قصاصات ورق هائمة جمعتها ربّاط في عالم «الكولاج»
قصاصات ورق هائمة جمعتها ربّاط في عالم «الكولاج»
اخبار مباشرة
ميريام سلامة


«الكولاج» عالمٌ تجتمع فيه الألوان والتناسق والخيال. وعلى رغم ضخامته وتعدّد عناصره استطاعت الفنّانة ليان ماتس ربّاط خلق عالم أكبر منه بعد، يزيد على مكوّنات الأول الإحساس والتعبير والشفافية. عالمها هذا يفيض طاقةً ونوراً، خيالاً وحريةً، جامعاً مشاعر الماضي مع تقنيات الحاضر، ومشغولاً بورق دمشق المزخرف بالخط العربي. قصاصات الورق، هي قطع من أحلام ربّاط، تقصّها، تثنيها، تشبكها وتجمّها، في لوحةِ حياتها المبدعة.
ليان ربّاط فنانة من لوكسمبروغ، انتقلت إلى لبنان عام 1991 لتتعرّف إلى فنّ «الكولاج» مع الفنانة اللبنانية تانيا صفيدين، فتحوَّل شغفها وعملها الدائم. ففنّها هذا ليس عادياً، لا يعتمد على الألوان فقط، بل يركّز على إبداع جمع الورق، قصِّه ولَصقه، خالقاً لوحةً مميَّزة، فيها من الجمال والتناسق ما يشبع النظر ويروي عطش الروح للإبداع.
تُنظِّم الفنانة معرضاً فنياً بعنوان «إيقاعات»، يُفتتح اليوم في غاليري غندور - وسط المدينة ويستمرّ حتى الثاني من كانون الأول. ولاكتشاف عالم ربّاط الفني، خصّت «الجمهورية» بلقاءٍ خاص، أطلعَتنا خلاله عن فن «الكولاج» وتقنياته.
إهتمّت رباط بالورق الشرقي، وتحديداً «ورق دمشق» المزخرف بالخط العربي والمغلّف بورق السجائر، لأنه تقليدي ويحمل أيضاً لفحة حداثة. فتقول إنها عندما اكتشفته، اكتشفت أيضاً شغفاً كبيراً في داخلها. وتقول: «في الكولاج أستخدم تقنيات مختلطة، فأجمع بين الورق والرسم ومواد أخرى. وأبحث دائماً عمّا يدفعني إلى الأمام، وأحاول دفع فنّي إلى مزيد من التقدّم.
ومنذ بدأت «الكولاج» لم أتخيّل دوام شغفي بهذا الفن طويلاً، ولكن أشعر أنه لا يزال لديّ الكثير لأقوله، وبما انني أملك هذا الشغف المترجَم في الورق سأظلّ أعمل، وسأظلّ أجد أشكالاً جديدة أصوّرها».
من المؤكّد أنّ «الكولاج» يحمل رسائل كثيرة، فتُسأل الفنانة دائماً عن طريقة العمل التي تتَّبعها في هذا الفن، إن كانت تباشر بالعمل مباشرةً أم تحضّر الأشكال تصويرياً قبل الشروع في تطبيقها، فتردّ: «في اللحظة التي أبدأ العمل على الأشكال الهندسية، تتضارب الأفكار في رأسي فأُخرج لوحة فيها الكثير من الأفكار والأشكال والألوان التي لم أعتزم تطبيقها في البداية.
لذلك من الضروري أن يبتعد المُشاهد قليلاً عندما ينظر إلى اللوحة، كي يتمكّن من اكتشاف المعاني كلّها. وعندما أرسم اللوحة، أبتعد عنها قليلاً لأكتشف إن كان هذا تحديداً ما أريد تصويره. فلا رسالة محدّدة في «الكولاج» لأنّ في كلّ لوحة عدداً كبيراً من الرسائل، وأبرز ما أصوّره هو الإحساس، السعادة الشخصية، الفكر وهي أمور تجريدية وغير ملموسة».
لا تجد ربّاط أيّ صعوبة في مزج فن الخط العربي والأشكال الهندسية على رغم اختلافها، لأنها أصبحت خبيرة في هذا الفن. ولكن تشدّد على أنه «من الطبيعي مواجهة بعض الصعوبات خلال التحضير للوحة، لأنني أعكس ذاتي فيها».
يقول ماكس إرنست: «إذا كانت الرِيَش تصنع الرْيش، فالغراء لا يصنع الكولاج». وتعمل ربّاط بهذا القول، لأنها تعتقد أنه عندما نجمع مجموعة رِيَش نخلق ريشاً متكاملاً، لكن عندما نضع الغراء على قصاصة ورق لا نصنع لوحة «كولاج» لأننا لا نراه حتى، فهو بقعة شفّافة لا دَور لها سوى جمع الأوراق. فالكولاج فنّ يعكس الروح، ويتطلّب جهداً وإبداعاً وموهبة.
لذلك تقول: «إنّ مرحلة التحضير للوحة مهمة جداً فخلالها أعمل على ثَني الأوراق وقصّها لخلق أشكال مختلفة، ثم جمعها لتتناسق من حيث الألوان والأشكال».
هناك الكثير من الحرية في «الكولاج»، لأنه يمكن لفنان الانطلاق من نقطة العدم ليصِل إلى لوحة متكاملة وغنية. وإلى جانب هذه الحرية نجد أيضاً الكثير من التعقيد، لكن تطغى ميزة الحرية على هذا الفن لأننا نعبّر عمّا في داخلنا، وهذا ما يسمّى بحرية التعبير.
وعن انعكاس المشاعر في اللوحة تقول ربّاط: «أثناء تحضير لوحة، عليّ أن أشعر بالارتياح لأتمكّن من التعبير عن مشاعري فيها. وعندما أشعر بالاكتفاء لدى نظري إليها، أرتاح، تماماً مثل الرسام الذي عندما يرسم لا يكتفي برسم خط واحد فقط بل يتّحد مع اللوحة ويدخل إليها. كذلك أنا عندما أحضّر لوحة، أدخل إليها وأُشبع نظري منها كي أكتفي».
تعتبر ربّاط أنّ لبنان بلد فني بامتياز، وتعترف أنه بفضل لبنان استطاعت اكتشاف الشغف في حياتها، لأنها أولاً تزوجت من لبناني فاكتشفت الحب، وثانياً تعرّفت إلى فن «الكولاج» فاكتشفت الإبداع. وعن بيروت تقول: «هي من المدن الأعرق عالمياً في الفن والثقافة، فنلاحظ حالياً أن كلّ الأنظار العالمية تتجه نحو الفن العربي والشرقي الذي يتفجّر في كلّ مكان، وذلك لأنه يحتوي على رسائل كثيرة وعميقة.
هذه الرسائل تنبع من عدم الاستقرار الأمني في البلاد العربية ومن الإرهاب المتفشّي فيها، وأعتبر أنّ هذه النقاط السوداء في الواقع العربي اليوم هي أساس الإبداع الفني، لأنها تعبير عن الفوضى التي تنعكس إحساساً في عمل الفنّانين. فيحاولون إعادة صياغة مفهوم السلام والحرية عبر فنّهم، في ظلّ النزاعات والحروب، ويحاولون أيضاً اكتشاف هذه المفاهيم التي افتقدوها عبر الزمن. كذلك هي تعبير عن التفاؤل، لمَحو التشاؤم والسلبية».
تُنظِّم الفنانة معرضاً فنياً بعنوان «إيقاعات»، يُفتتح اليوم في غاليري غندور - وسط المدينة ويستمرّ حتى الثاني من كانون الأول. ولاكتشاف عالم ربّاط الفني، خصّت «الجمهورية» بلقاءٍ خاص، أطلعَتنا خلاله عن فن «الكولاج» وتقنياته.
إهتمّت رباط بالورق الشرقي، وتحديداً «ورق دمشق» المزخرف بالخط العربي والمغلّف بورق السجائر، لأنه تقليدي ويحمل أيضاً لفحة حداثة. فتقول إنها عندما اكتشفته، اكتشفت أيضاً شغفاً كبيراً في داخلها. وتقول: «في الكولاج أستخدم تقنيات مختلطة، فأجمع بين الورق والرسم ومواد أخرى. وأبحث دائماً عمّا يدفعني إلى الأمام، وأحاول دفع فنّي إلى مزيد من التقدّم.
ومنذ بدأت «الكولاج» لم أتخيّل دوام شغفي بهذا الفن طويلاً، ولكن أشعر أنه لا يزال لديّ الكثير لأقوله، وبما انني أملك هذا الشغف المترجَم في الورق سأظلّ أعمل، وسأظلّ أجد أشكالاً جديدة أصوّرها».
من المؤكّد أنّ «الكولاج» يحمل رسائل كثيرة، فتُسأل الفنانة دائماً عن طريقة العمل التي تتَّبعها في هذا الفن، إن كانت تباشر بالعمل مباشرةً أم تحضّر الأشكال تصويرياً قبل الشروع في تطبيقها، فتردّ: «في اللحظة التي أبدأ العمل على الأشكال الهندسية، تتضارب الأفكار في رأسي فأُخرج لوحة فيها الكثير من الأفكار والأشكال والألوان التي لم أعتزم تطبيقها في البداية.
لذلك من الضروري أن يبتعد المُشاهد قليلاً عندما ينظر إلى اللوحة، كي يتمكّن من اكتشاف المعاني كلّها. وعندما أرسم اللوحة، أبتعد عنها قليلاً لأكتشف إن كان هذا تحديداً ما أريد تصويره. فلا رسالة محدّدة في «الكولاج» لأنّ في كلّ لوحة عدداً كبيراً من الرسائل، وأبرز ما أصوّره هو الإحساس، السعادة الشخصية، الفكر وهي أمور تجريدية وغير ملموسة».
لا تجد ربّاط أيّ صعوبة في مزج فن الخط العربي والأشكال الهندسية على رغم اختلافها، لأنها أصبحت خبيرة في هذا الفن. ولكن تشدّد على أنه «من الطبيعي مواجهة بعض الصعوبات خلال التحضير للوحة، لأنني أعكس ذاتي فيها».
يقول ماكس إرنست: «إذا كانت الرِيَش تصنع الرْيش، فالغراء لا يصنع الكولاج». وتعمل ربّاط بهذا القول، لأنها تعتقد أنه عندما نجمع مجموعة رِيَش نخلق ريشاً متكاملاً، لكن عندما نضع الغراء على قصاصة ورق لا نصنع لوحة «كولاج» لأننا لا نراه حتى، فهو بقعة شفّافة لا دَور لها سوى جمع الأوراق. فالكولاج فنّ يعكس الروح، ويتطلّب جهداً وإبداعاً وموهبة.
لذلك تقول: «إنّ مرحلة التحضير للوحة مهمة جداً فخلالها أعمل على ثَني الأوراق وقصّها لخلق أشكال مختلفة، ثم جمعها لتتناسق من حيث الألوان والأشكال».
هناك الكثير من الحرية في «الكولاج»، لأنه يمكن لفنان الانطلاق من نقطة العدم ليصِل إلى لوحة متكاملة وغنية. وإلى جانب هذه الحرية نجد أيضاً الكثير من التعقيد، لكن تطغى ميزة الحرية على هذا الفن لأننا نعبّر عمّا في داخلنا، وهذا ما يسمّى بحرية التعبير.
وعن انعكاس المشاعر في اللوحة تقول ربّاط: «أثناء تحضير لوحة، عليّ أن أشعر بالارتياح لأتمكّن من التعبير عن مشاعري فيها. وعندما أشعر بالاكتفاء لدى نظري إليها، أرتاح، تماماً مثل الرسام الذي عندما يرسم لا يكتفي برسم خط واحد فقط بل يتّحد مع اللوحة ويدخل إليها. كذلك أنا عندما أحضّر لوحة، أدخل إليها وأُشبع نظري منها كي أكتفي».
تعتبر ربّاط أنّ لبنان بلد فني بامتياز، وتعترف أنه بفضل لبنان استطاعت اكتشاف الشغف في حياتها، لأنها أولاً تزوجت من لبناني فاكتشفت الحب، وثانياً تعرّفت إلى فن «الكولاج» فاكتشفت الإبداع. وعن بيروت تقول: «هي من المدن الأعرق عالمياً في الفن والثقافة، فنلاحظ حالياً أن كلّ الأنظار العالمية تتجه نحو الفن العربي والشرقي الذي يتفجّر في كلّ مكان، وذلك لأنه يحتوي على رسائل كثيرة وعميقة.
هذه الرسائل تنبع من عدم الاستقرار الأمني في البلاد العربية ومن الإرهاب المتفشّي فيها، وأعتبر أنّ هذه النقاط السوداء في الواقع العربي اليوم هي أساس الإبداع الفني، لأنها تعبير عن الفوضى التي تنعكس إحساساً في عمل الفنّانين. فيحاولون إعادة صياغة مفهوم السلام والحرية عبر فنّهم، في ظلّ النزاعات والحروب، ويحاولون أيضاً اكتشاف هذه المفاهيم التي افتقدوها عبر الزمن. كذلك هي تعبير عن التفاؤل، لمَحو التشاؤم والسلبية».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:54
دولة الرئيس الياس المر: مَن حاولوا التسييس كبّروا حجم خسارتهم

1
06:31
الأوراق انكشفت مسيحياً وقانون البلديات «مش ماشي»

2
06:28
هذه أولى الخطوات المحتملة فور عودة أورتاغوس!؟

3
06:24
جردة حساب: هؤلاء الرابحون والخاسرون

4
05:55
مانشيت "الجمهورية": اتحاد بلديات المتن: تسونامي يهزم الهيمنة والاستئثار... المر: مَن حاولوا التسييس كبّروا حجم خسارتهم

5
May 26
المر لم يتصل بجعجع

6
06:19
ما بعد رفع العقوبات عن سوريا وتداعياته على لبنان

7
May 26
انتصار كبير لميرنا المر على نيكول الجميل
.jpeg?w=260&h=190&fit=crop)
8
