الإفراج عن أيمن صوان ومطاردة المطلوبين في جرود بريتال
الإفراج عن أيمن صوان ومطاردة المطلوبين في جرود بريتال
عيسى يحيى
جريدة الجمهورية
Wednesday, 10-Sep-2014 00:18
نجَحت القوى السياسيّة والفاعليات في منطقة البقاع، في كَبح جماح الفتنة التي أطلّت برأسها عقب ذبح العسكري عباس مدلج، على يد المجموعات الإرهابية في جرود عرسال، وما تلاها من خطف متبادل وقطع طرق بين البقاعيّين. واستعاد الجيش زمام المبادرة، فأعاد فتح الطرق وبدأ دهم المطلوبين.
نتيجة التحريات المكثفة وعمليات الدهم التي نفذتها قوى الجيش في البقاع الشمالي، أطلق سراح أيمن صوان مساء أمس حيث تسلّمته مديرية المخابرات التي استكملت التحقيق لكشف ملابسات الخطف.

وبقي مصير المخطوفين العراسلة: عبدالله البريدي، حسين الفليطي ومروان الحجيري، مجهولاً، حيث إستكملت مديرية المخابرات في الجيش أمس عمليات الدهم التي بدأتها امس الاول في بريتال بحثاً عن الخاطفين، وأقامت حواجز تفتيش ثابتة وسط البلدة.

ومع تضييق الجيش الخناق على المطلوبين، إتجهوا نحو جرود بريتال وصولاً إلى «عين البنية» وجرود بلدة حام، حيث أقام الجيش وعناصر المخابرات حواجز على الطريق الممتدة من الشقرا حتى حام، فيما نفّذ فوج التدخل الثاني عملية إنزال في جرود البلدة وسط تعزيزات ومساندة عشرات الآليات والملالات.

ولاحقت قوة من الجيش المطلوبين، لتدور إشتباكات بين الطرفين في منطقة «النبي صخير» و«الشقرا»، إستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة، فيما أطلق المطلوبون قذائف «آر. بي. جي»، على دوريات الجيش، ما أدّى الى جرح أحد العناصر.

وفي السياق، أكد مصدر أمني لـ«الجمهورية» «توقيف عدد من الأشخاص خلال الدهم»، وأنّ «العملية مستمرة حتى إطلاق المخطوفين، وأنّ القرار إتخذ بعدم السماح لتلك المجموعات التي تنتهج الخطف مقابل الفدية مهنة لها، بأخذ البلد رهينة نتيجة الخطف المتبادل الذي حصل عقب خطف صوان على أساس طائفي».

توازياً، أعاد الجيش الوضع إلى طبيعته في البقاع وفتح كلّ الطرق الممتدة من سعدنايل حتى بعلبك، بعدما تقطعت أوصال المنطقة عقب قطع الطرق المتبادل والذي رافقه تدقيق الاهالي في هويات المارة والسيارات والتعرض لعدد من السوريين. ومساء، سقط صاروخان في خراج بلدة حورتعلا، مصدرهما السلسلة الشرقية، من دون وقوع أضرار.

وكانت عائلة صوان قد عقدت مؤتمراً صحافياً تحدث خلاله شقيق صوان، فقال «إننا سنعتصم سلمياً على الطريق حتى الافراج عن أيمن، ولن نقوم بأيّ نشاط عدائي ضدّ أيّ شخص»، مشيراً الى أنّ «الجيش يعمل على الافراج عنه».

وتحدّث إمام مسجد البلدة الشيخ بلال الشحيمي، فأكد «أننا نُريد التصدي للفتنة»، مبدياً أسفه «لعدم وقوف ابناء زحلة الى جانبنا، فهذا أمر أخلاقي ووطني ولا علاقة له بالدين. فـ»المارقون» والجهلة لا دين لهم، ولا نريد «داعش» ولا غيرها، جلّ ما نريده الدولة فقط».

وبعد المؤتمر الصحافي، نصَب أهالي سعدنايل الخيم وسط الطريق التي تربط شتورا بزحلة ومنها إلى البقاع، حيث حوّلت قوى الأمن والجيش السير إلى الطرق الفرعية.

وفي السياق، زار وفد من وجهاء سعدنايل وفاعلياتها، يتقدمهم رئيس رابطة آل صوان في لبنان زهير صوان منزل قاسم طليس في بريتال بعدما تردّد أنّ خاطف أيمن من آل طليس.

وأكّدت العائلتان أنّ أسباب الخطف مشاكل مادية بحتة بين الطرفين، رافضين أن يكون الخطف قد أتى على خلفية طائفية أو مذهبية أو من اجل فدية مالية. ودعا زهير صوان أهالي سعدنايل المعتصمين الى «اللجوء الى الدولة لأنها الملاذ الاول والاخير».

وفي خطوة لافتة، أكد مصدر أمني أنّ الشيخ مصطفى الحجيري اصطحب عائلة المخطوف جورج خوري إلى جرود عرسال للقاء ابنها، من دون أن يعرف المكان. وقد قالت شقيقته أنه أبلغ إليها أنّ الجنود المخطوفين بصحة جيدة ويعاملون معاملة حسنة، وأنهم ينتظرون انتهاء المفاوضات للعودة الى منازلهم.
theme::common.loader_icon