رنا خطّار: قد أكون خليفة جورجينا رزق
رنا خطّار: قد أكون خليفة جورجينا رزق
اليسار حبيب
جريدة الجمهورية
Tuesday, 20-May-2014 00:05
دخلت عالم الجمال وعروض الأزياء في الثالثة عشرة من عمرها، مؤمنةً بجمالها وثقافتها، فنافست الفتيات المُتمرِّسات في المهنة آنذاك وحصدت ألقاباً ونتائج جماليّة مهمّة. رُشّحت العام الفائت لنيل لقب «ملكة أجمل عيون» الذي فازت به هيفاء وهبي، فانتزعته بجدارة وسحرت الحضور ولجنة التحكيم بعينيها الجميلتين اللتين تنظران الى البعيد بأمل وتفاؤل. ومُنذ أقلّ من أسبوعين عُيّنت ملكةً على الشرق، بسحرها وجمالها وثقافتها، مُنتزعةً لقب «سحر الشرق» من 17 مُتبارية.
هي رنا خطّار، شابّة في مُقتبل عمرها من بلدة قتالة قضاء بعبدا، أحبّت الجمال وعشقت الموضة، فقرّرت خوضَ غمار هذا العالم الأنيق من بابه الواسع مُنذ كانت طفلة على مقاعد الدراسة.

«تميّزتُ بجمالي منذ صغري، وكنت ألفت أنظار جميع الطلّاب، وكنت الفتاة الجَذّابة في المدرسة، وهذا ما دفعني إلى دخول عالم عروض الأزياء»، هذا ما أكّدتهُ رنا لـ»الجمهورية»، في إطلالة صحافيّة هي الأولى لها بعدَ نَيلها لقب «سحر الشرق».

النجاح في لبنان

وشدّدت خطّار في حديثها، على أهميّة التوفيق بين الجمال الخارجي والثقافة في ما يخصّ الموضة والألقاب الجماليّة، «فجمال الجَسد لا يكفي، بل للثقافة دور كبير في المُسابقات الجماليّة، خصوصاً تلك التي تُنَظّم على الصعيدَين العربي والعالمي».

ولاقت رنا دعمَ الأهل والمحيطين وتشجيعهم، موضحةً أنّ ذلك «ساعدها على دخول عالم عروض الأزياء، فتَبَنّتني شركات عالميّة آمَنَت بي وبجمالي، وتلقيّتُ عُروضاً مُغرية للعمل في بلدان خارجيّة». لكنّها لم تقبَل كُلّ تلك العروض، والسبب هو رفضها ترك لبنان وتخلّيها عنه على رغم الصعوبات والمُشكلات التي مَرّ بها، والظروف السيّئة التي واجهته، ففضّلت إكمال دراستها وتحقيق أهدافها الجمالية في لبنان، عوَض تحقيقها خارجاً.

أهمّية الإصرار

وشدّدت «ملكة أجمل عيون» على أنّ تشجيع الأهل والمحيطين لا يكفي وحده في عالم الجمال، «وإنما يرافقه ذلك إصرار من الذات ورغبة في
التحدّي، خصوصاً في مجتمعنا العربي، حيث لا تجرؤ المرأة على الظهور تحت الأضواء كثيراً، وتعاني صعوبات كثيرة تعترض مسيرتها». وقد تحدّت رنا مجتمعها بإصرار وثبات وثقة، فوصلت الى ما هي عليه اليوم.

وتطرّقت في حديثها الى الصعوبات التي تعانيها المرأة الشرقية الجمالية «فهي تحتاج الى إمكانات مادية لتبرز جمالها أكثر من المرأة التي تتحلى بصفات عادية، وهذا ما قد يجعلها تقع ضحيّة الطمع». لكنّ «سحر الشرق» لم تنجرّ وراء الطمع يوماً حسب ما أكّدت، «وإنما حافظتُ على طموحي الذي كان بمثابة تذكرتي الى عالم الجمال والاناقة، وهويتي في الحياة ووسيلتي لبلوغ أهدافي».

شهادتان جماليتان


وبفضل إصرارها وطموحها وثقتها بنفسها، حقّقت رنا شهادتين جماليتين مميزتين «فمحلّياً خلفتُ هيفاء وهبي بلقب ملكة أجمل عيون، وعلى صعيد الشرق حققت هويّة جديدة هي سحر الشرق التي مكّنتني من إبراز هويّة لبنان وسحره وتألّقه في هذا الشرق الساحر». ولتتمكّن هذه الفتاة الشابّة من
بلوغ أهدافها، لا شكّ في أنّها عانت صعوبات كثيرة ومن نظرة شرقية حادقة نوعاً ما تنظر الى الفتاة الجميلة بعين قاسية ناقدة، فكيف تعاملت معها؟

«يقول سقراط «إعرف نفسك»، وقد رافقتني هذه الكلمة في مسيرتي الجمالية، وساعدتني على معرفة أهدافي والسعي الى بلوغها، على رغم أقاويل الناس التي أحترمها، وعلى رغم سعي بعضهم الى الحدّ من طموحي»، وفق ما قالت رنا بثقتها الفريدة وجرأتها المعهودة. وتابعت موضحةً «على كلّ إنسان أن يعرف نفسه ليتمكّن بالتالي من تحديد أهدافه في الحياة، وإلّا تاه في زواريبها الكبيرة والمتشعّبة».

... لقب ذهبي

ودعت خطّار جميع الناس الى إكتشاف النعم التي وهبهم إياها الله والعمل على تنميتها «فما من إنسان فقير، لأنّ الله يغني بعضهم على الصعيد الجمالي، فيما يغني البعض الآخر على الصعيد المعنوي أو المهني، وعلى كلّ فرد تنمية مواهبه ليكتمل غناه الفعليّ».

وعمّا أضافه لقب «سحر الشرق» عليها كامرأة لبنانية وشرقية، أجابت خطّار: «كفتاة لبنانية طموحة، لم أكتفِ بلقب جمالي محلّي واحد، وإنما رغبت في نيل لقب آخر على صعيد أوسع يكرّس مكانة لبنان المهمّة في هذا الشرق، لقب ذهبي يعزز صورة لبنان- بلد الفنيق- كلؤلؤة لهذا الشرق، ويضيء أمجاد هذا البلد الذي اخترع الحرف وصدّره الى الخارج». أمّا على الصعيد الشخصي «فإنّ هذا اللقب الذهبي، يرضي غروري كامرأة خصوصاً أنّ السحر هو أجمل صفة لدى المرأة، لأنّه يجمع أجمل صفاتها ويدمج الجمال الخارجي والثقافة والجاذبية والأناقة».

... الى العالمية!


وبعد نيلها لقبين عربيين: واحد على صعيد محلي وآخر على صعيد عربي، تطمح خطّار الى نيل ألقاب عالمية «فإذا حزتُ لقب ملكة أجمل عيون، فهذا لأنني أنظر الى البعيد وأطمح في تحقيق ذاتي كامرأة لبنانية جميلة وقوية على صعيد محلّي وعالمي أيضاً، خصوصاً وأنّ لقب سحر الشرق يقارب في مضمونه العالمية».

وأبدت خطّار سعادتها في حصولها على وشاحين باللغة العربية، شاكرةً بذلك كلّ الداعمين والمشجّعين لها ولا سيّما المحاميَين ساني وهاني أبي نادر صاحبَي شركة Peace (صاحبة 50 لقباً جمالياً) اللذين آمنا بجمالي، ناهيك عن الأستاذ مارون مراد الذي توّج جورجينا رزق ملكة لجمال لبنان آنذاك لتتربع لاحقاً على عرش ملكة جمال الكون». فهل تصبح رنا خطّار ملكةً لجمال الكون أيضاً؟ «لا شيء مستحيلاً، وقد أُصبح يوماً خليفة لجورجينا رزق»، هكذا أجابت خطّار بثقتها التي تميّزها.

وختمت لقاءها، مميّزة بين وكالات عرض الأزياء ووكالات الالقاب الجمالية، موضحةً: «لم أرغب في الاستمرار بعرض الأزياء فقط، خصوصاً أنني أملك مقومات جمالية وفكرية وثقافية، وروح الأصالة في داخلي تخوّلني الانخراط في مضمار الجمال وانتزاع الالقاب الجمالية المهمة بجدارة. وبما أنّ الانسان يترقّى من رتبة الى أخرى، ترقّيتُ وأصبحتُ ملكة تشارك في نشاطات إنسانية وسياحية وثقافية وإجتماعية».
theme::common.loader_icon