توصيات غذائيّة تُحطّم سلبيّات الكورتيزون
توصيات غذائيّة تُحطّم سلبيّات الكورتيزون
اخبار مباشرة
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Thursday, 23-Jul-2015 00:00
تُستخدم أدوية الكورتيزون (Corticosteroids) لتوفير الإغاثة لأجزاء الجسم المُلتهبة، غير أنّ خصائصها المُعالِجة للمشاكل الطبيّة لا تخلو من الانعكاسات السلبيّة التي يمكن أن تكون جدّية للغاية. فما هي التأثيرات الأكثر شيوعاً، وكيف يمكن تفاديها أو تخفيف وطأتها على أقلّ تقدير؟
تُستخدم أدوية الكورتيزون لعلاج مشاكل عدّة تُصيب الجسم، لعلّ أبرزها، وفق ما أوضحته اختصاصية التغذية كريستال بدروسيان في حديثها لـ«الجمهورية»، «تخفيف الورم والاحمرار والحكّة وردّات الفِعل التحسّسية، كما تدخل في علاج عدّة أمراض مختلفة مثل مشاكل البشرة والعينَين والتنفّس والربو والتهاب المفاصل وبعض أنواع السرطان»، لافتةً إلى أنّ «كميّة هذا الدواء ومدّة العلاج مرتبطتَين بالمشكلة الصحّية التي يعانيها المريض وطريقة استجابته».

وعلى غرار أيّ دواء يحصل عليه الإنسان، يمكن لأدوية الكورتيزون، وتحديداً التي تؤخَذ عن طريق الفم أو الحقن، أن تؤدّي إلى آثار جانبية عديدة لا يمكن الاستهتار بخطورتها. وفي هذا السِياق، علّقت بدروسيان أنّ «هذه الإنعكاسات تختلف وفق الجرعة المحدّدة ومدّة العلاج، وبعضها يظهر في الأيام الأولى التي تلي بدء العلاج، مثل الأرق وزيادة الشهيّة، في حين أنّ البعض الآخر يحصل فقط في حال إطالة مدّة العلاج كهشاشة العظام ورفع الكولسترول».

وتتعدّد الآثار السلبيّة المرتبطة بالكورتيزون، ولكنّ اختصاصية التغذية سلّطت الضوء على أبرز 5 مشاكل شائعة يجب على المرضى أخذ حَذرهم الكامل منها:

زيادة الوزن والشهيّة

أشارت بدروسيان إلى أنّ «أدوية الكورتيزون تؤدّي إلى تغيّر طريقة توزيع الدهون في الجسم، وتكدّسها في أجزاء غير اعتيادية بعيداً من الساقين، وتحديداً البطن والوجه وخلف العنق. وبيّنت الدراسات أنّ 40 إلى 60 % من المرضى يلاحظون زيادة في الوزن أو تغيّراً في الشكل الخارجي بعد الخضوع لهذا العلاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر، خصوصاً النساء والشباب وأصحاب الوزن الزائد. وكلّما ارتفعت جرعة الدواء ازداد الخطر».

وأضافت: «بالتأكيد يؤدّي الغذاء دوراً فعّالاً في محاربة هذا الإنعكاس السلبيّ، خصوصاً عند تعديل مجموع السعرات الحرارية وممارسة الرياضة، ولكنّه ليس العلاج الوحيد في ظلّ وجود العوامل الجينية. ويعتقد بعض الأطبّاء وخبراء التغذية، وفق خبرتهم الشخصيّة، أنّ تخفيف الكربوهيدرات (سكّر، نشويات، حلويات) يمكن أن يساعد على خفض الوزن الناتج عن استعمال الكورتيزون، ولكن هذا الأمر لم يُثبَت علمياً بعد».

وشدّدت على أنّ «تقليص كميّة الملح لا يؤثّر على الوزن أو تغيير الدهون في أجزاء الجسم، فهذه المشكلة سببها الدهون وليس احتباس السوائل. وبالتالي، فإنّ معالجتها لا تتمّ عن طريق خفض الملح».

إحتباس السوائل

من جهة أخرى، يمكن لهذه الأدوية أن تؤدّي إلى احتباس السوائل في الجسم، وبالتالي زيادة معدّل الضغط نتيجة تكثيف الصوديوم، فيعاني المريض تورّماً في اليدين والساقين والكاحلين والمنطقة المحيطة بالعينين.

وبما أنّ الملح يزيد المشكلة سوءاً، أوصَت بدروسيان بـ»الاكتفاء برشّ كميّة قليلة منه أثناء طبخ الطعام، وعدم إضافته إلى الطبق قبل تذوّقه، وتجنّب المأكولات المصنّعة مثل الهوت دوغ والمعلّبات وكلّ ما يدخل في تركيبته مصطلح «Monosodium Glutamate»، وتفادي الحساء المعلّب، ومكعّبات المرقة، والصويا، والصلصات الغنيّة بالصوديوم، وقراءة أغلفة المنتجات للتمييز بين نوع وآخر واختيار الأفضل، واستخدام البهارات والأعشاب بدلاً من الملح لتَنكيه الطعام من دون أيّ أضرار».

وكشفت أنّ «المأكولات الغنيّة بالبوتاسيوم (بطاطا مشويّة، مشمش، موز، منتجات الحليب، الفاكهة الحمضية، السبانخ) تساعد كثيراً على تحقيق التوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم».

إرتفاع السكّر في الدم

وإضافةً إلى زيادة الوزن واحتباس السوائل، يمكن لأدوية الكورتيزون أن تزيد إفراز الغلوكوز، ما يؤدّي إلى ارتفاع معدّل السكّر في الدم ومقاومة الإنسولين، وفي بعض الحالات الإصابة بمرض السكّري.

لذلك، دعت بدروسيان إلى «الانتباه من كمية الكربوهيدرات المستهلكة (فاكهة، نشويات، مشتقات الحليب، حلويات) للسيطرة على معدّل السكّر في الدم، وتفادي الأكل الغني بالسكّر واللجوء إلى الكربوهيدرات المصنوعة من الحبوب الكاملة. أمّا في حال معاناة السكّري وأخذ الكورتيزون، من الضروري استشارة الطبيب أو خبيرة التغذية للمساعدة على التحكّم في مستوى السكّر عن طريق الغذاء والرياضة».

هشاشة العظام وخسارة العضل

أمّا لمحاربة هشاشة العظام وضعف العضلات، اللذين يحصلان خصوصاً عند الاستخدام المطوّل لأدوية الكورتيزون، نصحت بدروسيان بـ»الوقاية من المشكلة الأولى عن طريق تأمين الجرعة المطلوبة من الكالسيوم والفيتامين D، وممارسة الرياضة خصوصاً حمل الأثقال الذي يدعم العظام، والتوقّف عن التدخين وتخفيف الكحول. في حين أنّ الحصول على كميّة كافية من البروتينات يشكّل حلّاً وقائياً فعّالاً لمنع خسارة العضل وضعفه».

مُختصر مُفيد

ما هو إذاً أنسَب علاج أثناء الخضوع للعلاج بالكورتيزون؟ أفادت كريستال بدورسيان أنه «لا يوجد غذاء واحد يمكن وصفه لجميع المرضى، فالعادات الغذائية تختلف بحسب العمر والمشاكل الصحّية وجرعة الكورتيزون ومدّتها.

لكن بشكل عامّ، يجب أن يكون الغذاء معدّل السعرات الحرارية، وقليل الملح شرط استشارة اختصاصية التغذية أوّلاً، خصوصاً في حال أخذ أدوية تؤدّي إلى هبوط الضغط، وقليل الكربوهيردات لاستقرار مستوى السكّر في الدم مع ضمان كميّة ملائمة من الألياف.

وفي المقابل، يجب أن يكون غنيّاً بالبروتينات والكالسيوم والفيتامين D، تحديداً في حال أخذه لفترة طويلة. فضلاً عن ممارسة الرياضة للحماية من ترقّق العظام وتفادي خسارة العضل واكتساب الوزن، ومراقبة مستويات السكّر والضغط والكولسترول والتريغليسريد في الدم عند أخذ الكورتيزون مطوّلاً».

لمراقبة التفاعلات منذ البداية

ولفتت إلى أنّ «بعض الأشخاص قد يأخذون جرعة عالية من الكورتيزون لفترة طويلة من دون معاناة أي انعكاسات سلبيّة، في حين أنّ بعضهم قد يواجهون أعراضاً ثانوية بعد مرور أيام قليلة. وبما أنه يصعب معرفة ذلك مسبقاً، يُستحسَن مراقبة تفاعلات الجسم لحظة بدء هذه الأدوية، علماً أنّ غالبية الإنعكاسات السلبيّة المذكورة تنخفض أو تختفي مع تقليص العلاج أو إنهائه».

وختاماً، أوصَت المرضى بـ»أخذ الدواء مع الأكل وشرب كميّة كافية من المياه تفادياً لآلام المعدة، وعدم إيقافه من دون استشارة الطبيب»، مؤكّدةً أنّ «الوقاية هي أفضل من العلاج، لذلك يجب عدم انتظار ظهور زيادة الوزن أو أيّ آثار سلبيّة أخرى لاستشارة الطبيب أو اختصاصية التغذية».
theme::common.loader_icon