لَوْ عابد فهد قَتَل يوسف الخال
لَوْ عابد فهد قَتَل يوسف الخال
اخبار مباشرة
جوزف طوق
لو لم تمتلئ نشرات الأخبار المسائية بالنساء المرضوضات المستلقيات على أسرّة المستشفيات، ولو لم تصطف ربّات المنازل في البرامج الصباحية للحديث عن الولاء الزوجي الأعمى، هل كنّا قلنا إنّ المرأة العربية تمارس كامل حريتها الزوجية؟ ولو لم نشهد على ولادة مسلسل «لَوْ» مع بداية شهر رمضان الحالي، هل ما كنّا عرفنا أنّ حتى الأمهات الشرقيات يتقنّ الخيانة، أو بالأحرى يتقنّ الغرام من خلف قضبان الزواج؟
إستجمع صنّاع الدراما العربية قواهم، وتجرّأوا بعد أكثر من 150 عاماً من الانتظار على الاعتراف عبر الشاشة الفضية أنّ الزوجة تتقن، كما زوجها لا بل أفضل، خيانةَ مفهوم الزواج التقليدي وقيوده وخوض غمار علاقة عاطفية جامحة.
150 عاماً مرّت على صدور كتاب «مدام بوفاري» للفرنسي غوستاف فلوبير الذي عالج للمرّة الأولى قصّة الزوجة التي تخون زوجها لتعيش حياة شهوانية مليئة بالمغامرات الجنسية هرباً من تفاهة الحياة المحافِظة.
مسلسل «لَوْ» هو النسخة العربية من القصّة التي تُعرض خلال شهر رمضان على شاشتَي MBC وMTV، وتتمحور أحداثه حول العلاقة الجنسية (وليس بالتحديد الغرامية) التي تجمع ليلى (نادين نسيب نجيم) وجاد (يوسف الخال). وليلى الهاربة من برودة علاقتها الزوجية مع غيث (عابد فهد) المنهمك بأعماله المزدهرة، وجدت الدفء في أحضان جاد الرسّام الذي منحها كامل حنانه.
لم يتوقّع مشاهدو «لَوْ» الجالسون في راحة كنباتهم أن تتسلّل إليهم هذه «الخيانة العربية» بسلاسة مريبة، فيجدوا أنفسهم متعاطفين مكرَهين مع عابد ونادين ويوسف، الذين يجرّونهم بأدائهم المتقن لشخصيّاتهم إلى الاعتراف بهذا التابو المنبوذ في مجتمعاتنا.
الحلقات العشر الأولى من المسلسل مثيرة للاهتمام، حتى وإن كانت في بعض الأحيان مبالغة خصوصاً لناحية الصدف الغريبة. لكنها تمحورت بشكل أساسي حول تصوير الطريقة التي يمكن لإمرأة متزوجة وسعيدة أن تقع في علاقة غرامية، وكيف تضبط إيقاع عاداتها اليومية لتعيش حياة مزدوجة.
وهكذا يتضّح لنا أنّ ليلى تحبّ ابنتها وزوجها، ولكنها تشتهي رجلاً آخر. وعلى مدى حلقات عدة، كانت علاقة ليلى السرّية مع جاد هي القسم الجميل من المسلسل حيث ركّز المخرج (سامر البرقاوي) على زيادة الإضاءة في كادرات الخيانة ليضفي عليها البهجة، في حين كانت مشاهد الزوجين ليلى وغيث في منزلهما مأخوذة في مساحات ضيّقة ومظلمة. ولكنّ جوّ الهناء لم يطل كثيراً إذ بدأت ليلى تصبح أكثر إهمالاً تجاه عائلتها وخصوصاً ابنتها، وكثرت أكاذيبها غير المحسوبة ما فاقم شكوك زوجها.
وهنا بدأ العمل يأخذ منعطفاً مشوّقاً مع تحوّل الزوج الذي يدير مصرفاً إلى جاسوس يلاحق زوجته، والعشيق الناضج الذي يعمل استاذاً في الجامعة إلى مجرّد مراهق يمتهن العتاب واللوم، والأم التي كانت تسهر على مصلحة زوجها وإبنتها إلى فتاة متهوّرة. لا شكّ في أنّ أفعالهم مجتمعة ستحوّل المسلسل إلى ميلودراما من الأحداث المتلاحقة التي تمهّد لخاتمة مؤلمة.
وما بين عابد فهد ويوسف الخال، تبدو نادين نسيب نجيم بطلة العمل الوحيدة التي حظيت بفرصة تثبيت وجودها الدرامي وتأكيد نجوميتها عبر المزج ما بين جمالها وقدراتها التمثيلية. وفي حين برع كلّ من فهد والخال في تجسيد شخصيتهما، إلّا أنّ النصّ لم يخدمهما بطريقة إيجابية وأوقعهما في فخّ التكرار الدرامي خصوصاً بعدما شعر المشاهدون بحال من الـ»Déjà vu» مع عابد فهد الذي عاد ولبس مرّة جديدة دورَ الرجل الغيور على زوجته الجميلة، حتى وإن كان منسوب العنف لديه متدنياً مقارنةً مع دوره في «لعبة الموت».
وأمّا يوسف الخال، فقد غرق هو الثاني في رمال التكرار المتحرّكة، بعد أن ذكّر المشاهدين بدوره في مسلسل «جذور» حيث برع أيضاً في تجسيد دور الرجل الناضج الذي يتحوّل بشغفه إلى مراهق متهوّر يبدّي القلب على العقل.
لَو عابد فهد كان ريتشارد جير لاستحقّ كغيره من نجوم هذا العمل بعضَ الإبتكار في السيناريو والإخراج المنسوخين بطريقة غير مبرّرة عن أعمال أجنبية (Unfaithful وLa femme infidèle)، على ما يقرّ صنّاع العمل. ولعلّ حساسية الموضوع الذي تتمّ معالجته في مسلسل «لَوْ» لم تمنح صنّاعه ما يكفي من المساحة للمراوغة بتفاصيل تحمل الكثير من الخطورة على الصعيدين الإجتماعي والدرامي، خصوصاً بعد أن شعرت شريحة كبيرة من المشاهدين بما يمسّ قيَمها.
ولو غيث قَتَل جاد في نهاية المسلسل على غرار ما حصل في النسخات الأجنبية للقصّة نفسها، فستكون خيبتنا كبيرة في دراما عربية خسرت هويتها فقط في سبيل استنساخ قصّة إنهيار العلاقات الزوجية على يد العلاقات الشهوانية.
150 عاماً مرّت على صدور كتاب «مدام بوفاري» للفرنسي غوستاف فلوبير الذي عالج للمرّة الأولى قصّة الزوجة التي تخون زوجها لتعيش حياة شهوانية مليئة بالمغامرات الجنسية هرباً من تفاهة الحياة المحافِظة.
مسلسل «لَوْ» هو النسخة العربية من القصّة التي تُعرض خلال شهر رمضان على شاشتَي MBC وMTV، وتتمحور أحداثه حول العلاقة الجنسية (وليس بالتحديد الغرامية) التي تجمع ليلى (نادين نسيب نجيم) وجاد (يوسف الخال). وليلى الهاربة من برودة علاقتها الزوجية مع غيث (عابد فهد) المنهمك بأعماله المزدهرة، وجدت الدفء في أحضان جاد الرسّام الذي منحها كامل حنانه.
لم يتوقّع مشاهدو «لَوْ» الجالسون في راحة كنباتهم أن تتسلّل إليهم هذه «الخيانة العربية» بسلاسة مريبة، فيجدوا أنفسهم متعاطفين مكرَهين مع عابد ونادين ويوسف، الذين يجرّونهم بأدائهم المتقن لشخصيّاتهم إلى الاعتراف بهذا التابو المنبوذ في مجتمعاتنا.
الحلقات العشر الأولى من المسلسل مثيرة للاهتمام، حتى وإن كانت في بعض الأحيان مبالغة خصوصاً لناحية الصدف الغريبة. لكنها تمحورت بشكل أساسي حول تصوير الطريقة التي يمكن لإمرأة متزوجة وسعيدة أن تقع في علاقة غرامية، وكيف تضبط إيقاع عاداتها اليومية لتعيش حياة مزدوجة.
وهكذا يتضّح لنا أنّ ليلى تحبّ ابنتها وزوجها، ولكنها تشتهي رجلاً آخر. وعلى مدى حلقات عدة، كانت علاقة ليلى السرّية مع جاد هي القسم الجميل من المسلسل حيث ركّز المخرج (سامر البرقاوي) على زيادة الإضاءة في كادرات الخيانة ليضفي عليها البهجة، في حين كانت مشاهد الزوجين ليلى وغيث في منزلهما مأخوذة في مساحات ضيّقة ومظلمة. ولكنّ جوّ الهناء لم يطل كثيراً إذ بدأت ليلى تصبح أكثر إهمالاً تجاه عائلتها وخصوصاً ابنتها، وكثرت أكاذيبها غير المحسوبة ما فاقم شكوك زوجها.
وهنا بدأ العمل يأخذ منعطفاً مشوّقاً مع تحوّل الزوج الذي يدير مصرفاً إلى جاسوس يلاحق زوجته، والعشيق الناضج الذي يعمل استاذاً في الجامعة إلى مجرّد مراهق يمتهن العتاب واللوم، والأم التي كانت تسهر على مصلحة زوجها وإبنتها إلى فتاة متهوّرة. لا شكّ في أنّ أفعالهم مجتمعة ستحوّل المسلسل إلى ميلودراما من الأحداث المتلاحقة التي تمهّد لخاتمة مؤلمة.
وما بين عابد فهد ويوسف الخال، تبدو نادين نسيب نجيم بطلة العمل الوحيدة التي حظيت بفرصة تثبيت وجودها الدرامي وتأكيد نجوميتها عبر المزج ما بين جمالها وقدراتها التمثيلية. وفي حين برع كلّ من فهد والخال في تجسيد شخصيتهما، إلّا أنّ النصّ لم يخدمهما بطريقة إيجابية وأوقعهما في فخّ التكرار الدرامي خصوصاً بعدما شعر المشاهدون بحال من الـ»Déjà vu» مع عابد فهد الذي عاد ولبس مرّة جديدة دورَ الرجل الغيور على زوجته الجميلة، حتى وإن كان منسوب العنف لديه متدنياً مقارنةً مع دوره في «لعبة الموت».
وأمّا يوسف الخال، فقد غرق هو الثاني في رمال التكرار المتحرّكة، بعد أن ذكّر المشاهدين بدوره في مسلسل «جذور» حيث برع أيضاً في تجسيد دور الرجل الناضج الذي يتحوّل بشغفه إلى مراهق متهوّر يبدّي القلب على العقل.
لَو عابد فهد كان ريتشارد جير لاستحقّ كغيره من نجوم هذا العمل بعضَ الإبتكار في السيناريو والإخراج المنسوخين بطريقة غير مبرّرة عن أعمال أجنبية (Unfaithful وLa femme infidèle)، على ما يقرّ صنّاع العمل. ولعلّ حساسية الموضوع الذي تتمّ معالجته في مسلسل «لَوْ» لم تمنح صنّاعه ما يكفي من المساحة للمراوغة بتفاصيل تحمل الكثير من الخطورة على الصعيدين الإجتماعي والدرامي، خصوصاً بعد أن شعرت شريحة كبيرة من المشاهدين بما يمسّ قيَمها.
ولو غيث قَتَل جاد في نهاية المسلسل على غرار ما حصل في النسخات الأجنبية للقصّة نفسها، فستكون خيبتنا كبيرة في دراما عربية خسرت هويتها فقط في سبيل استنساخ قصّة إنهيار العلاقات الزوجية على يد العلاقات الشهوانية.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Dec 14
إسرائيل توجه رسالة تحذيرية للبنان!
1
11:48
تفاصيل "هجوم سيدني": تحييدُ مهاجم واعتقال آخر و10 ضحايا
2
Dec 14
بفيديو مؤثر.. "البطل جون سينا" يعتزل رسمياً عالم المصارعة!
3
15:13
استراليا تتّهم إيران بهجوم سيدني... وتطرد السفير!
4
Dec 14
كشفُ تفاصيل هجوم جامعة براون.. وما مصير المشتبه به؟
5
Dec 13
شرقٌ للوحوشِ المتوكّلين على الله!
6
15:02
الشرطة الأسترالية تكشف ملابسات هجوم سيدني "الإرهابي"
7
Dec 14
سفراء وملحقون عسكريون إلى الجنوب...
8