بين روبي وفاطمة ... حذف مشهد الاغتصاب !
بين روبي وفاطمة ... حذف مشهد الاغتصاب !
الجرس
Thursday, 02-Aug-2012 21:51
سقطَت الدراما اللبنانية مرة أخرى أمام الدراما التركية، وكم مرة ستسقط بعد، إن بقينا مستهترين أو عاجزين عن معالجة قضايانا، مستمرّين في الإدّعاء أنّ "الحياة حلوَة بس نفهَمْها" ...؟!

تزامن عرَضُ مسلسلَين على شاشتَي الـLBC والـMBC: الأوّل تركي بعنوان (فاطمة) والثاني مكسيكي بمعالجة عربية، وبعنوان (روبي).ورغم كثافة المشاهَدة التي يحظى بها العملان، لكنّ (فاطمة) تفوَّق على نفسه وعلى قيمة إنتاجنا، ويُحقِّق نجاحاً سبق وحصده في تركيا خلال عرضه العام 2010.

آملُ أن يتحوّلَ نجاحه إلى دبّوس يوخز خاصرة المشرِّع اللبناني الذي يحتاج إلى تعديلٍ في رأسهِ!

فاطمة وجريمة الإغتصاب
(فاطمة) أنتِجَ العام 2010، ويُعتبر من أنجح المسلسلات التركية، مقتبسٌ عن رواية تحمل نفس الإسم، وهي قصّة حقيقية حدثت العام 1975، حين قام أربعة شبّان باغتصاب شابة فقيرة كانت خطيبة صيّاد سمك، وتعيش في قرية ساحلية مع شقيقها وزوجته، وابنهما. (شقيقُها مصابٌ بإعاقة ذهنية.)

وكانت المرّة الأولى، التي يُطرح فيها مسلسلٌ على طاولة النقاش في البرلمان التركي، الذي كان يُواجه في التوقيت نفسه أزمة أخرى مع مسلسل (وادي الذئاب) الذي كاد يؤدّي إلى قطع العلاقات الديبلوماسية التركية- الإسرائيلية.

لكنّ (فاطمة) الذي حرّك عدة أطراف لمقاضاته، ومنهم أحد النوّاب، نجح في تحريض الشارع والحركات النسوية للمطالبة بتعديل القانون الذي يُنصِف المغتصِب، ويُدين المغتَصَبَة.

الكلُّ طالب بضرورة تعديل القانون الذي يكافئ المغتصِب، ويُقدِّم له ضحيته على طبق مذهَّب، تحت غطاء التشريع أي التحليل لا التحريم، وهذا مع ما يقترفه القانون بحقّ الإنسانية، أي حين يشطب جريمة الإغتصاب من أساسها، وكأنّها لم تحدُث، بمجرّد زواج المغتصِب من ضحيته.
والتحرّكات النسوية المؤيِّدة لتعديل القانون المجرِم والتحرّكات المناهضة للنضال النسائي التركي تمشيان بتوازٍ على قدم وساق، حتى اللحظة!

مشهد الإغتصاب بين حذف الـMBC وعرضه
تبدأ أحداث مسلسل( فاطمة) بمشهد اغتصاب يمتدّ لدقائق، وحصد المشهد ضجّة كبيرة في تركيا، رغم أنّ مخرجة المسلسل لم تصوِّر التفاصيل بل اعتمدت الإيحاء، فنجحت في التقطيع المشهدي والسمعي، وجعلتنا نشارك المغتصَبة مصابها. (البطلة Bereen Saat التي أحببناها في مسلسل- العشق الممنوع- بدور سمر.)مشهد الإغتصاب صوِّر بـ 7 طرق مختلفة، وعُرض من بين السبعة الأقل إزعاجاً، والذي عرفنا أن تصويره استمر من العاشرة مساءً وحتى طلوع الفجر.

شاشة الـmbc وخلال عرض الحلقة التي تتضمّن المشهد البطل، حذفته مكتفية ببضع ثوانٍ منه، فيما عرضته الـLBC كاملاً ومدته أربع دقائق.وحذفُ مشهد الإغتصاب يذكّرني بحذف قناة الـmbc وأخواتها لمشاهد القُبلة باعتبارها مسيئة وخادشة لحيائنا، ولكنها تعرض في آن لمشاهد تغتصب إنسانيتنا، ولا تخلو من قتل وعنفٍ وذبح وبمختلف الأساليب، إضافة إلى قطع الرؤوس وقلع العيون، وإلخ مما أخاف حتى من ذكره.

theme::common.loader_icon