لم يخشَ برنامج «المتهم» (الأحد الساعة 9.30 على الـ «LBCI» والـ«LDC») أن يخرق في حلقته الماضية أحادية المشهد الإعلامي العالِق في معادلة ابتكرها صنّاعه وتقضي بمحاورة نجوم المغنى والشخصيات اللامعة في مضامير الإعلام والموسيقى والتمثيل، أو حسناوات الشاشة الدلّوعات وقنابل الإثارة «الموقوتة»، فخصّص حلقته لمحاورة نجم من نوع آخر وفي ميدان مختلف هو الفن المسرحي.

جورج خبّاز الذي واجه اتهامات الزميلين رجا ورودولف، تحدّث في المسرح والفن والوطن والفكر والتابوهات. روى قصّة مسرحه الشعبي الذي يواصل جذب الناس منذ أكثر من عشر سنوات رغم مجاهدة هذا الفن اليوم لكسب جمهور يتخطّى النخبة.

موقفه من وضع البلد عبّر عنه بالكلمات التي اختارها لأداء القسم التقليدي في بداية الحلقة. بالنسبة إليه: «كلّنا على الوطن كلّ واحد عندو علم، كيف إلكن عين بهالزمن تعيّشوا الناس بالألم، بعنا السهل والجبل وعم نفتّش ع رجال، والشباب بلا عمل بتهاجر تتجيب المال، كلّنا برّا الوطن والسرقات اللي بالعلن حرقت سلاّف الوطن».

هذه الكلمات المقتطفة من مسرحيّة «ناطرينو» لخبّاز تشي بالصوت الناقم على بلد الأحلام الضائعة، ليعبّر بعدها المسرحي الناجح عن مقاربته للفنّ التي تتسم بالشغف والالتزام بعيداً من الواجب أو الفرض.

في تهمة احتكار المسرح قال خبّاز: «درست الأرض صحّ، الناس بحاجة الى الفرح، ومسرحي مرآة ناصعة للمجتمع، فالمُشاهد يجد نفسه منتمياً إلى العمل من خلال إحدى الشخصيّات التي يرى أنها تشبهه»، معبّراً عن حبّه لكلّ أنواع فنّ المسرح العبثي، الاختباري، الكلاسيكي، والكوميدي.

وعن إطلاق لقب «شابلن العرب» عليه، قال: «أسعد لتشبيهي بعملاق كشابلن، ولكن لا أحد يحلّ مكان أحد، كلّ كوميدي بالعالم العربي والغربي متأثّر بشابلن، هو من مخترعي الكوميديا السوداء خصوصاً في السينما الصامتة التي تُعتبر أصعب، كون عليك إيصال الرسالة من خلال التعبير الجسدي»، معتبراً أنّ النجمين القديرين عادل إمام ودريد لحّام برعا في الدراما كما الكوميديا، شاكراً لحّام، الذي صرّح أنه يرى شبابه في خبّاز.

وكشف جورج أنّ حديثاً جدّياً يجري مع دريد لحّام حول عمل تلفزيوني أو سينمائي يجمعهما، بعد أن أوقفت الأحداث في سوريا إمكان تعاون سابق بينهما. واعتبر أنّ النجم قصي الخولي بارع في الأدوار الدراميّة، ويرى فيه قدرات كوميديّة لم تُستثمر بعد.

ورفض خبّاز تسمية خليفة للنجم عادل إمام، معتبراً أنّ الممثّل أحمد حلمي يملك تجربة كبيرة وناجحة. وعن المؤلف المسرحي والموسيقي زياد الرحباني، قال: «تأثّرت بزياد كثيراً، أحبّه، وهو صديق أبي الذي مثّل معه دور معلّم عبدو في مسرحية سهريّة، زياد رائع، هو يعمل على قاعدة دراميّة بأسلوب كوميدي مميّز».

بالنسبة إليه مسرح الرحبانة مع الأخوين «تاريخ من الأعمال، وقد شكّل الأخوان رحباني مع السيدة فيروز هويّة للأغنيّة اللبنانيّة نفتخر بها في لبنان والعالم العربي».

صاحب فيلم «غدي» الذي نال جوائز عدّة لا يقلّ نجوميةً عن صاحبات الوجوه المنفوخة والحناجر المخنوقة ولا يعوزه نجاح مقارنةً ببطلات الأدوار المتكرّرة وتعابير الوجه المتصلّبة. ولا شكّ أنّ استضافة «المتّهم» لجورج خبّاز خطوة شجاعة، نأمل أن تساهم في إعادة قراءة المشهد التلفزيوني وتقويم المساحة التي تمنحها البرامج الحوارية للنجوم الـ sexy على حساب المضمون المطلوب.