صوفيا عمارة حاربت في سوريا... بالقلم
صوفيا عمارة حاربت في سوريا... بالقلم
اخبار مباشرة
ميريام سلامة


عندما يغلب القتل والديكتاتورية على الإنسانية وحرية القرار، ينسى الإنسان أهداف الحياة الساذجة ويقرّر خوض معركة من نوع آخر، مستخدماً أشرس سلاحه وأفتكه، محاولاً وضع حدّ لظلم وحشي. هذا السلاح هو شجاعة مَن وقفوا في وجه الظلم ووطأوا أرض المعركة، وعلى رأسهم الصحافية صوفيا عمارة التي قرّرت المشاركة في الحرب السورية متسلّحة بإنسانيتها وحسّها الصحافي، ناقلة واقعاً مريراً في سطور كتابها الأول باللغة الفرنسية Infiltrée dans l’enfer syrien.
في سوريا بقي هدفها صحافياً، فعندما يبدأ الصحافي قصة معيّنة يكملها حتى نهايتها. فأكملت صوفيا عمارة قصّتها ومهمتها الصحفية في سوريا التي شعرت فيها برابطٍ ثقافي، وجداني وإنساني لأنّ أصلها عربي قبل أن تكون فرنسية. تابعت هذا الحدث عن كثب ونقلت عبر الشاشة الصغيرة، الثورة السورية التي تحوّلت في ما بعد إلى حرب.
وصفت الصحافية صوفيا عمارة، التي ذهبت إلى سوريا ونقلت مآسيها إلى العالم، عبر «الجمهورية» اللحظة الأصعب في تجربتها، فقالت إنّ «وقت المغادرة» هو أصعب ما اختبرته في سوريا على رغم الصعوبات الجمّة التي واجهتها. فقد «أوقفتُ على المطار السوري وتعرّضت للتهديد، وواجهتُ الموت بعينيّ مع الجيش الحرّ حين كان يراقب موقعاً عسكرياً وحين أُطلق علينا النار.
فشعرت بلحظة أنني في عداد الأموات ولكن هذا جزء من عملي. ولكن تبقى اللحظة الأصعب تلك التي غادرت فيها الأرض السورية والأشخاص الذين ساعدوني وحَموني.
فشعرت أنني غادرت إلى الحرية، أرض لبنان وفرنسا وتركتهم ليموتوا، وهذا ما حصل لأغلبهم. فشعرت أيضاً أن عملي الذي خاطرت من أجله ونجحت به، قد يوصل الرسالة ويغيّر الواقع وقد يفشل في هذا الأمر أيضاً.
ولهذا يقتضي عمل الصحافي على نقل الصورة والرسالة وانتظار النتيجة، التي لا قرار له فيها. فيُتهم الصحافي بالتحريض ولكن دورنا ليس إلا صحافياً ينقل الصورة عبر الكاميرا».
عبر كتابها نقلت فكرة مهمة، وهي أنّ «الكذب أصعب من الحرب والدمار والموت. عندما يكون هناك قضية سامة مثل الكذب، يموت صحافي، وتموت الشعوب لأنه للأسف الحروب لا تُخاض بالورود».
وكمواطنة عربية مؤمنة بالإنسانية قالت عمارة إنها كتبت «لتشارك القارئ سؤالاً، وهو: هل أنا على حق أو على باطل عندما أعتقد أنني توصّلت إلى نتيجة قد تصحّ وهي أن الديكتاتورية والجهادية في العالم العربي وجهان لعملة واحدة.
وكلّما تأخر الاستحقاق الديمقراطي في العالم العربي، كلما زاد التطرّف. وإن لم نفهم بعد أنه حان وقت التوجّه إلى صناديق الاقتراع وندفع ثمن حروبنا الديكتاتورية نتأخّر عن إحقاق الديموقراطية والعلمانية ودولة المؤسسات مستقبلاً».
وفي مقدّمة الكتاب اختصرت عمارة سبب كتابة تجربتها، فقالت:
«إذا قتلوا أولادنا، لن يعرفوا السلام»، بهذه الجملة اختصرت لي امرأة من حمص الثورة السورية. ومن هذه الجملة أيضاً، وُلدت رغبتي في الكتابة.
وأخيراً، لقد نهض الشعب السوري ليصرخ «لا» بوجه الديكتاتورية. هي معجزة، تلك التي دفعتني، منذ الساعات الأولى للثورة، إلى تجاهل الحصار الإعلامي المفروض من دمشق بهدف إنجاز فيلم وثائقي عن الثورة.
دخلتُ سوريا وتابعت مهمتي على أرضها بفضل شبكات الناشطين وبحماية الثوّار، إلى أن بدأت الصحافة الفرنسية تتردّد في إرسال الصحافيين إلى سوريا. وبعد إلغاء تحقيقاتي الصحافية في اللحظة الأخيرة، في آب 2012 بعد مقتل الصحافية اليابانية ميكا ياماموتو، وفي شباط 2013 بعد مقتل المصوّر الفرنسي أوليفيي فوازان، حان وقت حمليَ القلم للكتابة.
حملتُ القلم لأنقل صوَراً لا يمكن تقبّل رؤيتها على الشاشة الصغيرة، لأترك المنبر لغير المسموعين عندما يندّدون بمخاطر تديين الثورة والفوضى المتأتية عنه.
حملت القلم بوجه النسيان، الكذب، الفوضى والتسوية.
حملت القلم لأنّ الأسوأ قد يأتي مستقبلاً، وليس فقط في سوريا».
وتتابع لتقول: «يلخّص الكتاب معركة شعب قرّر وضع حدٍّ لديكتايتورية شاخت في الأربعين. يلخّص معركة شعب يبحث عن حرية غرقت في الرعب، تحت نظر مجتمع دولي مشوّش.
هذا الكتاب قصّة «حمزة»، وهو موّزع صحف في الـ13 من عمره، أوقفه الجيش السوري في درعا في بداية الثورة، وأُعيد إلى أهله مقطوع الرأس، ومليئاً بالرصاص. هو شرارة الثورة ورمزها.
هو قصة علي، طبيب حمص الذي يشهد عاجزاً، على تعذيب المعارضين وقتلهم في المستشفيات السورية.
هو قصة الملازم الأول طلاس، الجندي الأول الذي انشقّ عن جيش بشار الأسد لحماية التظاهرات، التي كانت لا تزال سلمية.
هو قصة آلاف الأطفال، الذين قُتلوا في قصف عشوائي، أعمى، قُتلوا بغاز السارين والكلور. هو قصة نساء وفتيات اغتُصبن بوحشية، وقصة عجزة رموهم على طرقات المنفى المذلّة.
هو قصة حسام وناشطون علمانيون من شمال سوريا، رفضوا، مخاطرين بحياتهم، جرائم الدولة الإسلامية، هذه المنظمة الإرهابية التي تقاتل وتعدم وتصلب «الكافرين»، إن انتموا إلى صفوف النظام أو المعارضة. هذه المنظّمة الجهادية التي وُلدت في رعب النزاع السوري، والتي تزعّمت الأرض الشاسعة بين سوريا الغارقة في الحرب والعراق المفكّكة.
هو قصة إنسانية تُغتال يومياً في سوريا.
هو قصة ربيع سوري بدأ بعماد الحرية وانتهى بفوضى جهادية تتشعّب إقليمياً ودولياً».
وستوقّع عمارة كتابها اليوم الساعة الثامنة مساءً في معرض الكتاب الفرنكوفوني في مكتبة أنطوان.
وصفت الصحافية صوفيا عمارة، التي ذهبت إلى سوريا ونقلت مآسيها إلى العالم، عبر «الجمهورية» اللحظة الأصعب في تجربتها، فقالت إنّ «وقت المغادرة» هو أصعب ما اختبرته في سوريا على رغم الصعوبات الجمّة التي واجهتها. فقد «أوقفتُ على المطار السوري وتعرّضت للتهديد، وواجهتُ الموت بعينيّ مع الجيش الحرّ حين كان يراقب موقعاً عسكرياً وحين أُطلق علينا النار.
فشعرت بلحظة أنني في عداد الأموات ولكن هذا جزء من عملي. ولكن تبقى اللحظة الأصعب تلك التي غادرت فيها الأرض السورية والأشخاص الذين ساعدوني وحَموني.
فشعرت أنني غادرت إلى الحرية، أرض لبنان وفرنسا وتركتهم ليموتوا، وهذا ما حصل لأغلبهم. فشعرت أيضاً أن عملي الذي خاطرت من أجله ونجحت به، قد يوصل الرسالة ويغيّر الواقع وقد يفشل في هذا الأمر أيضاً.
ولهذا يقتضي عمل الصحافي على نقل الصورة والرسالة وانتظار النتيجة، التي لا قرار له فيها. فيُتهم الصحافي بالتحريض ولكن دورنا ليس إلا صحافياً ينقل الصورة عبر الكاميرا».
عبر كتابها نقلت فكرة مهمة، وهي أنّ «الكذب أصعب من الحرب والدمار والموت. عندما يكون هناك قضية سامة مثل الكذب، يموت صحافي، وتموت الشعوب لأنه للأسف الحروب لا تُخاض بالورود».
وكمواطنة عربية مؤمنة بالإنسانية قالت عمارة إنها كتبت «لتشارك القارئ سؤالاً، وهو: هل أنا على حق أو على باطل عندما أعتقد أنني توصّلت إلى نتيجة قد تصحّ وهي أن الديكتاتورية والجهادية في العالم العربي وجهان لعملة واحدة.
وكلّما تأخر الاستحقاق الديمقراطي في العالم العربي، كلما زاد التطرّف. وإن لم نفهم بعد أنه حان وقت التوجّه إلى صناديق الاقتراع وندفع ثمن حروبنا الديكتاتورية نتأخّر عن إحقاق الديموقراطية والعلمانية ودولة المؤسسات مستقبلاً».
وفي مقدّمة الكتاب اختصرت عمارة سبب كتابة تجربتها، فقالت:
«إذا قتلوا أولادنا، لن يعرفوا السلام»، بهذه الجملة اختصرت لي امرأة من حمص الثورة السورية. ومن هذه الجملة أيضاً، وُلدت رغبتي في الكتابة.
وأخيراً، لقد نهض الشعب السوري ليصرخ «لا» بوجه الديكتاتورية. هي معجزة، تلك التي دفعتني، منذ الساعات الأولى للثورة، إلى تجاهل الحصار الإعلامي المفروض من دمشق بهدف إنجاز فيلم وثائقي عن الثورة.
دخلتُ سوريا وتابعت مهمتي على أرضها بفضل شبكات الناشطين وبحماية الثوّار، إلى أن بدأت الصحافة الفرنسية تتردّد في إرسال الصحافيين إلى سوريا. وبعد إلغاء تحقيقاتي الصحافية في اللحظة الأخيرة، في آب 2012 بعد مقتل الصحافية اليابانية ميكا ياماموتو، وفي شباط 2013 بعد مقتل المصوّر الفرنسي أوليفيي فوازان، حان وقت حمليَ القلم للكتابة.
حملتُ القلم لأنقل صوَراً لا يمكن تقبّل رؤيتها على الشاشة الصغيرة، لأترك المنبر لغير المسموعين عندما يندّدون بمخاطر تديين الثورة والفوضى المتأتية عنه.
حملت القلم بوجه النسيان، الكذب، الفوضى والتسوية.
حملت القلم لأنّ الأسوأ قد يأتي مستقبلاً، وليس فقط في سوريا».
وتتابع لتقول: «يلخّص الكتاب معركة شعب قرّر وضع حدٍّ لديكتايتورية شاخت في الأربعين. يلخّص معركة شعب يبحث عن حرية غرقت في الرعب، تحت نظر مجتمع دولي مشوّش.
هذا الكتاب قصّة «حمزة»، وهو موّزع صحف في الـ13 من عمره، أوقفه الجيش السوري في درعا في بداية الثورة، وأُعيد إلى أهله مقطوع الرأس، ومليئاً بالرصاص. هو شرارة الثورة ورمزها.
هو قصة علي، طبيب حمص الذي يشهد عاجزاً، على تعذيب المعارضين وقتلهم في المستشفيات السورية.
هو قصة الملازم الأول طلاس، الجندي الأول الذي انشقّ عن جيش بشار الأسد لحماية التظاهرات، التي كانت لا تزال سلمية.
هو قصة آلاف الأطفال، الذين قُتلوا في قصف عشوائي، أعمى، قُتلوا بغاز السارين والكلور. هو قصة نساء وفتيات اغتُصبن بوحشية، وقصة عجزة رموهم على طرقات المنفى المذلّة.
هو قصة حسام وناشطون علمانيون من شمال سوريا، رفضوا، مخاطرين بحياتهم، جرائم الدولة الإسلامية، هذه المنظمة الإرهابية التي تقاتل وتعدم وتصلب «الكافرين»، إن انتموا إلى صفوف النظام أو المعارضة. هذه المنظّمة الجهادية التي وُلدت في رعب النزاع السوري، والتي تزعّمت الأرض الشاسعة بين سوريا الغارقة في الحرب والعراق المفكّكة.
هو قصة إنسانية تُغتال يومياً في سوريا.
هو قصة ربيع سوري بدأ بعماد الحرية وانتهى بفوضى جهادية تتشعّب إقليمياً ودولياً».
وستوقّع عمارة كتابها اليوم الساعة الثامنة مساءً في معرض الكتاب الفرنكوفوني في مكتبة أنطوان.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
May 22
سوريا إلى الحرب الأهلية؟ وماذا عن لبنان؟

1
May 22
للاستثمار في زيارة ترامب: أورتاغوس تحيي شياطين التفاصيل!

2
May 22
بالفيديو- صرخ "فلسطين حرّة"... لحظة اعتقال منفّذ إطلاق النار قرب المتحف اليهوديّ!

3
May 22
لبنان والمنطقة في عصر جديد... ومخاوفٌ من حصار!

4
May 19
مانشيت "الجمهورية": الكتائب تخسر في زحلة والمناصفة تفوز في بيروت... ترقبٌ لبنانيّ لترجمة نتائج اجتماعات الرياض

5
May 22
قائد الجيش: إسرائيل تعرقل الإنتشار الكامل للجيش اللّبناني في الجنوب

6
May 22
"الحزب" "مُنفتح على النقاش في "استراتيجية وطنية" تحمي لبنان من إسرائيل"

7
May 22
"حزب الله" أمام مسؤولية تقدير مصلحة لبنان واللبنانيِّين...

8
