النوم خارج المنزل مسموح... بشروط
النوم خارج المنزل مسموح... بشروط
ماري الأشقر
جريدة الجمهورية
Tuesday, 14-Jul-2015 00:00
تطلب الأمّ أحياناً من طفلها النوم في منزل الجدَّين مثلاً بسبب انشغالها وعدم وجود مَن يرعاه في المنزل، وأحياناً يطلب الصغير من أمّه السماح له بالنوم في منزل أحد أصدقائه. فهل نوم الطفل خارج منزله الأبوي مسموح؟
قد تدفع بعض الظروف الأمّ إلى جعل طفلها ينام خارج المنزل وإنّما في مكان آمن يوفّر له الطمأنينة والحبّ. وبما أنّ الليلة الأولى التي يقضيها الطفل خارج المنزل تشكّل تحدّياً حقيقيّاً له، فمن المفضَّل عدم السماح له بالنوم خارج منزله ما لم يكن جاهزاً ومستعدّاً للأمر. ويمكنك بدايةً السماح له بالنوم في منزل جدّيه قبل السماح له بالنوم في منزل أحد رفاقه، فمن المفضّل تمضية الليلة الأولى خارج منزله في مكان يشعر فيه بالأمان.

ولاحقاً، يمكنك دعوة رفاقه لتمضية الليلة في منزلك، عندها يستنتج صغيرك أنّ النوم خارج المنزل قد يكون ممكناً، شرط أن يمضيها في منزل آمن وبرفقة أشخاص يعرفهم سلفاً. ولِئلّا يشعر طفلك بالقلق من النوم خارج المنزل، زوّديه بالبيجاما وفرشاة الأسنان ولعبته المفضَّلة أو أيّ شيء آخر يبقيه على صلة بالمنزل.

ماذا عن المراهق؟

يحقّ للمراهق النوم خارج المنزل أحياناً، خصوصاً أنها قد تكون مناسبة لتوطيد أواصر الصداقة وإقامة علاقات اجتماعية جديدة، ولكن في الوقت عينه، من حقّ الوالدين معرفة مكان تمضية طفلهما الليل والتعرّف إلى الأشخاص الذين يستضيفونه. لذا، يمكنك دعوة أصدقاء أولادك إلى منزلك ومحادثتهم للتعرّف إليهم عن كثب ومعرفة كيفية تفكيرهم.

فالحريّة ولو المحدودة، التي يتمتع بها المراهق، لا تمنع من توجيه بعض الإرشادات له الخاصّة بالنوم خارج المنزل ومعاشرة أصدقاء قد يورّطونه في أمور تحمل الكثير من المخاطر كالتدخين والمخدرات والكحول...

وفي الختام، إذا كان طفلك المراهق منغلقاً على نفسه، خجولاً في معظم المواقف ويرفض النوم خارج المنزل، ويجد صعوبة في التعبير عما يجول في رأسه ومنزوياً ولا يستطيع التكيّف مع الآخرين، فمن الواضح أنه يحتاج الى مساعدة اختصاصي في علم النفس كي لا يعاني في سنّ النضوج من أيّ إعاقة نفسيّة.
theme::common.loader_icon