د. حسين لـ«الجمهورية»: «جراحة الثقوب» تنقذ حياة المسنّين
د. حسين لـ«الجمهورية»: «جراحة الثقوب» تنقذ حياة المسنّين
تيري رومانوس
جريدة الجمهورية
Saturday, 01-Nov-2014 00:02
صاحب «طريقة خاصّة» في جراحة المنظار، تُدرَّس في كبرى كليّات الطب في جامعات لبنان والعالم، وأوّل مَن أدخَلَ جراحة المنظار الى لبنان فاحتلّ مركزالصدارة عالمياً عام 2000، في نَقل الكلى من المُتبرّع الى المُتلقّي. إنه الدكتور ماهر حسين، رئيس جمعية الجرّاحين بالمنظار سابقاً والاختصاصي في الجراحة العامة والشرايين وجراحة المنظار في مستشفى الجامعة الأميركية، الذي ساهم في منح المرضى الأمل وخفّف آلامهم، والذي كان لـ»الجمهورية» هذا اللقاء معه.
* من هم المرضى الأكثر استفادة من جراحة المنظار؟ وأين موقع لبنان من هذه الجراحة؟

لا شك في انّ جميع المرضى يستفيدون من عمليات المنظار على الصعيد الصحي والتعافي السريع، الّا أنّ الإنجاز الذي تحقّق في العام 2000 هو نَقل الكِلى بالمنظار من المتبرّعين وزَرعها للمُتلقّين، بالتعاون مع رئيس قسم جراحة المسالك البولية فى مستشفى الجامعة الأميركية الدكتور رجا خولي والفريق الطبّي المتخصِّص في الـ AUH. ويُعَدّ لبنان الدولة الرابعة في العالم في جراحة المنظار او «جراحة الثقوب».

ما هي حسنات «جراحة الثقوب»؟ وهل باتَ المنظار«يخترق» أماكن جديدة في الجسم ويعالجها؟

قديماً، كان المريض الذي يخضع لجراحة تقليدية أو يتبرّع بكلية يتعرّض لشَقّ البطن ويضطرّ للمكوث طويلاً في المستشفى ويُكابِد آلاماً مُبرحة جرّاء الجرح الكبير والقُطَب والخوف من «فَتقه» لدى الإتيان بحركة قوية... أمّا اليوم فلا يمكث المريض في المستشفى أكثر من يومين الى أربعة. وهناك عدد كبير من جراحات المنظار التي سَهّلت حياة المرضى ويَسّرَت عملية شفائهم، ومنها «الأكاليزيا achalasia»، أي عدم قدرة العضلات على دَفع الطعام الى المعدة.

كانت هذه الجراحة تتطلّب شقّ الصدر، ما يشكِّل خطراً كبيراً على المريض ويتسبّب له بمشاكل تهدِّد حياته. أمّا بواسطة المنظار، فتتمّ الجراحة بسهولة وتُتيح للمريض التعافي بشكل أسرع، وتُمكِّنه من التنفّس والحركة بسهولة ومرونة.

حتى عملية «الفتاق» بتنا نُجريها على الميلين بالمنظار، وفي اليوم التالي يستطيع المريض قيادة سيارته والذهاب الى العمل. أمّا احتمال حدوث التهاب فهو أقلّ من 1 في المئة، في حين انّ نسبة حدوث الالتهاب في العملية التقليدية تصِل الى 30 في المئة.

ولا ننسى انّ عدم وجود جرح كبير قَلّل مخاطر حدوث التهابات الرئة والجلطات، واختصر وقت العملية والشفاء، فضلاً عن الناحية التجميلية، إذ مع الوقت تُمحى آثار الثقوب تقريباً.

كذلك، أودّ التنويه بأنّ مناعة الجسم لا تتأثر سلباً بجراحة المنظار، لا سيما لدى كبار السن الذين لا يتحمّلون مَشاق الجرح الكبير وما يسبّبه لهم من مضاعفات خطيرة، منها عدم قدرتهم على التنفّس، الأمر الذي يؤدي أحياناً الى التهابات الرئة التي تنتقل الى الدم، ما قد يقضي عليهم.

* ما هو التطور الذي حقَّقه المنظار منذ العملية الأولى؟

في عام 1992 أجرينا أول عملية بالمنظار وكانت استئصال المرارة في مستشفى الجامعة الأميركية. اليوم، ننفخ البطن بغاز ثاني أوكسيد الكربون ما يتيح مساحة كبيرة للجراح فيتمكن من الرؤية بوضوح لا سيما بعد تزويد المنظار بكاميرا صغيرة ، تنقل الصورة من التجويف البطني الى شاشة ثابتة أمام الجرّاح في غرفة العمليات، فتتوضح له الرؤية من دون الحاجة الى الإنحناء. وهذا الفرق يسمح للجراحين البحث عن الشريان الذي يغذي المنطقة الجراحية والتحكّم به قبل العملية ما يكبح نزيف الدماء ويحافظ على قوة المريض وعافيته وسرعة شفائه.

* ماذا عن عمليات القلب المفتوح؟ وهل يمكن إجراؤها بواسطة المنظار؟

في الخارج تُجرى عمليات القلب المفتوح بالمنظار ويغطيها الضمان، وباتت شركات التأمين تعترف بها أيضاً لأنها وجدت أنها أوفر لجهة مكوث المريض في المستشفى والعناية به. وفي لبنان، نأمل التعاون مع جرّاحي القلب والشرايين لتخفيف آلام المرضى.

* كلمة أخيرة من منبر «الجمهورية»؟

أدعو الجرّاحين الى إتقان جراحة المنظار وتطوّراتها، كونها ستصبح عماد طبّ المستقبل. وأتمنى على جرّاحي القلب التدرّب على جراحة القلب المفتوح بالمنظار لتسهيل العملية على المريض وتعافيه السريع. يمكن الاطّلاع على إنجازات الدكتور ماهر حسين من خلال الموقع الإلكتروني: www.maherhussein.com
theme::common.loader_icon