يُعد البوتاسيوم من أهم المعادن التي يوصي بها الأطباء، خصوصاً أنه متوفّر في العديد من الأطعمة، وبالتحديد في البطاطا والموز والسبانخ والبندورة والكوسا والتونا وفول الصويا والعدس والفاصولياء والخوخ والمشمش المجفف... لذلك، فإنه من السهل جداً الحصول عليه. أما وفي حال النقص الشديد، فلا بد من اللجوء إلى طبيبك الذي سيحدد الجرعة اليومية من المكمّلات الغذائية التي تناسب جسمك، وأهم ما في الأمر عدم تناولها عشوائياً لأن ذلك قد يعرّض صحتك للخطر، خصوصاً في حال تناولك أدوية أخرى يمكن أن تتفاعل مع متمّمات البوتاسيوم لتؤدي بذلك إلى نتائج عكسية.

لكن ما الذي يجعل البوتاسيوم من المعادن الذهبية لمختلف الفئات العمرية؟

1- يؤدي البوتاسيوم دوراً فعّالاً في خفض مستوى ضغط الدم المرتفع، وبذلك يقلّص فرص الاصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية. ففي دراسة امتدت لـ 14 عاماً أجريت على النساء في منتصف العمر، تبيّن أن استهلاك جرعة قليلة من البوتاسيوم أدى إلى ارتفاع خطر السكتات.

وفي دراسة أخرى أجريت في كلية هارفارد للصحة العامة، ظهر أن الرجال الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم، انخفض لديهم بشكل ملحوظ خطر الاصابة بالسكتات بعد إدخال الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم إلى نظامهم الغذائي اليومي. كذلك تبيّن أن المكمّلات أدّت دوراً إيجابياً، إلا أنه يُفضّل عدم اللجوء إليها إلا في الحالات القصوى وتحت إشراف الطبيب.

وبعد التأكّد من كل هذه الأمور، أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأميركية أن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والقليلة الصوديوم، قد تساعد بطريقة بارزة في خفض مستوى ضغط الدم المرتفع والحماية من السكتات.

2- الحماية من خطر نقص بوتاسيوم الدم المعروف بالـ Hypokalemia: إن عدم القدرة على التركيز والتعب الشديد وفقدان الطاقة، هي من الأعراض التي تراودك إن كنت تعاني مستويات منخفضة من البوتاسيوم. بالاضافة إلى ذلك، فإن عضلاتك ستتشنّج بشكل أسرع وتكون دقات قلبك غير منتظمة.

3- زيادة كتلة العظام: أظهرت الدراسات أن المواد الغذائية الغنية بالبوتاسيوم قد تؤدي دوراً كبيراً في تقوية العظام، خصوصاً لدى النساء في مراحل متقدمة من العمر. وبحسب الأبحاث الأخيرة، فإن النساء بعد انقطاع الطمث واللواتي حصلن على الكميات اللازمة من البوتاسيوم، ازدادت لديهن الكثافة المعدنية للعظام.

4- انخفاض الاصابة بحصى الكلى: تبيّن أن النظام الغذائي الغني بالبوتاسيوم، يقلّص فرص التعرّض لمشاكل الكلى. ففي بحث أجري على 45,000 شخص، ظهر أن الذين حصلوا على 4,042 ملغ من البوتاسيوم يوميا، كانوا أقل عرضة لحصى الكلى مقارنة بالذين حصلوا على 2,895 ملغ في اليوم. ومن جهة أخرى، فإن النساء اللواتي حصلن على 3,458 ملغ يوميا من البوتاسيوم، كنّ 65 في المئة أقل عرضة لتطوير حصى الكلى مقارنة باللواتي حصلن على 2,703 ملغ. ولا بد من الاشارة إلى أنه في هذه الدراسة تم التركيز على الخضار والفاكهة بشكل خاص.

يذكر أخيراً أن الرياضيين بحاجة إلى جرعات أعلى من البوتاسيوم بسبب خسارة هذا المعدن في العضل والتعرّق أثناء التمارين. وصحيح أن المشروبات الرياضية تؤمّن نسبة معيّنة من البوتاسيوم من شأنها تعزيز الشفاء من التمارين الشاقة، إلا أنه يمكن الحصول على هذه المادة الغذائية طبيعياً من خلال عصير الليمون الطازج.

ولا بد من التنبيه أيضاً الى أن بعض الأدوية تزيد من احتمال التعرّض لنقص بوتاسيوم الدم، مثل الأدوية المدرة للبول والمسهّلات. كما من المهمّ أخذ الحذر من حالات التقيؤ والاسهال التي تتداخل مع توازن البوتاسيوم.