مونديال 2014: أرقام قياسية ألمانية بالجملة وأسوأ أيام كروية للبرازيل
مونديال 2014: أرقام قياسية ألمانية بالجملة وأسوأ أيام كروية للبرازيل
اخبار مباشرة
فادي سمعان
أسدلَ الستار على النسخة رقم 20 لكأس العالم في كرة القدم بتتويج ألمانيا باللقب للمرة الرابعة في تاريخها بعد أعوام 1954 و1974 و1990، إثر فوزها في المباراة النهائية على الأرجنتين (1-0) بعد التمديد.
كان بطل الفوز هذه المرة ماريو غوتزه الذي سجّل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 113، بعدما كان أندرياس بريمه منح المانشافت آخر لقب عام 1990 بتسجيله هدف الفوز في مرمى الأرجنتين بالذات في الدقيقة 85 من ضربة جزاء.
وباتت ألمانيا أوّل دولة أوروبية تنتزع اللقب في قارة أميركا الجنوبية، منذ انطلاق المسابقة عام 1930. مونديال 2014 سيبقى عالقاً في أذهان الجميع مدى الحياة، نظراً لِما شهده من أرقام قياسية ومحطات بارزة لا تنتسى.
ألمانيا
من جهة ألمانيا، يعتبر هذا المونديال الأنجح لها في تاريخها. ففضلاً عن تتويجها، نجحت في تحطيم عدة أرقام قياسية، حيث بات المانشافت أكثر منتخب يخوض المباراة النهائية (8 مرات)، وأوّل منتخب أوروبي يفوز في أميركا الجنوبية، وأوّل منتخب يتأهل إلى الدور نصف النهائي في 4 نسخات متتالية، وأوّل منتخب يخوض الدور ربع النهائي 16 مرة على التوالي بين عامَي 1954 و2014. كما حطم المنتخب الألماني الرقم القياسي البرازيلي في عدد الأهداف المسجلة في تاريخ كأس العالم بعدما رفع رصيده إلى 224 هدفاً، مقابل 221 للسيليساو.
وبات المنتخب الألماني أكثر المنتخبات تسجيلاً للأهداف في إحدى مباريات الدور نصف النهائي عندما سجّل 7 أهداف في المرمى البرازيلي. كما بات المانشافت صاحب أكبر فوز على صاحب الأرض في إحدى نسخات المونديال، وصاحب أكبر فوز على البرازيل في أرضها وبين جماهيرها في مختلف البطولات.
كما حققت ألمانيا في الدور نصف النهائي بمواجهة البرازيل، أسرع خماسية في تاريخ كأس العالم في أقلّ من 30 دقيقة. وعلى الصعيد الجماعي أيضاً، فازت ألمانيا باللقب بتشكيلة ضمّت سبعة لاعبين من ناد واحد هو بايرن ميونيخ.
وهي المرة الثانية على التوالي التي حصل فيها هذا الأمر، إذ أحرزت إسبانيا اللقب قبل أربع سنوات في مونديال جنوب أفريقيا بتشكيلة ضمّت سبعة لاعبين من برشلونة. كما نجح المنتخب الألماني في افتتاح التسجيل في مبارياته السبع في مونديال 2014 في سابقة فريدة من نوعها.
وعلى الصعيد الفردي، انفرد ميروسلاف كلوزه بالرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة للاعب واحد في كأس العالم، بعدما رفع رصيده إلى 16 هدفاً بتسجيله هدفين، الأوّل في مرمى غانا في الدور الأوّل، والثاني في مرمى البرازيل. بدوره، سجل توني كروس أسرع ثنائية في تاريخ المونديال في دقيقة و9 ثوان في مرمى البرازيل في الدور نصف النهائي.
من جهته، بات ماريو غوتزه أوّل لاعب ألماني يسجل في الوقت الإضافي في إحدى المباريات النهائية. كما بات غوتزه خامس ألماني بديل يسجل في النهائيات، وثالث لاعب من بايرن ميونيخ يسجل في إحدى المباريات النهائية، بعد بول برايتنر وغيرد مولر. كما بات فيليب لام ثاني لاعب من بايرن ميونيخ يرفع كأس العالم كقائد للمنتخب الألماني، بعد فرانتس بكنباور.
أما سامي خضيرة فأصبح ثالث لاعب في التاريخ يحرز لقبي المونديال ودوري أبطال أوروبا في موسم واحد، بعد الفرنسي كريستيان كاريمبو (1998)، والبرازيلي روبرتو كارلوس (2002)، والثلاثة كانوا مع ريال مدريد الإسباني.
وفي حراسة المرمى، كان مانويل نوير الوحيد الذي نفّذ رمية تماس بين حراس المرمى في المونديال، عندما فعل ذلك في المباراة النهائية أمام الأرجنتين.
أمّا على صعيد المدرب يواكيم لوف، فقد نجح أخيراً في قيادة المنتخب الألماني إلى اللقب، بعد محاولتين فاشلتين سابقتين له عامَي 2006 و2010. ليصبح أوّل مدرب ألماني يحرز اللقب في الألفية الثانية.
الأرجنتين
خرجت الأرجنتين مرفوعة الرأس من مونديال 2014، بعد تأهلها إلى المباراة النهائية، ونجاحها في جرّ منافستها ألمانيا إلى الوقت الإضافي، قبل أن تسقط بالضربة القاضية قبل 7 دقائق على النهاية.
وهو النهائي الرابع للأرجنتين في تاريخها، حيث أحرزت اللقب عامَي 1978 على حساب هولندا (3-1) بعد التمديد، و1986 على حساب ألمانيا (3-2)، قبل أن تخسر نهائي 1990 أمام ألمانيا (0-1).
لم يكن أداء الأرجنتين في مونديال البرازيل مقنعاً، ووصولها إلى النهائي لم يكن متوقعاً، لكن ضربات الحظ الترجيحية قادتها إلى المباراة النهائية على حساب هولندا.
وكان النجم ليونيل ميسي محور منتخب التانغو في جميع مبارياته، فأنقذه أمام ايران، وفي عدّة مناسبات أخرى، لكنه خيّب الآمال أمام هولندا وألمانيا، وكان اختياره كأفضل لاعب في المونديال مفاجئاً لكثيرين، والذين توقعوا أن يذهب هذا اللقب إلى غيره من اللاعبين مثل: آريين روبن وتوماس مولر وجيمس رودريغيز.
البرازيل
لا شكّ في أنّ البرازيل عاشت أسوأ حياتها الكروية في تاريخها. فمن كان يتصوّر أن تسقط بسباعية أمام منتخب آخر، حتى ولو كان بوزن منتخب ألمانيا.
تاريخ 8 تموز 2014، سيبقى عالقاً مدى الحياة في أذهان البرازيليين، وهو تاريخ أسود لن يمحى بسهولة، لأنه جلب العار إلى الكرة البرازيلية من خلال السقوط (1-7) أمام ألمانيا.
البرازيل التي كانت قبل سنة واحدة بطلة لكأس القارات على حساب إسبانيا بطلة العالم (3-0)، تحوّلت بين ليلة وضحاها، من عملاق كروي عالمي، إلى جسر عبور للمشاة الألمان والهولنديّين. ومن كان يظن أنّ أبرز مدافعي العالم، وهم: تياغو سيلفا ودافيد لويز ومارسيلو ودانييل ألفيس يتحوّلون من أبطال إلى "زمرة" هواة لا تعرف كيفية ممارسة كرة القدم.
الأكيد أنّ المدرب لويز فيليبي سكولاري هو المسؤول الأوّل عن هذا التدهور البرازيلي الفظيع، من خلال اختياراته السيئة والخاطئة في معظمها. فهو تخلّى عن كاكا ورونالدينيو وروبينيو، في وقت كان بحاجة إلى لاعب بوزن هؤلاء بعد إصابة نيمار.
لكنّ المسؤولية تقع أيضاً على اللاعبين الذين لم يشرّفوا قميص منتخبهم، واكتفوا بالبكاء على الأطلال، والنحيب عند أقل حادثة مؤثرة.
هذا المونديال المشؤوم، جعل البرازيل بحاجة إلى ثورة كروية تبدأ في الفئات العمرية، ولا تنتهي لأنّ العمل سيكون متواصلاً.
هولندا
يبدو أنّ اللقب يرفض أن يكون برتقالياً، هو أصدق تعبير على مسيرة الهولنديّين في كأس العالم. ومونديال 2014 لم يشذ عن هذه القاعدة. فبعد الفوز الثأري الأسطوري على إسبانيا (5-1) في الدور الأوّل، باتت هولندا من أبرز المرشحين لإحراز اللقب.
واستمر هذا الوضع على رغم العثرات التي وقعت فيها هولندا أمام المكسيك وكوستاريكا. لكنّ ضربات الحظ الترجيحية التي قادتها الى نصف النهائي، كانت السبب في عدم بلوغها المباراة النهائية.
لا شكّ في أنّ المدرب لويس فان غال كان وراء هذه الفورة الهولندية الكبيرة، والأداء الجماعي الفريد من نوعه لتشكيلة برتقالية متنوعة بين الخبرة والشباب، كانت تستحق أكثر من المركز الثالث على حساب البرازيل (3-0).
كما لا شكّ بأنّ آريين روبن كان يستحق لقب أفضل لاعب، نظراً لمجهوده الكبير والخارق في معظم مباريات هولندا في المونديال، لكن يبدو أنّ للفيفا رأياً آخر يطرح تساؤلات كثيرة حول كيفية اختيار أفضل اللاعبين.
فرنسا جيدة وخيبة لإيطاليا وانكلترا واسبانيا
واستعادت فرنسا سمعتها التي فقدتها قبل اربعة أعوام في جنوب افريقيا، وحققت نتائج جيدة ببلوغها الدور ربع النهائي، لكن مسيرتها توقفت بعدما اصطدمت بالمانشافت الالماني. وعلى رغم أنّ المواجهة كانت صعبة أضاع خلالها الفرنسيون عدة فرص كانت كفيلة بقلب الطاولة على الألمان، بيد انّ خبرة لاعبي يواكيم لوف كان لها أكبر الأثر في المحافظة على تقدمهم منذ الدقائق الأولى.
امّا بالنسبة الى ايطاليا وانكلترا، فقد كانت نتائجهما مخيبة على رغم الأداء الجيد الذي قدماه في مبارياتهما ضمن المجموعة. فإيطاليا لم تكن سيئة لكنّ الحظ عاندها بسبب عدم تركيز لاعبيها وجعلها تخسر أمام كوستاريكا والأوروغواي. امّا اسبانيا، حاملة اللقب، فخرجت خالية الوفاض من البطولة، حاصدة ثلاث نقاط من فوز يتيم على اوستراليا.
الجزائر وكوستاريكا "الحصانان الأسودان" في البطولة
على الصعيد العربي، حققت الجزائر، ممثلة العرب الوحيدة في المونديال، إنجازاً تاريخياً لها، ببلوغها الدور الثاني لأوّل مرة في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم.
وزادت على ذلك العرض الكبير الذي قدمته أمام منتخب ألمانيا في الدور الثاني، والتي كادت خلاله تطيح الماكينات الألمانية لولا سوء الحظ من جهة، وخبرة لاعبي المانشافت من جهة ثانية والتي قلبت الطاولة على الجزائريين في الوقت الإضافي.
في المقابل ظهر المنتخب الكوستاريكي كأفضل منتخبات أميركا الجنوبية حيث خرج بشق النفس من الدور ربع النهائي أمام هولندا بضربات الترجيح (4-3)، علماً أنّ كوستاريكا تصدّرت مجموعتها (المجموعة الرابعة النارية) والتي ضمّت الأوروغواي وإيطاليا وإنكلترا.
منتخبات آسيا والفشل الذريع
على الصعيد الآسيوي، إيران كانت الأبرز والأقرب لتحقيق مفاجأة ضخمة على حساب الأرجنتين عندما أنهَت الوقت الأصلي معها بالتعادل (0-0) قبل أن ينتزع ميسي الفوز للتانغو في الوقت بدل الضائع.
عموماً، كانت المشاركة الآسيوية مخيبة جداً، نظراً لخروج جميع منتخباتها من الدور الأوّل، بحلولها في المركز الرابع. واكتفت كل من إيران وكوريا الجنوبية واليابان بنقطة واحدة، فيما لقيت أوستراليا ثلاث هزائم متتالية.
التحكيم
شهد مونديال 2014 أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل، أبرزها في مباراة المركز الثالث بين البرازيل وهولندا، عندما احتسب الحكم الجزائري جمال حيمودي ضربة جزاء غير صحيحة لهولندا، لأنّ عرقلة تياغو سيلفا على آريين روبن تمّت خارج المربع البرازيلي. وقد وقع الحكم عينه في خطأ ثان في الحادثة عينها عندما لم يطرد سيلفا لأنه كان آخر مدافع.
كما حصلت أخطاء تحكيمية في مباراة البرازيل وكرواتيا، وفي مباراة البوسنة ونيجيريا، وفي مباراة اليونان وكوستاريكا...
لا شكّ في أنّ مستوى التحكيم تحسّن كثيراً عن المونديال السابق، والفارق الكبير الآن هو الاعتماد على تقنية عين الصقر لخط المرمى، حيث بات بإمكان الحكّام، بشكل لا مجال للشك فيه، معرفة إذا كانت الكرة تخطّت المرمى أم لا.
نجوم المونديال
من اللافت أنّ المونديال شهد تقهقرلاعبين كانوا من الكبار، مثل: أندريس إنييستا وتشافي هرنانديز وسيسك فابريغاس وستيفن جيرارد وأندريا بيرلو، وتراجع مستوى كريستيانو رونالدو. لكنه شهد في المقابل بزوغ أسماء كبيرة في اللعبة، وفي مقدمها الكولومبي جيمس رودريغيز الذي سجّل ستة أهداف وأنهى المونديال بلقب الهدّاف، بعدما فشل كل من الهولندي آريين روبن والألماني توماس مولر في إضافة أي هدف إلى رصيدهما في الدور نصف النهائي والمباراة النهائية.
كما برز لاعبو منتخب كوستاريكا الذين حققوا إنجازات خيالية ببلوغهم الدور ربع النهائي على حساب إيطاليا وإنكلترا واليونان، قبل أن يسقطوا في امتحان ضربات الترجيح أمام هولندا.
وأخيراً، لا بد من الإشادة بحرّاس المرمى الذين أدّوا أدواراً هائلة في قيادة منتخباتهم، وهم: الحارس الألماني مانويل نوير الذي اختير أفضل حارس مرمى في المونديال، والأرجنتيني سيرجيو روميرو الذي صدّ ضربتي ترجيح أمام هولندا في الدور نصف النهائي وفتح الطريق أمام منتخب بلاده لبلوغ المباراة النهائية، والمكسيكي غييرموا أوشوا الذي قام بصدات تعجيزية أمام البرازيل في الدور الاول، والكوستاريكي كايلور نافاس الذي كان أحد أبطال منتخب بلاده في المونديال، والأميركي تيم هاورد الذي حقق رقماً قياسياً في كأس العالم بتصدّيه لـ 15 تسديدة بلجيكية في مباراة المنتخبين في الدور الثاني.
وباتت ألمانيا أوّل دولة أوروبية تنتزع اللقب في قارة أميركا الجنوبية، منذ انطلاق المسابقة عام 1930. مونديال 2014 سيبقى عالقاً في أذهان الجميع مدى الحياة، نظراً لِما شهده من أرقام قياسية ومحطات بارزة لا تنتسى.
ألمانيا
من جهة ألمانيا، يعتبر هذا المونديال الأنجح لها في تاريخها. ففضلاً عن تتويجها، نجحت في تحطيم عدة أرقام قياسية، حيث بات المانشافت أكثر منتخب يخوض المباراة النهائية (8 مرات)، وأوّل منتخب أوروبي يفوز في أميركا الجنوبية، وأوّل منتخب يتأهل إلى الدور نصف النهائي في 4 نسخات متتالية، وأوّل منتخب يخوض الدور ربع النهائي 16 مرة على التوالي بين عامَي 1954 و2014. كما حطم المنتخب الألماني الرقم القياسي البرازيلي في عدد الأهداف المسجلة في تاريخ كأس العالم بعدما رفع رصيده إلى 224 هدفاً، مقابل 221 للسيليساو.
وبات المنتخب الألماني أكثر المنتخبات تسجيلاً للأهداف في إحدى مباريات الدور نصف النهائي عندما سجّل 7 أهداف في المرمى البرازيلي. كما بات المانشافت صاحب أكبر فوز على صاحب الأرض في إحدى نسخات المونديال، وصاحب أكبر فوز على البرازيل في أرضها وبين جماهيرها في مختلف البطولات.
كما حققت ألمانيا في الدور نصف النهائي بمواجهة البرازيل، أسرع خماسية في تاريخ كأس العالم في أقلّ من 30 دقيقة. وعلى الصعيد الجماعي أيضاً، فازت ألمانيا باللقب بتشكيلة ضمّت سبعة لاعبين من ناد واحد هو بايرن ميونيخ.
وهي المرة الثانية على التوالي التي حصل فيها هذا الأمر، إذ أحرزت إسبانيا اللقب قبل أربع سنوات في مونديال جنوب أفريقيا بتشكيلة ضمّت سبعة لاعبين من برشلونة. كما نجح المنتخب الألماني في افتتاح التسجيل في مبارياته السبع في مونديال 2014 في سابقة فريدة من نوعها.
وعلى الصعيد الفردي، انفرد ميروسلاف كلوزه بالرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة للاعب واحد في كأس العالم، بعدما رفع رصيده إلى 16 هدفاً بتسجيله هدفين، الأوّل في مرمى غانا في الدور الأوّل، والثاني في مرمى البرازيل. بدوره، سجل توني كروس أسرع ثنائية في تاريخ المونديال في دقيقة و9 ثوان في مرمى البرازيل في الدور نصف النهائي.
من جهته، بات ماريو غوتزه أوّل لاعب ألماني يسجل في الوقت الإضافي في إحدى المباريات النهائية. كما بات غوتزه خامس ألماني بديل يسجل في النهائيات، وثالث لاعب من بايرن ميونيخ يسجل في إحدى المباريات النهائية، بعد بول برايتنر وغيرد مولر. كما بات فيليب لام ثاني لاعب من بايرن ميونيخ يرفع كأس العالم كقائد للمنتخب الألماني، بعد فرانتس بكنباور.
أما سامي خضيرة فأصبح ثالث لاعب في التاريخ يحرز لقبي المونديال ودوري أبطال أوروبا في موسم واحد، بعد الفرنسي كريستيان كاريمبو (1998)، والبرازيلي روبرتو كارلوس (2002)، والثلاثة كانوا مع ريال مدريد الإسباني.
وفي حراسة المرمى، كان مانويل نوير الوحيد الذي نفّذ رمية تماس بين حراس المرمى في المونديال، عندما فعل ذلك في المباراة النهائية أمام الأرجنتين.
أمّا على صعيد المدرب يواكيم لوف، فقد نجح أخيراً في قيادة المنتخب الألماني إلى اللقب، بعد محاولتين فاشلتين سابقتين له عامَي 2006 و2010. ليصبح أوّل مدرب ألماني يحرز اللقب في الألفية الثانية.
الأرجنتين
خرجت الأرجنتين مرفوعة الرأس من مونديال 2014، بعد تأهلها إلى المباراة النهائية، ونجاحها في جرّ منافستها ألمانيا إلى الوقت الإضافي، قبل أن تسقط بالضربة القاضية قبل 7 دقائق على النهاية.
وهو النهائي الرابع للأرجنتين في تاريخها، حيث أحرزت اللقب عامَي 1978 على حساب هولندا (3-1) بعد التمديد، و1986 على حساب ألمانيا (3-2)، قبل أن تخسر نهائي 1990 أمام ألمانيا (0-1).
لم يكن أداء الأرجنتين في مونديال البرازيل مقنعاً، ووصولها إلى النهائي لم يكن متوقعاً، لكن ضربات الحظ الترجيحية قادتها إلى المباراة النهائية على حساب هولندا.
وكان النجم ليونيل ميسي محور منتخب التانغو في جميع مبارياته، فأنقذه أمام ايران، وفي عدّة مناسبات أخرى، لكنه خيّب الآمال أمام هولندا وألمانيا، وكان اختياره كأفضل لاعب في المونديال مفاجئاً لكثيرين، والذين توقعوا أن يذهب هذا اللقب إلى غيره من اللاعبين مثل: آريين روبن وتوماس مولر وجيمس رودريغيز.
البرازيل
لا شكّ في أنّ البرازيل عاشت أسوأ حياتها الكروية في تاريخها. فمن كان يتصوّر أن تسقط بسباعية أمام منتخب آخر، حتى ولو كان بوزن منتخب ألمانيا.
تاريخ 8 تموز 2014، سيبقى عالقاً مدى الحياة في أذهان البرازيليين، وهو تاريخ أسود لن يمحى بسهولة، لأنه جلب العار إلى الكرة البرازيلية من خلال السقوط (1-7) أمام ألمانيا.
البرازيل التي كانت قبل سنة واحدة بطلة لكأس القارات على حساب إسبانيا بطلة العالم (3-0)، تحوّلت بين ليلة وضحاها، من عملاق كروي عالمي، إلى جسر عبور للمشاة الألمان والهولنديّين. ومن كان يظن أنّ أبرز مدافعي العالم، وهم: تياغو سيلفا ودافيد لويز ومارسيلو ودانييل ألفيس يتحوّلون من أبطال إلى "زمرة" هواة لا تعرف كيفية ممارسة كرة القدم.
الأكيد أنّ المدرب لويز فيليبي سكولاري هو المسؤول الأوّل عن هذا التدهور البرازيلي الفظيع، من خلال اختياراته السيئة والخاطئة في معظمها. فهو تخلّى عن كاكا ورونالدينيو وروبينيو، في وقت كان بحاجة إلى لاعب بوزن هؤلاء بعد إصابة نيمار.
لكنّ المسؤولية تقع أيضاً على اللاعبين الذين لم يشرّفوا قميص منتخبهم، واكتفوا بالبكاء على الأطلال، والنحيب عند أقل حادثة مؤثرة.
هذا المونديال المشؤوم، جعل البرازيل بحاجة إلى ثورة كروية تبدأ في الفئات العمرية، ولا تنتهي لأنّ العمل سيكون متواصلاً.
هولندا
يبدو أنّ اللقب يرفض أن يكون برتقالياً، هو أصدق تعبير على مسيرة الهولنديّين في كأس العالم. ومونديال 2014 لم يشذ عن هذه القاعدة. فبعد الفوز الثأري الأسطوري على إسبانيا (5-1) في الدور الأوّل، باتت هولندا من أبرز المرشحين لإحراز اللقب.
واستمر هذا الوضع على رغم العثرات التي وقعت فيها هولندا أمام المكسيك وكوستاريكا. لكنّ ضربات الحظ الترجيحية التي قادتها الى نصف النهائي، كانت السبب في عدم بلوغها المباراة النهائية.
لا شكّ في أنّ المدرب لويس فان غال كان وراء هذه الفورة الهولندية الكبيرة، والأداء الجماعي الفريد من نوعه لتشكيلة برتقالية متنوعة بين الخبرة والشباب، كانت تستحق أكثر من المركز الثالث على حساب البرازيل (3-0).
كما لا شكّ بأنّ آريين روبن كان يستحق لقب أفضل لاعب، نظراً لمجهوده الكبير والخارق في معظم مباريات هولندا في المونديال، لكن يبدو أنّ للفيفا رأياً آخر يطرح تساؤلات كثيرة حول كيفية اختيار أفضل اللاعبين.
فرنسا جيدة وخيبة لإيطاليا وانكلترا واسبانيا
واستعادت فرنسا سمعتها التي فقدتها قبل اربعة أعوام في جنوب افريقيا، وحققت نتائج جيدة ببلوغها الدور ربع النهائي، لكن مسيرتها توقفت بعدما اصطدمت بالمانشافت الالماني. وعلى رغم أنّ المواجهة كانت صعبة أضاع خلالها الفرنسيون عدة فرص كانت كفيلة بقلب الطاولة على الألمان، بيد انّ خبرة لاعبي يواكيم لوف كان لها أكبر الأثر في المحافظة على تقدمهم منذ الدقائق الأولى.
امّا بالنسبة الى ايطاليا وانكلترا، فقد كانت نتائجهما مخيبة على رغم الأداء الجيد الذي قدماه في مبارياتهما ضمن المجموعة. فإيطاليا لم تكن سيئة لكنّ الحظ عاندها بسبب عدم تركيز لاعبيها وجعلها تخسر أمام كوستاريكا والأوروغواي. امّا اسبانيا، حاملة اللقب، فخرجت خالية الوفاض من البطولة، حاصدة ثلاث نقاط من فوز يتيم على اوستراليا.
الجزائر وكوستاريكا "الحصانان الأسودان" في البطولة
على الصعيد العربي، حققت الجزائر، ممثلة العرب الوحيدة في المونديال، إنجازاً تاريخياً لها، ببلوغها الدور الثاني لأوّل مرة في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم.
وزادت على ذلك العرض الكبير الذي قدمته أمام منتخب ألمانيا في الدور الثاني، والتي كادت خلاله تطيح الماكينات الألمانية لولا سوء الحظ من جهة، وخبرة لاعبي المانشافت من جهة ثانية والتي قلبت الطاولة على الجزائريين في الوقت الإضافي.
في المقابل ظهر المنتخب الكوستاريكي كأفضل منتخبات أميركا الجنوبية حيث خرج بشق النفس من الدور ربع النهائي أمام هولندا بضربات الترجيح (4-3)، علماً أنّ كوستاريكا تصدّرت مجموعتها (المجموعة الرابعة النارية) والتي ضمّت الأوروغواي وإيطاليا وإنكلترا.
منتخبات آسيا والفشل الذريع
على الصعيد الآسيوي، إيران كانت الأبرز والأقرب لتحقيق مفاجأة ضخمة على حساب الأرجنتين عندما أنهَت الوقت الأصلي معها بالتعادل (0-0) قبل أن ينتزع ميسي الفوز للتانغو في الوقت بدل الضائع.
عموماً، كانت المشاركة الآسيوية مخيبة جداً، نظراً لخروج جميع منتخباتها من الدور الأوّل، بحلولها في المركز الرابع. واكتفت كل من إيران وكوريا الجنوبية واليابان بنقطة واحدة، فيما لقيت أوستراليا ثلاث هزائم متتالية.
التحكيم
شهد مونديال 2014 أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل، أبرزها في مباراة المركز الثالث بين البرازيل وهولندا، عندما احتسب الحكم الجزائري جمال حيمودي ضربة جزاء غير صحيحة لهولندا، لأنّ عرقلة تياغو سيلفا على آريين روبن تمّت خارج المربع البرازيلي. وقد وقع الحكم عينه في خطأ ثان في الحادثة عينها عندما لم يطرد سيلفا لأنه كان آخر مدافع.
كما حصلت أخطاء تحكيمية في مباراة البرازيل وكرواتيا، وفي مباراة البوسنة ونيجيريا، وفي مباراة اليونان وكوستاريكا...
لا شكّ في أنّ مستوى التحكيم تحسّن كثيراً عن المونديال السابق، والفارق الكبير الآن هو الاعتماد على تقنية عين الصقر لخط المرمى، حيث بات بإمكان الحكّام، بشكل لا مجال للشك فيه، معرفة إذا كانت الكرة تخطّت المرمى أم لا.
نجوم المونديال
من اللافت أنّ المونديال شهد تقهقرلاعبين كانوا من الكبار، مثل: أندريس إنييستا وتشافي هرنانديز وسيسك فابريغاس وستيفن جيرارد وأندريا بيرلو، وتراجع مستوى كريستيانو رونالدو. لكنه شهد في المقابل بزوغ أسماء كبيرة في اللعبة، وفي مقدمها الكولومبي جيمس رودريغيز الذي سجّل ستة أهداف وأنهى المونديال بلقب الهدّاف، بعدما فشل كل من الهولندي آريين روبن والألماني توماس مولر في إضافة أي هدف إلى رصيدهما في الدور نصف النهائي والمباراة النهائية.
كما برز لاعبو منتخب كوستاريكا الذين حققوا إنجازات خيالية ببلوغهم الدور ربع النهائي على حساب إيطاليا وإنكلترا واليونان، قبل أن يسقطوا في امتحان ضربات الترجيح أمام هولندا.
وأخيراً، لا بد من الإشادة بحرّاس المرمى الذين أدّوا أدواراً هائلة في قيادة منتخباتهم، وهم: الحارس الألماني مانويل نوير الذي اختير أفضل حارس مرمى في المونديال، والأرجنتيني سيرجيو روميرو الذي صدّ ضربتي ترجيح أمام هولندا في الدور نصف النهائي وفتح الطريق أمام منتخب بلاده لبلوغ المباراة النهائية، والمكسيكي غييرموا أوشوا الذي قام بصدات تعجيزية أمام البرازيل في الدور الاول، والكوستاريكي كايلور نافاس الذي كان أحد أبطال منتخب بلاده في المونديال، والأميركي تيم هاورد الذي حقق رقماً قياسياً في كأس العالم بتصدّيه لـ 15 تسديدة بلجيكية في مباراة المنتخبين في الدور الثاني.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:46
الحرب مؤجّلة حتى الربيع
1
07:43
فخٌ إسرائيلي محفوف بالمخاطر
2
07:35
المسيحيّون في لبنان: هواجس سياسية بجذور لاهوتية
3
11:54
30 باصًا.. هبة قطرية للبنان
4
09:01
مصدرٌ رفيع لـ"الجمهورية": مستعدّون للوصول إلى تفاهم أمنيّ مع إسرائيل
5
07:39
آلية إنقاذ الأرواح والممتلكات... «الميكانيزم» نموذجاً
6
08:34
مرجعٌ كبير لـ"الجمهورية": لا أرى تصعيداً خلافاً للمناخ الحربي
7
06:36
مانشيت "الجمهورية": إشارات خارجية تقلّل من احتمالات الحرب... عون: يبثون الشائعات لأسباب سياسية
8