ما هي التخيّلات الجنسية؟

«التخيّلات الجنسية هي عبارة عن مجموعة من الرغبات التي تأتي من اللاوعي، على شكل صوَر تربط بين شخصين أو مجموعة، وقد تعَبّر عن حالات أو وضعيات جنسية معيّنة». كما هي هوامات وهمية يتخيّلها الإنسان، تحَرّك غريزته الجنسية وتثيره، ويمكنه السيطرة عليها.

وتختلف التخيّلات الجنسية من شخص إلى آخر باختلاف التكوين الداخلي للشخصية. وغالباً ما تلجَأ المرأة إلى تخيّلات لا تخلو أبداً من الرومانسية ومن وجود الشخص الذي تتمركز عليه الرغبة الجنسية فيها.

وعادةً ما تكون هذه التخيّلات «الرومانسية» أقوى بكثير من التخيلات الجنسية، ولا تتركّز هذه الأخيرة على تصوّرات حول منطقة الأعضاء الجنسية للرجل أو عملية الجماع، بل على طريقة التعاطي معه وعلى العاطفة والحب. في حين أكّدَت دراسات علمية أنّ الوضع يختلف عند الرجل الذي يتخيّل وضعيات جنسية مختلفة وفي مختلف الأماكن والأوقات أكثر بكثير من المرأة.

علم النفس والتخيّلات الجنسية

التخيّلات موجودة بالفطرة لدى الإنسان، وهي موجودة منذ بداية الحياة البشرية لدى كلّ الطبقات الاجتماعية وجميع الناس بدون استثناء. وطبعاً، لهذه التخَيّلات علاقة مباشرة بين الشخص وعلاقته مع والديه في طفولته.

وتفسَّر التخيلات على أنّها نوع من أنواع الإغواء البدائي خلال فترة «عقدة أوديب»، حيث يحاول الطفل «إغواءَ والدته» والفتاة تحاول «إغواءَ والدها» فترتدي حذاءَ والدتها وتتبرّج مثلها.... وطبعاً هذا طبيعي جدّاً في تكوين الشخصية الجنسية للطفل وتكوين التقسيمات النفسية لديه.

ما أهمّية التخيّلات الجنسية في الحياة الجنسية عامّةً؟

تتغذّى التخيّلات الجنسية ممّا يراه الشخص ويَختبره في حياته العادية. ويقوم بعض الأشخاص في تنميتها، فيما يحاول البعض الآخر إخفاءَها ودفنَها، حتى لا تبرز في مجال الوعي. ويَعني ذلك، أن لا ينتقل من حالة «الحلم» إلى «تحقيق هذه الهوامات». غير أنّ التخيلات الجنسية تغَذّي الحياة الجنسية العادية، وبالتالي يجب محاولة عدم إخفائها والتنكّر لها.

يُذكر أنّ للتخيلات الجنسية أهمّية كبيرة في الحياة الجنسية عند المرأة والرجل بالرغم من اختلافها بين الجنسين:

• أوّلاً: تُعتبَر التخيّلات الجنسية علاجاً للرتابة والروتين الذي يمكن أن يعايشَه الشخص مع شريكه.

• ثانياً: على الصعيد النفسي، تساعد التخيّلات الجنسية في التعويض عن الكبتِ الجنسي الذي يعيشه الفرد في مجتمعه، فتسمح له تخيّلاته بإشباع الرغبات الجنسية المكبوتة.

• ثالثاً: يمكن للتخيّلات الجنسية أن تنتقل من الأفكار الجنسية التي تتردّد في رأس الإنسان إلى وسائل تعبيرية فنّية توازيها. ويعني ذلك أنّه يمكن لشخص ما أن ينقلَ تخيّلاته الجنسية إلى صناعة تحفةٍ فنّية توازي تخيّلاته.

• رابعاً: إنّها تضاعِفُ المتعة الجنسية في الحياة الرومانسية عند الرجل والمرأة. وتستسلِم المرأة للتخيلات الجنسية فقط لهدفين، إمّا لإشباع حاجتها من الحب أو للإغواء. أمّا الرجل، فتخيّلاته الجنسية تقوده لإثبات رجولته وجَدارته في ممارسة الجنس والتنَوّع في الوضعيات.

ما هي التخيّلات الجنسية التي يمكن أن تمارسَها المرأة مع الشريك في العملية الجنسية؟

يظنّ البعض أنّ الاكتفاء الجنسي والنضج يلغيان التخيّلات الجنسية، لكنّ هذا الأمر غير صحيح أبداً، لأنّ التخيّلات الجنسية ترافق الإنسان من المهد إلى اللحد.

وهناك الكثير من التخيّلات الجنسية التي لا يمكن حصرُها. ولكن مِن أهمّها والتي تساعد في تقوية العلاقة الجنسية، نَذكر:

1- لعبُ الأدوار، أي تمثيل شخصيات أخرى خلال العملية الجنسية، أو أن يتظاهرَ الشريكان بأنّهما غريبان عن بعضهما ويلتقيان للمرّة الأولى...

2- تعشق المرأة «الإستعراضية» خلالَ العملية الجنسية، لأنّها تظهِر لها «الأنا» التي تقَدِّم للرجل حاجاته الجنسية. وعندما نستعمل كلمة «إستعراضية»، فإنّنا نعني بذلك، حبّ المشاهدة خلال العملية الجنسية (وضع مرآة في غرفة النوم) أو تقديم رقصة للشريك بطريقة مثيرة أو إثارة الزوج جنسيّاًً من خلال الكلمات أو الأفعال.

3- أكّدت دراسات أميركية أنّ العلاقات التي تقوم على مبدأ السيطرة السادية «المقبولة» من الرجل على امرأته كتكبيل اليدين أو إغماض العينين، تضيف رونقاً في العمليات الجنسية بين الزوجين.

ما هو الفرق بين التخيّلات الجنسية عند المرأة وعند الرجل؟

إن الخيالات الجنسية عند الرجل تتمحوَر عادةً حول مواضيع السيطرة والضغط والقوّة الجنسية والإخضاع وطبعاً الإستحواذ. من خلال التحليل النفسي، يمكن تفسير هذه التخيلات الجنسية بالعودة إلى مرحلة الطفولة والسلطة التي كان يمارسها الوالدان على الطفل. أمّا عند المرأة فنجد أنّ الحبّ والعاطفة يأتيان أوّلاً، ثمّ تظهَر الهوامات الجنسية. ولكن هذا لا يعني بأنّه لا يدور في عقل الرجل مبدأ الحبّ.

كما يمكننا أن نضيفَ بأنّ التخيّلات الجنسية عند الرجل هي أكثر وضوحاً ومفصّلة أكثر، بينما تكون عند معظم النساء عبارة عن أفكار سريعة وغير واضحة.