عندما لا يُطيع الطفل والدَيه!
عندما لا يُطيع الطفل والدَيه!
اخبار مباشرة
د. أنطوان الشرتوني
كم من المرّات يتصرّف أطفالنا بفظاظة توتّرنا وتجعلنا نفقد أعصابنا على رغم محاولتنا وبشتّى الطرق السيطرة على غضبنا وبناء جسر تواصل مع أبنائنا؟ وكم من الأمهات، وحتى الآباء، يعانون مشكلة عدم إطاعة أطفالهم لهم والاستعاضة عن الهدوء بالصراخ والعناد والجدال، فيصابون بالتوتر والغضب ويفقدون أعصابهم؟ ومن المعروف أنّ الاطفال يستغلّون فقدان الوالدين السيطرة على أعصابهما ليزيدوا من نسبة تصرّفهم السلبي، فهل من وسيلة تساعد الأهل، ولا سيما الأمّهات، على وضع حدّ لعدم طاعة أبنائهم لهم؟
من أكبر الصعوبات التي يواجهها الوالدان هو تعليم الطفل مبدأ الطاعة. وعندما نتكلم عن الطاعة، فإننا لا نعني الطاعة العمياء بل الطاعة الفعّالة للتربية الصالحة. فمثلاً، عندما يقوم الطفل بشيء مزعج أو «لا يستمع إلى كلام والديه»، فإنّ الأهل يجيبون بـ»أنت مزعج، إخرس عندما نتكلم!
إذهب من هنا، لا نريد أن نراك»... وغيرها الكثير من الجمل التي تصِل بعضها إلى حدّ العدوانية اللفظية والشتائم التي تؤثر سلباً على نفسيّة الطفل وتؤذيه، ليس على المدى القريب وحسب، وإنما على المدى البعيد أيضاً.
وفي معظم الاحيان، عندما يسيء الطفل التصرّف فإنّ أهله لا يفسّرون له سبب القصاص، وبالتالي فإنّه لا يتعلم منه أيّ درس. وبالتالي على الوالدين تعليم أطفالهم مبادئ الاحترام المتبادل والتفاهم والهدوء والحبّ ضماناً للتربية الصالحة.
أسباب عدم الطاعة
وهنا نتساءل لِمَ بعض الأطفال لا يطيعون أهلهم؟ والجواب أنّ هناك كثيراً من الأسباب التي تجعل الطفل غير مطيع، أهمها:
- تربية الأهل غير الناضجة لطفلهم والتي تجعل منه شخصاً غير مطيع.
- يتجاهَل الأهل تصرّفاً غير مقبول يقوم به الطفل، فنراه يعيد مراراً وتكراراً التصرّف السلبي ذاته لأنه يعتقد أنّه مقبول.
- مساومة الأهل على تصرّف غير مقبول إجتماعياً يقوم به الطفل ولا يفسّرون له خطورته. وطبعاً سيكرر الطفل هذا التصرّف السلبي بما أنه لم يعاقب عليه ولم يَعِ خطورته.
- إستجابة الأهل لمطالب أطفالهم لتجنّب الصراخ والبكاء وما ينجم عنهما من إزعاج. ولكن الاستجابة لطلبات الطفل تجنّباً لبكائه تزيد الوضع تعقيداً.
- إستخدام الأهل صيغة الأمر أو الكلمات «العدوانية» للتكلّم مع الطفل، وهذا ليس بالأمر الجيّد. لذا، يطلب من الأهل أن يكونوا إيجابيّين في تعاطيهم مع أبنائهم لأنّ استخدام الكلمات الجارحة وغير «التربوية» يجعل من الطفل شخصاً غير مطيع.
... وبعض الحلول
ولكن عندما يسيء الطفل التصرّف، ما هي الخطوات الواجب اتّباعها؟ الإجابة عن هذا السؤال الذي يشغل بال الأهل، يتضمّن لائحة من الحلول الفعّالة وأهمها:
- ضبط النفس: وهي من أهمّ القواعد الواجب أن يتعلّمها الطفل من أهله. فالسلاح الوحيد الذي يستخدمه الطفل للحصول على مراده وعدم الاستماع إلى كلام والديه هو الصراخ والبكاء. لذا، على الطفل أن يَعي أنّ هذه الطريقة لا تفيده أبداً للحصول على مبتغاه. وبالتالي، على الوالدين أن يفسّرا له بهدوء بأنّ تصرّفاته غير المقبولة لن تحقق له مطلبه وحَضّه على استبدال الصراخ والبكاء بالكلام الهادىء والتعبير عن مشاعره بصدق ورويّة.
- قوانين وقواعد ثابتة: على الوالدين أن يؤديا دور المربّي، ويعني ذلك وضع قوانين وقواعد ثابتة على الطفل اتّباعها في المنزل وخارجه. ويجب أن يفسّرا له بشكل متكرر التصرفات المقبولة اجتماعياً والتصرفات غير اللائقة، فيعتاد بذلك على التصرّفات الإيجابية. كذلك، على الأهل أن يكونوا إيجابيّين مع طفلهم واستخدام الجمَل القصيرة، مثل: «أحسِن السلوك»، «كن جيداً»، «أنا أثق بك، لا تتصرف بشكل غير مقبول»...
- المشاركة: عندما يكون الولد صعب المراس في المنزل، ولا يطيع أهله أبداً، على الوالدين، ولا سيما الأم، أن يُشركاه في حياتهما اليومية. ويعني ذلك، الطلب منه أن يرتّب ألعابه مثلاً أو المساعدة في تحضير قالب حلوى أو تنظيف البيت. ولتكن المهام الموكلة إليه مناسبة لقدراته الجسدية والعقلية أيضاً.
- الإبتعاد عن التوبيخ والضرب والعدوانية الكلامية والجسدية والمقارنة بأقرانه: فكلّ هذه التصرفات لا تنمّي الطفل نفسياً بل تجعله عدائياً وأكثر حِدةً. كذلك، فإنّ مقارنة الطفل مع إخوته أو أصدقائه تُنتج عنده شعوراً بالدونية، وقد يشعر الطفل أنّ والديه يفضّلان شقيقه أو شقيقته أو صديقه عليه. وبالتالي، على الأهل استبدال كلمات التوبيخ بالعبارات الإيجابية وكلمات المديح والثناء على تصرّفاته الجيدة التي تجعل منه ولداً مطيعاً.
- المكافأة: وهي من أهمّ التصرفات التي يقوم به الأهل تجاه أطفالهم عندما يقوم بتصرّف جيّد، خصوصاً أنّ غالبية الأهالي ينسون أن يكافئوا أطفالهم في حين لا انهم يتورّعون عن قَصاصهم عندما يسيئون التصرّف.
ولكن يجب أن تكون المكافأة مناسبة للتصرّف الذي قام به: فإذا سمع كلام أمه وساعدها بأمر ما، يمكنها مرافقته إلى الحديقة كي يلعب لمدة نصف ساعة، أو تسمح له بمشاهدة الـ DVD الذي يحبه. كذلك، يجب ألّا تقوم المكافأة أو القصاص على مبدأ الاكل أو غيره من الحاجات الأساسية للطفل.
ويمكن للوالدين أن يستخدما مثلاً الوجه الضحوك «Smiley Face» أو النجمة اللاصقة، لتشجيع أطفالهم على الأداء الإيجابي. وفي كل مرة يتصرّف الطفل بشكل إيجابي ومقبول، توضَع له نجمة، وبعد الحصول على خمس نجمات أو عشر يمكن أن يختار الطفل لعبة أو أن يذهب برحلة مع والديه.
- قواعد سلوكية: وضع القواعد السلوكية هي من أهمّ ما يقوم به الأهل تجاه أطفالهم. فهذه القواعد تعلّم الطفل التصرفات الحسنة، ويكتشف بأنه لا يمكنه تجاوزها.
وإذا تجاوزها عدة مرات، فسينال القصاص نتيجتها. ويضَع الأب والأم هذه القواعد بوجود الطفل الذي يشارك في وضعها، أي في «طريقة تربيته». ويجب أن تكتب هذه القواعد على ورقة كرتونية كبيرة، وأن تكون معلّقة على حائط في مكان يراه الطفل دائماً وبوضوح.
إذهب من هنا، لا نريد أن نراك»... وغيرها الكثير من الجمل التي تصِل بعضها إلى حدّ العدوانية اللفظية والشتائم التي تؤثر سلباً على نفسيّة الطفل وتؤذيه، ليس على المدى القريب وحسب، وإنما على المدى البعيد أيضاً.
وفي معظم الاحيان، عندما يسيء الطفل التصرّف فإنّ أهله لا يفسّرون له سبب القصاص، وبالتالي فإنّه لا يتعلم منه أيّ درس. وبالتالي على الوالدين تعليم أطفالهم مبادئ الاحترام المتبادل والتفاهم والهدوء والحبّ ضماناً للتربية الصالحة.
أسباب عدم الطاعة
وهنا نتساءل لِمَ بعض الأطفال لا يطيعون أهلهم؟ والجواب أنّ هناك كثيراً من الأسباب التي تجعل الطفل غير مطيع، أهمها:
- تربية الأهل غير الناضجة لطفلهم والتي تجعل منه شخصاً غير مطيع.
- يتجاهَل الأهل تصرّفاً غير مقبول يقوم به الطفل، فنراه يعيد مراراً وتكراراً التصرّف السلبي ذاته لأنه يعتقد أنّه مقبول.
- مساومة الأهل على تصرّف غير مقبول إجتماعياً يقوم به الطفل ولا يفسّرون له خطورته. وطبعاً سيكرر الطفل هذا التصرّف السلبي بما أنه لم يعاقب عليه ولم يَعِ خطورته.
- إستجابة الأهل لمطالب أطفالهم لتجنّب الصراخ والبكاء وما ينجم عنهما من إزعاج. ولكن الاستجابة لطلبات الطفل تجنّباً لبكائه تزيد الوضع تعقيداً.
- إستخدام الأهل صيغة الأمر أو الكلمات «العدوانية» للتكلّم مع الطفل، وهذا ليس بالأمر الجيّد. لذا، يطلب من الأهل أن يكونوا إيجابيّين في تعاطيهم مع أبنائهم لأنّ استخدام الكلمات الجارحة وغير «التربوية» يجعل من الطفل شخصاً غير مطيع.
... وبعض الحلول
ولكن عندما يسيء الطفل التصرّف، ما هي الخطوات الواجب اتّباعها؟ الإجابة عن هذا السؤال الذي يشغل بال الأهل، يتضمّن لائحة من الحلول الفعّالة وأهمها:
- ضبط النفس: وهي من أهمّ القواعد الواجب أن يتعلّمها الطفل من أهله. فالسلاح الوحيد الذي يستخدمه الطفل للحصول على مراده وعدم الاستماع إلى كلام والديه هو الصراخ والبكاء. لذا، على الطفل أن يَعي أنّ هذه الطريقة لا تفيده أبداً للحصول على مبتغاه. وبالتالي، على الوالدين أن يفسّرا له بهدوء بأنّ تصرّفاته غير المقبولة لن تحقق له مطلبه وحَضّه على استبدال الصراخ والبكاء بالكلام الهادىء والتعبير عن مشاعره بصدق ورويّة.
- قوانين وقواعد ثابتة: على الوالدين أن يؤديا دور المربّي، ويعني ذلك وضع قوانين وقواعد ثابتة على الطفل اتّباعها في المنزل وخارجه. ويجب أن يفسّرا له بشكل متكرر التصرفات المقبولة اجتماعياً والتصرفات غير اللائقة، فيعتاد بذلك على التصرّفات الإيجابية. كذلك، على الأهل أن يكونوا إيجابيّين مع طفلهم واستخدام الجمَل القصيرة، مثل: «أحسِن السلوك»، «كن جيداً»، «أنا أثق بك، لا تتصرف بشكل غير مقبول»...
- المشاركة: عندما يكون الولد صعب المراس في المنزل، ولا يطيع أهله أبداً، على الوالدين، ولا سيما الأم، أن يُشركاه في حياتهما اليومية. ويعني ذلك، الطلب منه أن يرتّب ألعابه مثلاً أو المساعدة في تحضير قالب حلوى أو تنظيف البيت. ولتكن المهام الموكلة إليه مناسبة لقدراته الجسدية والعقلية أيضاً.
- الإبتعاد عن التوبيخ والضرب والعدوانية الكلامية والجسدية والمقارنة بأقرانه: فكلّ هذه التصرفات لا تنمّي الطفل نفسياً بل تجعله عدائياً وأكثر حِدةً. كذلك، فإنّ مقارنة الطفل مع إخوته أو أصدقائه تُنتج عنده شعوراً بالدونية، وقد يشعر الطفل أنّ والديه يفضّلان شقيقه أو شقيقته أو صديقه عليه. وبالتالي، على الأهل استبدال كلمات التوبيخ بالعبارات الإيجابية وكلمات المديح والثناء على تصرّفاته الجيدة التي تجعل منه ولداً مطيعاً.
- المكافأة: وهي من أهمّ التصرفات التي يقوم به الأهل تجاه أطفالهم عندما يقوم بتصرّف جيّد، خصوصاً أنّ غالبية الأهالي ينسون أن يكافئوا أطفالهم في حين لا انهم يتورّعون عن قَصاصهم عندما يسيئون التصرّف.
ولكن يجب أن تكون المكافأة مناسبة للتصرّف الذي قام به: فإذا سمع كلام أمه وساعدها بأمر ما، يمكنها مرافقته إلى الحديقة كي يلعب لمدة نصف ساعة، أو تسمح له بمشاهدة الـ DVD الذي يحبه. كذلك، يجب ألّا تقوم المكافأة أو القصاص على مبدأ الاكل أو غيره من الحاجات الأساسية للطفل.
ويمكن للوالدين أن يستخدما مثلاً الوجه الضحوك «Smiley Face» أو النجمة اللاصقة، لتشجيع أطفالهم على الأداء الإيجابي. وفي كل مرة يتصرّف الطفل بشكل إيجابي ومقبول، توضَع له نجمة، وبعد الحصول على خمس نجمات أو عشر يمكن أن يختار الطفل لعبة أو أن يذهب برحلة مع والديه.
- قواعد سلوكية: وضع القواعد السلوكية هي من أهمّ ما يقوم به الأهل تجاه أطفالهم. فهذه القواعد تعلّم الطفل التصرفات الحسنة، ويكتشف بأنه لا يمكنه تجاوزها.
وإذا تجاوزها عدة مرات، فسينال القصاص نتيجتها. ويضَع الأب والأم هذه القواعد بوجود الطفل الذي يشارك في وضعها، أي في «طريقة تربيته». ويجب أن تكتب هذه القواعد على ورقة كرتونية كبيرة، وأن تكون معلّقة على حائط في مكان يراه الطفل دائماً وبوضوح.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:42
عدائية نتنياهو وخطورة إيران
1
06:38
«الميكانيزم» أمام «استحالتين»: إحياء «هدنة 49».. وتشكيل «المجلس الملّي»
2
07:13
أجواء دولية مشجّعة… ولا حرب
3
06:58
"كيد فاضح" ومحاولة لافتعال معركة سياسية
4
14:33
مجلس النواب استكمل الجلسة التشريعية السابقة وأقر 7 مشاريع قوانين
5
06:17
مانشيت: الكيد السياسي يفتعل معركة لتعطيل المجلس وعون: سأسلك أي طريق يقودني إلى مصلحة لبنان
6
10:48
بري تعليقا على الغارات: رسالة لمؤتمر باريس المخصص لدعم الجيش
7
13:12
الرئيس عون: من حق أبناء الشمال الطيبين ان يستفيدوا من الانماء المتوازن والمنطقة مقبلة على دور بارز
8