تقنية «NFC» هي عبارة عن وسيلة اتصال عن طريق موجات راديو قصيرة المدى لا تحتاج الى طاقة. وكلمة «NFC» هي إختصار للمصطلح «Near Field Communication»، وتعني التواصل عن طريق المجال القريب، وهو طريقة الإتصال بين طرفين عن طريق إشارات لاسلكية، لكن يشترط ألّا تزيد المسافة بين هذين الجهازين عن 4 سنتمترات.

وتعمل تقنية «NFC» بتردد 13.65 ميجاهرتز وبمعدَّل سرعة يراوح من 106 كيلوبِت لكلّ ثانية الى 848 كيلوبِت، لتنقل المعلومات بين أيّ جهازين مزوَّدَين بهذه الشريحة الإلكترونية، فيتمّ التوصيل بينهما عن طريق ملامستهما لبعضهما أو وضعهما بالقرب من بعضهما.

وتقنية «NFC» عبارة عن وحدة إلكترونية متّصلة بنظام الجهاز تخزّن عليها معلومات محدودة كأرقام الحسابات ومعلومات المستخدم، وتسمح بتبادل المعلومات بين الأجهزة من خلال موجات قصيرة المدى، وذلك لمنع الإتصال عن طريق الخطأ بأجهزة أخرى، وذلك كإجراء أمني إحترازي. وبدأ استخدام هذه التقنية منذ سنوات عدة في اليابان، كتقنية آمنة لعمليات الشراء من أيّ مكان، من دون استخدام بطاقة مصرفية، وقد أثبتت جدارتها.

وبدأ منتجو الهواتف والساعات الذكية إعتمادها على أجهزتهم في الفترة الأخيرة. والـ»NFC» تشبه التقنيات الموجودة حالياً، مثل «WiFi» و«Bluetooth» والتقنية القديمة «Infra Red» التي تحتاج أن يكون الجهازان أمام بعضهما بخطٍّ مستقيم ومن دون حواجز عند الإتصال. ولكن ما يميّزها عن التقنيات الحالية، هو مدى الإتصال الضيّق جداً.

الفوائد والإستخدامات

تكمن أهمّ فائدة لتقنية «NFC» في أنّ الهاتف يغني صاحبه عن حمل الكثير من الأوراق والبطاقات والمفاتيح، ومن خلاله يمكن القيام بالمعاملات كافة التي تثبت هويتك وبأمان تام. كذلك، تدعم «NFC» مشاركة الصوَر والملفّات بين جهازين، وتوصيل الهاتف مثلاً بالأجهزة الصوتية وسمّاعات الرأس، وقراءة قائمة الطعام في بعض المطاعم.

وكون هذه التقنية تنتمي الى بيئة آمنة، فهي تجعل إمكانية إستخدامها في المعاملات المالية ممكنة، بالإضافة الى المعاملات الشخصية الأخرى التي تثبت هوية الشخص، وفي عمليات الدفع النقدي كبديل عن بطاقات الائتمان، وهو ما يوفّره حاليّاً بعض المصارف في لبنان من خلال ساعات للدفع، وكبطاقة مرور الكترونية لفتح الأبواب، وكتذكرة الكترونية في وسائل المواصلات العامة، وللحجز الإلكتروني لتذاكر الطيران.

العيوب والمخاطر

كما لكلّ تقنية حسناتها، لها سيّئاتها أيضاً، ومن سيّئات تقنية الـ»NFC» أنه يمكن لأيّ كان، إذا حصل على هاتفك أو ساعتك، أن يقوم بالعمليات نفسها التي كنتَ أنت تقوم بها، كعمليات الشراء وفتح الأبواب وغيرها، ما يعرّض قسماً كبيراً من حياتك الشخصية والمصرفية والإجتماعية للخطر.