سوريون إحتلوا شوارع لبنان في عرض عضلات لمؤازرة الأسد
سوريون إحتلوا شوارع لبنان في عرض عضلات لمؤازرة الأسد
اخبار مباشرة
  • 23:03
    محافظة النبطية تعلن جهوزيتها لتوزيع صناديق الاقتراع
  • 22:58
    قاسم في رسالة إلى أهل الجنوب: مشاركتكم الكثيفة جزءٌ من إعادة الإعمار
  • 22:57
    وزير الخارجية الإيراني: التهديدات الإسرائيلية باستهداف منشآتنا النووية إذا فشلت المفاوضات مضحكة
  • 22:57
    وزير خارجية إيران: من غير الممكن على الإطلاق تفكيك منشآت التخصيب ولدينا القدرة على امتلاك سلاح نووي ولكن لا نسعى لذلك
  • 21:47
    الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف منطقة وادي حسن عند أطراف بلدة مجدل زون
  • 21:36
    ٣ غارات إسرائيلية جديدة على الجنوب
  • 21:06
    ‎“خُلاصة "الجمهورية
  • 20:50
    الوكالة الوطنية: غارة معادية استهدفت اطراف القطراني في جزين
  • 20:27
    بالفيديو- أبرز الاخبار العالمية والمحلية
  • 20:14
    نتنياهو: أنا مستعد لوقف إطلاق النار مؤقتا في غزة لضمان إطلاق سراح الرهائن
  • 20:13
    نتنياهو: تقارير المؤسسات الدولية بشأن المجاعة في غزة "كاذبة"
  • 20:12
    نتنياهو لماكرون وستارمر وكارني: أنتم على الجانب الخطأ من العدالة والإنسانية
  • 19:47
    الأمم المتحدة: نقل نحو 90 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة
ألان سركيس
جريدة الجمهورية
Thursday, 29-May-2014 00:35
كشفت الإنتخابات الرئاسية السورية التي جرت في لبنان، النقاب عن حجم كارثة موجودة بين الشعب اللبناني لا يعرف متى تنفجر، في ظل تراخي الدولة اللبنانية وعدم قدرتها على ضبط النزوح السوري، الذي تحوّل الى احتلال مقنّع يضرب بنية الدولة وأسسها.
شعر اللبنانيون بالخطر الوجودي بعدما شاهدوا هذا الكمّ الهائل مما يسمّى نازحين سوريين مفترضين وشبيحة حقيقيين يملأون شوارع الحازمية وضواحيها، خصوصاً أن هذا النزوح يترافق مع أزمة سياسية تعصف بالبلاد في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية، وعدم إمكان فرض الأمن إلّا بالتراضي، ويسأل كل لبناني عن الأفق المرسوم بعدما تبيّن أنّ حل الأزمة السورية ليس قريباً، فالنازحون السوريون يشكلون خطراً على ديموغرافية لبنان الذي يتميز بتركيبة دقيقة، كذلك، فإنهم أخذوا سكن اللبناني وعمله واحتلوا طرقاته وهدّدوا مصالحه، ويشعرون بفائض القوّة الذي قد يترجم بعد فترة الى «إحتلال» ربما يصل الى مرحلة استعمال السلاح وإعادة عقارب الساعة الى زمن الـ 1975.

البلد في خطر والأزمة السورية ضربته، والخطر يظهر جلياً مع تمسّك هؤلاء النازحين بالبقاء في لبنان، مع العلم أنّ المناطق التي ينتمون اليها آمنة وهم من مؤيدي الأسد، ما يبشّر بسياسة إستيطان جديدة.

فمع بداية الأزمة السورية، توافد الى لبنان آلاف النازحين السوريين، الهاربين من الموت، فاستقبلهم اللبنانيون برحابة صدر على الرغم من الضائقة المالية والوضع الإقتصادي الصعب الذي يعانون منه، لكن ومنذ الصيف الماضي، لم يعد لبنان قادراً على استيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين، وقد لاحظ اللبنانيون لوحات السيارات التي تحمل أسماء دمشق وحلب بأعداد كبيرة، ومن المعروف أن الأرستقراطيين السوريين هم من مؤيدي الرئيس بشارالأسد، فيما الثورة هي ثورة الفقراء، إضافة الى أن العاصمة دمشق لم تحدث فيها إشكالات أمنية.

على مسافة قريبة من القصر الجمهوري اللبناني، الذي يتحمّل حلفاء سوريا الجزء الأكبر من فراغه، حضّرت الأحزاب الموالية للأسد لما سُمّي التظاهرة الكبيرة الموالية للأسد في قلب لبنان، في رسالة واضحة الى ما تبقّى من استقلالية لبنانية ومقاومة لمحاولة وضع اليد على قراره، وتقول الرسالة إننا حاضرون في لبنان وما زلنا فاعلين وقادرين على زعزعة أمنه وإزعاج شعبه ساعة نريد، وللمفارقة أن هذه الأحزاب التي تعطّل انتخاب رئيس جمهورية لبنان تحمّست بشكل إستفزازي لإعادة انتخاب الأسد.

عذاب اللبنانيين

رحلة عذاب اللبنانيين بدأت منذ الصباح، عندما بدأ السوريون بالتوافد الى مبنى السفارة السورية في اليرزة بكثافة منذ الخامسة صباح أمس للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات الرئاسية، ما أدى الى زحمة سير خانقة مع تنفيذ الجيش انتشاراً واسعاً وكثيفاً، حيث أقام حواجز تفتيش ودقّق بهويات القادمين. فيما فتحت صناديق الإقتراع عند السابعة صباحاً.

وشهدت الطرق المؤدية الى السفارة زحمة سير خانقة ما إنعكس زحمة في بلدات عدة في قضاء بعبدا، وكذلك على الطريق الدولية من عاليه وصولاً إلى الساحل. كما شهدت مناطق لبنانية عدة تجمعات للسوريين المؤيدين للاسد أو المرغمين على ذلك، أبرزها في الرويسات وزعيترية -الفنار، حيث عمد «إنضباط» «حزب الله» بشكل علني الى تنظيم الناخبين الذين رفعوا أعلام سوريا الأسد و»حزب الله» وصور الاسد وامين عام الحزب السيد حسن نصرالله.

وقد عمد الحزب إلى تنظيم إنتقال المقترعين من مناطق عدّة في لبنان إلى صناديق الإقتراع. فيما اعلن رئيس بلدية الحازمية ان ارتال السيارات وصلت الى اوتوستراد التحويطة ولم يتبلغ من احد بالتدابير، وناشد الجيش ايجاد الحل. وتسببت زحمة السير بتأخّر الطلاب عن مدارسهم ومعظمهم عن الامتحانات.

من الطريق الى الحازمية، ترى السيارات السورية الفخمة، اضافة الى العمال السوريين الذين استقلوا الباصات، وسط اطلاق العنان للزمامير والأناشيد الموالية للأسد، وعند سؤال البعض عن سبب اقتراعهم في لبنان بدل سوريا، يقولون انهم موجودون في لبنان منذ فترة وقد فتحوا مصالح لهم هنا، على الرغم من انهم من دمشق التي تعتبر هادئة امنياً، وعن المرشح الذي سينتخبوه يقولون طبعاً «ليش في غيرو، سيادة الرئيس بشار الأسد».

أما بعض السوريين من العمال، فيبررون قدومهم بأنهم «دخلوا بطريقة شرعية الى لبنان، وأسماءهم موجودة في السفارة، واذا لم ننتخب الأسد سنتعرض لمضايقات فور عودتنا الى بلادنا».

السيارات التي كانت تسير على «برمة الدولاب» وتقف لوقت طويل، عانت من حماوة الطقس، ومنها تعطل، كذلك، سجّلت حالات إغماء بين عدد كبير من السوريين، اضافة الى مناشدات اللبنانيين الذين علقوا بين «امواج» الشعب السوري.

النقمة الأكبر كانت لأهالي الحازمية، فتقول منى «أين هي الدولة، زعران واستفزازيين وفلتوا بيننا، ما صدّقنا أي متى فلّو من عنّا حتى رجعوا». واعتراضات أهالي الحازمية هي نموذج عن اعتراضات المناطق المحيطة بها، فمنظر الباصات التي تمرّ من الدكوانة رافعة صور الاسد باللباس العسكري وصور الجيش السوري الذي قصف وقتل أهل تلك المناطق مراراً وتكرارا، ذكّر الأهالي ببوسطة عين الرمانة، فقال أحد الواقفين على تقاطع الدكوانة قرب المهنية، «ماذا لو خرج أحدهم وتضايق من هذا المشهد الإستفزازي واطلق النار، فهل نعود الى الحرب بسببهم وهم الذين دمروا بلدنا؟

لم يكتفِ السوريون بإطلاق الصيحات الموالية للأسد ونصرالله والعماد ميشال عون، بل أطلقوا الشعارات المنددة بالرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، معتبرين أنهم عملاء لإسرائيل وسيسحقهم الأسد عندما ينتصر.

النقمة الأساسية كانت على قوى «14 آذار» والحكومة، اللتين لم تتخذا موقفاً يطالب بمنع عملية الانتخاب في لبنان والحذو حذو الدول التي رفضت
هذه المسرحية، فاستلحقت الامانة العامة لهذه القوى نفسها، وعقدت اجتماعاً أمس، ووجدت في العراضات والاستفزازات التي قام بها السوريون الموالون للنظام في لبنان تحت ذريعة المشاركة في التصويت أوضح دليل على انهم غير مهددين بأمنهم، وبالتالي فإن صفة النزوح لا تنطبق عليهم، وبالتالي تطالب الأمانة العامة الحكومة اللبنانية العمل على ترحيلهم فوراً إلى بلدهم.

من جهتها، أكدت مصادر وزارة الداخلية لـ«الجمهورية»، أن «الوزارة أصدرت بياناً منذ أسبوع بحظر ممارسة اي نشاط سياسي للسوريين، لكن ما حصل فاق التوقعات»، لافتة الى أن «الوضع سيء جداً وهو من تداعيات النزوح السوري، والأسوأ أننا غير قادرين على فعل شيء». ولفتت الى أن «الداخلية تحاول ايجاد حلّ لهذه الأزمة، لكنها أكبر من طاقتنا، وسنبحث في سبل الخروج من المأزق مع جمعيات دولية».

الترحيل

هذا على الأرض، أما في السياسة، فيؤكد عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح لـ«الجمهورية» أن «الإنتخابات اثبتت ان هناك نسبة كبيرة ممن يدعون النزوح أتوا الى لبنان من اجل الاستفادة من المساعدات التي تقدمها هيئات الاغاثة ولا تحصل في مناطقهم مشاكل، وقد تبيّن أن هؤلاء ليست لديهم مشكلة مع نظام الأسد وفي إمكانهم العودة ساعة يشاؤون. من هنا على الدولة اللبنانية أن تتخذ الاجراءات اللازمة لترحيل من لا تنطبق عليه صفة النازح بعدما سببوا بأزمة داخل لبنان».

وعن عدم أخذ «14 آذار موقفاً يطالب بعدم اجراء الانتخابات في لبنان، اوضح الجراح أن هذه الانتخابات شكلية وصورية وكل دول العالم لن تعترف بنتيجتها، لكن النظام السوري اتخذ هؤلاء لتعكير الجو في لبنان من اجل زرع الفتنة وهذا ليس غريباً عن النظام»، مشددا على أن «الاجراءات التي تتخذها ستكون بإعادة تنظيم اللجوء».

وعن تطبيع «14 آذار مع النظام بعدما حقق انتصارات ميدانية على الأرض، لفت الى ان «النظام السوري سقط من اول يوم في الثورة ولن نُطبّع معه ولا شرعية لنظام يقتل شعبه، فعدد القتلى بلغ نحو 200 ألف قتيل ولا يعنينا التقارب السعودي الايراني، فقرارنا واضح بعدم التطبيع مع من يقتل شعبه».

ورأى أن «تصرّف «حزب الله» وبعض الأحزاب الموالية لسوريا ليس غريبا، وقد مارسوا ضغوطاً على النازحين بالترهيب للانتخاب بالقوة»، داعيا الحكومة الى «التحرك سريعا لمنع الوضع من الانفجار».

من جهته، يعتبر عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب ايلي ماروني لـ»الجمهورية»، أن «الفوضى السورية انتقلت الى لبنان كما أراد النظام السوري، ومن هنا يجب العمل على حل هذه القضية حيث يوجد الكثير من المناطق الآمنة داخل سوريا يسيطر عليها النظام، وقد أثبتت هذه الانتخابات أن هؤلاء هم من مؤيدي الأسد، كذلك، فإن هناك مناطق اقليمية بين لبنان وسوريا يمكن اقامة مخيمات لهم فيها».

ووصف ماروني مشهد السفارة والنزوح بأنه احتلال مدني للبنان، لأن النازح يبقى داخل مخيمه بينما هؤلاء هم من جماعة الأسد ويمارسون شعاراتهم السياسية ويستفزون الأهالي ويضيّقون على اللبنانيين ويعكرون صفو الأمن والاستقرار، فاذا استمر الوضع هكذا سيحلّون مكان اللبنانيين، لذلك يجب ترحيلهم في أسرع وقت ممكن واجلاء المحتلين عن أرضنا».

وعبّر ماروني عن تخوّفه من انتقال الإحتلال المدني الى احتلال عسكري، لأن الاحزاب الحليفة لسوريا التي ترعاهم قادرة على مدهم بالسلاح، ويستطيعون في أي وقت تنفيذ انقلاب لأن تاريخهم معروف «، لافتا الى أن حزب الكتائب طرح على الحكومة تنظيم اللجوء، لكن لم يتفاعل احد مع طرحنا، وبالتأكيد بعد رؤية هذا المشهد ستكون هناك اجراءات فعلية» داعيا «الحكومة ووزير الداخلية والاجهزة الامنية الى انقاذ لبنان من هذه الكارثة».

لقد فتح نهار الإنتخاب أمس الأعين على أزمة كارثية، فبعدما كان اللبنانيون يتذمرون من السفير السوري وتصرفاته، أصبح بينهم عشرات آلاف السوريين الذين يشبهون السفير ويوصفون بـ«الشبيحة».
theme::common.loader_icon