة الطبيب، مشاجرة بين أهله، أو قلق من موقف ما.
وأكّدت بعض الدراسات أنّ الصديق الخيالي يساعد في نموّ الطفل العاطفي وفي حلّ المشاكل بطريقة منطقية، مثلاً: إذا كان الطفل يخاف من زيارة الطبيب، قد يشجّعه صديقه الخيالي ويَدفعه إلى التغلّب على خوفه.
وفي هذه الحالات يَخلق الصديق الخيالي بيئة آمنة تُعلّم الطفلَ مهارات حلّ المشاكل من خلال الحديث بينه وبين صديقه الخيالي الذي يحاول مساعدته. ويصف الطفل صديقَه الوهمي بصفات يَفتقدها هو نفسُه ويتمنّى أن يحظى بها. وقد تتطوّر العلاقة بين الطفل والشخصية الخيالية إلى حدّ أنّ هناك أطفالاً يطلبون من أمّهاتهم طبَق طعام لها. ويُعتبر طبيعياً أن يهتمّ الطفل بصديقه الخيالي.
ثالثاً: يساعد الصديق الوهمي الطفلَ في عملية التواصل مع الآخرين من خلال تطوير المخزون اللغوي لديه. ولا يشكّل وجود الصديق الخيالي خطراً على الطفل وعلى صحّته النفسية إذا كان للطفل أصدقاء آخرون حقيقيون يلعب ويتسلّى معهم. أمّا إذا كان الطفل يعتمد كلّياً على صديقه الخيالي ولا يلعب ويلهو مع سواه، فيجب على الأهل التدخّل بطريقة بسيطة ولكن فعّالة.
تعامُل الأهل مع طفلهم وصديقه الخيالي
عندما يكتشف الأهل هذه الصداقة الغريبة بين طفلهم وصديقه الخيالي، لا يجب أبداً أن يبالغوا في ردّة الفعل، لأنّها ليست مسألة خطيرة، خصوصاً إذا كان الصديق الخيالي لا يمنع الطفل من تكوين صداقات أو اللعب مع الآخرين أو التناغم مع زملائه في الحضانة أو المدرسة. كما لا يجب تكذيب الصغير أو تعنيفه، بل يجب مسايرة الطفل وسَماع قصصِه وقصص الصديق الخيالي.
ولكن في المقابل، لا يجب على الأهل أن يشجّعوا الطفلَ من خلال انخراطهم معه في عالمه الخيالي والبدء بالتحدّث مع هذا الصديق حتّى لا يعتبر الصغير أنّ هذه المسألة حقيقية، بل يجب أن يدفعوه إلى التفريق ما بين الخيال والعالم الحقيقي.
وعادةً، يلوم الطفل دائماً صديقَه الخيالي ويتّهمه بالقيام بالهفوات والأخطاء. وعلى الأهل أن يفسّروا للطفل بأنّ الجميع يقترف الأخطاء وأنّه يجب أن نتعلّم من أخطائنا التي تساعدنا في حلّ أيّ مشكلة.
وأخيراً على الأهل أن يعطوا لطفلهم فرصة اختبار التجارب الحقيقية والتي يتعلّم منها الاعتمادَ على الذات وليس على صديقه الخيالي.
• نصائح لمساعدة الطفل في تخَطّي صديقه الخيالي:
• إصطحاب الطفل للتعرّف إلى أطفال آخرين: أطفال الأصدقاء أو أطفال العائلة أو أطفال الجيران.
• تشجيع الطفل على اللعب مع أطفال من عمره في المدرسة أو في دار الحضانة.
• التخفيف من لوم الطفل إذا قام بشيء سيّئ، مثل كسرِ مزهرية أو الرسم على الحائط، وهكذا لا يلجأ الطفل إلى صديقه الخفيّ ليُبعد عنه اللوم أوربّما قصاصاً ما.
• عدم تحقير أو تكذيب الصديق الخيالي، وعدم الاستخفاف به، لأنّ هذا الصديق هو الطفل ولكن بشكل خيالي، وعدم المبالغة في التعامل معه في المقابل.
القلق من الصديق الخيالي
نشير إلى أنّه في حال استمرار وجود الصديق الخيالي في حياة الطفل بعد عمر سبعِ سنوات، لا يجب أنّ يشعر الأهل بالهَلع، إنّما يجب أن يستشيروا اختصاصياً في علم النفس، لأنّ ذلك مهمّ وأساسي في حياة الطفل.
فقد يكون الطفل يخاف من مواجهة الحياة الحقيقية، أو لديه صعوبات في تكوين الصداقات الحقيقية، أو يعاني من الانعزال الكبير ومحادثة النفس، ما يَدفعه إلى المحافظة على الصديق الخفيّ لتخفيض الضغط النفسي.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
05:55
مانشيت "الجمهورية": الكتائب تخسر في زحلة والمناصفة تفوز في بيروت... ترقبٌ لبنانيّ لترجمة نتائج اجتماعات الرياض

1
07:11
المؤشرات السياسية للبلدية بعيون غربية

2
22:23
الرئيس عون: من حق حزب الله المشاركة السياسية لكن السلاح بيد الدولة

3
May 17
التطبيع السوري وسذاجة اللبنانيين

4
17:36
مع اقتراب اقفال الصناديق.. إليكم نسب الإقتراع!

5
May 18
مقارنة نسب الإقتراع في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل بين عامي 2016 و2025

6
May 18
بالصور - الرئيس عون والسيدة الأولى يهنّئان البابا لاوون الرابع عشر

7
19:25
بالأرقام- إليكم نسب الاقتراع النهائية

8
