ناتالي جابرايان: دوافع ذهبيّة لتناول البوملي
ناتالي جابرايان: دوافع ذهبيّة لتناول البوملي
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Thursday, 30-Oct-2014 00:05
في المرّة المُقبلة التي تريد فيها شراء الليمون، والكلمنتين، والغريب فروت... خصّص أهمّية لفاكهة البوملي التي تتحلّى بخصائص غذائية وصحّية فاجأت العلماء. فماذا تخبّئ وراء قشرتها السميكة؟
يُعدّ البوملي (Pomelo) من أهمّ «أفراد» عائلة الحمضيّات، فأُطلق عليه لقب «جدّ» الغريب فروت. وهذه الفاكهة التي تُزرع بكثرة في الصين وجنوب شرق آسيا والتي أضحت متوافرة كثيراً في مختلف أرجاء العالم بما فيها لبنان، تجمع المذاق الحلو والحامض. واستناداً إلى الباحثين، فإنّ «البوملي حلو كالليمون، ولاذع كالغريب فروت، ومُنعش كالمندرين».

وعلى رغم سماكة قشرته وكبر حجمه، يمكن بسهولة تقشير البوملي الذي يتميّز بلبّه المتعدّد الألوان، بدءاً من الأصفر، ومروراً بالوردي، ووصولاً إلى الأحمر.

ولمزيد من التفاصيل عن محتواه، قالت إختصاصية التغذية، ناتالي جابرايان، لـ»الجمهورية» إنّ «كوباً واحداً من البوملي (190 غ) يحتوي 72 كالوري، وكمية قليلة من الكربوهيدرات والبروتينات.

وفي المقابل إنه يزوّد الجسم بجرعة عالية من الفيتامينات B1 وB2 وB12 وC، والبوتاسيوم، والبيتا كاروتين، والألياف، ومضادات الأكسدة، والأنزيمات. فضلاً عن مادة كيماوية نباتية تُعرف بالـ»Liminoids» المضادة للفيروسات والبكتيريا والفطريات».

فوائد لا تُثمّن

وتابعت حديثها: يتميّز البوملي بمنافع كثيرة لا تُحصى، أبرزها:

- نمو الشعر: والفضل في ذلك يعود إلى احتوائه فيتامينات A وB1 وC، ومعدن الزنك، وخصائصه المضادة للأكسدة التي تسمح بترطيب الشعر. ناهيك عن أنه يحارب القشرة، ويضع حدّاً لتساقط الشعر لتعزيزه الدورة الدموية في فروة الرأس.

- التهاب المسالك البولية: فالفيتامين C الموجود في البوملي يزيد مستوى الحامض في البول، ويمنع تطور البكتيريا في المسالك البولية.

- التئام الجروح: لإتمام هذه العملية يجب استبدال الأنسجة الميتة بتلك الصحّية. ولحسن الحظّ، فإنّ الأنزيم الموجود في الفيتامين C يساعد على تعزيز إنتاج الكولاجين الذي لا غنى عنه من أجل ضمان مرونة البشرة وتعافي الجرح.

- لثة صحّية: يمكن أن يُشير نزيف اللثة إلى نقص الفيتامين C في جسمك. والخبر الجيّد أنّ نموّ الكولاجين غير أساسي للبشرة فحسب، إنما أيضاً لضمان لثة وأسنان صحّية. لذلك فإنّ البوملي يساعد على تقوية اللثة ومحاربة مشكلات الأسنان.

- قلب قويّ: يحتوي البوملي كمية عالية من معدن البوتاسيوم الذي يؤدي دوراً رئيساً في دعم وظائف القلب وخفض معدل ضغط الدم المرتفع. فضلاً عن أنّه يسيطر على مستويات الكولسترول ويضمن معدلاً جيداً للكولسترول المفيد المعروف بالـHDL.

- يقي من الأنيميا: والفضل في ذلك يعود مرّة أخرى إلى الفيتامين C الذي يساعد على امتصاص الحديد في الجسم. لذا فإنّ الأشخاص المعرّضين للإصابة بفقر الدم عليهم إدخال هذه الفاكهة إلى غذائهم لخفض خطر إصابتهم بهذه المشكلة الصحّية التي تعرّضهم لمخاطر جدّية في حال إهمالها. فالتركيز على الفيتامين C في غذائك اليومي يساعد على محاربة فقدان الحديد، ويحسّن الدورة الدموية.

- يحمي من الإنفلونزا والتهاب الحلق: يساعد البوملي على منع تراكم السموم والجذور الحرّة في الجسم، التي عندما تكثر قد تؤدي إلى مشكلات صحّية كنزلات البرد، والربو، والعدوى البكتيرية، والحساسية... ويُعدّ الفيتامين C من العناصر الغذائية التي تحفّز عمل الأجسام المضادة وخلايا المناعة التي تحمي الجسم ضدّ البكتيريا التي تسبب البرد والانفلونزا. لذا فهو مفيد جداً خصوصاً في هذا الموسم.

- يحارب السرطان: إنّ جلدة البوملي غنيّة بالـBioflavonoids التي تحارب السرطان، وتخفّض احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس والأمعاء والثدي. فضلاً عن أنّ الألياف الموجودة في هذه الثمرة تحمي من سرطان القولون.

- يؤخّر الشيخوخة: على غرار الغريب فروت، يحتوي البوملي مادة الـSpermidine التي تحمي الخلايا من العمليات المرتبطة بالشيخوخة ودمار الخلايا. إنه يحارب التجاعيد وآثار الشيخوخة ويمنح البشرة مظهراً شاباً وناعماً. فهو لا يزيل الجذور الحرّة التي تضرّ البشرة فحسب، إنما يعزّز كذلك قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين.

- يقي من هشاشة العظام: لتقوية عظامك، يحتاج جسمك إلى غذاء غنيّ بالكالسيوم والمعادن لتشجيع نموّ العظام الجديدة. ولحسن الحظّ، فإنّ لبّ البوملي يعزّز صحّة عظامك ويخفّض المخاطر المحتملة لبناء عظام هشة.

- خسارة الوزن: إضافة إلى أنه قليل الوحدات الحرارية ويتحلّى بمؤشر منخفض لنسبة السكّر (Low Glycemic Index)، يتضمّن البوملي نسبة عالية من الألياف التي تبقى في المعدة وقتاً أطول وتخفّض الجوع الشديد. فضلاً عن أنّ هذه الفاكهة تتحلّى بخصائص تساعد على حرق الدهون والسيطرة على محتوى السكّر في الجسم.

- يعزّز الهضم: إنّ محتوى الفيتامين C العالي الموجود في البوملي يحفظ مرونة الشرايين ويحسّن الجهاز الهضمي. ناهيك عن أنه غنيّ بالألياف التي تضمن سلامة حركة الأمعاء، فتمنع الإمساك وتجنّب البواسير.

- تشنّجات الساقين: إنها تحصل عموماً بسبب نقص السوائل والإلكتروليت كالبوتاسيوم، والماغنيزيوم، والصوديوم. والخبر الجيّد أنّ ثمرة البوملي غنيّة بالصوديوم، وبذلك فهي تخفّف التشنّجات».

تأثيره في مرضى السكّري

وأكّدت ناتالي أنّ «البوملي لا يؤثّر سلباً في مرضى السكّري كونه يحتوي كمية ضئيلة من الكربوهيدرات، لكن بالتأكيد فإنّ مؤشر نسبة السكّر سيرتفع في حال شرب عصيره»، موضحة أنّ «عصير أيّ فاكهة يتطلّب الإستعانة بثمار عدّة للحصول على كوب كامل، ما يضاعف معدل الوحدات الحرارية. ناهيك عن أنّ العصير يحتوي كمية ضئيلة من الألياف، وفي حال عدم شربه سريعاً يخسر نسبة جيّدة من الفيتامينات والمعادن. لذلك أنصحهم بتناول فاكهة البوملي وليس عصيرها».

إنتبه!

ومن جهةٍ أخرى، شدّدت على أنّ «الأمر السلبي الوحيد في البوملي هو تعارضه مع امتصاص بعض الأدوية. فهو يتعارض مع أنزيمات الكبد التي تستهدف أنواعاً متعدّدة من الأدوية، وتحديداً المضادات الحيوية، وأدوية ضغط الدم وأمراض القلب، وعقاقير الستاتين المخفّضة للكولسترول، ومضادات الكآبة»، موصية مرضى الكِلى بتناول البوملي بحذر لغناه بالبوتاسيوم.

ونصحت أخيراً «الأشخاص الذين يتناولون أيّ دواء باستشارة طبيبهم أولاً قبل المباشرة في استهلاك البوملي تفادياً لأيّ انعكاسات سلبيّة قد تُسيء إلى حالهم. وأمّا الأشخاص الذين يتمتّعون بصحّة جيّدة، فأشجّعهم على إدخال هذه الفاكهة إلى غذائهم لغناها بالفيتامين C الذي تكثر أهميته خلال هذا الفصل، والإفادة من كلّ خصائصها المذكورة»، لافتة إلى أنه «يمكن تناول البوملي كحصّة من الفاكهة أو سكبه مع خلّ البلسميك على سَلطات الخضار».
theme::common.loader_icon