5 إيجابيّات للموسيقى على صحّتك
5 إيجابيّات للموسيقى على صحّتك
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Monday, 16-Feb-2015 00:00
إذا كنتَ لا تُحِبّ سَماع الموسيقى أو تلجأ إليها فقط أثناء تنقُّلاتك، فإنّك بالتأكيد تُفوِّت عليك فوائدَ جمّة لم تحسب لها أيّ حِساب.
أظهرت الأبحاث التي أُجريت خلال الأعوام الأخيرة أنّ الموسيقى لا تُعدّ وسيلة للتسلية والترفيه فحسب، إنما تتحلّى أيضاً بأدوارٍ مُتعدّدة على صعيد الصحّة، أبرزها:

1- تخفيف التوتر والعصبيّة: وجدت الدراسات أنّ سماع الموسيقى، خصوصاً تلك التي تتمتّع بوتيرة بطيئة ومن دون كلمات وأجهزة صاخبة، يساعد على تهدئة الأشخاص حتّى خلال الأحداث المُجهدة والمؤلمة. ويمكن للموسيقى أيضاً أن تقي من العلامات البيولوجية للإجهاد، كإرتفاع دقات القلب وضغط الدم ومستويات الكورتيزول.

وفي سِياق مُتّصل، وجد الباحثون أنّ المرضى الذين سمعوا الموسيقى بعد تلقّيهم عملية جراحيّة لإصلاح فتق، واجهوا إنخفاضاً في مستويات هورمون الكورتيزول وطلبوا المورفين بنسبة أقلّ بكثير لتهدئة ألمهم. وفي بحثٍ آخر شمل مرضى خضعوا للجراحة، تبيّن أنّ آثار الموسيقى المُخفّضة للتوتر كانت أكثر فاعليّة مقارنة بتأثير دواء مُزيل للقلق يُؤخذ عن طريق الفم.

2- تقليص الألم: وجدت دراسة أجريت عام 2013 على 60 شخصاً يعانون الفيبروميالجيا، وهو اضطراب شائع يسبّب آلاماً للعضلات والعظام، أنّ الفئة التي سمعت الموسيقى مرّةً يومياً على مدار أربعة أسابيع، واجهت إنخفاضاً في الألم وأعراض الكآبة مُقارنة بالمجموعة الأخرى التي لم تقُم بالمِثل.

3- تعزيز الأداء المناعي: نظر باحثون من Wilkes University إلى نسبة تأثير الموسيقى في مستويات IgA، وهو عبارة عن جسم مُضادّ مهمّ جداً لجهازنا المناعي للدفاع ضدّ الأمراض.

وفي التفاصيل، قاسوا مستويات الـIgA من لعاب طلاب المرحلة الجامعية قبل 30 دقيقة من التعرّض لإحدى الحالات الأربعة الآتية وبعدها: سماع بثّ إذاعي، أو شريط موسيقى مُهدّئة، أو الصمت. وتبيّن أنّ الفئة التي سمعت موسيقى مُهدِّئة إرتفعت لديها مستويات الـIgA إلى أعلى نسبة مُقارنة بالحالات الأخرى، ما يشير إلى أنّ سماع الموسيقى لا أصوات أخرى قد يُحسّن المناعة الفطريّة.

4- تحسين الذاكرة: الإستمتاع بالموسيقى يُثير إطلاق الدوبامين الذي رُبط بالتحفيز، الأمر الذي يؤثّر إيجاباً في التعلّم والذاكرة. وفي دراسة حديثة، أوعز الى طلّاب بالغين يتعلّمون الهنغارية بالتحدّث، أو التحدّث بطريقة إيقاعية، أو غناء عبارات في اللغة غير المألوفة. وعندما طُلب منهم تذكّر هذه العبارات، كانت مجموعة الغناء أفضل حالاً بكثير من المجموعتين المتبقّيتين في دقّة التذكّر.

إنّ الدليل على أنّ الموسيقى تساعد على تقوية الذاكرة دفع بالباحثين إلى دراسة تأثيرها في فئة معيّنة من الناس، مثل أولئك الذين يعانون فقدان الذاكرة بسبب المرض. وفي اختبارٍ أُجري عام 2008، طُلِب عشوائياً من مرضى السكتة الدماغية خلال فترة إعادة التأهيل سماع الموسيقى يومياً، أو كتاباً صوتياً، أو لا شيء، إضافةً إلى تلقّيهم علاجهم المُعتاد.

بعد ذلك، إختُبرت حالهم المزاجية، ونوعية حياتهم، وإجراءات إدراكية متعدّدة لمدّة أسبوع، ثمّ ثلاثة أشهر وستة أشهر بعد السكتة. وقد أظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين سمعوا الموسيقى تحسّنت ذاكرتهم بشكلٍ ملحوظٍ وأيضاً إنتباههم المُركّز، مقارنة بالفئات الأخرى.

5- تحفيز الرغبة بالرياضة: تبيّن أنّ الأبحاث تدعم ما نشعر به فطرياً، بحيث إنّ سماع الموسيقى أثناء ممارسة التمارين يزيد من إندفاعنا. وفي هذا السِياق، طلب باحثون بريطانيون من 30 مشاركاً سماع موسيقى مُتزامنة مُحفِّزة، أو أخرى غير مُتزامنة وغير محفّزة، أو لا شيء على الإطلاق أثناء المشي على آلة الـTreadmill إلى حين بلوغهم مستويات الإرهاق.

وقد خلُصت النتائج إلى أنّ حالتَي الموسيقى رفعتا المدّة الزمنية للرياضة مقارنة بعدم سماعها نهائياً، علماً أنّ النوع المُحفّز زادها أكثر. كذلك فقد قال المشاركون الذين سمعوا موسيقى مُحفّزة إنهم شعروا بحالٍ أفضل أثناء نشاطهم الرياضي مقارنة بنظرائهم.

وفي دراسةٍ أخرى، قيسَت مستويات استهلاك الأوكسيجين أثناء سماع الأشخاص وتيرة موسيقيّة مختلفة خلال ممارستهم الرياضة على درّاجة ثابتة. وبيّنت النتائج أنّ سماع المشتركين موسيقى مع إيقاع سريع ومُتزامن مع حركاتهم، أدّى إلى استخدام أجسامهم الأوكسيجين بطريقة أكثر كفاءة مقارنة بالأشخاص الذين سمعوا إيقاعاً بطيئاً وغير مُتزامن مع نشاطهم.

ويُذكر أخيراً أنّ الأبحاث أظهرت أنّ عزف الموسيقى، وليس فقط سماعها، يساعد في المحافظة على ذاكرة قويّة ودماغٍ ذكيّ. لذلك لا تتردّد في إيلاء أهمّية كبرى إلى الأغاني والأدوات التي تستهويك، مع الحرص على الإعتدال في درجة الصوت حِفاظاً على سلامة أذنيك.
theme::common.loader_icon