سعيد صالح... فخرُ الكوميديا المصريّة
سعيد صالح... فخرُ الكوميديا المصريّة
اخبار مباشرة
ميريام سلامة
«كان عيد ميلاده أمس، لكنّه لم يتذكّر جميع من تجمّعوا حوله ليقولوا له كل سنة وأنت طيّب. فقد رحل في صمت مودّعاً محبّيه وجمهوره وعشّاقه الذين طالما أسعدهم وأدخل البهجة في قلوبهم لسنوات طوال. وداعاً سعيد صالح المشاغب، أبو دم خفيف». هكذا ودّعت الفنانة غادة ابراهيم سعيد صالح، نجم الكوميديا المصرية الكبير الذي ترك أثراً غَيّر مجرى تاريخها.
بعد إعلان خبر وفاة الممثل المسرحي والسينمائي المصري سعيد صالح عن 76 عاماً إثر مُعاناة طويلة مع المرض، عَمّ الحزن الشوارع المصرية والعربية. ومهما قيل عن أمجاد هذا الممثّل القدير وعظمته، يبقى الكلام قليلاً، فتذَكُّر أعماله السينمائية والتلفزيونية والمسرحية وعرضها كفيلٌ بإبراز مدى خسارة العالم العربي لموهبة تحوّلت مدرسة في التمثيل والكوميديا.
هو أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، حيث بدأ مسيرته مع التمثيل بعدَ تخَرّجه في كلّية الآداب عام 1960، حين اكتشفه الفنان حسن يوسف وقدّمه من خلال أعمال مسرحية.
لكنه سرعان ما لفت الأنظار إليه بقوّة في أولى مسرحياته «هالّو شلبي»، حيث ظهر كوجه جديد مع نجم الكوميديا الكبير عبد المنعم مدبولي. فخلقَ لنفسه فيها شخصيّة فريدة، باتَ الجمهور المصري والعربي يُردّد عباراتها الكوميديّة.
ولكن يبقى العمل الأكبر الذي أطلقَ صالح، مسرحيّة «مدرسة المشاغبين» عام 1973، حيث تألّقَ نجمه على المسرح إلى جانب مجموعة من أبناء جيله من الممثلين، أمثال عادل إمام ويونس شلبي وأحمد زكي، والتي قدّم من خلالها شخصيّة «مرسي الزناتي» التي اشتهر بها. استمرّ عرض هذه المسرحية 6 سنوات نظراً إلى نجاحها الكبير، فباتت محطّة مهمة في تاريخ المسرح الكوميدي المصري.
وقد أدخلت هذه المسرحية نوعاً جديداً من الكوميديا إلى المسرح، حيث لم تَعُد المشكلات العاطفيّة والشخصيّة والأسَريّة هي محور الموضوعات الكوميديّة، بل انتقلت إلى قضايا المُجتمع لتوجّه رسالة معيّنة. وبذلك أضاف صالح، إلى جانب ممثلين كوميديين مصريين كبار، هدفاً سامياً إلى الكوميديا، لتسليط الضوء على مشكلات المجتمع بهدف التغيير والتحرّك لإصلاحها.
فسلّطت «مدرسة المشاغبين» الضوء على جيل جديد من الممثلين الكوميديّين، كان على رأسهم سعيد صالح وعادل إمام، بالإضافة الى الراحلين يونس شلبي وأحمد زكي، الذين أضافوا ثقافة جديدة إلى الكوميديا والفن عموماً.
ولا تزال عبارة صالح الشهيرة في تلك المسرحية «مرسي الزناتي اتهَزَم يا رجّاله» عالقة في أذهان الجمهور، والتي عكست واقع مصر السياسي والاجتماعي والاقتصادي في ذلك الوقت.
عملَ صالح في أكثر من 500 فيلم و300 مسرحية، وكان يقول دائماً: «السينما المصريّة أنتجَت 1500 فيلم، نصيبي منها الثُلث». وقد شاركَ مع الفنّان عادل إمام، صديقه القريب، في عدد من الأفلام السينمائية المهمة، منها: «أمير الظلام» و»زهايمر» و»الجردل والكنكة» و»سلام يا صاحبي». وعلى الشاشة الصغيرة تميّز بمجموعة أعمال دراميّة، منها «السقوط في بئر سبع» و»المصراوية» وغيرها الكثير.
وقد سعى إلى التنويع في أدواره، سواء في المسرح أو السينما، أو الدراما التلفزيونية، فمارس الغناء والتلحين في بعض المسرحيات، وكتبَ الشعر بالعامّية المصرية. وواصلَ سعيد صالح نجاحه في مسرحية «العِيال كِبرت» مع طاقم عمل غالبيّته من «مدرسة المشاغبين»، فاعتبر البعض أنّ هذه المسرحية نجحت أكثر من «مدرسة المشاغبين».
قدرة خارقة
تميّز صالح بقدرته الخارقة على التمرّد على النص المكتوب، فكان في كل مرّة يعتلي فيها خشبة المسرح يخرج عن مضمون النص ليوجّه رسالة معيّنة، إن على الصعيد السياسي أو الاجتماعي.
وقد دخل السجن بسبب ذلك، حين وقف على خشبة المسرح مخاطباً الجمهور في مسرحية «كلام حبيبي»، قائلاً: «أمي اتجوّزت 3 مرّات... الأوّل وَكّلنا المش، والتاني علّمنا الغش، والتالت لا بيهِش ولا بينِشّ»، في إشارة رمزيّة إلى رؤساء الجمهورية الثلاثة عبد الناصر والسادات ومبارك الذين تناوبوا على حكم مصر، فحُكم عليه بالسجن ستّة أشهر. وبدأت رحلته مع المرض عام 2005، حيث شعَرَ بآلام حادّة في القلب بسبب ضيق في ثلاثة شرايين...
وقد عَمّ الحزن الشارع المصري بعدَ إعلان وفاة الفنّان القريب من قلوب الشعب المصري. هو الذي عُرف بتواضعه وقربه من الجمهور وحبّه للثقافة والمعرفة، وكان صديقاً لعدد كبير من الشعراء والكتّاب. كذلك، سادت حالٌ من الحزن الشديد بين زملاء صالح بعد سماعهم نبأ رحيله، فكتب الفنان نبيل الحلفاوي على صفحته الشخصية في «تويتر»: «رحم الله سعيد صالح. عاش حياته كما كان على المسرح، بلا حسابات وبلا حدود».
من جهتها، كتبت الفنانة شادية عبد الحميد: «وداعاً الزميل العزيز سعيد صالح، جمعتني بكَ الكثير من الأيّام والليالي في المسرح في سوريا، فمواقفك مُشرّفة. قابلتك في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي. كُنتَ نِعمَ الزميل والصديق والإنسان. اللهُمّ تغمّده بواسع رحمتك وألهِم أهله ومحبّيه الصبر. وداعاً... الضحكة الصافية والبَسمة الحلوة. وداعاً سعيد».
هو أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، حيث بدأ مسيرته مع التمثيل بعدَ تخَرّجه في كلّية الآداب عام 1960، حين اكتشفه الفنان حسن يوسف وقدّمه من خلال أعمال مسرحية.
لكنه سرعان ما لفت الأنظار إليه بقوّة في أولى مسرحياته «هالّو شلبي»، حيث ظهر كوجه جديد مع نجم الكوميديا الكبير عبد المنعم مدبولي. فخلقَ لنفسه فيها شخصيّة فريدة، باتَ الجمهور المصري والعربي يُردّد عباراتها الكوميديّة.
ولكن يبقى العمل الأكبر الذي أطلقَ صالح، مسرحيّة «مدرسة المشاغبين» عام 1973، حيث تألّقَ نجمه على المسرح إلى جانب مجموعة من أبناء جيله من الممثلين، أمثال عادل إمام ويونس شلبي وأحمد زكي، والتي قدّم من خلالها شخصيّة «مرسي الزناتي» التي اشتهر بها. استمرّ عرض هذه المسرحية 6 سنوات نظراً إلى نجاحها الكبير، فباتت محطّة مهمة في تاريخ المسرح الكوميدي المصري.
وقد أدخلت هذه المسرحية نوعاً جديداً من الكوميديا إلى المسرح، حيث لم تَعُد المشكلات العاطفيّة والشخصيّة والأسَريّة هي محور الموضوعات الكوميديّة، بل انتقلت إلى قضايا المُجتمع لتوجّه رسالة معيّنة. وبذلك أضاف صالح، إلى جانب ممثلين كوميديين مصريين كبار، هدفاً سامياً إلى الكوميديا، لتسليط الضوء على مشكلات المجتمع بهدف التغيير والتحرّك لإصلاحها.
فسلّطت «مدرسة المشاغبين» الضوء على جيل جديد من الممثلين الكوميديّين، كان على رأسهم سعيد صالح وعادل إمام، بالإضافة الى الراحلين يونس شلبي وأحمد زكي، الذين أضافوا ثقافة جديدة إلى الكوميديا والفن عموماً.
ولا تزال عبارة صالح الشهيرة في تلك المسرحية «مرسي الزناتي اتهَزَم يا رجّاله» عالقة في أذهان الجمهور، والتي عكست واقع مصر السياسي والاجتماعي والاقتصادي في ذلك الوقت.
عملَ صالح في أكثر من 500 فيلم و300 مسرحية، وكان يقول دائماً: «السينما المصريّة أنتجَت 1500 فيلم، نصيبي منها الثُلث». وقد شاركَ مع الفنّان عادل إمام، صديقه القريب، في عدد من الأفلام السينمائية المهمة، منها: «أمير الظلام» و»زهايمر» و»الجردل والكنكة» و»سلام يا صاحبي». وعلى الشاشة الصغيرة تميّز بمجموعة أعمال دراميّة، منها «السقوط في بئر سبع» و»المصراوية» وغيرها الكثير.
وقد سعى إلى التنويع في أدواره، سواء في المسرح أو السينما، أو الدراما التلفزيونية، فمارس الغناء والتلحين في بعض المسرحيات، وكتبَ الشعر بالعامّية المصرية. وواصلَ سعيد صالح نجاحه في مسرحية «العِيال كِبرت» مع طاقم عمل غالبيّته من «مدرسة المشاغبين»، فاعتبر البعض أنّ هذه المسرحية نجحت أكثر من «مدرسة المشاغبين».
قدرة خارقة
تميّز صالح بقدرته الخارقة على التمرّد على النص المكتوب، فكان في كل مرّة يعتلي فيها خشبة المسرح يخرج عن مضمون النص ليوجّه رسالة معيّنة، إن على الصعيد السياسي أو الاجتماعي.
وقد دخل السجن بسبب ذلك، حين وقف على خشبة المسرح مخاطباً الجمهور في مسرحية «كلام حبيبي»، قائلاً: «أمي اتجوّزت 3 مرّات... الأوّل وَكّلنا المش، والتاني علّمنا الغش، والتالت لا بيهِش ولا بينِشّ»، في إشارة رمزيّة إلى رؤساء الجمهورية الثلاثة عبد الناصر والسادات ومبارك الذين تناوبوا على حكم مصر، فحُكم عليه بالسجن ستّة أشهر. وبدأت رحلته مع المرض عام 2005، حيث شعَرَ بآلام حادّة في القلب بسبب ضيق في ثلاثة شرايين...
وقد عَمّ الحزن الشارع المصري بعدَ إعلان وفاة الفنّان القريب من قلوب الشعب المصري. هو الذي عُرف بتواضعه وقربه من الجمهور وحبّه للثقافة والمعرفة، وكان صديقاً لعدد كبير من الشعراء والكتّاب. كذلك، سادت حالٌ من الحزن الشديد بين زملاء صالح بعد سماعهم نبأ رحيله، فكتب الفنان نبيل الحلفاوي على صفحته الشخصية في «تويتر»: «رحم الله سعيد صالح. عاش حياته كما كان على المسرح، بلا حسابات وبلا حدود».
من جهتها، كتبت الفنانة شادية عبد الحميد: «وداعاً الزميل العزيز سعيد صالح، جمعتني بكَ الكثير من الأيّام والليالي في المسرح في سوريا، فمواقفك مُشرّفة. قابلتك في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي. كُنتَ نِعمَ الزميل والصديق والإنسان. اللهُمّ تغمّده بواسع رحمتك وألهِم أهله ومحبّيه الصبر. وداعاً... الضحكة الصافية والبَسمة الحلوة. وداعاً سعيد».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:20
المرحلة الثانية: وفق أي قرار؟
1
07:07
مشروع قانون الإنتظام المالي واسترداد الودائع: ملاحظات أولية
2
07:14
من أوكرانيا... فنزويلا... إلى الشرق الأوسط: لبنان يأكل العصي ويعدّها!
3
Dec 21
خلاصة "الجمهورية": اتهامات لـ"حزب الله" و"حماس".. وإسرائيل تستعد!
4
07:03
تداعيات الرفع الرسمي لعقوبات «قيصر» عن سوريا
5
08:14
الحكومة أمام امتحان الفجوة والانتظام الماليّ...
6
06:41
مانشيت "الجمهورية": السلاح من جنوب النهر إلى ما بين النهرين... والحكومة أمام امتحان الفجوة والانتظام المالي
7
08:01
فرصة للوسطاء الغربيين والعرب ليتمكنوا من كبح جماح إسرائيل
8