كيف تُعزِّزين شفاءكِ من سرطان الثدي؟
كيف تُعزِّزين شفاءكِ من سرطان الثدي؟
اخبار مباشرة
سينتيا عواد
ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.
ليس من السهل على الإنسان تقبُّل إصابته بالمرض، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالمشكلات الجدّية كسرطان الثدي. ما النصائح الفعّالة لتخطّي هذه المرحلة الدقيقة وضمان الشفاء الكُلّي؟
عندما يسمع الأشخاص عبارة «العيش حياة صحّية»، يفكّرون عموماً بالحِمية والرياضة. غير أنّ هذين العاملين لا يكفيان وحدهما، إنما يجب على المرضى النظر إلى أبعد من ذلك لتغذية أجسامهم والتحلّي بالقوّة. فالعلاجات المُحارِبة لمرض جدّي كسرطان الثدي، تؤثّر بحدّ ذاتها سلباً في الجسم على الصعيدَين العاطفي والجسدي.
التصدّي للنفق المُظلم
وفي هذا السياق، علّقت المُعالجة النفسيّة والأستاذة الجامعية، د. كارول سعادة، في حديث خاصّ لـ»الجمهورية»: «لا شكّ أنّ اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي يشكّل حالاً نفسيّة صعبة جداً للمرأة ومحيطها، ويضعها أمام نفق مُظلم يتضمّن القلق والخوف والألم والضياع والكآبة. لكنها في الواقع قادرة في أيّ لحظة على التصدّي لهذا النفق، وبالتالي تغيير طريقة نظرتها إلى الأمور لتصبح أكثر إيجابية».
وأضافت: «لقد ربطت دراسات عدّة أجريت على الدماغ بين أهمّية الحال النفسيّة والنظرة الإيجابية، ونسبة العلاج والشفاء. ويوجد رابط كبير بين النظامين العصبي والدفاعي في ما يخصّ كلّ الأمراض وقدرة الجسم على مقاومتها، وكذلك هناك علاقة قويّة بين الهورمونات التي يفرزها الجسم والقدرة على العلاج»، مؤكّدة أنّ «الأفكار الإيجابية تسمح للجسم بإفراز كمية أكبر من الناقلات العصبيّة الإيجابيّة تساعده على تحمّل العلاج أكثر».
علاقة المزاج بالقدرة الدفاعيّة
ونصحت د. سعادة المرأة «بعدم الإنعزال عن محيطها، أو كبت مخاوفها بل التعبير عنها وبالتالي إعادة بناء حياتها تدريجاً سواء بعد فترات العلاج أو في ما بينها. كذلك من المهمّ أن تقوم ببعض الأمور التي تشعرها بتحسّن نفسيّ أكبر كالرياضة وفق قدرتها على التحمّل، والنشاطات التي تستهويها، وسماع الموسيقى التي تؤدي دوراً فعّالاً، وكلّ الهوايات التي كانت تمارسها سابقاً».
وشدّدت على «ضرورة التخلّي عن النظرة القديمة للمرض، وأن تفكّر إيجاباً في أنّ نسبة الشفاء أضحت مرتفعة جداً بسبب التطوّر الطبي الهائل الذي يُطاول مختلف الأمراض. خصوصاً أنّ الدراسات العملية أظهرت أنّ الكريات البيضاء المسؤولة عن الدفاع في الجسم تحمل على أطرافها الإفرازات العصبيّة التي لها علاقة بالمزاج والحال النفسيّة. ما يعني أنهما يؤثّران في قدرة هذه الكريات على العمل بطريقة صحّية».
وتوجّهت بكلمة أخيرة قائلة: «لا تلبسي ثوب المرض أينما كنت، بل تغلّبي عليه ومارسي اليوغا وتمارين الإسترخاء التي ستساعدك على إيجاد السلام الداخلي»، داعية «الجسم الطبي بأكمله إلى إدخال الدعم النفسي دائماً لتعزيز فرص الشفاء».
4 عناصر ضروريّة
وعلى صعيد آخر، قدّم إختصاصي الأورام في «Cancer Treatment Centers of America»، د. دانيس سايترن، مجموعة من أهمّ التوصيات إلى المُصابات بسرطان الثدي، علماً أنها تُطبّق بدورها على مشكلات صحّية أخرى:
1- السلوك العقلي: صحيح أنّ تشخيص الإصابة بسرطان الثدي «مُرعب»، لكن تذكّري أنّ فرص الشفاء منه عالية جداً عندما يُرصد ويُعالج باكراً. كذلك من المهمّ إبقاء الأصدقاء وأفراد العائلة بالقرب منكِ والإفادة من دعمهم العاطفي والنفسي.
2- الطب التكميلي: بالتأكيد لا يمكنه علاج السرطان بمفرده، إلّا أنه يُكمّل العلاجات السرطانية التقليديّة. على سبيل المِثال، قد يساعد الوخز بالإبر على تخفيف الآثار الجانبيّة والوجع، أمّا العلاج بالتدليك فيهدّئ العضلات ويحارب التوتر. في حين إنّ المكمّلات الغذائية قد تساعد على تقليص الإنعكاسات السلبيّة للعلاج الكيماوي وتحسين الصحّة العامّة.
3- الحفاظ على معدل وزن جيّد والتمسّك بالحركة: أظهرت دراسات عدّة، بما فيها دراسة صادرة من المعهد الوطني للسرطان، تفيد أنّ النشاط الرياضي يساهم في الوقاية من المرض وقد يؤثّر في معدلات البقاء على قيد الحياة ومُعاودة السرطان. لذلك يوصي د. سايترن جميع مرضاه بممارسة الرياضة، مثل التنزّه في الحديقة، أو المشي في مراكز التسوّق... تحدثّي إلى طبيبك لتحديد أنواع التمارين الملائمة لك، وإذا أمكن مارسي 20 إلى 30 دقيقة من الرياضة لخمس مرّات أسبوعياً.
4- الإلتزام بالتعليمات: توصّلت الأبحاث إلى أنّ نحو 50 في المئة من النساء يتوقّفن عن تطبيق بعض الأمور التي تدخل في برنامج علاج السرطان. على سبيل المِثال، تخيّلي أنّ امرأة خضعت لاستئصال الورم من ثديها واتبعت العلاج الكيماوي الإشعاعي، وتحسّنت صحّتها جيداً.
لكن فجأة يقول لها الطبيب إنه حان الوقت لبدء العلاج بالأدوية الهورمونية لخمسة أعوام والتي قد تسبّب الهبّات الحارّة وزيادة الوزن. بالتأكيد يحقّ للمريضة معرفة سبب هذا القرار والتحدّث بالتفصيل عن دافع العلاجات الإضافية، خصوصاً إذا كان الطبيب قد أكّد لها أنّ الورم قد أزيل كلّياً.
وعلّق د. سايترن: «لسوء الحظّ فإنّ التواصل يكون أحياناً معدوماً». وأكّد أنّ «عدم متابعة برنامج العلاج الكامل للمرحلة المُبكرة من سرطان الثدي يزيد احتمال مُعاودة المرض. لذلك يجب ضمان التواصل المفتوح مع الطبيب».
تمسّكي بالضحك
أمّا أخيراً فشدّد د. سايترن على عامل الضحك قائلاً: «في حين إنّ السرطان مشكلة جدّية جداً، يرى العلماء أنّ الضحك قد يساعد على تقوية الجهاز المناعي، وتهدئة الوجع، واسترخاء العضلات، وخفض مستويات التوتر. كذلك فهو يسمح بالهروب من الضغط اليومي الناتج من المرض».
ولفت إلى أنّ «الفُكاهة العلاجية لا تعتمد فقط على الكوميديا أو النكات، بل على تجربة التواصل مع الآخرين ومشاركتهم بعض الأمور الإيجابية والمُضحكة. وصحيح أنّ هذا الأمر أشبه بتحدٍّ لإيجاد روح الفُكاهة في الوقت الذي تختبرين فيه الحزن، لكن إعلمي أنّ بالقليل من الضحك يمكنكِ قطع شوط طويل».
التصدّي للنفق المُظلم
وفي هذا السياق، علّقت المُعالجة النفسيّة والأستاذة الجامعية، د. كارول سعادة، في حديث خاصّ لـ»الجمهورية»: «لا شكّ أنّ اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي يشكّل حالاً نفسيّة صعبة جداً للمرأة ومحيطها، ويضعها أمام نفق مُظلم يتضمّن القلق والخوف والألم والضياع والكآبة. لكنها في الواقع قادرة في أيّ لحظة على التصدّي لهذا النفق، وبالتالي تغيير طريقة نظرتها إلى الأمور لتصبح أكثر إيجابية».
وأضافت: «لقد ربطت دراسات عدّة أجريت على الدماغ بين أهمّية الحال النفسيّة والنظرة الإيجابية، ونسبة العلاج والشفاء. ويوجد رابط كبير بين النظامين العصبي والدفاعي في ما يخصّ كلّ الأمراض وقدرة الجسم على مقاومتها، وكذلك هناك علاقة قويّة بين الهورمونات التي يفرزها الجسم والقدرة على العلاج»، مؤكّدة أنّ «الأفكار الإيجابية تسمح للجسم بإفراز كمية أكبر من الناقلات العصبيّة الإيجابيّة تساعده على تحمّل العلاج أكثر».
علاقة المزاج بالقدرة الدفاعيّة
ونصحت د. سعادة المرأة «بعدم الإنعزال عن محيطها، أو كبت مخاوفها بل التعبير عنها وبالتالي إعادة بناء حياتها تدريجاً سواء بعد فترات العلاج أو في ما بينها. كذلك من المهمّ أن تقوم ببعض الأمور التي تشعرها بتحسّن نفسيّ أكبر كالرياضة وفق قدرتها على التحمّل، والنشاطات التي تستهويها، وسماع الموسيقى التي تؤدي دوراً فعّالاً، وكلّ الهوايات التي كانت تمارسها سابقاً».
وشدّدت على «ضرورة التخلّي عن النظرة القديمة للمرض، وأن تفكّر إيجاباً في أنّ نسبة الشفاء أضحت مرتفعة جداً بسبب التطوّر الطبي الهائل الذي يُطاول مختلف الأمراض. خصوصاً أنّ الدراسات العملية أظهرت أنّ الكريات البيضاء المسؤولة عن الدفاع في الجسم تحمل على أطرافها الإفرازات العصبيّة التي لها علاقة بالمزاج والحال النفسيّة. ما يعني أنهما يؤثّران في قدرة هذه الكريات على العمل بطريقة صحّية».
وتوجّهت بكلمة أخيرة قائلة: «لا تلبسي ثوب المرض أينما كنت، بل تغلّبي عليه ومارسي اليوغا وتمارين الإسترخاء التي ستساعدك على إيجاد السلام الداخلي»، داعية «الجسم الطبي بأكمله إلى إدخال الدعم النفسي دائماً لتعزيز فرص الشفاء».
4 عناصر ضروريّة
وعلى صعيد آخر، قدّم إختصاصي الأورام في «Cancer Treatment Centers of America»، د. دانيس سايترن، مجموعة من أهمّ التوصيات إلى المُصابات بسرطان الثدي، علماً أنها تُطبّق بدورها على مشكلات صحّية أخرى:
1- السلوك العقلي: صحيح أنّ تشخيص الإصابة بسرطان الثدي «مُرعب»، لكن تذكّري أنّ فرص الشفاء منه عالية جداً عندما يُرصد ويُعالج باكراً. كذلك من المهمّ إبقاء الأصدقاء وأفراد العائلة بالقرب منكِ والإفادة من دعمهم العاطفي والنفسي.
2- الطب التكميلي: بالتأكيد لا يمكنه علاج السرطان بمفرده، إلّا أنه يُكمّل العلاجات السرطانية التقليديّة. على سبيل المِثال، قد يساعد الوخز بالإبر على تخفيف الآثار الجانبيّة والوجع، أمّا العلاج بالتدليك فيهدّئ العضلات ويحارب التوتر. في حين إنّ المكمّلات الغذائية قد تساعد على تقليص الإنعكاسات السلبيّة للعلاج الكيماوي وتحسين الصحّة العامّة.
3- الحفاظ على معدل وزن جيّد والتمسّك بالحركة: أظهرت دراسات عدّة، بما فيها دراسة صادرة من المعهد الوطني للسرطان، تفيد أنّ النشاط الرياضي يساهم في الوقاية من المرض وقد يؤثّر في معدلات البقاء على قيد الحياة ومُعاودة السرطان. لذلك يوصي د. سايترن جميع مرضاه بممارسة الرياضة، مثل التنزّه في الحديقة، أو المشي في مراكز التسوّق... تحدثّي إلى طبيبك لتحديد أنواع التمارين الملائمة لك، وإذا أمكن مارسي 20 إلى 30 دقيقة من الرياضة لخمس مرّات أسبوعياً.
4- الإلتزام بالتعليمات: توصّلت الأبحاث إلى أنّ نحو 50 في المئة من النساء يتوقّفن عن تطبيق بعض الأمور التي تدخل في برنامج علاج السرطان. على سبيل المِثال، تخيّلي أنّ امرأة خضعت لاستئصال الورم من ثديها واتبعت العلاج الكيماوي الإشعاعي، وتحسّنت صحّتها جيداً.
لكن فجأة يقول لها الطبيب إنه حان الوقت لبدء العلاج بالأدوية الهورمونية لخمسة أعوام والتي قد تسبّب الهبّات الحارّة وزيادة الوزن. بالتأكيد يحقّ للمريضة معرفة سبب هذا القرار والتحدّث بالتفصيل عن دافع العلاجات الإضافية، خصوصاً إذا كان الطبيب قد أكّد لها أنّ الورم قد أزيل كلّياً.
وعلّق د. سايترن: «لسوء الحظّ فإنّ التواصل يكون أحياناً معدوماً». وأكّد أنّ «عدم متابعة برنامج العلاج الكامل للمرحلة المُبكرة من سرطان الثدي يزيد احتمال مُعاودة المرض. لذلك يجب ضمان التواصل المفتوح مع الطبيب».
تمسّكي بالضحك
أمّا أخيراً فشدّد د. سايترن على عامل الضحك قائلاً: «في حين إنّ السرطان مشكلة جدّية جداً، يرى العلماء أنّ الضحك قد يساعد على تقوية الجهاز المناعي، وتهدئة الوجع، واسترخاء العضلات، وخفض مستويات التوتر. كذلك فهو يسمح بالهروب من الضغط اليومي الناتج من المرض».
ولفت إلى أنّ «الفُكاهة العلاجية لا تعتمد فقط على الكوميديا أو النكات، بل على تجربة التواصل مع الآخرين ومشاركتهم بعض الأمور الإيجابية والمُضحكة. وصحيح أنّ هذا الأمر أشبه بتحدٍّ لإيجاد روح الفُكاهة في الوقت الذي تختبرين فيه الحزن، لكن إعلمي أنّ بالقليل من الضحك يمكنكِ قطع شوط طويل».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
06:52
بري يقود الشيعة إلى «أفضل الممكن»
1
Dec 20
"الميكانيزم" في لقائها المدني الثاني: بداية الجديّة وتراجع الغوغائيّة
2
Dec 20
نحو مجْمعٍ وطني لحماية وجود لبنان
3
12:19
وفاة الممثل اللبناني وليد العلايلي عن 65 عاماً
4
07:37
رئيس الوزراء الايرلندي في بيروت
5
08:57
ترامب: عمليّة "عين الصقر" ضدّ "داعش" ناجحة جداً
6
Dec 20
مانشيت: «الميكانيزم»: تقدّم المسارَين الأمني والسياسي ضروري وعون: الأولوية لعودة الأهالي... ودعم مصري متجدّد
7
13:17
البطريرك الراعي من طرابلس: السلام هو الخيار الدائم والأفضل
8