مايا دياب وسمير سرياني «قاطفين» النجاح
مايا دياب وسمير سرياني «قاطفين» النجاح
اخبار مباشرة
رنا اسطيح


في زمن الفيديوكليبات الرديئة والمستنسخة في معظمها عن الغرب، يبرز الكليب الجديد لمايا دياب «قاطفين» من إخراج سمير سرياني عملاً فنّياً متكامل العناصر، ليجذب شريحة واسعة من المشاهدين الطامعين بفسحة بصرية جديدة تخرج عن السائد بنحو إبداعي لافت.
مَن كان ليظنّ أنّ مايا دياب ستظهر بدور الفلاحة المتواضعة في كليب مصوّر، أو أن تتخلّى فجأة عن إطلالة الـ fashionista التي لطالما بهرت جمهورها؟ تجرّأت على الاختلاف مع سمير سرياني ونجحا في قطف عناقيد النجاح في عملهما المصوّر الأوّل «قاطفين».
في الشريط، قصّة تحيك خيوطها عبر فصول أربعة، كأنّها مسرحية متلفزة أو ما يشبه الفيلم القصير. إنّها قصة مزارعة يفاجئها حبيبها بخبرِ هَجرهِ لها واتّجاهه نحو المدينة، ليبدأ حياة جديدة، فتبدأ معه رحلة البحث عن الداعمين من أبناء القرى المجاورة والفلاحين الذي سيشكّلون وفداً شعبياً حاشداً دعماً لبطلة القصة ووفاءً لها.
هكذا، وببساطة تامّة تبدأ القصة مع الفصل الأوّل بعنوان «بدّو Break». النَفَس الكوميدي الواضح ينعش مفاصل الحكاية، وهو نفس ليس غريباً على سمير سرياني الذي صوّر لميريام فارس «كيفَك إنتَ»، واجتذب اهتماماً كبيراً بعدما وضع الفنانة اللبنانية على سطوح أبنية برج حمود الشعبية وبين شرطان كرهبائها الشائكة. مع مايا يرتدي المكان أيضاً بُعداً مساعداً في بلورة تفاصيل القصّة وبين الضيعة والمدينة قصّة ترحال شيّقة لغجرية جميلة مصرّة على كيد حبيبها وتسليمه خاتمه كأنها بذلك تفضّ عهدها له.
لم يقع الكليب في أيّ من مفاصله في رتابة او تكرار. لا لقطات جمالية «بلا عَازة» كما في الأعمال المشوّهة التي تجتاح شاشاتنا بلا حساب، ولا تركيزَ ببّغائياً على السبونسور أو الراعي الرسمي لضرورات الانتاج.
فالحقيقة هي أنّ المشاهد لا يستطيع أن يشيح بنظره ولَو للحظات عن مشاهد القصة المحبوكة بعناية وتشويق بالغَين. حتّى السبونسور، وهو مجوهرات Voyageur، تمّ توظيفه بطريقة ذكية ليخدم القصّة بدلاً من أن يبدو دخيلاً غير محببّ عليها. هنا تكمن براعة المخرج الذي اجتهد لتخرج صورته مشغولة بحرفيّة، فلا تهمل أيّاً من تفاصيلها.
في المشهد الأوّل شخصية تقول بالفم الملآن «عيب في ناس عم تحضرنا» ليمنع صديقه من التلفّظ بكلمات بذيئة إثر معرفته بقصة هجر الحبيب لمايا. هكذا يقطع المخرج الجدار الفاصل بين ممثليه والمشاهد، كأنه يهدم الجدار الرابع في مسرحيّته، فتتداخل الكادرات وتكتسب الصورة بُعداً إضافياً.
ومع الإضافات الكوميدية المحببة بَدت مايا جميلة في بساطتها وقريبة من الناس، فرقص معها الناس على الطرقات وشارك في الفرح الجماعي «الختيار والختيارة» وكورس عفوي من الأطفال في صورة شعبية تقترب من الواقع من دون التخلّي عن جماليتها.
نحن في حاجة حالياً إلى لمسات كهذه تنعش قطاع الفيديو كليب ولا تستسلم إلى الاستسهال والقبول بالحواضر من الأفكار الجاهزة والمسروقة والمعلّبة. لعلّ المشاهد مَلّ من رؤية القصور المترفة والسيّارات الفاخرة والفساتين التي تجرّ ذيولها عبر صوَر مركّبة. لعلّه ملّ تأدية دور المشدود بجمال معشوقته وجمالها الكامل ويرغب برؤيتها في أدوارٍ مختلفة تراعي ذائقته وذكاءه.
عسى أن نرى مزيداً من الأعمال المصوّرة التي تتجرأ على الاختلاف وتسعى إلى تقديم قوالب جديدة لفناناتنا فلا يبقين أسيرات القصور واليخوت وسيارات آخر طراز، وإنما بطلات لقصص مشوّقة تخاطب الذوق العام وتحترم الحد الأدنى من المستوى الفني المطلوب. فالإضاءة الجميلة والكادرات المدروسة والبذخ الإنتاجي لم تعُد تكفي وحدها لقطف النجاح.
في الشريط، قصّة تحيك خيوطها عبر فصول أربعة، كأنّها مسرحية متلفزة أو ما يشبه الفيلم القصير. إنّها قصة مزارعة يفاجئها حبيبها بخبرِ هَجرهِ لها واتّجاهه نحو المدينة، ليبدأ حياة جديدة، فتبدأ معه رحلة البحث عن الداعمين من أبناء القرى المجاورة والفلاحين الذي سيشكّلون وفداً شعبياً حاشداً دعماً لبطلة القصة ووفاءً لها.
هكذا، وببساطة تامّة تبدأ القصة مع الفصل الأوّل بعنوان «بدّو Break». النَفَس الكوميدي الواضح ينعش مفاصل الحكاية، وهو نفس ليس غريباً على سمير سرياني الذي صوّر لميريام فارس «كيفَك إنتَ»، واجتذب اهتماماً كبيراً بعدما وضع الفنانة اللبنانية على سطوح أبنية برج حمود الشعبية وبين شرطان كرهبائها الشائكة. مع مايا يرتدي المكان أيضاً بُعداً مساعداً في بلورة تفاصيل القصّة وبين الضيعة والمدينة قصّة ترحال شيّقة لغجرية جميلة مصرّة على كيد حبيبها وتسليمه خاتمه كأنها بذلك تفضّ عهدها له.
لم يقع الكليب في أيّ من مفاصله في رتابة او تكرار. لا لقطات جمالية «بلا عَازة» كما في الأعمال المشوّهة التي تجتاح شاشاتنا بلا حساب، ولا تركيزَ ببّغائياً على السبونسور أو الراعي الرسمي لضرورات الانتاج.
فالحقيقة هي أنّ المشاهد لا يستطيع أن يشيح بنظره ولَو للحظات عن مشاهد القصة المحبوكة بعناية وتشويق بالغَين. حتّى السبونسور، وهو مجوهرات Voyageur، تمّ توظيفه بطريقة ذكية ليخدم القصّة بدلاً من أن يبدو دخيلاً غير محببّ عليها. هنا تكمن براعة المخرج الذي اجتهد لتخرج صورته مشغولة بحرفيّة، فلا تهمل أيّاً من تفاصيلها.
في المشهد الأوّل شخصية تقول بالفم الملآن «عيب في ناس عم تحضرنا» ليمنع صديقه من التلفّظ بكلمات بذيئة إثر معرفته بقصة هجر الحبيب لمايا. هكذا يقطع المخرج الجدار الفاصل بين ممثليه والمشاهد، كأنه يهدم الجدار الرابع في مسرحيّته، فتتداخل الكادرات وتكتسب الصورة بُعداً إضافياً.
ومع الإضافات الكوميدية المحببة بَدت مايا جميلة في بساطتها وقريبة من الناس، فرقص معها الناس على الطرقات وشارك في الفرح الجماعي «الختيار والختيارة» وكورس عفوي من الأطفال في صورة شعبية تقترب من الواقع من دون التخلّي عن جماليتها.
نحن في حاجة حالياً إلى لمسات كهذه تنعش قطاع الفيديو كليب ولا تستسلم إلى الاستسهال والقبول بالحواضر من الأفكار الجاهزة والمسروقة والمعلّبة. لعلّ المشاهد مَلّ من رؤية القصور المترفة والسيّارات الفاخرة والفساتين التي تجرّ ذيولها عبر صوَر مركّبة. لعلّه ملّ تأدية دور المشدود بجمال معشوقته وجمالها الكامل ويرغب برؤيتها في أدوارٍ مختلفة تراعي ذائقته وذكاءه.
عسى أن نرى مزيداً من الأعمال المصوّرة التي تتجرأ على الاختلاف وتسعى إلى تقديم قوالب جديدة لفناناتنا فلا يبقين أسيرات القصور واليخوت وسيارات آخر طراز، وإنما بطلات لقصص مشوّقة تخاطب الذوق العام وتحترم الحد الأدنى من المستوى الفني المطلوب. فالإضاءة الجميلة والكادرات المدروسة والبذخ الإنتاجي لم تعُد تكفي وحدها لقطف النجاح.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:46
نتنياهو قد يُشعل الحرب نكايةً بترامب

1
06:43
التصعيد الإسرائيلي لتأجيل زيارة أورتاغوس أم استباقاً لطروحاتها

2
06:44
واشنطن ورؤيتها للبنان: احتواء تداعياتها بالحوار!

3
May 19
مانشيت "الجمهورية": الكتائب تخسر في زحلة والمناصفة تفوز في بيروت... ترقبٌ لبنانيّ لترجمة نتائج اجتماعات الرياض

4
May 23
بينما انهار الاتحاد السوفياتي.. هل ترك الـK.G.B. هدية في البرازيل لجواسيس اليوم؟

5
May 22
سوريا إلى الحرب الأهلية؟ وماذا عن لبنان؟

6
May 23
12 جريحاً اثر هجوم بسكين في محطة للقطارات في هامبورغ

7
May 23
في مكالمة مع ترامب.. بوتين ينتصر دبلوماسياً مع تحفّظ اقتصادي

8
