مَن يُعاني ألم الإنفصال أكثر؟
مَن يُعاني ألم الإنفصال أكثر؟
اليسار حبيب
جريدة الجمهورية
Thursday, 28-Aug-2014 00:03
هل انفصلتِ عَن حبيبك ووضعت حدّاً لعلاقة دامت خمس سنوات؟ هل تشعرين بالألم؟ هذا أمر طبيعي، والخَبَر السيّئ هو أنّك لن تتخطّي تلك العلاقة نهائيّاً قبل بضعة أشهر. فقد أظهرت دراسة حديثة أنّ تخطّي الإنفصال يتطلّب شهراً لقاء كلّ سنة حبّ.
وجدت دراسة بريطانية تطرّقت إلى تأثير الانفصال في نفسيّة الإنسان، أنّ «شفاء البريطانيّين من ألم الفُراق يتطلّب شهراً إضافيّاً في مُقابل كلّ سنة حبّ. في معنى آخر، تحتاج المرأة 5 أشهر على سبيل المثال لتخطّي علاقة دامت 5 سنوات».

وبيّنت الدراسة أيضاً أنَّ على رغم أخذ المرأة المُبادرة لطلب الانفصال (58 في المئة من النساء مقابل 44 في المئة من الرجال)، إلّا أنّها تحتاج الى وَقت أكثر من الرجل لتخطّي عذاب الفراق والبُعد. وكشفت الدراسة أيضاً أنّ «النساء يتطلّبن مدّة تفوق بنسبة 20 في المئة، المُدّة التي يحتاجُها الرجل للشفاء من ألم الانفصال بعدَ علاقة دامت 5 سنوات، و30 في المئة أكثر لتخطّي علاقة دامت 10 سنوات».

الوقت أفضل علاج

واللافت أنّ 7 في المئة من البريطانيّين يتخطّون علاقاتهم العاطفيّة السابقة بعد مرور أسبوع واحد على انفصالهم إثر علاقة دامت خمس سنوات. وعَن الوسيلة الفُضلى لعلاج الألم الناجم من الانفصال، اعترفت امرأة من 12 أنّها لم تُشفَ مُطلقاً منه، فيما وجدت 6 في المئة من البريطانيات أنّ «الوقت خير علاج»، خصوصاً أنّه يُعيد الأمل إلى قلوب 51 في المئة من النساء و38 في المئة من الرجال الذين شَعروا بانعدام الأمان إثر الانفصال.

المرأة تتألّم أكثر

وتعليقاً على الانفصال والشعور بالرفض، قالت الإختصاصيّة في علم النفس دونا داوسون، إنّ «الرفض هو أحد أسوأ المشاعر التي قد تواجه الرجل والمرأة على حَدّ سواء، إذ إنّه يُزعزع الثقة بالنفس ويمَسّ بشخصيّة الفرد الاجتماعيّة».

وعَن السبب الذي يجعل المرأة تتطلّب وقتاً أكثر من الرجل لتخطّي الفراق، أوضحت داوسون أنّ «النساء يجعلنَ من العلاقة العاطفيّة أولويّة في الحياة، وعندما يجدن أنّهُن لا يَصِلن إلى النتيجة المرجوّة يضعنَ حدّاً لها، على رغم الألم والبؤس الذي يُسبّبه الفراق». ووجدت الاختصاصيّة النفسية أنّه «يسهل على الرجل تخطّي علاقته العاطفيّة السابقة واسترجاع توازنه وخوض غمار علاقة جديدة».

وسلّطت الدراسة الضوء على تأثير الرفض على جوانب مُختلفة من حياة الإنسان، فتبيَّن أنّ الرجال يجدون سهولة في تخطّي رفضهم مطالبهم في مجال الحبّ والمهنة، على رغم إقرار 10 في المئة فقط منهم بعدم تجرّئهم مثلاً على طلب ترقية مرّة أخرى، وذلكَ في مُقابل 14 في المئة من السيّدات.

الرجال أكثر تفاؤلاً

في المُختصر، ينظر الرجال إلى الأمور السلبيّة الطارئة بإيجابيّة أكثر من النساء، ويتكيّفون مع الوضع الجديد في سهولة أكبر، وقد اعترف 10 في المئة منهم بحقيقة أنّهم «يتطلّعون دائماً إلى المنحى الإيجابي والجانب المشرق في الحياة»، في حين لا تقوم بذلك سوى 5 في المئة فقط من النساء. وقد أوضح 41 في المئة من الرجال أنّهم يشعرون بالتحرّر وبأنّهم أكثر جاذبيّة إثر تعرُّضم للرفض العاطفي ولانفصال حبيباتهم عنهم.

وختمَ متحدّث باسم الفريق الذي أجرى الدراسة، مؤكّداً: «سنتعرّض جميعُنا للرفض يوماً ما وفي مجالٍ حياتي مُعيّن، لكنّ السيطرة على ردود أفعالنا والحصول على دعم معنويّ كبير يساعدنا في تخطّيه بأقلّ أضرار ممكنة».

theme::common.loader_icon