غضبُ يوهان... ما وفّرته الأمواج عَصفَت به الرياح
غضبُ يوهان... ما وفّرته الأمواج عَصفَت به الرياح
اخبار مباشرة
ناتالي اقليموس
بين «زينا نقطة في بحر يوهان»، و»يوهان نَسّانا جنون زينا»، انقسمَت آراء اللبنانيّين الذين وضعوا ليومٍ واحدٍ مجادلاتهم السياسية جانباً، وانشغلوا في مواكبة اشتداد العاصفة والتصدّي لتداعياتها. وعلى عكس نظيراته، لم يقف «يوهان» عند حدّ اقتلاع شجرة أو إيقاع لوحة إعلانية، إنّما اقتلعَ «درابزين» الكورنيش البحري بين ضبيّة وجونية فانهارَت الطريق، كما اقتلعَ بلاط رصيف الكورنيش البحري في عين المريسة.
إنخسفَت طُرقات، عامَت منازل، إنجرفَت سيارات... وما لم تطَله الأمواج، لم تُوفّره الرياح. تحلّ العاصفة «يوهان» ضيفاً ثقيلاً على اللبنانيين طيلة هذا الأسبوع، بعدما بلغَت سرعة الرياح 100 كلم في الساعة.
لم تَسلم طريق، لا شبكات مياه، ولا خطوط كهرباء، أوحالٌ غطّت المناطق... هكذا بدا المشهد في جولة ميدانية قامت بها «الجمهورية». أعطالٌ بالجملة زادت من تعقيدات اللبنانيين اليومية. لكلّ منطقة معاناتها، ففي الحمرا، أضرار مادية طاوَلت عدداً من المقاهي التي تكسَّر زجاجها وتمزّقَت ستائرها نتيجة سرعة الرياح. تأفُّف التجّار والمستثمرين في المناطق التجارية سرعان ما ينحسر، لترتفع صرخات الأهالي في المناطق الشعبية.
«إذا شباط لبّاط منِخسر بيتنا؟» تسأل وفاء بحسرة نتيجة تصدّع جدران منزلها، وتَسرُّب الأمطار بين تفسّخاته. أمّا نغَم فتشتكي من سوء حظّها، إذ سقطت لوحة إعلانية على سيارتها ليلاً بعد رَكنِها على الرصيف «جنبَ الدكّانة».
كورنيش ضبية - جونيه
تسبّبَت العاصفة «يوهان» بأضرار جسيمة، خصوصاً على الطريق المؤدية من ثكنة الفهود - ضبيه في اتّجاه جسر «لو رويال» وحتى نفَق نهر الكلب، فقد قُطِعت الطريق بعدما انهارت التربة، واقتُلع درابزين الكورنيش بفعل الأمواج العاتية.
في هذا الإطار، لم يستبعد النقيب روني قصيفي، آمر مفرزة سير الجديدة، «إبقاءَ هذه الطريق مقفلة لفترة طويلة بسبب تصدّعها بالكامل، إذ إنّ ترميمَها يستلزم مدّة لا بأس بها».
في المقابل يلفت قصيفي إلى «أنّ الطريق المؤدية من ضهر جسر الفهود في اتجاه مطعم الـZESS وصولاً الى مجمّع RIMAL - جونية، ستبقى مقفلة إلى حين انتهاء العاصفة، بعدما كشفَ عليها أحد الخبراء المكلّفين من وزارة الاشغال، وتبيّن أنّها تُهدّد سلامة المواطنين بسبب ارتطام الأمواج بقوّة». ويؤكّد قصيفي «أنّ الدوريات تعمل ليلاً نهاراً لرفع الأضرار المتوسطة، منها شفط المياه، إزالة أتربة، رفع شجرة، أو لوحة إعلانية...».
وبَعد ظهر أمس، باشرَ النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم تحقيقاته في أسباب انهيار الكورنيش البحري بين جونية وضبيه نتيجة العاصفة.
وقد شهدَ المسلك الغربي لأوتوستراد نهر الكلب زحمةً خانقة، بسبب تصادم سيارتين من دون أضرار تُذكر، وتخفيف السيارات سرعتها ليلتقط سائقوها صوَراً للأمواج العالية.
مرفأ بيروت
صبَّت العاصفة جنونَها على مرفأ بيروت، حيث قذَفت الرياح العاتية إحدى البواخر الراسية نحو 30 متراً عن الرصيف، وعلى متنها 27 بحّاراً و18 عاملاً، بعدما تقطّعَت حبالها واصطدمَت بباخرة أخرى في عرض البحر، قاذفةً بها حتى ضبيه.
في هذا الإطار، تفقّدَ محافظ بيروت القاضي زياد شبيب الأضرارَ التي خلّفتها العاصفة على الواجهة البحرية في العاصمة، متمنّياً على المواطنين عدم الاقتراب من الشاطئ لممارسة هواية التصوير حفاظاً على سلامتهم.
متى تنحسر العاصفة؟
سؤال يجيب عنه رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوّية في مطار رفيق الحريري الدولي عبد زواوي: «بلغَت العاصفة أوجَها ليل الثلثاء - صباح الأربعاء، بعدما تخَطّت سرعة الرياح مئة كلم في الساعة. ولكنّنا سنشهد الخميس تراجعاً في سرعة الهواء مع غزارة في الأمطار».
ويضيف في حديث لـ«الجمهورية»: «موج البحر سيبقى مرتفعاً ولكن أقلّ ممّا شهدناه، أي إنّه سيتدنّى من 9 أمتار إلى 6 أمتار، أمّا سرعة الهواء فستترواح بين 75 و80 كلم/س، وستتساقط الثلوج اليوم على ارتفاع 900 متر»، لافتاً إلى أنّ «العاصفة ستستمرّ حتى يوم الجمعة، لتنحسر تدريجاً خلال الليل. أمّا عطلة نهاية الأسبوع فلن تخلوَ من الغيوم المتفرّقة».
وعن الفرق بين «زينا» و»يوهان»، يوضح زواوي: «الفارق شاسع، «زينا» كانت خطيرة لجهة البَرد القارس، وتساقط الثلوج على المنخفضات، جليد على الطرقات، وحوادث سير بالجملة، أمّا «يوهان» فكان أخطر لجهة موج البحر وسرعة الرياح لفترة طويلة».
شمالاً
وشمالاً، حملَ «يوهان» رياحاً قوية وتساقطَت الثلوج على ارتفاع 1200 متر. وقد وصلَ ارتفاع الموج الى عشرة أمتار عند سنسول الشيخ عفان في الميناء طرابلس، كما حملت الأعشابَ البحرية والأخشابَ الى الكورنيش البحري من المرفأ وصولاً الى الشاطئ المقابل للملعب الأولمبي.
واقتلعَت الرياح القوية بعضَ أشجار البَلح من جذورها في شارع فرح أنطون، فأدّى سقوطها الى تضرّر سيارات وسط الطريق. كما اقتلعت لوحة إعلانية عملاقة مقابل مسجد السلام في الميناء، ما أدّى الى قطع الطريق عند مستديرة السلام لبعض الوقت بسبب زحمة السير خلال انتقال الطلاب الى مدارسهم عند ساعات الصباح.
وفي السوق العريض زقاق القشطة، وجرّاء الرياح، احتكّت خطوط الكهرباء بعضها ببعض فاحترق محلّ لألعاب الكومبيوتر والبليارد لصاحبه حمد بدرا. كما حملت الرياح بعض الحجارة عن أسطح البنايات وأدّى سقوطها الى تضرّر بعض السيارات في شارع عزمي وأطراف المئتين.
وتفقّدَ محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا الكورنيش البحري في ميناء طرابلس، واطّلعَ ميدانياً على حجم الأضرار التي خلّفتها العاصفة، وخصوصاً الرصيف البحري لمرفأ الصيادين. وأكّد أنّ «الأجهزة المختصة والبلديات ساهمَت في إزالة الأضرار، وقد اتُّخِذت الإجراءات والتدابير اللازمة لاحتواء ما يمكن أن تُخلّفَه العاصفة».
وفي منطقة البترون، تخَطّى ارتفاع الأمواج ستّة أمتار على الشاطئ ومرفأ الصيادين، فألحقت الأضرار بممتلكاتهم وشباكهم وعدّتهم ومراكبهم التي غمرَتها المياه وأغرقَت اثنين منها. كما تسبّبَت العاصفة بأضرار في الأعمدة والشبكة الكهربائية.
وفي الكورة، أدّت العاصفة إلى اقتلاع بعض الأشجار واليافطات، ما تسبَّب ببعض الحوادث، كما انقطعَت خطوط الكهرباء والانترنت عن بعض القرى والمنازل.
جنوباً
كذلك تأثّرَت المناطق الجنوبية من صيدا إلى النبطية وبنت جبيل وإقليم التفاح بالعاصفة المشبَعة بأمطار موحِلة غطّت السيارات، وبرياح شديدة اقتلعَت عدداً من الأشجار وضربَت الخيَم البلاستيكية، وبانقطاع التيار الكهربائي.
كذلك توقّفَت حركة الملاحة في مرفأي صيدا وصور، حيث بلغَ ارتفاع الأمواج أكثر من أربعة أمتار، ولم تسمح العاصفة لصيّادي الأسماك بالإبحار، فلازمَت مراكبُهم مراسيَها، فيما اتّخذ كثير منهم التدابير الاحترازية، فعملوا على تغطية شباكهم وتثبيت مراكبهم ورفع بعضِها الى رصيف الميناء. وتسبّبَت الرياح العاتية بسقوط مأذنة مسجد رباح في حي حطين داخل مخيّم عين الحلوة.
وعلى طريق صور البحري الجنوبي، قذفَت الرياح والأمواج كمّيات كبيرة من الرمال الى الطريق العام، ما أدّى إلى انقطاعه قبل أن تعمل جرّافات تابعة لبلدية صور على جرفِها وإعادة فتح الطريق. أمّا في تجَمّع جلّ البحر للّاجئين الفلسطينيين، شمالي صور، فقد كانت الأضرار كبيرة، حيث دخلت مياه البحر إلى المنازل، وأدّت الرياح والأمواج إلى تصدّع أحد المنازل وانهيار جدرانه بلا أضرار بشرية.
إلى ذلك انهار جدار مبنى قيد الإنشاء في الطابق الثالث يعود للمواطن أحمد عبّاس في بلدة السكسكية في منطقة الزهراني بسبب الرياح الشديدة. وقد استغلّ سارقون العاصفة في صيدا، لسَلبِ محلّين للصيرفة في شارع رياض الصلح.
لا إقفال للمدارس
وبعدما أدّى الطقس العاصف إلى إقفال المؤسسات التربوية في عدد من القرى والبلدات، ووسط البَلبلة التي ولّدتها العاصفة لدى الأهالي والطلاب على حدٍّ سواء، أكّدَ وزير التربية الياس بوصعب «أنّ الخميس يوم تدريس عادي باستثناء المدارس المحاصرة بالثلوج، يُترَك القرار للمُدراء».
إرشادات وقائية
حدّدت المديرية العامة للدفاع المدني سلسلة إرشادات وقائية، تحفظ سلامة المواطنين، بالإضافة إلى الخط الساخن «125» عند حصول أيّ طارئ:
- إستمِع وتقيّد بإرشادات عناصر قوى الأمن الداخي والدفاع المدني.
- لا تتجاوز السيارات لئلّا تنزلقَ وتقفلَ الطريق.
- أفسِح في المجال لمرور الآليّات الآتية من الاتّجاه المقابل.
- أركن سيارتك إلى يمين الطريق إذا لم تتمكّن من المتابعة.
- لا تُشَغّل جهاز التدفئة إذا بدأت الثلوج تغمر السيارة.
- حَدِّد المكان الموجود فيه لطلبِ النجدة عبر الخلوي وأرشِد المنقذين إلى موقعك وزَوِّدهم برقم هاتفِك والتفاصيل للوصول إليك بسرعة.
للمقيمين في المناطق الجبلية:
- إستمِع إلى نشرات الطقس قبل سلوك أيّ طريق.
- أترك منفذاً للهواء تفادياً للاختناق عند التدفئة بواسطة الفحم أو الحطب أو الغاز.
- أبعِد أيّ مواد قابلة للاحتراق من أمام وسائل التدفئة ذات الحرارة المكشوفة، كالثياب والستائر وغيرها.
لم تَسلم طريق، لا شبكات مياه، ولا خطوط كهرباء، أوحالٌ غطّت المناطق... هكذا بدا المشهد في جولة ميدانية قامت بها «الجمهورية». أعطالٌ بالجملة زادت من تعقيدات اللبنانيين اليومية. لكلّ منطقة معاناتها، ففي الحمرا، أضرار مادية طاوَلت عدداً من المقاهي التي تكسَّر زجاجها وتمزّقَت ستائرها نتيجة سرعة الرياح. تأفُّف التجّار والمستثمرين في المناطق التجارية سرعان ما ينحسر، لترتفع صرخات الأهالي في المناطق الشعبية.
«إذا شباط لبّاط منِخسر بيتنا؟» تسأل وفاء بحسرة نتيجة تصدّع جدران منزلها، وتَسرُّب الأمطار بين تفسّخاته. أمّا نغَم فتشتكي من سوء حظّها، إذ سقطت لوحة إعلانية على سيارتها ليلاً بعد رَكنِها على الرصيف «جنبَ الدكّانة».
كورنيش ضبية - جونيه
تسبّبَت العاصفة «يوهان» بأضرار جسيمة، خصوصاً على الطريق المؤدية من ثكنة الفهود - ضبيه في اتّجاه جسر «لو رويال» وحتى نفَق نهر الكلب، فقد قُطِعت الطريق بعدما انهارت التربة، واقتُلع درابزين الكورنيش بفعل الأمواج العاتية.
في هذا الإطار، لم يستبعد النقيب روني قصيفي، آمر مفرزة سير الجديدة، «إبقاءَ هذه الطريق مقفلة لفترة طويلة بسبب تصدّعها بالكامل، إذ إنّ ترميمَها يستلزم مدّة لا بأس بها».
في المقابل يلفت قصيفي إلى «أنّ الطريق المؤدية من ضهر جسر الفهود في اتجاه مطعم الـZESS وصولاً الى مجمّع RIMAL - جونية، ستبقى مقفلة إلى حين انتهاء العاصفة، بعدما كشفَ عليها أحد الخبراء المكلّفين من وزارة الاشغال، وتبيّن أنّها تُهدّد سلامة المواطنين بسبب ارتطام الأمواج بقوّة». ويؤكّد قصيفي «أنّ الدوريات تعمل ليلاً نهاراً لرفع الأضرار المتوسطة، منها شفط المياه، إزالة أتربة، رفع شجرة، أو لوحة إعلانية...».
وبَعد ظهر أمس، باشرَ النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم تحقيقاته في أسباب انهيار الكورنيش البحري بين جونية وضبيه نتيجة العاصفة.
وقد شهدَ المسلك الغربي لأوتوستراد نهر الكلب زحمةً خانقة، بسبب تصادم سيارتين من دون أضرار تُذكر، وتخفيف السيارات سرعتها ليلتقط سائقوها صوَراً للأمواج العالية.
مرفأ بيروت
صبَّت العاصفة جنونَها على مرفأ بيروت، حيث قذَفت الرياح العاتية إحدى البواخر الراسية نحو 30 متراً عن الرصيف، وعلى متنها 27 بحّاراً و18 عاملاً، بعدما تقطّعَت حبالها واصطدمَت بباخرة أخرى في عرض البحر، قاذفةً بها حتى ضبيه.
في هذا الإطار، تفقّدَ محافظ بيروت القاضي زياد شبيب الأضرارَ التي خلّفتها العاصفة على الواجهة البحرية في العاصمة، متمنّياً على المواطنين عدم الاقتراب من الشاطئ لممارسة هواية التصوير حفاظاً على سلامتهم.
متى تنحسر العاصفة؟
سؤال يجيب عنه رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوّية في مطار رفيق الحريري الدولي عبد زواوي: «بلغَت العاصفة أوجَها ليل الثلثاء - صباح الأربعاء، بعدما تخَطّت سرعة الرياح مئة كلم في الساعة. ولكنّنا سنشهد الخميس تراجعاً في سرعة الهواء مع غزارة في الأمطار».
ويضيف في حديث لـ«الجمهورية»: «موج البحر سيبقى مرتفعاً ولكن أقلّ ممّا شهدناه، أي إنّه سيتدنّى من 9 أمتار إلى 6 أمتار، أمّا سرعة الهواء فستترواح بين 75 و80 كلم/س، وستتساقط الثلوج اليوم على ارتفاع 900 متر»، لافتاً إلى أنّ «العاصفة ستستمرّ حتى يوم الجمعة، لتنحسر تدريجاً خلال الليل. أمّا عطلة نهاية الأسبوع فلن تخلوَ من الغيوم المتفرّقة».
وعن الفرق بين «زينا» و»يوهان»، يوضح زواوي: «الفارق شاسع، «زينا» كانت خطيرة لجهة البَرد القارس، وتساقط الثلوج على المنخفضات، جليد على الطرقات، وحوادث سير بالجملة، أمّا «يوهان» فكان أخطر لجهة موج البحر وسرعة الرياح لفترة طويلة».
شمالاً
وشمالاً، حملَ «يوهان» رياحاً قوية وتساقطَت الثلوج على ارتفاع 1200 متر. وقد وصلَ ارتفاع الموج الى عشرة أمتار عند سنسول الشيخ عفان في الميناء طرابلس، كما حملت الأعشابَ البحرية والأخشابَ الى الكورنيش البحري من المرفأ وصولاً الى الشاطئ المقابل للملعب الأولمبي.
واقتلعَت الرياح القوية بعضَ أشجار البَلح من جذورها في شارع فرح أنطون، فأدّى سقوطها الى تضرّر سيارات وسط الطريق. كما اقتلعت لوحة إعلانية عملاقة مقابل مسجد السلام في الميناء، ما أدّى الى قطع الطريق عند مستديرة السلام لبعض الوقت بسبب زحمة السير خلال انتقال الطلاب الى مدارسهم عند ساعات الصباح.
وفي السوق العريض زقاق القشطة، وجرّاء الرياح، احتكّت خطوط الكهرباء بعضها ببعض فاحترق محلّ لألعاب الكومبيوتر والبليارد لصاحبه حمد بدرا. كما حملت الرياح بعض الحجارة عن أسطح البنايات وأدّى سقوطها الى تضرّر بعض السيارات في شارع عزمي وأطراف المئتين.
وتفقّدَ محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا الكورنيش البحري في ميناء طرابلس، واطّلعَ ميدانياً على حجم الأضرار التي خلّفتها العاصفة، وخصوصاً الرصيف البحري لمرفأ الصيادين. وأكّد أنّ «الأجهزة المختصة والبلديات ساهمَت في إزالة الأضرار، وقد اتُّخِذت الإجراءات والتدابير اللازمة لاحتواء ما يمكن أن تُخلّفَه العاصفة».
وفي منطقة البترون، تخَطّى ارتفاع الأمواج ستّة أمتار على الشاطئ ومرفأ الصيادين، فألحقت الأضرار بممتلكاتهم وشباكهم وعدّتهم ومراكبهم التي غمرَتها المياه وأغرقَت اثنين منها. كما تسبّبَت العاصفة بأضرار في الأعمدة والشبكة الكهربائية.
وفي الكورة، أدّت العاصفة إلى اقتلاع بعض الأشجار واليافطات، ما تسبَّب ببعض الحوادث، كما انقطعَت خطوط الكهرباء والانترنت عن بعض القرى والمنازل.
جنوباً
كذلك تأثّرَت المناطق الجنوبية من صيدا إلى النبطية وبنت جبيل وإقليم التفاح بالعاصفة المشبَعة بأمطار موحِلة غطّت السيارات، وبرياح شديدة اقتلعَت عدداً من الأشجار وضربَت الخيَم البلاستيكية، وبانقطاع التيار الكهربائي.
كذلك توقّفَت حركة الملاحة في مرفأي صيدا وصور، حيث بلغَ ارتفاع الأمواج أكثر من أربعة أمتار، ولم تسمح العاصفة لصيّادي الأسماك بالإبحار، فلازمَت مراكبُهم مراسيَها، فيما اتّخذ كثير منهم التدابير الاحترازية، فعملوا على تغطية شباكهم وتثبيت مراكبهم ورفع بعضِها الى رصيف الميناء. وتسبّبَت الرياح العاتية بسقوط مأذنة مسجد رباح في حي حطين داخل مخيّم عين الحلوة.
وعلى طريق صور البحري الجنوبي، قذفَت الرياح والأمواج كمّيات كبيرة من الرمال الى الطريق العام، ما أدّى إلى انقطاعه قبل أن تعمل جرّافات تابعة لبلدية صور على جرفِها وإعادة فتح الطريق. أمّا في تجَمّع جلّ البحر للّاجئين الفلسطينيين، شمالي صور، فقد كانت الأضرار كبيرة، حيث دخلت مياه البحر إلى المنازل، وأدّت الرياح والأمواج إلى تصدّع أحد المنازل وانهيار جدرانه بلا أضرار بشرية.
إلى ذلك انهار جدار مبنى قيد الإنشاء في الطابق الثالث يعود للمواطن أحمد عبّاس في بلدة السكسكية في منطقة الزهراني بسبب الرياح الشديدة. وقد استغلّ سارقون العاصفة في صيدا، لسَلبِ محلّين للصيرفة في شارع رياض الصلح.
لا إقفال للمدارس
وبعدما أدّى الطقس العاصف إلى إقفال المؤسسات التربوية في عدد من القرى والبلدات، ووسط البَلبلة التي ولّدتها العاصفة لدى الأهالي والطلاب على حدٍّ سواء، أكّدَ وزير التربية الياس بوصعب «أنّ الخميس يوم تدريس عادي باستثناء المدارس المحاصرة بالثلوج، يُترَك القرار للمُدراء».
إرشادات وقائية
حدّدت المديرية العامة للدفاع المدني سلسلة إرشادات وقائية، تحفظ سلامة المواطنين، بالإضافة إلى الخط الساخن «125» عند حصول أيّ طارئ:
- إستمِع وتقيّد بإرشادات عناصر قوى الأمن الداخي والدفاع المدني.
- لا تتجاوز السيارات لئلّا تنزلقَ وتقفلَ الطريق.
- أفسِح في المجال لمرور الآليّات الآتية من الاتّجاه المقابل.
- أركن سيارتك إلى يمين الطريق إذا لم تتمكّن من المتابعة.
- لا تُشَغّل جهاز التدفئة إذا بدأت الثلوج تغمر السيارة.
- حَدِّد المكان الموجود فيه لطلبِ النجدة عبر الخلوي وأرشِد المنقذين إلى موقعك وزَوِّدهم برقم هاتفِك والتفاصيل للوصول إليك بسرعة.
للمقيمين في المناطق الجبلية:
- إستمِع إلى نشرات الطقس قبل سلوك أيّ طريق.
- أترك منفذاً للهواء تفادياً للاختناق عند التدفئة بواسطة الفحم أو الحطب أو الغاز.
- أبعِد أيّ مواد قابلة للاحتراق من أمام وسائل التدفئة ذات الحرارة المكشوفة، كالثياب والستائر وغيرها.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:42
عدائية نتنياهو وخطورة إيران
1
07:13
أجواء دولية مشجّعة… ولا حرب
2
06:38
«الميكانيزم» أمام «استحالتين»: إحياء «هدنة 49».. وتشكيل «المجلس الملّي»
3
06:58
"كيد فاضح" ومحاولة لافتعال معركة سياسية
4
Dec 17
سلام أطلع وفداً من جمعية المصارف على التقدم في مشروع قانون الفجوة المالية
5
06:17
مانشيت: الكيد السياسي يفتعل معركة لتعطيل المجلس وعون: سأسلك أي طريق يقودني إلى مصلحة لبنان
6
Dec 17
رسالة من المجموعات الاغترابية إلى الرئيس بري: لإدراج قانون اقتراع غير المقيمين
7
Dec 17
بالفيديو - أبرز الأخبار العالمية والمحلية
8