قصر الأمير فيصل مجيد أرسلان في عاليه... متحف وطني
قصر الأمير فيصل مجيد أرسلان في عاليه... متحف وطني
اخبار مباشرة
مي الصايغ
كاتبة ومحررة شؤون عربية ودولية
التحصيل العلمي: دبلوم علاقات دولية ودبلوماسية -إجازة في العلوم السياسية والادارية
في خضمّ حرب الجبل بين عامي 1983 و1984، شكّل قصر الأمير فيصل أرسلان في ضهر الوحش في عاليه ملتقىً ومُتنفساً لأبناء المنطقة من المسيحيين والدروز، الذين باتوا أسيري خطوط تماس فرضتها أجندة الفريقين المختلفة. ففي ظلّ القتل العشوائي والخطف على الهوية، نشط الأمير فيصل يومها تسانده زوجته الأميرة حياة وهاب أرسلان في السعي إلى إطلاق المخطوفين وتسهيل عبور الأبرياء من الفريقين.
في الأمس القريب، قرّرت زوجة الراحل الأمير فيصل تحويل هذا الصرح إلى متحف وطني، فدعت إلى حفل افتتاح حضره حشد من الشخصيات السياسية والقضائية والدينية والإجتماعية، تقدّمهم الرئيس حسين الحسيني، والنواب: فؤاد السعد، هنري حلو، فادي الهبر، ناجي غاريوس، ورياض رحال، والوزراء السابقون: بهيج طبارة، ليلى الصلح حماده، إبراهيم شمس الدين، وجوزيف الهاشم، والنواب السابقون: بيار دكاش، فيصل الداود، وانطوان اندراوس، والعقيد كمال صفا ممثلاً المدير العام للأمن العام، ورئيس بلدية عاليه وجدي مراد، ورؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء جمعيات وأندية.
اليوم، بات القصر يحمل إسم «متحف الأمير فيصل مجيد ارسلان»، والهدف من ذلك، حفظ الكثير من التاريخ الذي احتضنه، كونه يُشكّل «جزءاً من ذاكرة لبنان، وذاكرة الجبل، وذاكرة الطائفة الدرزية»، وفق ما توضح الأميرة حياة أرسلان.
وتقول أرسلان لـ«الجمهورية»: «الدروز في أيام المماليك جعلوا للبنان خصوصية تختلف عن سائر المنطقة، حيث أصبح جبل لبنان يُحكم بالتوارث، بفضل ناصر الدين الحسين آل الأرسلاني التنوخي، ومن بعدها حاربوا مع صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيّين، وامتدّ تاريخهم ليصنعوا في ما بعد تاريخ لبنان الكبير وإستقلال لبنان».
تريد أميرة القصر أن يزور الناس هذا المتحف ويتمتعوا بجمال الفن الهندسي في العمارة، ويسمعوا عن تاريخ الشخصيات التي مرّت علی القصر الذي عاش فيه الأمير فيصل مجيد أرسلان، والذي أُلبس عباءة زعامة الدروز بعد وفاة والده عام 1983 بمبادرة من مشايخ خلوات البيّاضة، الذين يُعتبرون المرجعية الروحية الأعلی للطائفة الدرزية.
وفي نظر عضو المجلس الدستوري الدكتور أنطوان مسرّة، الذي طلبت إليه الأميرة حياة كتابة مقدمة كتاب»سيرة الأمير فيصل مجيد أرسلان»، إنّ الموقع الذي «تمسمر» فيه أرسلان مع قيادات مسيحيّة، ومواقفه الوطنية لا تدلل على وجود حرب بين الدروز والمسيحيّين في الفترة الممتدة بين 1975 و1990، «فحياة وفيصل كانا مرابطين على خط التماس لحماية المهجّرين».
فمن سيرة فيصل، لمس عضو المجلس الدستوري ثبات رجل وطني في مواقفه. ويقول مسرّة في حفل الإفتتاح: «على رغم كل مآسي الحكم في لبنان، لم يصطفّ الأمير فيصل أو يتموضع، بل كان ثابتاً في مواقفه، ولطالما تساءلت هل التموضع في السياسة قضية حتمية؟ لكن سيرة فيصل تثبت العكس»، مستعيداً ما نقلت زوجته عن حماها بطل الإستقلال مجيد أرسلان «كيف نجعل لبنان وطناً وليس ساحة، بعدم الهرولة الى الخارج ليحكمنا».
فضلاً عن ذلك، شكّل القصر مَقرّاً لشخصيات، أبرزها الجنرال البريطاني أدوارد سبيرز، الذي ساعد حركة الإستقلاليّين من عام 1942 حتى 1945، والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في عام 1962، عندما كان وليّ عهد دولة قطر، وقد أمضى فوزي القاوقجي قائد جيش التحرير العربي صيف 1950 فيه، وأقام الأمير عبدالله وليّ عهد المملكة المغربية فيه إبان التحضيرات لإقترانه بالأميرة لمياء رياض الصلح، وكان الرئيس رياض الصلح يصطاف في عاليه، ويعتبره بيته الثاني.
وقد بنى هذا القصر عام 1895 الأمير توفيق أرسلان، الذي لعب ما بين 1870-1931 أدواراً سياسية وإدارية عدة، كان آخرها إختياره عضواً في البرلمان اللبناني في 15 نيسان 1915 ومن ثمّ نُفي إلى الأناضول، حين كان قائممقام مدينة عاليه ويعمل من أجل استقلال لبنان،.في ذلك اليوم طلب وداع عائلته في عاليه، وزرع أرزة تُخلّد ذكراه أصبحت تُعرف بـ»أرزة لبنان الكبير».
كان الأمير توفيق في عداد البعثة الثالثة التي سافرت الى باريس عام 1920، للمشاركة في مؤتمر الصلح للمطالبة بإقرار دولة لبنان الكبير، وقد انتدبها البطريرك الحويك لمتابعة مهام البعثتين الأولى والثانية للمطالبة بتوسيع حدود لبنان الجغرافية، والعمل على إنضمام بيروت والبقاع وعكار إلى كيان لبنان الكبير.
ويضمّ القصر - المتحف، مقتنيات تاريخية ولوحات من القرنين التاسع عشر والعشرين، إضافةً الى السجل الأرسلاني المكتوب بالخط القرآني الذي يعود لأكثر من 700 سنة، وأسلحة وفخاريات من القرون الميلادية وأسلحة استخدمت ضد إسرائيل إبان معركة المالكية عام 1948.
أمّا الوزير السابق جوزف الهاشم، فيُقارن في كلمته ما بين المجلس العُرفي في عاليه، حيث ارتفعت المقاصل في عهد جمال باشا، وقصر الأمير توفيق، الذي غرَس أرزة الأصالة الوطنية.
ويقول:»ليس جمال باشا وحده سفّاحاً، فهناك من سلبَ ودَمَّر وهَجَّر مِن دون أن يكون من الداعشيّين». بدوره، يتناول الدكتورعبد الحميد الأحدب تاريخ الموحدين الدروز والسياسة الأرسلانية من أيام الأمير توفيق، مروراً بالأميرين شكيب ومجيد وصولاً الى الأمير فيصل.
ويبقى أمل عائلة إرسلان بقاء الأمير فيصل في الذاكرة الوطنية، لذلك سوف تفتح أبواب المتحف لإستقبال الناس 4 أيام في السنة، اليوم الأول كان افتتاحه في ذكرى يوم المتاحف العالمي، الذي يُصادف في شهر أيار، وفي يوم لبنان الكبير في أيلول، وفي ذكرى وفاة الأمير فيصل في 17 كانون الأول، وفي عيد الإستقلال. وتتمّ الزيارات الخاصة وفقاً لإتصالات مُسبقة، وتقول الأميرة حياة في ختام حديثها لـ»الجمهورية»: «لا رسوم دخول... طالما أنا على قيد الحياة».
اليوم، بات القصر يحمل إسم «متحف الأمير فيصل مجيد ارسلان»، والهدف من ذلك، حفظ الكثير من التاريخ الذي احتضنه، كونه يُشكّل «جزءاً من ذاكرة لبنان، وذاكرة الجبل، وذاكرة الطائفة الدرزية»، وفق ما توضح الأميرة حياة أرسلان.
وتقول أرسلان لـ«الجمهورية»: «الدروز في أيام المماليك جعلوا للبنان خصوصية تختلف عن سائر المنطقة، حيث أصبح جبل لبنان يُحكم بالتوارث، بفضل ناصر الدين الحسين آل الأرسلاني التنوخي، ومن بعدها حاربوا مع صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيّين، وامتدّ تاريخهم ليصنعوا في ما بعد تاريخ لبنان الكبير وإستقلال لبنان».
تريد أميرة القصر أن يزور الناس هذا المتحف ويتمتعوا بجمال الفن الهندسي في العمارة، ويسمعوا عن تاريخ الشخصيات التي مرّت علی القصر الذي عاش فيه الأمير فيصل مجيد أرسلان، والذي أُلبس عباءة زعامة الدروز بعد وفاة والده عام 1983 بمبادرة من مشايخ خلوات البيّاضة، الذين يُعتبرون المرجعية الروحية الأعلی للطائفة الدرزية.
وفي نظر عضو المجلس الدستوري الدكتور أنطوان مسرّة، الذي طلبت إليه الأميرة حياة كتابة مقدمة كتاب»سيرة الأمير فيصل مجيد أرسلان»، إنّ الموقع الذي «تمسمر» فيه أرسلان مع قيادات مسيحيّة، ومواقفه الوطنية لا تدلل على وجود حرب بين الدروز والمسيحيّين في الفترة الممتدة بين 1975 و1990، «فحياة وفيصل كانا مرابطين على خط التماس لحماية المهجّرين».
فمن سيرة فيصل، لمس عضو المجلس الدستوري ثبات رجل وطني في مواقفه. ويقول مسرّة في حفل الإفتتاح: «على رغم كل مآسي الحكم في لبنان، لم يصطفّ الأمير فيصل أو يتموضع، بل كان ثابتاً في مواقفه، ولطالما تساءلت هل التموضع في السياسة قضية حتمية؟ لكن سيرة فيصل تثبت العكس»، مستعيداً ما نقلت زوجته عن حماها بطل الإستقلال مجيد أرسلان «كيف نجعل لبنان وطناً وليس ساحة، بعدم الهرولة الى الخارج ليحكمنا».
فضلاً عن ذلك، شكّل القصر مَقرّاً لشخصيات، أبرزها الجنرال البريطاني أدوارد سبيرز، الذي ساعد حركة الإستقلاليّين من عام 1942 حتى 1945، والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في عام 1962، عندما كان وليّ عهد دولة قطر، وقد أمضى فوزي القاوقجي قائد جيش التحرير العربي صيف 1950 فيه، وأقام الأمير عبدالله وليّ عهد المملكة المغربية فيه إبان التحضيرات لإقترانه بالأميرة لمياء رياض الصلح، وكان الرئيس رياض الصلح يصطاف في عاليه، ويعتبره بيته الثاني.
وقد بنى هذا القصر عام 1895 الأمير توفيق أرسلان، الذي لعب ما بين 1870-1931 أدواراً سياسية وإدارية عدة، كان آخرها إختياره عضواً في البرلمان اللبناني في 15 نيسان 1915 ومن ثمّ نُفي إلى الأناضول، حين كان قائممقام مدينة عاليه ويعمل من أجل استقلال لبنان،.في ذلك اليوم طلب وداع عائلته في عاليه، وزرع أرزة تُخلّد ذكراه أصبحت تُعرف بـ»أرزة لبنان الكبير».
كان الأمير توفيق في عداد البعثة الثالثة التي سافرت الى باريس عام 1920، للمشاركة في مؤتمر الصلح للمطالبة بإقرار دولة لبنان الكبير، وقد انتدبها البطريرك الحويك لمتابعة مهام البعثتين الأولى والثانية للمطالبة بتوسيع حدود لبنان الجغرافية، والعمل على إنضمام بيروت والبقاع وعكار إلى كيان لبنان الكبير.
ويضمّ القصر - المتحف، مقتنيات تاريخية ولوحات من القرنين التاسع عشر والعشرين، إضافةً الى السجل الأرسلاني المكتوب بالخط القرآني الذي يعود لأكثر من 700 سنة، وأسلحة وفخاريات من القرون الميلادية وأسلحة استخدمت ضد إسرائيل إبان معركة المالكية عام 1948.
أمّا الوزير السابق جوزف الهاشم، فيُقارن في كلمته ما بين المجلس العُرفي في عاليه، حيث ارتفعت المقاصل في عهد جمال باشا، وقصر الأمير توفيق، الذي غرَس أرزة الأصالة الوطنية.
ويقول:»ليس جمال باشا وحده سفّاحاً، فهناك من سلبَ ودَمَّر وهَجَّر مِن دون أن يكون من الداعشيّين». بدوره، يتناول الدكتورعبد الحميد الأحدب تاريخ الموحدين الدروز والسياسة الأرسلانية من أيام الأمير توفيق، مروراً بالأميرين شكيب ومجيد وصولاً الى الأمير فيصل.
ويبقى أمل عائلة إرسلان بقاء الأمير فيصل في الذاكرة الوطنية، لذلك سوف تفتح أبواب المتحف لإستقبال الناس 4 أيام في السنة، اليوم الأول كان افتتاحه في ذكرى يوم المتاحف العالمي، الذي يُصادف في شهر أيار، وفي يوم لبنان الكبير في أيلول، وفي ذكرى وفاة الأمير فيصل في 17 كانون الأول، وفي عيد الإستقلال. وتتمّ الزيارات الخاصة وفقاً لإتصالات مُسبقة، وتقول الأميرة حياة في ختام حديثها لـ»الجمهورية»: «لا رسوم دخول... طالما أنا على قيد الحياة».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:43
لحسابات لبنانية حذرة
1
07:35
نظام جديد لرابطة مارونية... لا تكون: «بيت بمنازل كثيرة!»
2
07:29
ما بعد زيارة البابا التاريخية للبنان
3
13:36
سلام يحذّر: هذه العوامل باتت تشكّل تهديداً
4
Dec 14
استراليا تتّهم إيران بهجوم سيدني... وتطرد السفير!
5
06:29
مانشيت "الجمهورية": أسبوع ديبلوماسي ـ عسكري بامتياز.. ومدبولي في لبنان الجمعة
6
10:58
منخفضٌ مصحوب بـ"كتل هوائية قطبية"... إليكم طقس الأيام القادمة!
7
14:50
جولة للسفراء والملحقين العسكريين في جنوب لبنان
8